مباحثات لافروف وعبداللهيان... تمسك بإحياء «النووي» وتصعيد ضد سياسات الغرب

ناقشا أوكرانيا والملفات الإقليمية وتعزيز «الشراكة الاستراتيجية»

لافروف وعبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)
لافروف وعبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)
TT

مباحثات لافروف وعبداللهيان... تمسك بإحياء «النووي» وتصعيد ضد سياسات الغرب

لافروف وعبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)
لافروف وعبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في موسكو أمس (رويترز)

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولة محادثات، الأربعاء، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تناولت رزمة واسعة من الملفات الثنائية والإقليمية والدولية. وشغل ملف استئناف المفاوضات حول الاتفاق النووي الإيراني حيزاً رئيسياً خلال المباحثات، إلى جانب الوضع في أوكرانيا، ومسائل التعاون المشترك في إطار سعي الطرفين لتعزيز ما وُصف بـ«الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين. وبرز ترحيب موسكو بجهود تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، ورأى لافروف، أن هذا المسار يوفّر أساساً مهماً لتحسين المناخ الإقليمي والانتقال إلى تسوية الملفات العالقة.
وقال الوزير الروسي في مستهل اللقاء، إن علاقات البلدين انتقلت إلى مستوى جديد نوعياً، وأشاد بزيادة معدلات التبادل التجاري الاقتصادي، والعمل المشترك في مجالات الطاقة والمشروعات الكبرى بين البلدين. ووفقاً للافروف، فقد بحث الوزيران بشكل تفصيلي القضية الفلسطينية والأوضاع في أفغانستان واليمن وجنوب القوقاز ومسائل بحر قزوين.
- ترحيب روسي بدور الصين
وتطرق لافروف بشكل مطول إلى الوضع حول أوكرانيا، مشيداً بما وصفه «الاهتمام الإيراني بالمبادرات السياسية لتسوية النزاع»، منتقداً بقوة «الانتهاكات الأميركية المتواصلة للمبادئ والقوانين الدولية». وهاجم لافروف بعنف حلف الأطلسي ووصفه بأنه غدا طرفاً في الصراع و«يقاتل إلى جانب أوكرانيا». وزاد «الناتو يقاتل في الواقع إلى جانب نظام كييف، لقد لفتنا الانتباه مجدداً إلى الخط التخريبي لدول الناتو، التي انجرفت إلى الصراع لفترة طويلة وانجذبت إليه بشكل أعمق».
من جهته، شدد عبداللهيان على تفهم بلاده المواقف الروسية، ورأى أن «الغرب يعقّد الوضع في أوكرانيا أكثر من خلال مواصلة تقديم أسلحة لكييف». وقال «حقيقة أن الغرب يسلّح أوكرانيا بأسلحة مختلفة، نعتقد أن هذا يعقّد الوضع. لطالما اعتقدنا أنه من الضروري الاعتماد على التسوية السياسية لهذه القضية».
وأشاد لافروف خلال المؤتمر الصحافي الختامي بمواقف بكين، وقال، إن بلاده تؤيد المبادرة الصينية لتسوية النزاع حول أوكرانيا، وزاد «علينا أن نحل القضية الأوكرانية بالطرق السياسية؛ ولذلك نؤيد المبادرة الصينية». وقال الوزير الروسي، إن لدى بلاده «علاقات متينة مع الصين وهي على المسار الصحيح، وندعم المبادرة الصينية المتعلقة بالأمن العالمي». كما أشاد بجهود الوساطة الصينية لوساطتها في استئناف العلاقات بين طهران والرياض، ورأى أن الخطوة تسهم في إطلاق مسار التسوية السياسية في اليمن، وتنقية المناخ الإقليمي، والبحث عن تسويات للملفات العالقة.
بدوره، تطرق عبداللهيان إلى العلاقات مع الرياض، وقال، إن «دفع العلاقات بين السعودية وإيران تحتاج إلى بعض الوقت، ولا تزال هناك مشاكل، ولكنها لا تعدّ عوائق لتقدم المباحثات». وزاد، أن «تحسين العلاقات مع جيراننا جزء من عقيدتنا وتطبيع العلاقات بين إيران والسعودية خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه». وقال، إن طهران «ترحب بالمحادثات الجارية المتعلقة بالأزمة في اليمن». مشدداً على أهمية دفع أي جهود لـ«أحلال السلام». وأكد عبداللهيان، أنه سيجري لقاءً قريباً مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان؛ لتعجيل تعزيز العلاقات بين البلدين. وقال «نرحب بأي اقتراح من شأنه إحلال السلام ونرحب بالمحادثات الجارية المتعلقة بالأزمة في اليمن».
- ضد العقوبات الأميركية
وفي إشارة إلى تطابق مواقف البلدين في الملفات الدولية، قال لافروف، إنه جرى التأكيد خلال الاجتماع على «عدم قبول السياسة غير البناءة للغرب، وأشرنا إلى تأسيس مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة».
في ملف العلاقات الثنائية، أكد لافروف على ضرورة «الاستكمال العاجل لعضوية إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون». وقال، إن الجانبين اتفقا على تعزيز «القاعدة القانونية والوثائقية لعلاقاتنا ونعمل على التوصل إلى معاهدة جديدة بين الدولتين بدل السابقة». كما لفت إلى إيلاء «اهتمام خاص للتطور المتقدم في العلاقات التجارية».
بدوره، أشاد الوزير الإيراني بمستوى تطور العلاقات الثنائية، وقال، إن البلدين اقتربا من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الشراكة الاستراتيجية الجديد بين البلدين، وكشف عن أنه وجّه دعوة لنظيره الروسي لزيارة طهران قريباً للتوقيع على الاتفاق بصياغته النهائية. وكشف عن أن إيران قدمت 49 وثيقة إلى منظمة شنغهاي للتعاون خلال قمتها المقبلة.
كما لفت عبداللهيان إلى توافق روسي - إيراني على مواصلة تنفيذ مشروع شمال جنوب لخطوط نقل البضائع، وحل جميع المسائل المتعلقة به. ورأى عبداللهيان، أن «المحادثات كانت مثمرة وتطرقنا إلى المسائل السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية وغيرها». وأكد على وجود «تقدم إيجابي بين روسيا وإيران في بناء أواصر علاقة الشراكة، وربما في المرحلة المقبلة سنتوصل إلى تفاهم مشترك بين إدارات وهيئات الدولتين».
وتوقف لافروف بشكل مطول أيضاً عند موضوع الاتفاق النووي الإيراني، وقال «ندعو إلى استئناف القرار الأممي الخاص بالاتفاق النووي الإيراني والعالم ينتظر عودة الولايات المتحدة إلى التزاماتها». وزاد، أن «روسيا وإيران لديهما تفاهم مشترك على أنه لا يوجد بديل لخطة العمل الشاملة المشتركة، وينبغي تنفيذ الاتفاق في أقرب وقت ممكن». وقال، إن بلاده تصرّ على «التنفيذ الكامل لهذا القرار ومعارضة الأعمال التي تعيق ذلك». وشدد على وجه التحديد على «وجوب رفع جميع العقوبات غير القانونية ضد إيران».
وكان عبداللهيان قد قال للتلفزيون الإيراني، لدى وصوله إلى موسكو، إن «نافذة المفاوضات النووية لا تزال مفتوحة والاتفاق النووي وعودة الأطراف إلى تعهداتها أحد مواضيع محادثاتي». وأشار وزير خارجية إيران إلى أن «روسيا لعبت دوراً فعالاً في الجولة الجديدة من المحادثات ويواصل زملاؤنا في روسيا جهودهم لإعادة الأطراف إلى التزاماتهم».
- سوريا وجنوب القوقاز
في الملف السوري، انتقد عبداللهيان اتهامات واشنطن لطهران باستهداف قواعد أميركية في شرق الفرات، وقال، إن «هذه الاتهامات وجّهت ضدنا من دون أدلة أو وثائق». وأعلن أن سوريا وإيران وروسيا وتركيا ستعقد اجتماعاً على مستوى نواب وزراء الخارجية الأسبوع المقبل؛ لبحث تقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق.
وزاد عبداللهيان، أن «موسكو وطهران تبذلان الجهود لتقريب مواقف تركيا وسوريا». وأشار إلى أنه في حال أسفر اجتماع الأسبوع المقبل عن اتفاق، فسيتم عقد اجتماع مماثل على مستوى وزراء الخارجية.
كما أشار إلى تطرق الوزيرين للوضع في منطقة جنوب القوقاز، وقال «ركّزنا على الأوضاع في جنوب القوقاز؛ لأن استمرار التوترات هناك لا تصب في مصلحة أي طرف». وفي المقابل، أعرب لافروف عن أمله في التوصل لحل قريباً لما وصفه بأنه «احتكاك» بين أذربيجان وإيران.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

