باتيلي يبحث عن حل أفريقي لإخراج «المرتزقة» من ليبيا

موسكو لمناقشة الأزمة السياسية الليبية بمجلس الأمن

وزير خارجية السودان مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حساب باتيلي على «تويتر»)
وزير خارجية السودان مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حساب باتيلي على «تويتر»)
TT

باتيلي يبحث عن حل أفريقي لإخراج «المرتزقة» من ليبيا

وزير خارجية السودان مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حساب باتيلي على «تويتر»)
وزير خارجية السودان مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حساب باتيلي على «تويتر»)

يكثف عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، من جهوده لتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية بالبلاد قبل انتهاء العام الحالي، مفضلاً الاتجاه صوب دول جوار جنوب ليبيا بقصد حل معضلة «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب، التي لا تزال تراوح مكانها منذ انتهاء الحرب على طرابلس في يونيو (حزيران) 2020.
واستهل المبعوث الأممي زيارته الأفريقية إلى السودان مساء أول من أمس، حيث التقاه بالخرطوم رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قبل مباحثات أجراها مع وزيري الدفاع والخارجية بالبلاد.
وأوضح باتيلي أنه أطلع رئيس مجلس السيادة، على «جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإعادة الاستقرار والسلام إلى البلاد، من خلال العمل على عودة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و(المرتزقة) بالتنسيق مع بلدانهم الأصلية».
ونقل باتيلي عن البرهان، «دعمه لجهود البعثة الأممية، إذ أكد على أن تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا سيسهم في استقرار المنطقة برمتها».
وتعد قضية «المرتزقة» والقوات الأجنبية في ليبيا من الشواغل الرئيسية للبعثة الأممية ولغالبية الأطراف الدولية المطلعة على ملف الأزمة بالبلاد. يشار هنا إلى أن باتيلي استبق زيارته لدول جوار جنوب ليبيا، بالاجتماع في تونس منتصف مارس (آذار) الماضي، مع لجان التواصل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر، والاتحاد الأفريقي، بشأن إطلاق آلية تبادل للبيانات لسحب «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب، وذلك تماشياً مع التزامهم السابق في القاهرة.
وقال مصدر ليبي مقرب من البعثة الأممية لـ«الشرق الأوسط»، إن جولة باتيلي إلى دول جوار الجنوب، «ستعقبها زيارات إلى دول عربية عديدة، وربما إلى تركيا، سعياً لتحريك قضية المرتزقة قبيل إجراء الاستحقاق الليبي المنتظر».
وقال باتيلي عبر حسابه، إن جولته الأفريقية الرسمية التي بدأت من السودان، ويعقبها بلقاءات في تشاد والنيجر، جاءت في إطار «تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإعادة السلام والاستقرار للبلاد، لا سيما من خلال دعم اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتسريع انسحاب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا، مؤكداً أن وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و«المرتزقة» في ليبيا «يشكل خطراً كبيراً على السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة... ونحن بحاجة إلى العمل مع شركائنا لمواجهة هذا التحدي دون التأثير سلباً على بلدان الجوار الليبي أو على المنطقة».
كما التقى باتيلي في الخرطوم وزير الخارجية علي الصادق، وقال إنهما تبادلا وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في ليبيا، و«توافقت آراؤنا على أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة بما في ذلك أمن الحدود بين البلدين».
وأعرب الصادق عن دعم الحكومة السودانية للمساعي الحميدة التي تقوم بها الأمم المتحدة في ليبيا لتجاوز الأزمة السياسية المستعصية، وقيادة البلاد إلى انتخابات شاملة، ولفت المبعوث الأممي إلى أنه استعرض مع وزير الدفاع السوداني، اللواء ياسين إبراهيم، التقدم الذي أحرزته اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5»، ولجان التواصل في كل من ليبيا والسودان وتشاد والنيجر فيما يتعلق بسحب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا.
ونقل باتيلي، عن وزير الدفاع السوداني، «التزام وزارته بمواصلة التعاون المشترك، ودعم الانسحاب المنسق لجميع هذه العناصر وإعادة إدماجهم في القوات النظامية. ودعا إلى دعم الأمم المتحدة لتعزيز أمن الحدود بين السودان وليبيا».
من جهة ثانية، قال الممثل الدائم لموسكو لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سيرأس مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط، والأزمة الليبية في 25 من أبريل (نيسان) المقبل.
وأضاف نيبينزيا، وفقاً لوكالة «تاس» الروسية، أمس، أن المحادثات المزمعة ستتطرق إلى الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا. علماً بأن وفداً برلمانياً ليبياً التقى في موسكو خلال اليومين الماضيين رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الدوما رئيس الحزب «الديمقراطي الليبرالي»، ليونيد سلوتسكي، بحضور السفير الروسي لدى ليبيا، حيث تناول اللقاء الأوضاع السياسية في ليبيا.
في غضون ذلك، قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه يطلب «ممن يعتقدون أنه أخطأ في حقهم أو تعدى عليهم أن يصفحوا عمّا مضى، ويسامحوا لكون البشر يخطئون ويصيبون»، معتبراً أن بلاده «لن تستقر إلا بانتخاب رئيس وبرلمان».
ومن مسقط رأسه بمدينة مصراتة (غرب)، دعا باشاغا، الذي فشلت حكومته في دخول العاصمة طرابلس، جميع الأطراف إلى خطاب تصالحي من أجل بناء الدولة، مبشّراً بأن بلاده، التي عانت طويلاً بسبب الحروب والصراعات والانقسامات ووجود حكومتين في الشرق والغرب، «مقبلة على مرحلة من الاستقرار». وقال إن افتقاد ليبيا إلى حكومة موحدة أسهم في معاناة أكثر من مليوني مواطن وجعلهم تحت خط الفقر، ولذا يجب على الجميع العمل من أجل عودة الاستقرار إلى البلاد.
وعاد باشاغا متحدثاً عن الفترة السابقة، وما سماه «مشروع بناء الدولة»، معتبراً أن الأحداث التي شهدتها طرابلس خلال محاولة حكومته دخولها، وقعت نتيجة «عدم فهم، وهو ما أدى إلى فوضى، وسقوط دماء»، وتسبب في حدوث شقاق، خصوصاً في مصراتة، التي وصفها بأنها «مهمة بالنسبة إلى ليبيا، وليبيا مهمة لها».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

غذاء السودان اليومي في خطر... الحرب تهدد موسم حصاد البلح

يجلس رجال وصبية فوق ملاءات كبيرة بيضاء في ظل أغصان النخيل لقطاف البلح (أ.ف.ب)
يجلس رجال وصبية فوق ملاءات كبيرة بيضاء في ظل أغصان النخيل لقطاف البلح (أ.ف.ب)
TT

غذاء السودان اليومي في خطر... الحرب تهدد موسم حصاد البلح

يجلس رجال وصبية فوق ملاءات كبيرة بيضاء في ظل أغصان النخيل لقطاف البلح (أ.ف.ب)
يجلس رجال وصبية فوق ملاءات كبيرة بيضاء في ظل أغصان النخيل لقطاف البلح (أ.ف.ب)

كان يفترض أن يواصل حذيفة يوسف دراسته في الهند، لكن الحرب في السودان رسمت له طريقا آخر إذ يشارك الشاب الآن في حصاد البلح بمسقط رأسه فيما يخشى المزارعون أن يعجزوا عن تسويق إنتاجهم، بحسب تقرير أعدته «وكالة الصحافة الفرنسية».

