نتائج أعمال ممتازة تنشط أسواق الأسهم

ثقة المستثمرين تعود بعد تراجع مخاوف المصارف

رجل يعبر أمام مبنى البورصة الرئيسي في نيويورك (أ.ب)
رجل يعبر أمام مبنى البورصة الرئيسي في نيويورك (أ.ب)
TT

نتائج أعمال ممتازة تنشط أسواق الأسهم

رجل يعبر أمام مبنى البورصة الرئيسي في نيويورك (أ.ب)
رجل يعبر أمام مبنى البورصة الرئيسي في نيويورك (أ.ب)

سجلت أسهم أوروبا أعلى مستوى في أسبوعين عند الفتح يوم الخميس بعد صعود بورصة «وول ستريت» مساء أول من أمس، متأثرة بزيادة غير متوقعة في أرباح شركة تجارة التجزئة السويدية العملاقة «إتش آند إم» وتبدد مخاوف بشأن الضغوط في القطاع المصرفي.
وبحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش ارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.6 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى منذ 13 مارس (آذار) الحالي في أعقاب صعود مؤشرات البورصة الأميركية الرئيسية أول من أمس الأربعاء.
وقفز سهم «إتش آند إم» 7.3 في المائة بعدما حققت ثانية كبرى شركات مبيعات التجزئة للأزياء في العالم أرباحاً تشغيلية غير متوقعة للفترة بين ديسمبر (كانون الأول) وفبراير (شباط) الماضيين، لكنها حذرت بأن الطقس البارد تسبب في عرقلة المبيعات الكلية لموسم الربيع.
وارتفع المؤشر الفرعي لأسهم شركات التجزئة 1.8 في المائة. وصعد مؤشر القطاع المصرفي الأوروبي 0.4 في المائة مسجلاً أعلى مستوى في أسبوع؛ إذ تعززت ثقة المستثمرين بعد بيع أصول بنك «سيليكون فالي» المنهار والاستحواذ على «كريدي سويس».
وزاد مؤشر قطاع العقارات 2.3 في المائة مواصلاً مكاسبه بعد تراجع إلى أقل مستوى في 5 أشهر هذا الأسبوع. وصعد سهم «فيستاس» الدنماركية لصناعة توربينات الرياح 4.9 في المائة بعد فوز الشركة بطلبية في البرازيل.
على الجانب الآخر، أغلق مؤشر «نيكي» الياباني على انخفاض يوم الخميس بعد مكاسب لثلاث جلسات متتالية، مع تداول مجموعة من الأسهم دون الحق في توزيع الأرباح، في حين كانت الخسائر محدودة؛ إذ سارت أسهم التكنولوجيا على درب الارتفاع في «وول ستريت».
وتراجع مؤشر «نيكي» 0.36 في المائة ليغلق عند 27782.93 نقطة، كما هبط مؤشر «توبكس الأوسع نطاقاً» 0.61 في المائة إلى 1983.32 نقطة. وقال يوو تسوبوي، كبير المحللين الاستراتيجيين في «دايوا» للأوراق المالية: «بشكل عام؛ تأثرت السوق بالأسهم التي جرى تداولها دون الحق في توزيع الأرباح، لكنها كانت أضعف من المتوقع، بالنظر إلى قوة أداء (وول ستريت) الليلة السابقة». وأشار إلى أن مخاوف المستثمرين حيال رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة عادت مع انحسار المخاوف من أزمة مالية محتملة، مضيفاً أن التوقعات بشأن تعديل «بنك اليابان» سياسته تزداد.
وتراجعت جميع المؤشرات الفرعية الصناعية البالغ عددها 33 في بورصة طوكيو، باستثناء 5، وقادت شركات تكرير النفط الخسائر بانخفاضها 2.89 في المائة. وتراجع سهم «سوفت بنك» 2.04 في المائة ليصبح أكبر الخاسرين على مؤشر «نيكي» بعد أن قفز بأكثر من 6 في المائة خلال الجلسة السابقة. فيما صعد سهم «سوني» لصناعة الألعاب 2.09 في المائة، كما ربح سهم «هويا» لصناعة العدسات 1.14 في المائة.
من جانبها، عكست أسعار الذهب مسارها وارتفعت يوم الخميس بعدما ساعد الانخفاض الطفيف للدولار على تقليص الشهية للمخاطرة التي غذاها تراجع المخاوف بشأن النظام المصرفي العالمي.
وبحلول الساعة 07:38 بتوقيت غرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1968.89 دولار للأوقية (الأونصة). واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 1984.70 دولار. وهبط مؤشر الدولار 0.1 في المائة، مما يجعل المعدن النفيس أرخص ثمناً بالنسبة إلى المشترين الحائزين عملات أخرى.
وقال مايكل لانغفورد، المدير بشركة «إير غايد» لاستشارات الشركات: «على المدى القصير؛ من شأن عمليات جني الأرباح وانحسار المخاوف من حدوث مزيد من العدوى بين البنوك، أن تؤدي إلى استمرار تراجع سعر الذهب باتجاه 1920 دولاراً للأوقية».
وارتفع الذهب فوق مستوى 2000 دولار بعد الانهيار المفاجئ لبنكين أميركيين هذا الشهر، لكنه تخلى عن المكاسب منذ ذلك الحين مع تدخل السلطات بإجراءات إنقاذ، مثل استحواذ «يو بي إس» على بنك «كريدي سويس» المتعثر وصفقة شراء بنك «فيرست سيتيزنز بانكشيرز» بنك «سيليكون فالي» المنهار.
ومع ذلك، قال محللون في «إيه إن زد» في مذكرة إن المعدن الأصفر «صمد بشكل جيد نسبياً في مواجهة الظروف غير المواتية». وينتظر المشاركون في السوق الآن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة التي تصدر الجمعة، وهي مقياس التضخم المفضل لدى «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)»، بحثاً عن مزيد من المؤشرات على السياسة النقدية.
وترتفع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائداً عند زيادة أسعار الفائدة لكبح التضخم.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية 1.2 في المائة إلى 23.63 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.4 في المائة إلى 971.12 دولار، كما زاد البلاديوم 0.8 في المائة إلى 1450.86 دولار.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.