إردوغان يدشّن ولايته الثالثة برؤية «قرن تركيا»

إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يدشّن ولايته الثالثة برؤية «قرن تركيا»

إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

حدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ملامحَ ولايته الرئاسية الثالثة، بتأكيد التزامه تنفيذَ رؤية «قرن تركيا». ودشّن إردوغان ولايته بأداء اليمين الدستورية، في مراسم شهدت حضوراً دولياً وامتزج فيها الطابع الحداثي مع ملامح العهد العثماني، التي بدت في موكب الخيول وفرقة «المهتار» والحرس داخل القصر الرئاسي.

وأقام إردوغان، في القصر الرئاسي في بيشتبه بأنقرة، حفل استقبال للضيوف المشاركين من أنحاء العالم، حضره 78 من القادة والوزراء والمسؤولين الدوليين، بينهم 21 رئيس دولة، و13 رئيس وزراء، إلى جانب وزراء ورؤساء منظمات دولية. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله في حفل تنصيب الرئيس التركي. ونقل وزير الخارجية السعودي تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للرئيس التركي، وتمنياتهما لحكومة تركيا وشعبها بالمزيد من التقدم والازدهار.

وفي خطاب تنصيبه، تعهَّد إردوغان بتنفيذ رؤية «قرن تركيا»، مع وضع دستور مدني ديمقراطي يخلصها ممَّا وصفه بـ«عهد الوصاية والانقلابات والقومية الإلزامية». وسبق أن أعلن إردوغان في أوائل عام 2022 عن البدء في العمل على مشروع دستور مدني يحل محل دستور عام 1982 المعمول به، الذي وُضع في أعقاب انقلاب عسكري شهدته البلاد.

وبعد أدائه اليمين الدستورية في البرلمان وزيارته ضريح مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، ظهر إردوغان في حفل بقصر بيشتبه الرئاسي في العاصمة أمام نحو 4 آلاف من الحضور. وأكَّد، في حفل تنصيبه، العمل على تحقيق نهضة تنقل تركيا لمصاف القوى العالمية. وهاجم المعارضة، داعياً إياها إلى الاستفادة من «أخطائها المتكررة»، والابتعاد عن «الحسابات الصغيرة» التي كرّست ضعفها، كما قال.

وقال إردوغان إنَّه «بانتهاء الانتخابات، بدأ قرن تركيا، وفُتحت أبواب نهوض بلادنا». وأضاف: «سنحتضن 85 مليون مواطن في ولاياتنا الـ81 من دون تمييز بسبب آرائهم السياسية أو عرقياتهم أو طوائفهم، وبلا انتقام أو تصفية حسابات».

ولمَّح الرئيس التركي إلى استمرار برنامجه الاقتصادي غير التقليدي الذي تسبب في مشكلات اقتصادية وأزمات على مدى 5 سنوات، قائلاً: «سنواصل تنمية البلاد عبر الاستثمار والتوظيف والإنتاج»، وقال إنَّ حكومته الجديدة ستعقد أول اجتماع لها الثلاثاء.


استنفار بعد «حادث حدودي» بين مصر وإسرائيل

جنود إسرائيليون خارج قاعدتهم قرب الحدود (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خارج قاعدتهم قرب الحدود (أ.ف.ب)
TT

استنفار بعد «حادث حدودي» بين مصر وإسرائيل

جنود إسرائيليون خارج قاعدتهم قرب الحدود (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خارج قاعدتهم قرب الحدود (أ.ف.ب)

شهدت الحدود بين إسرائيل ومصر، السبت، استنفاراً أمنياً إثر مقتل 3 جنود إسرائيليين نتيجة إطلاق نار برصاص رجل أمن مصري على معبر «العوجة» الحدودي. وربط الجانب المصري الواقعة بإطلاق نار وقع أثناءَ مطاردةِ مهربي مخدرات عبر الحدود، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنَّه باشر تحقيقات مع الجانب المصري مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنَّ الحادثَ لن يؤثر على التعاون في المستقبل مع مصر.