في بلدة كريمة الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال الخرطوم، تنتشر آلاف أشجار النخيل المزروعة على مسافة متساوية، في الأراضي التي تنتشر فيها خزانات مياه.

أشخاص يجمعون البلح في بداية موسم الحصاد في البركال شمال السودان (أ.ف.ب)

في كريمة، كما في جميع أنحاء شمال السودان، بدأ موسم حصاد البلح مطلع سبتمبر (أيلول). ولكن في مناطق أخرى، مثل القضارف جنوبا، ظلت الأراضي بورا هذا العام.

تمكن الفاتح البدوي من حصاد البلح في كريمة، إلا أنه غير واثق من قدرته على تسويقه إذ إن المشترين «حذرون»، على حد تعبيره.

رجل تسلّق النخلة لقطاف عناقيد البلح في بداية موسم الحصاد في البركال شمال السودان (أ.ف.ب)

إلى جواره يقفز رجل حافي القدمين مزودا بحبل فقط على ساق نخلة ويتسلقها لقطع عناقيد البلح. وعلى الأرض في ظل أغصان النخيل يجلس رجال وصبية فوق ملاءات كبيرة بيضاء ويضربون العناقيد لجني البلح.

من أكبر منتجي البلح في العالم

من بين هؤلاء حذيفة يوسف وهو أخصائي أشعة في السادسة والعشرين كان يعمل في الخرطوم قبل أن يغادرها هربا من الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل (نيسان)، وينضم إلى أسرته في الشمال حيث يعمل بحصاد البلح لكسب القليل من المال.

يروي يوسف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «كان من المفترض أن أسافر إلى الهند للحصول على درجة الماستر لكن مع الحرب، اضطررت إلى تغيير خططي».

يشكل البلح غذاء يوميا في السودان (أ.ف.ب)

وغرق السودان في الفوضى منذ اندلاع الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو اللذين يتنازعان على السلطة. وأوقعت المعارك أكثر من 7500 قتيل، وفق إحصاء لمنظمة «أكلد» غير الحكومية فيما تؤكد الأمم المتحدة نزوح ولجوء أكثر من خمسة ملايين سوداني.

وتسببت الحرب كذلك فيما يسميه الخبراء بـ«تفكيك الصناعة» في البلاد وأثرت سلبا على القطاع الزراعي الذي يساهم بـ40 في المائة من إجمالي الناتج المحلي ويوفر 80 في المائة من الوظائف في السودان، بحسب الأمم المتحدة.

يحتل السودان المرتبة السابعة على قائمة منتجي البلح في العالم (أ.ف.ب)

يشكل البلح غذاء يوميا في السودان، كما في الكثير من الدول العربية، وهو حيوي بالنسبة للاقتصاد. ويحتل السودان المرتبة السابعة على قائمة منتجي البلح في العالم إذ يوفر 460 ألف طن منه كل عام، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو).

وفي جميع أنحاء البلاد، يعجز المزارعون عن الحصول على تمويل والتجار عن تصريف بضاعتهم في الأسواق كما أن شركات الصناعات الزراعية الكبرى توقفت عن العمل.

ففي مايو (أيار)، أعلنت «مجموعة حجار للصناعات الزراعية»، وهي أكبر مصدر للوظائف في السودان، تعليق أنشطتها واستثماراتها في البلاد.

يوفر السودان 460 ألف طن من البلح كل عام (أ.ف.ب)

ويواجه الذين يواصلون العمل تحديات هائلة.

«أسواق بديلة»

قبل الحرب، كانت الخرطوم مركز التجارة. غير أن المعارك غيرت بنية الاقتصاد الضعيف أصلا ودمرت العاصمة التي كانت تمثل رئة السودان الاقتصادية.

ويقول البدوي «كنا نبيع الجزء الأكبر من إنتاجنا في الخرطوم بسبب قربها الجغرافي وبسبب الطلب الكبير فيها. ولكن مع الحرب لم يعد ذلك ممكنا». وأضاف: «نحاول أن نجد أسواقا بديلة».

ويرى مزارع آخر، الجراح أحمد علي، أن مساعدة الدولة السودانية ضرورية «للحصول على نوعية جيدة من الإنتاج».

يتسلق شاب جذع النخلة ليصل إلى عناقيد البلح (أ.ف.ب)

ويأمل الرجل البالغ 45 عاما أن تستثمر السلطات «في مصنع حفظ التمر في كريمة».

غير أن الدولة التي لم تدفع رواتب الموظفين منذ خمسة أشهر تجد صعوبة في توفير الغذاء الأساسي لسكانها منذ فقد السودان الموردين الرئيسيين للقمح بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وفي بلد كان قبل الحرب من بين أكثر دول العالم فقرا، بات قرابة ستة ملايين سوداني «على شفا المجاعة»، بحسب ما حذرت الأمم المتحدة.


9 قتلى بحادث سير في وسط تونس

موقع حادث سابق في تونس (أرشيفية - رويترز)
موقع حادث سابق في تونس (أرشيفية - رويترز)
TT

9 قتلى بحادث سير في وسط تونس

موقع حادث سابق في تونس (أرشيفية - رويترز)
موقع حادث سابق في تونس (أرشيفية - رويترز)

قضى تسعى أشخاص بينهم ثمانية مهاجرين متحدّرين من دول تقع في أفريقيا جنوب الصحراء في حادث سير، وقع ليل (الأحد/الاثنين)، في وسط تونس، وفق ما أعلن جهاز الحماية المدنية.

والحادث الذي أوقع أيضاً خمسة جرحى بينهم أربعة من أفريقيا جنوب الصحراء، وقع عندما انقلبت شاحنة صغيرة كانت تقلّهم على طريق تربط بين مدينتي نصرالله ومنزل المهيري في ولاية القيروان، وفق المدير الجهوي للحماية المدنية في الولاية.

ويكثر في تونس هذا النوع من الحوادث، خصوصاً في المناطق الريفية حيث يستخدم عمّال كثر وسائل نقل غير ملائمة لكن منخفضة التكلفة للتوجّه إلى العمل في الحقول، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتسجّل تونس البالغ عدد سكانها نحو 12 مليون نسمة، معدّل وفيات طرقية مرتفعاً بسبب سوء أوضاع البنى التحتية وتقادم السيارات والتهوّر في القيادة.

وبحسب المرصد الوطني لسلامة المرور، قضى منذ مطلع العام الحالي أكثر من 850 شخصاً في حوادث سير، بزيادة نسبتها 17.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.


اتهام سوداني للأمم المتحدة بـ «تشجيع الانقلابات»


رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

اتهام سوداني للأمم المتحدة بـ «تشجيع الانقلابات»


رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

احتج رئيس الوزراء السوداني المستقيل عبد الله حمدوك على دعوة الأمم المتحدة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عاداً أنها ترسل إشارات خطيرة للغاية ومشجعة للانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية، وتطيل أمد الحرب في السودان.

وبعث حمدوك، مع أعضاء في مجلسي السيادة والوزراء اللذين أطاحهما الجيش في انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الأممية أنطوني غوتيريش، قالوا فيها إن «هذه الدعوة تتناقض مع المواقف الدولية الرافضة للانقلاب الذي أوقف عملية التحوّل الديمقراطي في السودان».

ووقّع على الرسالة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، 3 من أعضاء مجلس السيادة، هم محمد الفكي سليمان، والطاهر حج، ومحمد حسن التعايشي، كما وقّع عليها وزراء بارزون في حكومة حمدوك، على رأسهم وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، بالإضافة إلى حمدوك نفسه.

وقالت حكومة حمدوك المدنية في رسالتها، إن المكون العسكري برئاسة الفريق البرهان، قاد انقلاباً عسكرياً على الحكومة المدنية، ما أدى إلى حدوث انهيار دستوري في البلاد، ترتب عليه وجود حكومة أمر واقع، ثم انهارت هي الأخرى مع اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) الماضي، التي كانت نتيجة مباشرة للانقلاب على الحكومة المدنية، وقام به طرفا الحرب الحالية وهما الجيش وقوات «الدعم السريع».

ووصفت الرسالة دعوة قائد الجيش لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلاً للسودان، بأنها تتناقض مع المواقف الدولية المعلنة.


توقيف مسؤولين في كارثة إعصار درنة

فريق تابع لهيئة البحث عن المفقودين بغرب ليبيا ينتشل جثثاً من شاطئ درنة (الهيئة)
فريق تابع لهيئة البحث عن المفقودين بغرب ليبيا ينتشل جثثاً من شاطئ درنة (الهيئة)
TT

توقيف مسؤولين في كارثة إعصار درنة

فريق تابع لهيئة البحث عن المفقودين بغرب ليبيا ينتشل جثثاً من شاطئ درنة (الهيئة)
فريق تابع لهيئة البحث عن المفقودين بغرب ليبيا ينتشل جثثاً من شاطئ درنة (الهيئة)

أعلن مكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، حبس 16 مسؤولاً عن إدارة السدود في البلاد احتياطياً، بما في ذلك عبد المنعم الغيثي عميد بلدية درنة السابق، بعد تحريك الدعوى الجنائية في كارثة فيضان المدينة، خلال العاصفة المتوسطية «دانيال» التي اجتاحت المنطقة الشرقية.

وقال الصديق في بيان، أمس، إن «هؤلاء لم يقدموا ما يدفع عنهم مسؤولية إساءة إدارة المهمات الإدارية والمالية المنوطة بهم، وإسهام أخطائهم في وقوع كارثة فقد ضحايا الفيضان، وإهمالهم اتخاذ وسائل الحيطة من الكوارث، وتسببهم في خسائر اقتصادية لحقت بالبلاد». ولفت إلى أن عميد بلدية درنة «فشل في الدفاع عن إساءة استعمال سلطة وظيفته، وانحرافه عن موجبات ولاية إدارة الأموال المخصَّصة لإعادة إعمار مدينة درنة، وتنميتها».

وأكد أن المحققين انتهوا عقب إجراء الاستجواب، يوم الأحد الماضي، إلى طلب مواجهة بقية المسؤولين عن فيضان مدينة درنة، وغيرهم «ممن أساء إدارة مشروع إعادة إعمارها، أو حصَّل منافع غير مشروعة نتيجة هذه الإساءة».

إلى ذلك، التزم المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، الصمت بعد إعلان أهالي مدينة درنة المنكوبة «تفويضه شخصياً» بالإشراف المباشر على إعادة إعمار المدينة. وأكدوا في بيان، رفضهم دخول شركات محلية، بل «شركات عالمية متخصصة في مجالها». وقالوا إنهم «لن يسمحوا أبداً بأن تضيع مدينتهم مرة أخرى». وطالبوه بالإسراع في التحقيق بانفجار السدين فيها، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.


حمدوك: دعوة الأمم المتحدة للبرهان تشجع الانقلابات

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك: دعوة الأمم المتحدة للبرهان تشجع الانقلابات

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

احتج رئيس الوزراء السوداني المستقيل عبد الله حمدوك، على دعوة الأمم المتحدة لقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عاداً إياها ترسل إشارات خطيرة للغاية ومشجعة للانقلابات العسكرية في القارة الأفريقية.

وبعث حمدوك، مع أعضاء في مجلسي السيادة والوزراء اللذين أطاح بهما الجيش في انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الأممية أنتوني غوتيريش، قالوا فيها إن «هذه الدعوة تتناقض مع المواقف الدولية الرافضة للانقلاب الذي أوقف عملية التحوّل الديمقراطي في السودان».

ووقع على الرسالة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بالإضافة إلى حمدوك، ثلاثة من أعضاء مجلس السيادة، وهم محمد الفكي سليمان، والطاهر حجر، ومحمد حسن التعايشي، كما وقع عليها وزراء بارزون في حكومة حمدوك، على رأسهم وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف.

البرهان يحذر في الأمم المتحدة من تمدد حرب السودان إلى الدول المجاورة

انهيار دستوري

وقالت حكومة حمدوك المدنية الانتقالية في رسالتها للأمم المتحدة، إن المكون العسكري، برئاسة الفريق البرهان، قاد انقلاباً عسكرياً على الحكومة المدنية الانتقالية، ما أدى إلى حدوث انهيار دستوري كلي في البلاد، ترتب عليه وجود حكومة أمر واقع، ثم انهارت هي الأخرى مع اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) الماضي، التي كانت نتيجة مباشرة للانقلاب على الحكومة المدنية الذي قام به طرفا الحرب الحالية وهما الجيش وقوات «الدعم السريع».

كما أشارت الرسالة إلى مواقف الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي التي عبرت عن رفضها للانقلاب العسكري، الذي قوض حكومة حمدوك المدنية، وأوقف عملية التحول الديمقراطي في السودان، وذلك باتخاذ قرارات تدين الانقلاب وتطالب بإعادة السلطة إلى المدنيين.