وبعد ساعات من المعلومات المتضاربة الصادرة عن مؤسسات ووسائل إعلام إسرائيلية حول الحادث، أصدرت مصر بياناً أعلنت فيه أنَّ «مجنداً من قوات تأمين الحدود الدولية مع إسرائيل، اخترق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات، ما أدَّى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة المجند المصري أثناء تبادل إطلاق النيران».

وقالت مصادر إسرائيلية إنَّ الاعتقاد الأولي هو أنَّ الشرطي المصري استغل حادثة تهريب المخدرات وتسلل إلى المنطقة من إحدى الثغرات، وأطلق النار وقتل مجنداً ومجندة ثم واصل هجومه.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن بداية الأمر أنه قتل شخصاً مسلّحاً نجح باجتياز الحدود، بعد تبادل لإطلاق النار، من دون أن يعطي تفاصيل. ثم بدأت وسائل إعلام إسرائيلية بتناقل كثير من الروايات حول عمليات تهريب، ومحاولة خطف جنود وإطلاق نار من قبل فلسطينيين، ثم داخل سيناء، ثم من قبل متسلل مصري.

ولوقف اللغط، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه إنَّ الحادث تحت الرقابة العسكرية، وإنه يجري التحقق منه. وبعد ساعات، أعلن عن كل التفاصيل.

وجاءت العملية في وقت لم تكن فيه لدى الجيش الإسرائيلي أي تحذيرات مسبقة.

وبعد تقييم أجراه وزير الدفاع يوآف غالانت، تقرَّر إبقاء الجيش بالمنطقة في حالة تأهب.


إردوغان يعلن تشكيلة الحكومة الجديدة

الرئيس التركي وأعضاء حكومته الجديدة (رويترز)
الرئيس التركي وأعضاء حكومته الجديدة (رويترز)
TT

إردوغان يعلن تشكيلة الحكومة الجديدة

الرئيس التركي وأعضاء حكومته الجديدة (رويترز)
الرئيس التركي وأعضاء حكومته الجديدة (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (السبت)، تشكيلة الحكومة الجديدة عقب مراسم تأدية اليمين رئيساً لتركيا لولاية الجديدة مدتها 5 سنوات.

وعين إردوغان هاكان فيدان الذي عمل سابقاً مديراً للمخابرات التركية وزيراً للخارجية، بالإضافة إلى تسمية جودت يلماز نائباً لرئيس الجمهورية، وتعيين والي إسطنبول علي يرلي قايا وزيراً للداخلية.

وجاءت تشكيلة الحكومة الجديدة كالتالي: يلماز تونج وزيراً للعدل، وماهينور أوزدمير غوكطاش وزيرة للأسرة والخدمات الاجتماعية، ووداد أشيق هان وزيراً للعمل والخدمات الاجتماعية، ومحمد أوز حسكي وزيراً للبيئة والتغير المناخي، وألب أرسلان بيرقدار وزيراً للطاقة والموارد الطبيعية، ويشار غولر وزيراً للدفاع، ومحمد شيمشك وزيراً للخزانة والمالية، ومحمد فاتح قجر وزيراً للصناعة والتكنولوجيا، وإبراهيم يومقلي وزيراً للزراعة والغابات.

وحصل إردوغان، أطول زعماء تركيا بقاء في السلطة، على 52.2 بالمائة من الأصوات بجولة الإعادة في 28 مايو (أيار)، متفوقاً على منافسه كمال كليتشدار أوغلو.


«فايننشيال تايمز»: مباحثات مباشرة بين روبرت مالي وسفير إيران لدى الأمم المتحدة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)
TT

«فايننشيال تايمز»: مباحثات مباشرة بين روبرت مالي وسفير إيران لدى الأمم المتحدة

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون أمس (أ.ف.ب)

أفادت صحيفة «فايننشيال تايمز» نقلاً عن مصادر دبلوماسية بأن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني أجرى لقاءات عدة مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، في الآونة الأخيرة، في وقت تقول الإدارة الأميركية إن الاتفاق النووي لعام 2015 «ليس مدرجاً على قائمة الأعمال».

وقال شخص مقرب من الإدارة الأميركية للصحيفة إن المحادثات تركزت بالمقام الأول على إمكانية إبرام صفقة تبادل للسجناء بين طهران وواشنطن التي تحاول إعادة ثلاثة من مواطنيها المحتجزين في إيران.

ومنذ تعثر المفاوضات في مارس (آذار) الماضي، أصر مسؤولون إيرانيون على صفقة جاهزة مع الجانب الأميركي لتبادل السجناء، وحمّلوا الطرف الأميركي مسؤولية تعطله.

وخلال الأيام الأخيرة، أبرمت طهران صفقة كبيرة مع بلجيكا، بوساطة عمانية، أطلقت بروكسل بموجبها الدبلوماسي أسد الله أسدي المدان بتهم إرهابية، مقابل عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، وشملت نمساويين ودنماركياً، وصلوا فجر السبت إلى بروكسل.

ومن شأن هذه الصفقة أن تزيد الضغط على إدارة بايدن لإعادة السجناء الأميركيين.

وقالت مصادر «فايننشيال تايمز» إن الخيارات المحتملة تشمل شكلاً من أشكال الاتفاق المؤقت، أو تحرك عدم التصعيد من كلا الجانبين، الذي بموجبه تُخفض إيران مستويات التخصيب لديها في مقابل تخفيف بعض العقوبات.

وهذه ليست المرة الأولى التي تكشف مصادر عن اتصال مباشر بين البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك والمسؤول الأميركي المعني بالملف الإيراني، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، نفت البعثة الإيرانية تقريراً نشرته قناة «إيران إنترناشيونال».

خطة دبلوماسية

بحسب «فايننشيال تايمز»، استأنفت القوى الغربية (الأميركية والأوروبية) المناقشات حول «كيفية التعامل مع إيران بشأن أنشطتها النووية مع ازدياد المخاوف من أن يؤدي التوسع العدواني لإيران في برنامجها إلى اندلاع حرب إقليمية».