تصاعد الدخان فوق العاصمة الخرطوم جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (أ.ب)

تناقض مواقف

وعدت الرسالة دعوة قائد الجيش لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلاً للسودان، تتناقض مع المواقف الدولية المعلنة، وتساهم في إطالة أمد الحرب الجارية حالياً في السودان، كما أنها ترسل إشارات خطيرة للغاية ومشجعة للانقلابات العسكرية التي زادت مؤخراً في القارة الأفريقية.

وفي 25 من أكتوبر أعلن رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، حل مجلسي السيادة والوزراء وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، واعتقال رئيس الوزراء، وعدد من أعضاء مجلس السيادة والوزراء في السلطة التنفيذية.

وإزاء تلك الإجراءات التي اتخذها الجيش السوداني، علق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان، بسبب ما وصفه بالاستيلاء غير الدستوري على السلطة، وجمدت الولايات المتحدة الأميركية والبنك الدولي مساعدات للسودان، واشترطت استئنافها بتسليم السلطة للقوى المدنية.

برج شركة «النيل» أكبر شركات النفط في السودان يحترق وسط معارك ضارية 17 سبتمبر (أ.ف.ب)

إسقاط طائرة «ميغ»

وميدانياً، أعلنت قوات الدعم السريع، يوم الاثنين، إسقاط طائرة عسكرية من طراز «ميغ» تابعة للجيش السوداني، في وقت تصاعدت وتيرة المعارك في عدة مناطق بمدن العاصمة الخرطوم. وأفاد مقيمون في أحياء متاخمة لقيادة الجيش بوسط الخرطوم، باندلاع اشتباكات عنيفة وتبادل القصف المدفعي وبالأسلحة الثقيلة بين الطرفين حول المقر العسكري المهم للجيش. ولليوم العاشر على التوالي تهاجم قوات الدعم السريع قيادة الجيش، بهدف السيطرة عليه.

ووفقاً للشهود تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» قصف الجيش بالطائرات المسيرة القوات المهاجمة ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان السوداء بكثافة في المنطقة المستهدفة، كما شنت بالمسيرات غارات متتالية على معسكر الدعم السريع في المدينة الرياضية جنوب الخرطوم.

وسمع دوي قصف مدفعي قوي على أحياء الجريف غرب وبري وامتداد ناصر وشرق النيل، وجميعها بالعاصمة الخرطوم.

وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، إسقاط طائرة حربية تابعة للجيش من طراز «ميغ»، وهي الثانية في غضون يومين.

وقالت قوات الدعم السريع إن الطائرة «قصفت المدنيين الأبرياء وظلت تدمر المنشآت العامة والأسواق. وانتهج الفلول وعناصر نظام المؤتمر الوطني البائد بقيادة البرهان سياسة الأرض المحروقة بالقصف المتعمد للأحياء السكنية والأسواق والمنشآت الحيوية في مدن العاصمة الثلاث وبعض الولايات بدارفور وكردفان، مما تسبب في مقتل وإصابة آلاف المدنيين الأبرياء».


«العالم الإسلامي» تدشّن مشروعاتٍ تنموية وإغاثية في موريتانيا

الأمين العام يدشن المركز الطبي بحضور عدد من المسؤولين وممثلي الحكومة الموريتانية (الشرق الأوسط)
الأمين العام يدشن المركز الطبي بحضور عدد من المسؤولين وممثلي الحكومة الموريتانية (الشرق الأوسط)
TT

«العالم الإسلامي» تدشّن مشروعاتٍ تنموية وإغاثية في موريتانيا

الأمين العام يدشن المركز الطبي بحضور عدد من المسؤولين وممثلي الحكومة الموريتانية (الشرق الأوسط)
الأمين العام يدشن المركز الطبي بحضور عدد من المسؤولين وممثلي الحكومة الموريتانية (الشرق الأوسط)

دشّن الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، حزمةً من المشروعات الإغاثية والرعوية والتنموية في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بدأها بالوقوف على المرحلة الأخيرة من مشروع رابطة العالم الإسلامي لإنشاء الجامع الكبير في نواكشوط، حيث تفقّدَ مرافقَ الجامع، وكفاءةَ الأداء، والالتزامَ بأعلى المعايير الهندسية ومعايير الجودة.

الدكتور العيسى يتفقد مشروع رابطة العالم الإسلامي لبناء الجامع الكبير في العاصمة نواكشوط (الشرق الأوسط)

وكان الأمين العام للرابطة قد وصل إلى نواكشوط في زيارةٍ رسميةٍ لموريتانيا تستغرق أياماً عدة، حيث كان في استقباله وزيرُ الشؤون الإسلامية الموريتاني، وكبار علماء البلاد، وأعضاء من الحكومة.

ودشّن الدكتور العيسى المركزَ الطبيَّ المتقدمَ التابعَ للرابطة في احتفاءٍ كبيرٍ نظّمَته الحكومة الموريتانية، وسط حضورٍ حكوميٍّ ومجتمعيٍّ رفيعٍ، حيث قام الأمين العام بجولة على مرافق المركز، واطّلَع على الهيكل التنظيمي له، ووقَف على الأعمال الجارية لتنفيذ مبادرات الرابطة ومشروعاتها الصحية وبرامجها الطبية، كما اطمأَنَّ على الحالات الصحية التي تتكفّل الرابطةُ بعلاجها، ثم تفقّد مرافقَ قسم طب وجراحة العيون والعيادات التخصصية التي أنشئت حديثاً.

جانب من حضور الشيخ محمد العيسى توزيع مخصصات الأيتام (الشرق الأوسط)

والتقى الأيتام بمناسبةِ تسليم مخصصاتهم المالية السنوية التي توفِّر لهم الأمانَ والرعايةَ الشاملةَ وبرامجَ الصحة والتعليم، وهي من ضمن البرنامج الخاص بـ«كفالة الأيتام» في القارة الأفريقية، الذي دشّنه أمين رابطة العالم الإسلامي، ويخدم عشرات الآلاف من الأيتام في أفريقيا، كما سلّم مفاتيحَ منازل الأرامل، وجاء هذا بالتنسيق الرسمي الوثائقي مع الجهات الحكومية المختصة، وبالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، كل ذلك بكامل تفاصيل بياناته في أماكن الاحتياج أيّاً كانت حول العالم.

العيسى يشارك في وضع حجر الأساس لمشروعات تمولها الرابطة (الشرق الأوسط)

وأكد الشيخ محمد العيسى أن هذه الأعمال الخيرية التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي بالتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية في كل دولة ومع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة هي من مهام الرابطة، ومن منطلق واجبها الإسلامي والإنساني في عمل الخير، مؤكداً كذلك أن رابطة العالم الإسلامي تعد حسنةً من حسنات المملكة العربية السعودية أهدتها للعالم الإسلامي، وفي سياق العمل الإنساني عامّة هي هديةٌ للإنسانية جمعاء.


المنفي على خط منع استخدام أموال ليبيا المجمدة في الخارج

متطوعان يقفان وسط الدمار في درنة (رويترز)
متطوعان يقفان وسط الدمار في درنة (رويترز)
TT

المنفي على خط منع استخدام أموال ليبيا المجمدة في الخارج

متطوعان يقفان وسط الدمار في درنة (رويترز)
متطوعان يقفان وسط الدمار في درنة (رويترز)

سعى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، لقطع الطريق على حكومة الوحدة «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لاستخدام الأموال الليبية المجمدة في الخارج منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، في إعادة إعمار المناطق المنكوبة بشرق البلاد.

وعدّ المنفي أن «السلطات المنتخبة وفق دستور دائم، هي من تملك التصرف في هذه الأموال». وقال في تغريدة مساء الأحد، على منصة «إكس (تويتر سابقاً)»، إن «الدعم الدولي في كل مراحله يحتاج إلى مؤسسة ليبية مختصة وموحدة تحظى بثقة المتضررين».

محمد المنفي (المجلس الرئاسي)

جاءت هذه التصريحات بعد تأكيد «حكومة الوحدة»، طلبها رسمياً الحصول على دعم البنك الدولي لإعادة إعمار درنة. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر في وزارة المالية، أنها «تسعى للاستفادة من الأموال المجمدة في الخارج للغرض نفسه».

وكانت «حكومة الوحدة» التي شكلت لجنة قانونية لبحث الملف، ورصدت دعاوى قضائية في عدة دول للاستيلاء على جزء من الأموال بحجة تعويضها عن استثمارات معطّلة في ليبيا، حذرت العام الماضي، دولاً لم تحددها، من محاولة الاستيلاء على هذه الأموال المقدرة بنحو 200 مليار دولار، موزعة على عدد كبير من الدول الأوروبية في شكل أصول ثابتة، وودائع وأسهم وسندات مالية، واستثمارات عينية.

وتتابع «المؤسسة الليبية للاستثمار» هذه الأصول المجمدة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي، في إطار العقوبات التي فرضها على نظام معمر القذافي.

إلى ذلك، حض موسى الكوني وعبد الله اللافي، نائبا المنفي خلال اجتماعهما برئيس ونائب مجلس حكماء وأعيان مصراتة، على «ضرورة تكاتف الجهود بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لدعم المناطق المنكوبة، وإعادة بنائها في أقرب الآجال، ودعم الأهالي بالإمكانات من أجل عودة الحياة فيها، والاهتمام بالأسر النازحة، ودعمهم نفسياً، حتى لا يشعروا بالغربة داخل الوطن».

منظر جوي يظهر المباني والمنازل المدمّرة في أعقاب الفيضانات التي ضربت درنة (رويترز)

وتناول الاجتماع، وفقاً لبيان من المجلس الرئاسي، الوضع العام بالمناطق المنكوبة، والجهود التي بذلها المواطنون من كل مدن ليبيا لدعمها، والجهات التي سخرت إمكاناتها في عمليات الإنقاذ، وانتشال الجثامين بالتعاون مع الفرق الفنية الموفدة من الدول الشقيقة والصديقة.

ولم يصدر على الفور تعليق مباشر من «حكومة الوحدة»، لكن رئيسها الدبيبة، شدد خلال ترؤسه اجتماع «المجلس الأعلى لشؤون الطاقة» بطرابلس، على ضرورة تقديم الدعم للبلديات المنكوبة، مشيداً بجهود العاملين بشركة الكهرباء لإعادة الشبكة لوضعها الطبيعي في كل البلديات. وأكد ضرورة «استمرار خطة الحكومة لزيادة الإنتاج في النفط والغاز، وفق التعاون والاستثمار مع الشركات العالمية لدعم الاقتصاد الوطني، والاستفادة من ارتفاع الأسعار وحاجة العالم المزدادة».

وكان الدبيبة قد أعلن الاثنين، إنهاء موسم الصيف دون معاناة الانقطاعات المرهقة، لأول مرة منذ 12 سنة. وشكر في بيان مقتضب عبر منصة «إكس»، الشركة العامة للكهرباء، وجميع المسؤولين الحكوميين المعنيّين «بهذا الملف الصعب».

كما بحث مساء الأحد، في طرابلس مع أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لـ«اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تنسيق الجهود ودعم المناطق المنكوبة شرق البلاد. وأوضح أن اللقاء خصص لتنظيم جهود المنظمة في درنة.

لقاء الدبيبة مع المديرة الإقليمية لـ«اليونيسف» (حكومة الوحدة)

ودعا الدبيبة للتركيز على بلدية درنة والبلديات المجاورة لها في تقديم الخدمات التي يحتاجها المواطنون المتضررون جراء السيول والفيضانات. وكانت «اليونيسف» قد سلّمت فرعها في ليبيا، 65 طناً من الإمدادات والمساعدات الإغاثية اللازمة للمناطق المنكوبة، تضمّ مواد صحية وأدوية وملابس وعدداً من المستلزمات الدراسية.

وأعلنت «حكومة الوحدة» إحالة وزارة المالية لمرتب شهر إضافي لكل المناطق المنكوبة إلى «مصرف ليبيا المركزي»، لاستكمال إجراءات تسييلها إلى حسابات الجهات العامة، محددة المناطق المنكوبة، ومشيرة إلى وصول القافلة الثالثة لدعم المناطق المنكوبة شرق ليبيا، إلى مخازن الشركة العامة للكهرباء بمدينة البيضاء، وتضم 400 فني ومختص من كوادر الشركة، إضافة إلى 250 آلية وشاحنة محمّلة بالمعدات الكهربائية وقطع الغيار.


مصر تجري الانتخابات الرئاسية في ديسمبر

المستشار وليد حسن حمزة (يسار) رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الانتخابات الرئاسية المصرية (أ.ف.ب)
المستشار وليد حسن حمزة (يسار) رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الانتخابات الرئاسية المصرية (أ.ف.ب)
TT

مصر تجري الانتخابات الرئاسية في ديسمبر

المستشار وليد حسن حمزة (يسار) رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الانتخابات الرئاسية المصرية (أ.ف.ب)
المستشار وليد حسن حمزة (يسار) رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر يتحدث خلال مؤتمر صحافي بشأن الانتخابات الرئاسية المصرية (أ.ف.ب)

أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر، الاثنين، إجراء الانتخابات الرئاسية في المدة من العاشر إلى الثاني عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويحق للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، (68 عاماً)، الترشح مدة ثالثة وفق تعديل للدستور في 2019 شمل تمديد الولاية الرئاسية من 4 سنوات إلى 6 سنوات.