وقال دبلوماسي غربي للصحيفة إن «هناك اعترافاً بأننا بحاجة إلى خطة دبلوماسية نشطة للتعامل مع برنامج إيران النووي، بدلاً من السماح له بالانحراف». وأضاف: «الشيء الذي يقلقني أن عملية صناعة القرار في إيران فوضوية إلى حد بعيد ويمكن أن تشق طريقها نحو الحرب مع إسرائيل».

يأتي تقرير «فايننشيال تايمز»، قبل يومين من الاجتماع الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، في وقت تسعى الأوساط الإيرانية - الغربية المؤيدة للاتفاق النووي إلى تذليل العقبات أمام العودة للمسار الدبلوماسي، خصوصاً بعدما أعلنت الوكالة الدولية حلاً جزئياً لقضايا عالقة مع إيران، وتمكنها من إعادة بعض معدات المراقبة. بدورها، قالت طهران إنها قدمت تفسيراً للوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن جزيئات اليورانيوم المخصبة بنسبة 83.7 في المائة بمنشأة فوردو.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال روبرت مالي، في تصريحات للإذاعة الوطنية الأميركية (إن بي آر)، إن الولايات المتحدة لا تزال تبحث عن حلول دبلوماسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، محذراً من أنه إذا توصلت واشنطن إلى نتيجة مفادها أن إيران «تتخذ خطوات لامتلاك أسلحة نووية»، فإن الولايات المتحدة ستتخذ «إجراءات رادعة»، مشدداً على أنه «في هذه الحالة، لم يتم تجاهل أي خيار»، بما في ذلك «الخيار العسكري» الذي سيكون أيضاً مطروحاً على الطاولة.

ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما رفضت إيران مسودة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وفي مارس (آذار) الماضي، سافر كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلى أوسلو لإجراء محادثات مع مسؤولين من فرنسا وبريطانيا وألمانيا.

وبعد أيام من اللقاء، كتب باقري كني على «تويتر» وقال: «أوضحنا خلالها وجهات نظرنا، وحذّرنا من بعض الحسابات الخاطئة»، مضيفاً أن بلاده مصممة على تعزيز مصالحها الوطنية بما يشمل عبر الطرق الدبلوماسية.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» حينها إن المباحثات ركزت على مطالبة طهران بالتعاون مع تحقيق تُجريه «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» حول منشأ جزيئات يورانيوم عثر عليها المفتشون في منشأة فوردو، وتصل درجة نقائها إلى 83.7 في المائة، وهي قريبة من نسبة 90 في المائة المطلوبة لتطوير أسلحة نووية.

وقالت المصادر إن اللقاء تناول ملفات عدة؛ أهمها التصعيد الإيراني في الملف النووي. وأضافت أن الدبلوماسيين الأوروبيين عبّروا عن مخاوفهم ومواقف دولهم «بشكل واضح» للطرف الإيراني. ونفت المصادر أن يكون اللقاء تناول أي مفاوضات تتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وإمكانية العودة إليه.

يورانيوم يكفي لقنبلتين

تواصلت زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، ويكاد يكفي حالياً لصنع قنبلتين نوويتين، بحسب ما أظهر أحد تقريرين ربع سنويين موجهين للدول الأعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقالت الوكالة في تقريرها الفصلي إن مخزون إيران المقدّر من اليورانيوم المخصب تجاوز، بأكثر من 23 مرة، الحد المسموح به بموجب اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى.

وبذلك، بلغ إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب في 13 مايو (أيار) ما يقدر بـ4744.5 كيلوغرام، في حين أن الحد المسموح به في الاتفاق يبلغ 202.8 كيلوغرام.

وأكدت الوكالة أن إيران لديها الآن 114.1 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة وفي هيئة سادس فلوريد اليورانيوم التي يمكن بسهولة تخصيبها لدرجة أكبر، وذلك بزيادة 26.6 كيلوغرام عن الربع السابق.

ويُعتقد الآن أن مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20 في المائة بلغ 470.9 كيلوغرام - بزيادة 36.2 كيلوغرام منذ التقرير الأخير في فبراير (شباط).

وحسب «رويترز»، فإن امتلاك نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة هو ما تصفه الوكالة الدولية بـ«الكمية الكبيرة» التي تشكل «كماً مقارباً من المواد النووية التي لا يمكن معها استبعاد احتمال تصنيع أداة تفجير نووي».

 


إردوغان يتعهد بتنفيذ رؤية «قرن تركيا» في ولايته الثالثة

إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)
إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)
TT

إردوغان يتعهد بتنفيذ رؤية «قرن تركيا» في ولايته الثالثة

إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)
إردوغان لدى إلقائه كلمة خلال حفل التنصيب في القصر الرئاسي (رويترز)

تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالعمل بكل عزيمة من أجل تنفيذ رؤية «قرن تركيا»، خلال ولايته الثالثة الممتدة 5 سنوات. وأعلن إردوغان، الذي دشّن ولايته الجديدة في حكم تركيا رسمياً (السبت) بعد أداء اليمين الدستورية أمام البرلمان، وضع خطة خمسية للمئوية الثانية للجمهورية التركية، يكمل فيها العمل الذي أنجزه في الـ21 عاماً الماضية.

وأقام إردوغان، في القصر الرئاسي في بيشتبه، حفل استقبال للضيوف المشاركين من أنحاء العالم، حضره 78 من القادة والوزراء والمسؤولين الدوليين، بينهم 21 رئيس دولة، و13 رئيس وزراء، إلى جانب وزراء ورؤساء منظمات دولية.

ونيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله في حفل تنصيب الرئيس التركي. ونقل وزير الخارجية تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للرئيس التركي، وتمنياتهما لحكومة وشعب تركيا الشقيق المزيد من التقدم والازدهار.