وقالت الهيئة في مؤتمر صحافي إنه من المتوقع إعلان نتائج الانتخابات في 23 ديسمبر، وفي حال اللجوء إلى جولة ثانية ستعلن النتائج النهائية في موعد أقصاه 16 يناير (كانون الثاني) العام المقبل.

ورغم أن السيسي لم يعلن رسمياً ترشحه، فقد بدأت الأحزاب الموالية للحكومة حملة شملت لوحات إعلانية في جميع أنحاء القاهرة تدعم إعادة انتخابه. وأطلق حزب «مستقبل وطن» (صاحب الأغلبية البرلمانية)، الاثنين، حملة لتوثيق توكيلات المواطنين لتأييد ترشح السيسي لولاية جديدة.

وأُعلن فوز السيسي في انتخابات عامي 2014 و2018 بنسبة 97 بالمائة من الأصوات.

وأعرب 6 مرشحين محتملين نيتهم ​​الترشح في الانتخابات المقبلة، وهم عضو البرلمان السابق أحمد الطنطاوي، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، ورئيس حزب «السلام الديمقراطي» أحمد الفضالي، ورئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، ورئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران، ورئيسة حزب «الدستور» جميلة إسماعيل.

ووفقاً لرئيس «الهيئة الوطنية للانتخابات» المستشار وليد حمزة، تبدأ الهيئة تلقي طلبات الترشح من 5 إلى 14 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، على أن يكون تصويت المصريين بالخارج لمدة 3 أيام هي 1 و2 و3 ديسمبر، بينما سيجري التصويت في داخل مصر أيام 10 و11 و12 من الشهر نفسه».

وجددت الهيئة تعهدها بضمان «الحياد»، وقال المستشار حمزة: «نتعهد للمصريين بأن نبقى أهلاً للأمانة، وموضعاً للثقة، وأن يخرج المشهد الانتخابي بالصورة التي تليق بمصر، ووفقاً لأدق المعايير الدولية».

وفي حالة الحاجة لجولة إعادة بين المتنافسين، حددت الهيئة موعد التصويت في «جولة الإعادة» للمصريين بالخارج أيام 5 و6 و7 يناير، بينما تجري الإعادة داخل مصر أيام 8 و9 و10 من الشهر نفسه.

وبالتزامن مع قرب فتح باب الترشح، انطلقت «معركة» جمع توكيلات المواطنين، أو «تزكيات» أعضاء مجلس النواب «الغرفة الرئيسية للبرلمان». واستناداً لمواد الدستور المصري وقانون مباشرة الحقوق السياسية، حددت «الهيئة الوطنية للانتخابات» شروطاً إجرائية لقبول الترشح، نصت على أن «يشترط لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية أن يزكي المترشح عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقـل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظات على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح».

نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المرشحين المحتملين سيبدأون المعركة بمحاولة الحصول على (تزكيات) من أعضاء مجلس النواب، وإذا لم يتمكنوا من ذلك، فسيلجأون إلى قواعدهم الجماهيرية وأنصارهم لجمع توكيلات المواطنين»، ووفق ربيع فإنه «سيكون في مصلحة العملية الانتخابية تسهيل إجراءات حصول المرشحين المحتملين على توكيلات التأييد من المواطنين».

ولا يواجه بعض المرشحين المحتملين مشكلات في استيفاء شروط الترشح لوجود تمثيل برلماني لأحزابهم، ومنهم، رئيس حزب «الشعب الجمهوري» حازم عمر، الذي يمتلك حزبه 50 مقعداً بمجلس النواب، ورئيس حزب «الوفد» عبد السند يمامة، الذي يمتلك حزبه 26 نائباً.

بينما لا يمتلك حزب «السلام الديمقراطي» تمثيلاً برلمانياً لتزكية رئيسه أحمد الفضالي، وأيضاً لا يمتلك حزب «الدستور» تمثيلاً برلمانياً لدعم رئيسته جميلة إسماعيل، ومع إعلان الحركة المدنية الديمقراطية (تجمع معارض يضم 12 حزباً وشخصيات عامة بينهم حزب (الدستور)، و(الحزب الديمقراطي الاجتماعي)) إرجاء التوافق حول مرشح واحد للحركة إلى ما بعد التقدم للترشح، يرى مراقبون أن المرشحين الثلاثة الذين ينتمون لأحزاب أعضاء بالحركة سوف يعتمدون على أحزابهم في الحصول على «تزكيات» نواب البرلمان، أو توكيلات الموطنين.

وأطلقت حملة المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحرير توكيلات التأييد، بينما يتجه رئيس «الحزب الديمقراطي الاجتماعي» فريد زهران إلى الحصول على «تزكيات» من نواب البرلمان، حيث يمتلك حزبه 7 مقاعد، وتمتلك أحزاب الحركة المدنية مجتمعة 18 مقعداً بمجلس النواب.

وقال رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» (أحد أحزاب الحركة المدنية) مدحت الزاهد لـ«الشرق الأوسط» إن «اجتماع الحركة مساء (الأحد) أرجأ التوافق حول مرشح واحد، وترك لكل مرشح إدارة مشاركته بالانتخابات مع الالتزام بميثاق ومبادئ الحركة الخاصة بضمانات نزاهة الانتخابات»، ووفق الزاهد «اتفق المرشحون الثلاثة على (كود أخلاقي) يقضي بعدم منافسة بعضهم البعض بل منافسة المرشحين الآخرين»، وقال الزاهد: «بعض مرشحي أحزاب الحركة بدأوا اتصالات مع أحزاب أخرى من خارج الحركة للحصول على تزكية من نوابها».


«الدبلوماسية الاقتصادية»... هل تدفع مسار العلاقات المصرية - الإيرانية؟

جانب من لقاء وزير الاقتصاد الإيراني والمالية المصري في شرم الشيخ (وكالة فارس للأنباء - إكس)
جانب من لقاء وزير الاقتصاد الإيراني والمالية المصري في شرم الشيخ (وكالة فارس للأنباء - إكس)
TT

«الدبلوماسية الاقتصادية»... هل تدفع مسار العلاقات المصرية - الإيرانية؟

جانب من لقاء وزير الاقتصاد الإيراني والمالية المصري في شرم الشيخ (وكالة فارس للأنباء - إكس)
جانب من لقاء وزير الاقتصاد الإيراني والمالية المصري في شرم الشيخ (وكالة فارس للأنباء - إكس)

خطت مصر وإيران خطوة جديدة باتجاه التقارب بينهما، ما يمهد السبيل أمام رفع العلاقات الدبلوماسية؛ إذ التقى وزير الاقتصاد الإيراني مع وزير المالية المصري، بعد أيام من لقاء بين وزيري خارجية البلدين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ما عدّه مراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، «تسريعاً لوتيرة تطوير العلاقات بين القاهرة وطهران عبر الدبلوماسية الاقتصادية»، متوقعين أن تشهد الأسابيع المقبلة «إجراءات أكبر» نحو استئناف العلاقات بين البلدين.