هجوم على المعارضة

إردوغان وزوجته لدى وصولهما إلى حفل التنصيب (رويترز)

بعد أدائه اليمين الدستورية، هاجم إردوغان المعارضة، مؤكداً أنها لم تفلح في تحقيق أي نجاح على الرغم من «الافتراءات والأكاذيب» التي لجأت إليها في مدة الانتخابات، وأنها معارضة ضعيفة تركز على «الحسابات الصغيرة». وقال إن انتخابات جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية في 28 مايو (أيار) الماضي انتهت باختياره من جانب الشعب رئيساً لتركيا مرة أخرى، بأوسع مشاركة حققت رقماً قياسياً جدّد عبرها أكثر من 27 مليون مواطن ثقتهم به. وقال: «تجلت الإرادة الوطنية في صناديق الاقتراع مرتين»، بينما كانت المعارضة تتحدث عن أنه ديكتاتور يمارس حكم الفرد. كما أعلن أنه «بانتهاء الانتخابات، بدأ (قرن تركيا) وفتحت أبواب نهضة بلادنا».

وتابع إردوغان: «سنبدأ حملة نفير عام لمد جسور الأخوة بين شعبنا؛ لذا أدعو المعارضة لإغلاق أجواء المنافسة، وأدعو الصحافيين والكتّاب ووسائل الإعلام القريبة منها إلى ترك الانتقادات والتشكيك، والعمل من منطلق التوحد من أجل بناء المستقبل». وأضاف: «سنحتضن 85 مليون مواطن تركي في ولاياتنا الـ81 دون تمييز بسبب آرائهم السياسية، وبلا انتقام أو تصفية حسابات».

وعبّر إردوغان عن شكره لكل مواطن تركي صوّت له ومنحه الثقة لتحمُل المسؤولية في السنوات الخمس المقبلة، وعزّز الديمقراطية التركية بالذهاب إلى صناديق الاقتراع بأعداد قياسية. كما توجه بالشكر إلى المواطنين في المناطق المنكوبة بكارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، وعبّر عن احترامه لهم لدفاعهم عن إرادتهم.

ووجّه الشكر إلى الرؤساء وممثلي الدول والمنظمات الذين حرصوا على الحضور ومشاركته الفرحة بعد الانتخابات، قائلاً: «لن ننسى أبداً دعم أولئك الذين يقفون إلى جانبنا».

دستور جديد

جانب من زيارة إردوغان إلى ضريح أتاتورك في أنقرة (إ.ب.أ)

قال إردوغان إنه لن ينسى محاولات التدخل في الانتخابات والعملية الديمقراطية في تركيا من جانب الغرب. وأضاف أن نتائج الانتخابات أكدت رغبة الشعب التركي في مواصلة الطريق معه، لافتاً إلى عقد أول اجتماع لحكومته الجديدة الثلاثاء لوضع رؤية «قرن تركيا» موضع التنفيذ.

كما كشف أن حكومته ستستحدث دستوراً مدنياً جديداً، «يسقط عهد الوصاية والقومية الإلزامية وعروض الحماية». وقال: «سنعزز ديمقراطيتنا بدستور جديد حر ومدني وشامل، ونتحرر من الدستور الحالي الذي كان ثمرة لانقلاب عسكري».

ولمح إردوغان إلى استمرار برنامجه الاقتصادي غير التقليدي الذي تسبب في حدوث مشكلات اقتصادية وأزمات على مدى 5 سنوات. فقال: «سنواصل تنمية البلاد عبر الاستثمار والتوظيف والإنتاج والفائض الحالي». وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد إردوغان تصميمه على تطبيق «مبدأ السلام في الوطن.. السلام في العالم»، الذي وضعه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، من خلال توسيع مجال تأثير «الدبلوماسية التركية الريادية والإنسانية». كما تعهد بالعمل بكل قوة لحماية مجد جمهورية تركيا، وزيادة سمعتها على مدى السنوات الخمس القادمة.

اليمين الدستورية

إردوغان في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي (إ.ب.أ)

أدى إردوغان اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الثالثة في جلسة عامة عقدها البرلمان برئاسة أكبر الأعضاء سناً، رئيس «حزب الحركة القومية» دولت بهشلي. وبدأت مراسم أداء اليمين بتسليم بهشلي «مضبطة الرئاسة» الصادرة من المجلس الأعلى للانتخابات، والتي تتضمن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أجريت جولة الإعادة فيها الأحد الماضي إلى إردوغان.

وأقسم إردوغان على حماية تركيا وسيادتها ووحدتها واستقلالها والعمل بحيادية. وبعد أداء اليمين، توجّه إردوغان إلى ضريح أتاتورك، حيث وضع إكليلاً من ورود القرنفل على شكل علم تركيا. وتلا كلمة سجلها في سجل الزائرين لضريح أتاتورك، تعهد فيها بمواصلة العمل بكل عزيمة من أجل تنفيذ رؤية «قرن تركيا»، مؤكداً أن الانتخابات الأخيرة فتحت أمام الشعب أبواب مرحلة جديدة. وقال: «بصفتي الرئيس الثالث عشر للجمهورية، سأواصل الدفاع عن الأخوة الأبدية لأبناء شعبنا، والعمل على نمو بلادنا والنهوض بدولتنا». وجدد تعهده بـ«مداواة جراح ضحايا الزلزال».

تحديات كبيرة

جانب من جلسة أداء اليمين الدستورية في البرلمان التركي (أ.ف.ب)

وانتُخب إردوغان لولاية ثالثة وأخيرة يوم الأحد الماضي، بحصوله على 52.18 في المائة من الأصوات، وحصول منافسه مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، على 47.82 في المائة. ولا يحق لإردوغان، بموجب الدستور المعدل عام 2017، أن يخوض الانتخابات مرة أخرى.

وبلغت نسبة المشاركة في جولة الإعادة 84.15 في المائة؛ إذ أدلى 54 مليوناً و23 ألفاً و601 ناخب، داخل وخارج البلاد، بأصواتهم لانتخاب رئيس البلاد. وحصل إردوغان على 27 مليوناً و834 ألفاً و589 صوتاً، وحصل كليتشدار أوغلو على 25 مليوناً و504 آلاف و724 صوتاً.

ويواجه إردوغان تحديات كبيرة في ولايته الثالثة، أهمها التراجع الاقتصادي الشديد، وارتفاع التضخم والأسعار، وتهاوي الليرة التركية إلى مستويات قياسية، وضعف الاحتياطي الأجنبي، فضلاً على علاقات متوترة مع الغرب، حيث لوحظ ضعف مستوى التمثيل الغربي في مراسم التنصيب.


برلماني إيراني: «بعض الخلافات» يجب ألا تمنع المسارات الدبلوماسية مع السعودية

غلرو يلتقي وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان  (الخارجية الإيرانية)
غلرو يلتقي وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (الخارجية الإيرانية)
TT

برلماني إيراني: «بعض الخلافات» يجب ألا تمنع المسارات الدبلوماسية مع السعودية

غلرو يلتقي وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان  (الخارجية الإيرانية)
غلرو يلتقي وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان (الخارجية الإيرانية)

قال عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني النائب عباس غلرو، إن «بعض الخلافات» بين السعودية وإيران حول القضايا الإقليمية، يجب ألا تمنع المسارات الدبلوماسية بين البلدين، مشدداً على أهمية علاقات الجانبين في خفض التوتر الإقليمي.

وقال غلرو الذي يترأس لجنة فرعية معنية بالسياسة الخارجية، في لجنة الأمن القومي إن «مفتاح حل المشكلات الإقليمية، هو العلاقات المتشابكة بين إيران والسعودية، التي جرى حلها بدراية الحكومة».

وصرح النائب: «لا تزال الخلافات بين إيران والسعودية في بعض القضايا الإقليمية قائمة، لكن وجود الخلافات يجب ألا يؤدي إلى إغلاق المسارات الدبلوماسية بين البلدين»، مشيراً إلى أهمية التعاون بين إيران والسعودية «في خفض التوترات في العالم الإسلامي، ومنع استغلالها من الأجانب، وتنمية وتقدم الدول الإسلامية في مختلف المجالات...».

وجاءت تصريحات غلرو غداة لقاء فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة «بريكس» في كيب تاون بجنوب أفريقيا. وهو ثاني لقاء بين الوزيرين منذ اتفاق السعودية وإيران في مارس (آذار) الماضي على استئناف العلاقات الدبلوماسية.

وكشف غلرو عن لقاء جمعه مؤخراً برئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران. وقال: «لقد حاولنا في لجنة العلاقات الخارجية إجراء مشاورات برلمانية مع الدول التي توجد علاقات دبلوماسية معها بمستوى منخفض، وفي هذا الصدد، التقيت الأسبوع الماضي سفيري مصر والأردن، ووجهت دعوة للمجموعتين البرلمانيتين في هذين البلدين لزيارة طهران، ونأمل أن تنجز هذه الزيارات في أقرب وقت ممكن»، وفق ما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» السبت.

وأشار غلرو إلى بعض الأنباء التي تتحدث عن إمكانية إحياء العلاقات بين إيران ومصر، وقال: «على الرغم من تحديد علاقتنا مع مصر على مستوى رعاية المصالح، فقد جرى للجانبين تقديم ممثلين دبلوماسيين على مستوى سفراء، ولدينا علاقات خارجية مباشرة مع مصر».

وقال إن «تطوير العلاقات مع الجيران هو أحد بنود الأجندة الرئيسية للحكومة الإيرانية في مجال السياسة الخارجية، وقد اتبعت هذه السياسة بشكل صحيح من قبل وزارة الخارجية على مدى العامين الماضيين، والبرلمان خصوصاً لجنة الأمن القومي والخارجية، راضون نسبياً عن هذه العملية».

كما تحدث غلرو عن آثار استئناف العلاقات بين إيران ومصر، وقال: «بطبيعة الحال، ستكون هذه القضية مؤثرة في مختلف المجالات، لا سيما مجالات الأمن والاقتصاد، التي يمكن أن تكون الأساس الرئيسي للعلاقات بين البلدين، بحيث ستتراجع في المجال الأمني التوترات الإقليمية، وفي المجال الاقتصادي ستزدهر السياحة والنفط والغاز والزراعة والبتروكيماويات».


تركيا ترسل تعزيزات إلى «الناتو» في كوسوفو

آليات تابعة لقوة حفظ السلام (كفور) بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو (رويترز)
آليات تابعة لقوة حفظ السلام (كفور) بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو (رويترز)
TT

تركيا ترسل تعزيزات إلى «الناتو» في كوسوفو

آليات تابعة لقوة حفظ السلام (كفور) بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو (رويترز)
آليات تابعة لقوة حفظ السلام (كفور) بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو (رويترز)

ذكرت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، أن أنقرة سترسل كتيبة لتعزيز قوة حفظ السلام (كفور)، بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كوسوفو، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأضافت الوزارة أنه من المقرر أن تصل «قوة احتياط» في الرابع والخامس من يونيو (حزيران) الحالي. وكانت الوحدة تعمل سابقاً، تحت قيادة «كفور».

يأتي هذا الانتشار، وسط تصاعد حدة التوتر مؤخراً في شمال الدولة الصغيرة الواقعة في البلقان.

وجاء في البيان التركي أن أنقرة تحث الجانبين على ممارسة ضبط النفس، في «كوسوفو الشقيقة» للمساعدة في تسوية الصراع الذي أضر بالاستقرار الإقليمي.

وترتبط تركيا طبيعياً بعلاقات طيبة مع كوسوفو ذات الأغلبية المسلمة.

يشار إلى أن اشتباكات خطيرة وقعت الأسبوع الماضي في شمال كوسوفو، شملت جنوداً من الصرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وجاءت الحوادث في أعقاب احتجاجات في ثلاث بلديات من أربع ذات أغلبية صربية بعد انتخاب رؤساء بلديات جدد.


تركيا تشهد مراسم تنصيب إردوغان رئيساً لولاية ثالثة

إردوغان مخاطباً أحد التجمعات لأنصاره أثناء حملته الانتخابية (الرئاسة التركية)
إردوغان مخاطباً أحد التجمعات لأنصاره أثناء حملته الانتخابية (الرئاسة التركية)
TT

تركيا تشهد مراسم تنصيب إردوغان رئيساً لولاية ثالثة

إردوغان مخاطباً أحد التجمعات لأنصاره أثناء حملته الانتخابية (الرئاسة التركية)
إردوغان مخاطباً أحد التجمعات لأنصاره أثناء حملته الانتخابية (الرئاسة التركية)

أدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (السبت)، اليمين لفترة رئاسية جديدة، مدتها 5 سنوات، لتمديد حكمه إلى عقد ثالث.

وقال إردوغان، في مراسم بالبرلمان في أنقرة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة، «بصفتي رئيساً، أقسم بشرف ونزاهة الأمة التركية العظيمة وتاريخها أن أحافظ على وجود الدولة واستقلالها... وأن ألتزم بالدستور وسيادة القانون والديمقراطية ومبادئ وإصلاحات أتاتورك ومبادئ الجمهورية العلمانية».