فعلى هامش اجتماع البنك الآسيوي للبنية التحتية الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ المصرية حالياً، التقى وزير الاقتصاد الإيراني سيد إحسان خاندوزي، مع وزير المالية المصري محمد معيط، حيث استعرضا تطورات العلاقات الثنائية والتجارية. وأكد خاندوزي أن «إيران مستعدة لتطوير التعاون في مجال الأعمال المصرفية والبنية التحتية الآسيوية، (من خلال) بنك التنمية الاقتصادية، البنك المشترك بين مصر وإيران، وشركة (مصر وإيران للنسيج)، وشركة الشحن المشتركة، وأيضاً هناك أولوية لنقل التكنولوجيا الصيدلانية والمعدات الطبية».

واقترح خاندوزي في تصريحات نقلتها وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء تشكيل لجنة مشتركة بين نائب وزير الاقتصاد في إيران، ونائب وزير المالية المصري لمواصلة التواصل ومتابعة المشاريع التي تمت مناقشتها.

بدوره، أكد وزير المالية المصري استعداد بلاده لتنفيذ المقترحات التي تقدم بها نظيره الإيراني، وقال إن «مصر ترى أنه من المهم توسيع وتطوير العلاقات مع إيران». وأوضح أنه يمكن أن يتعاون البلدان في مجال السياحة وتشجيع الاستثمار من خلال الاتفاقيات والمذكرات الجمركية وتخفيض التعريفات والضرائب والتعاون في الإنتاج المشترك.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، التقى (الأربعاء) الماضي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث بحثا سبل تطوير العلاقات بين البلدين. تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، حسب بيان للخارجية المصرية.

وتعقيباً على اللقاء، قال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، إن المسؤولين في بلاده أبلغوا مصر أنه «لا توجد مشكلة في إقامة العلاقات»، مشيراً إلى أن اجتماع وزيري خارجية إيران ومصر، يمكن أن يكون خطوة لبدء تطوير العلاقات بين البلدين.

وفي مايو (أيار) الماضي، وجّه رئيسي، وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر، وكان البلدان قطعا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، واستؤنفت العلاقات من جديد بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح.

وعدّ السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، تكرار اللقاءات الوزارية المصرية - الإيرانية في فترة وجيزة بمثابة «استكشاف مصري للرؤية الإيرانية لآفاق التعاون التجاري والاقتصادي»، مشيراً إلى أن ذلك «يبشر بحدوث انفراجة وشيكة في العلاقات الرسمية بين البلدين». وأشار هريدي لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود مسارين منفصلين في العلاقات المصرية - الإيرانية؛ أحدهما المسار السياسي والأمني، مشيراً إلى أنه «لا يرتبط بالمسار الاقتصادي».

ولفت الدبلوماسي المصري السابق إلى أن التعاون الاقتصادي «يمكن أن يكون أيسر في التنفيذ»، بما يسهم في تعزيز الإرادة السياسية التي باتت «واضحة لدى البلدين لتحريك العلاقات وبدء صفحة جديدة».

وأقرت الحكومة المصرية، خلال مارس (آذار) الماضي، حزمة تيسيرات لتسهيل حركة السياحة الأجنبية الوافدة، تضمنت قراراً بتسهيل دخول السياح الإيرانيين إلى البلاد عند الوصول إلى المطارات في جنوب سيناء، ضمن ضوابط تضمنت حصول السياح الإيرانيين على التأشيرة من خلال مجموعات سياحية، وعبر شركات تنسق مسبقاً الرحلة مع الجانب المصري.

ورحبت إيران في حينه بتلك الخطوة، معلنة استعدادها لتسيير رحلات سياحية إلى مصر، وتحدث مسؤولون إيرانيون أكثر من مرة عن تدشين خطوط طيران مباشرة مع مصر، إلا أن السلطات المصرية لم تفصح رسمياً عن أي معلومات في هذا الشأن.

من جانبه، رأى السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن العلاقات بين القاهرة وطهران «وصلت إلى مرحلة عالية من التطور السياسي» بلقاء وزيري خارجية البلدين في نيويورك، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية «تجاوزت فعلياً مرحلة الاستكشاف». وتوقع حسن لـ«الشرق الأوسط» أن تشهد العلاقات المصرية - الإيرانية خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة «إجراءات أكبر» نحو استئناف العلاقات بين البلدين، منوّهاً في هذا الصدد بالعديد من تصريحات المسؤولين الإيرانيين المرحبة بعودة العلاقات مع القاهرة.


حبس 16 مسؤولاً في كارثة الإعصار الليبي

لقاء حفتر مع باتيلي في بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع باتيلي في بنغازي (الجيش الوطني)
TT

حبس 16 مسؤولاً في كارثة الإعصار الليبي

لقاء حفتر مع باتيلي في بنغازي (الجيش الوطني)
لقاء حفتر مع باتيلي في بنغازي (الجيش الوطني)

أعلن مكتب الصديق الصور، النائب العام الليبي، حبس 16 مسؤولاً عن إدارة مرفق السدود في البلاد احتياطياً، بما في ذلك عبد المنعم الغيثي عميد بلدية درنة السابق، بعد تحريك سلطة التحقيق، الدعوى الجنائية في حادثة فيضان المدينة، الأكثر تضرراً من العاصفة المتوسطية «دانيال» التي اجتاحت المنطقة الشرقية.

وقال الصديق في بيان، الاثنين، إن «هؤلاء لم يقدموا ما يدفع عنهم مسؤولية إساءة إدارة المهمات الإدارية والمالية المنوطة بهم، وإسهام أخطائهم في وقوع كارثة فقد ضحايا الفيضان، وإهمالهم اتخاذ وسائل الحيطة من الكوارث، وتسبّبهم في خسائر اقتصادية لحقت البلاد». ولفت إلى أن عميد بلدية درنة، «فشل في الدفاع عن إساءة استعمال سلطة وظيفته، وانحرافه عن موجبات ولاية إدارة الأموال المخصَّصة لإعادة إعمار مدينة درنة، وتنميتها».

فريق تابع لهيئة البحث عن المفقودين بغرب ليبيا ينتشل جثثاً من شاطئ درنة (الهيئة)

وأكد أن المحققين انتهوا عقب إجراء الاستجواب، يوم الأحد الماضي، إلى طلب مواجهة بقية المسؤولين عن حادثة فيضان مدينة درنة، وغيرهم ممن أساء إدارة مشروع إعادة إعمارها، أو حصَّل منافع غير مشروعة نتيجة هذه الإساءة. وأوضح أن لجنة التحقيق المكلفة تولت من مواقع عملها في مدن: درنة؛ وبنغازي؛ وطرابلس إجراء ما يلزم التحقيق، كاستيفاء المعلومات، والانتقال إلى الأماكن، وإجراء المعاينات، وتسجيل الخسائر في الأرواح، وتوثيق الأضرار المادية المترتِّبة على الكارثة، وتدقيق الإجراءات الإدارية والمالية، المتعلقة بالعقد المبرم بين «الهيئة العامة للمياه»، المخوَّلة بصلاحيات الوزارة إبَّان إبرام العقد، وبين شركة «أرسيل» التركية للإنشاءات، لغرض تأهيل سديْ: وادي درنة؛ وأبو منصور، فضلاً على استقصاء تعمُّد مسؤولي إدارة الموارد المائية، خلال عام 2014، اتخاذ إجراءات سداد مبالغ مالية لفائدة الشركة المتعاقد معها، رغم انتفاء تناسب المبالغ المالية التي حصَّلتها مع أعمالها المنجزة، وثبوت إخلالها بالالتزامات المتولِّدة عن العقد.

وقال الصور: «إن اللجنة بحثت عدالة إدارة الأموال المخصَّصة لإعادة إعمار مدينة درنة، وتعيين مدى إخلال مكونات السلطة المحلية بواجب درء المخاطر المحيطة بسكان المدينة». وأشار إلى فحص المستندات والوثائق، وتدقيق بيانات الحسابات المصرفية، وتتبُّع التحويلات المالية التي تعكسها، ودراسة تقارير الخبراء وسماع الشهود.

وأعلن أن سلطة التحقيق «استجوبت مدى استمساك الموظفين العموميين المكلَّفين بإدارة ملف إعمار المدينة، بقواعد إدارة المال العام وضوابطها، وتحقيق غرض مشروع إعادة إعمار المدينة».

وبدورها، قالت هيئة الرقابة الإدارية التابعة لمجلس النواب إنها سلمت مساء الأحد، للمجلس الأعلى للقضاء نتائج تحقيقاتها في ما يخص الشق الجنائي في القضية الخاصة بواقعة انهيار سدي وادي درنة.

جانب من تكريم المشاركين بعمليات الإنقاذ في درنة (الجيش الوطني)

إضافة إلى ذلك، التزم المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، الصمت بعد إعلان أهالي مدينة درنة المنكوبة تفويضه شخصياً بالإشراف المباشر على إعادة إعمار المدينة، وطالبوه بالإسراع في نتائج التحقيق ووقوع انفجار سد مدينة درنة، ومحاسبة المسؤولين.

وأكد الأهالي في بيان، مساء الأحد، رفضهم دخول شركات محلية لإعمار المدينة، والمطالبة بشركات عالمية متخصصة في مجالها. وقالوا إنهم «لن يسمحوا أبداً بأن تضيع مدينتهم مرة أخرى»، بعد فقدان الكثير من الأرواح في إعصار «دانيال» بسبب عدم تقديم خدمات من المسؤولين.

ومن جانبه، رجح عثمان عبد الجليل، وزير الصحة بحكومة الاستقرار الموازية، برئاسة أسامة حماد، أن يكون جميع المفقودين الآن في عداد الموتى، لافتاً إلى أن فرق الإنقاذ ما زالت تعمل للعثور على الجثامين. وأضاف: «من الصعب إعطاء رقم للمفقودين؛ لأن البلاغات ما زالت مستمرة، ونتوقع أن يكون كبيراً جداً».

وأعلنت شعبة الإعلام بالجيش، تكريم غرفة درنة الأمنية، لـ«الإدارة العامة لإنفاذ القانون» في العاصمة طرابلس تقديراً لمشاركتها في تأمين مدينة درنة وجهودها في عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الضحايا في مناطق وأحياء المدينة. كما كرّم اللواء طارق بن زياد المُعزّز، إدارة أمن السواحل ومركز الأبحاث، والقوات الخاصة البحرية بالمنطقة الغربية لمشاركتهم في عمليات البحث عن المفقودين وانتشال الضحايا بشواطئ درنة.

وبدوره، رأى محمد الحصان، آمر الكتيبة 603 المحسوبة على «حكومة الوحدة»، الذي غادر مدينة درنة، أن الوضع فيها «مأساوي وما زال هناك مفقودون تحت المنازل وفي جوف خط الوادي». وقال خلال لقائه أعيان سرت في طريق عودته إلى مدينة مصراتة بغرب البلاد: «إن هذه المأساة ربما تجمع الشعب، وتكون صفحة جديدة تجاه كل من مات من 2011 حتى اليوم من جميع التشكيلات والليبيين».

الدبيبة يترأس اجتماع مجلس الطاقة بطرابلس (حكومة الوحدة)

ومن جهته، دعا عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة مجدداً خلال اجتماعه مساء الأحد في بنغازي، بحضور نائبته المنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية جورجيت غانيون مع حفتر، جميع الأطراف الليبية «للبناء على التضامن والوحدة الاستثنائيين اللذين أبان عنهما الليبيون في هذه الأوقات العصيبة، وتكثيف الجهود نحو إجراء الانتخابات وتوحيد المؤسسات الوطنية لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل أفضل، واستمرار جهود الإغاثة المستمرة في مدينة درنة والمناطق المجاورة لها».

وشدد على ضرورة «تنسيق أي جهد وطني يُبذل لتجاوز الأزمة، ويشمل ذلك وضع خطة وطنية شفافة وشاملة لإعادة الإعمار». وقال إن الاجتماع ناقش جهود الإغاثة المستمرة في مدينة درنة والمناطق المجاورة، لها وآفاق إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الفيضانات.

كما أكد باتيلي عقب لقائه عائلات اتخذت من إحدى مدارس بنغازي مأوى مؤقتاً أن الأمم المتحدة ستواصل حشد الجهود من أجل إعادة إعمار المناطق المنكوبة وإعادة الحياة إلى طبيعتها، لافتاً إلى أنه استمع إلى جزء من القصص المروعة التي عاشها الناجون ليلة الفيضانات.

وقالت جورجيت، إنها ناقشت خلال اجتماعها برفقة باتيلي بموظفي الأمم المتحدة، مستجدات الاستجابة الإنسانية المستمرة للأمم المتحدة لآثار الفيضانات، والتنسيق بين وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني، والخطوات المستقبلية لدعم المتضررين بما في ذلك توفير الدعم النفسي.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن ممثلها في ليبيا، أحمد زويتن، بحث في طرابلس مساء الأحد مع رمضان أبو جناح وزير الصحة بـ«حكومة الوحدة»، الوضع الصحي بالمناطق المتضررة، كما أطلعه على نتائج جولته الميدانية إلى درنة والمناطق المتضررة الأخرى في شرق ليبيا، والإمدادات الطبية التي قدمتها المنظمة لتلبية الاحتياجات الصحية الطارئة في المناطق المتضررة.