إردوغان في زيارة سابقة لضريح مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك (الرئاسة التركية)

وحصل إردوغان على 52.18 في المائة من الأصوات في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة في 28 مايو (أيار)، وجاء فوزه على خلاف توقعات معظم استطلاعات الرأي، وعلى الرغم من أزمة غلاء معيشة كان يُنظر لها على أنها أضعفت فرصه في الفوز.

مشاركة دولية واسعة

وبحسب ما أعلنت الرئاسة التركية، يشارك في مراسم التنصيب 78 من القادة والوزراء والمسؤولين الدوليين، بينهم 21 رئيس دولة، و13 رئيس وزراء، إلى جانب وزراء ورؤساء منظمات دولية.

ومن الرؤساء والقادة المقرر حضورهم: رؤساء أذربيجان، وكازاخستان، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وبلغاريا، وفنزويلا، والغابون، وغينيا بيساو، وجنوب أفريقيا، والجبل الأسود، والكونغو، ورواندا، والسنغال، والصومال، وتوغو، وغينيا، وبنغلاديش، وكوسوفو، وشمال مقدونيا، وجمهورية شمال قبرص التركية (غير معترف بها دولياً)، وأمير قطر.

وستشارك أيضاً رئيسة مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، زيليكا سفيجانوفيتش، وعضوا المجلس زيليكو كومشيتش ودينيس بيسيروفيتش، وزعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك.

ويحضر المراسم أيضاً رؤساء وزراء 13 دولة، بينها باكستان، والمجر، وأرمينيا، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة، إلى جانب وزراء من عدد من الدول، بينهم سامح شكري وزير الخارجية المصري.

كما تشارك 12 دولة على مستوى رؤساء البرلمانات، وبينهم رئيس مجلس «الدوما» الروسي، فياتشيسلاف فولودين، ونائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، دينغ تشونغلي. وسيكون ضمن المشاركين الرئيس الألماني السابق كريستيان وولف، والمستشار الأسبق غيرهارد شرودر، ورئيس «جمهورية شمال قبرص التركية» السابق درويش أر أوغلو، وعضو المجلس الرئاسي السابق للبوسنة والهرسك بكر عزت بيغوفيتش، ورئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلدت.

ويحضر المراسم أيضاً ممثلو 8 منظمات دولية، بينهم الأمناء العامّون لمنظمات «الدول التركية»، قوبانيتش بيك عمر علييف، و«التعاون الإسلامي»، حسين إبراهيم طه، و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، ينس ستولتنبرغ.

إردوغان شارك (الجمعة) في جلسة أداء اليمين لنواب البرلمان التركي الجديد (الرئاسة التركية)

ملف السويد و«الناتو»

وسيكون ملف انضمام السويد إلى عضوية «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) مطروحاً خلال مراسم تنصيب إردوغان، إذ سيلتقيه ستولتنبرغ، الذي سيعقد أيضاً عدداً من اللقاءات مع مسؤولين أتراك في زيارته التي تستمر (السبت والأحد).

وعبر ستولتنبرغ، الخميس، عن رغبته بتفعيل الحوار مجدداً مع تركيا بخصوص عضوية السويد في «الناتو». وأضاف، على هامش الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول الحلف في العاصمة النرويجية (أوسلو): «رسالتي أن عضوية السويد في (الناتو) مفيدة لها، كما هي بالنسبة للدول الإسكندنافية ومنطقة البلطيق، وأيضاً لـ(الناتو)، وتركيا والحلفاء الآخرين». ولفت إلى أنه سيشدّد خلال لقائه إردوغان، على حقيقة أن السويد «أقرّت قانون مكافحة الإرهاب، ودخل حيز التنفيذ».

وبدا أن تركيا لا تزال متحفظة على الموافقة على طلب السويد، إذ لم يحضر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الحلف. ودعا السويد إلى الوفاء بالتزاماتها المنوطة بها في مذكرة التفاهم الثلاثية، الموقّعة بين بلاده والسويد وفنلندا، على هامش قمة «الناتو» في مدريد في يونيو (حزيران) العام الماضي، واتخاذ خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب.

وجاء ذلك في رد لجاويش أوغلو على تغريدة لنظيره السويدي، توبياس بيلستروم، على «تويتر»، مساء الخميس، حول مشاركته في اجتماع وزراء خارجية «الناتو»، فأكد أن «وزراء خارجية (الناتو) أعربوا عن دعمهم القوي لانضمام السويد إلى الحلف»، مضيفاً أنها «رسالة واضحة جداً إلى تركيا والمجر من أجل بدء المصادقة على انضمام السويد».

إردوغان في أول خطاب بعد فوزه بالرئاسة وسط حشد من أنصاره (الرئاسة التركية)

تشكيل الحكومة

وسيقيم الرئيس إردوغان مأدبة عشاء للضيوف المشاركين في تنصيبه. كما يتوقع أن يعلن في المساء تشكيل حكومته الجديدة، التي تترقبها الأوساط السياسية والشارع التركي. وعقد البرلمان التركي الجديد جلسته الأولى، الجمعة، برئاسة أكبر الأعضاء سناً، رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، إذ أدى النواب الجدد اليمين القانونية، إيذاناً ببدء الدورة الـ28 للبرلمان. وحضر إردوغان الجلسة.

ويسود ترقب واسع لتشكيلة الحكومة الجديدة، المرتقب إعلانها ليل السبت، التي يتوقع أن تشمل وجوهاً جديدة بعد دخول 16 وزيراً، بينهم وزراء الدفاع والخارجية والداخلية، البرلمان الجديد. ويشكل هؤلاء الوزراء جميع وزراء حكومة إردوغان، باستثناء وزيري الصحة والثقافة والسياحة. ولا تسمح القوانين التركية بالجمع بين المقعد البرلماني والمنصب الوزاري.

وقال نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، نعمان كورتولموش، إن الحزب لا يرغب في استقالة بعض الوزراء السابقين من البرلمان الجديد، نظراً للتوازنات الحساسة في البرلمان.

وكشفت مصادر قريبة من الرئاسة التركية أن إردوغان توصل إلى اتفاق مع نائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادية، محمد شيشمك، لتولي حقيبة الاقتصاد، على أن يكون نائباً للرئيس للشؤون الاقتصادية. وتواجه حكومة إردوغان الجديدة تحدياً خطيراً في مجال الاقتصاد، وعليها أن تنقذ البلاد من الأزمة التي سببتها السياسة غير التقليدية والنموذج الاقتصادي الذي يصر عليه إردوغان، الذي يقوم على خفض الفائدة، ودفع النمو والصادرات، وجذب الاستثمارات.

ويتردد في الأروقة السياسية في أنقرة أن كلاً من المتحدث باسم الرئاسة التركية الحالي إبراهيم كالين، ورئيس المخابرات هاكان فيدان، سيتوليان منصبين في الحكومة الجديدة.

وانتُخب إردوغان لولاية ثالثة وأخيرة، يوم الأحد الماضي، بحصوله على 52.18 في المائة من الأصوات، وحصول منافسه مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، على 47.82 في المائة. ولا يحق لإردوغان، بموجب الدستور المعدل عام 2017، أن يخوض الانتخابات مرة أخرى.

وبلغت نسبة المشاركة في جولة الإعادة 84.15 في المائة، إذ أدلى 54 مليوناً و23 ألفاً و601 ناخب، داخل وخارج البلاد، بأصواتهم لانتخاب رئيس البلاد. وحصل إردوغان على 27 مليوناً و834 ألفاً و589 صوتاً، وحصل كليتشدار أوغلو على 25 مليوناً و504 آلاف و724 صوتاً.

وتعهد إردوغان، في خطاب ألقاه عقب فوزه بالانتخابات، بأن يعمل على احتضان أطياف الشعب التركي جميعها، وأن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة «تآلف وتوحد». وتحدث عن خططه المستقبلية في إطار رؤيته التي تُعرف بـ«قرن تركيا»، قائلاً إن «أمامنا نهضة اقتصادية جديدة وانطلاقة قوية، وسنبعد الإرهابيين عن حدود بلادنا».


إردوغان يؤدي اليمين اليوم... ويعلن حكومته الجديدة

TT

إردوغان يؤدي اليمين اليوم... ويعلن حكومته الجديدة

إردوغان يحيي الحاضرين خلال حضوره مراسم أداء القسم للنواب في الدورة الثامنة والعشرين للجمعية الوطنية التركية الكبرى بأنقرة (أ.ف.ب)
إردوغان يحيي الحاضرين خلال حضوره مراسم أداء القسم للنواب في الدورة الثامنة والعشرين للجمعية الوطنية التركية الكبرى بأنقرة (أ.ف.ب)

يؤدي رجب طيب إردوغان اليمين رئيساً لتركيا اليوم (السبت)، بعد فوزه في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الأسبوع الماضي، وسيعلن في وقت لاحق أعضاء حكومته التي من المتوقع أن تكون مؤشراً على تغيير في برنامجه الاقتصادي غير التقليدي.

وحصل إردوغان، أطول زعماء تركيا بقاء في السلطة، على 52.2 بالمائة من الأصوات في جولة الإعادة في 28 مايو (أيار). وجاءت النتيجة على عكس توقعات معظم استطلاعات الرأي. وحقق الفوز على الرغم من أزمة غلاء المعيشة التي كان يُعتقد أنها أضعفت فرصه.

والولاية الجديدة، ومدتها خمس سنوات، من شأنها أن تسمح لإردوغان بالمضي في سياسات تعد سلطوية بشكل متزايد، وأدت إلى انقسام في البلد العضو في حلف شمال الأطلسي، لكنها ستسمح له أيضاً بتعزيز موقع تركيا باعتبارها قوة عسكرية إقليمية.

وانعقد البرلمان الجديد أمس (الجمعة)، وسيبدأ إردوغان فترة ولايته الجديدة رسمياً بأداء اليمين اليوم (السبت) في نحو الساعة الثالثة مساء (12:00 بتوقيت غرينتش) في البرلمان بأنقرة.

وسيلي ذلك حفل في القصر الرئاسي يحضره مسؤولون رفيعو المستوى من 78 دولة ومنظمة دولية، من بينهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، حسبما ذكرت وكالة «الأناضول للأنباء».


إيران تفرج عن نمساويين ودنماركي

 عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
TT

إيران تفرج عن نمساويين ودنماركي

 عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)
عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل مع عائلته بعد إطلاق سراحه في 26 مايو الماضي (رويترز)

أفرجت إيران عن نمساويين ودنماركي، أمس (الجمعة)، في إطار صفقة تبادل سجناء بواسطة عُمانية وبلجيكية.

وأفاد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في بيان، أمس، بأن الأوروبيين الثلاثة «في طريقهم من سلطنة عُمان إلى بلجيكا».

وأوضح أن المواطن الدنماركي المُفرَج عنه كان قد أوقف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 «على هامش تجمعات لحقوق النساء»، أما الإيرانيان - النمساويان فأوقف أحدهما في يناير (كانون الثاني) 2016 والآخر في يناير 2019.

وعبّر رئيس الوزراء البلجيكي عن «شكره لسلطات عُمان على الدور المركزي الذي أدته في عمليات الإفراج».

وجاءت هذه العملية بعدما أفرجت إيران في 26 مايو (أيار) الماضي عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل بعد اعتقاله طوال 455 يوماً، مقابل عودة الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي، الذي كان سجيناً في بلجيكا لنحو 5 أعوام بعدما أُدين بتهمة الإرهاب. كما تأتي العملية بعد زيارة قام بها السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان إلى إيران، في أول رحلة له هناك منذ أن أصبح سلطاناً للسلطنة عام 2020.

بدوره، قال وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ، في بيان «أبدي ارتياحي لتمكننا أخيراً من إعادة قمران قادري ومسعود مصاحب إلى بلدهما بعد أعوام من الاعتقال الصعب في إيران».

وأضاف «إنهما في طريقهما إلى النمسا، حيث تنتظرهما عائلتاهما بفارغ الصبر». وأوضح شالنبرغ أن قادري ومصاحب أمضيا على التوالي «2709 أيام و1586 يوماً من الاعتقال في إيران... كان ذلك بمثابة ماراثون دبلوماسي أثمر في نهاية المطاف».