الأسواق تواصل التعافي بدعم أسهم البنوك

متداولون في الدور الأرضي لبورصة وول ستريت مساء يوم الاثنين (رويترز)
متداولون في الدور الأرضي لبورصة وول ستريت مساء يوم الاثنين (رويترز)
TT

الأسواق تواصل التعافي بدعم أسهم البنوك

متداولون في الدور الأرضي لبورصة وول ستريت مساء يوم الاثنين (رويترز)
متداولون في الدور الأرضي لبورصة وول ستريت مساء يوم الاثنين (رويترز)

صعدت الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء مع انتعاش آمال المستثمرين في احتواء الأزمة المصرفية بعد صفقة للاستحواذ على ودائع وقروض بنك «سيليكون فالي» الأميركي المنهار.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7 في المائة بحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينيتش، مواصلا الصعود لليوم الثاني على التوالي بعد خسائر الأسبوع الماضي في أسهم البنوك التي نجمت عن انهيار بنك «كريدي سويس» وبنكين أميركيين متوسطي الحجم، وزاد مؤشر قطاع البنوك الأوروبي 1.6 في المائة، بعدما ارتفع 1.4 في المائة يوم الاثنين.
وقفزت أسهم بنك «يو بي إس» السويسري 2.4 في المائة، بعدما قال رئيسه التنفيذي رالف هامرز في مذكرة داخلية اطلعت عليها «رويترز» إن البنك يرى استحواذه على «كريدي سويس» الذي تم تحت إشراف السلطات السويسرية «فرصة للنمو»، كما ارتفعت أسهم «كريدي سويس» 3.1 في المائة.
وفي آسيا، أنهت الأسهم اليابانية تداولات الثلاثاء على ارتفاع بدعم من صعود أسهم البنوك إثر انحسار المخاوف بشأن النظام المالي العالمي. وارتفع المؤشر نيكي 0.15 في المائة ليغلق عند 27518.25 نقطة، بينما زاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.25 في المائة ليغلق عند 1966.67 نقطة.
وارتفع مؤشر القطاع المصرفي 1.96 في المائة، وكان الأفضل أداء بين 33 مؤشرا فرعيا تمثل قطاعات الأعمال في بورصة طوكيو. وقفز سهم مجموعة «ريسونا» القابضة المصرفية 4.08 في المائة، وكان أكبر الرابحين على مؤشر نيكي. وزادت أسهم «ميزوهو» المالية 2.47 في المائة ومجموعة «سوميتومو» المالية 2.67 في المائة ومجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» المالية 1.7 في المائة.
إلا أن أداء الأسهم ذات الثقل أثر على مؤشر نيكي، إذ تراجع سهم «طوكيو إلكترون» 0.33 في المائة، و«أدفانتست» 0.75 في المائة، و«شين إتسو كيميكال» 1.19 في المائة.
ومن جانبها، انخفضت أسعار الذهب لليوم الثالث على التوالي يوم الثلاثاء مواصلة النزول عن مستوى ألفي دولار، مع تحول المستثمرين إلى الأصول مرتفعة المخاطر بعد هدوء اضطرابات القطاع المصرفي، إلا أن ضعف الدولار حد من الخسائر.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1951.80 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 09:24 بتوقيت غرينيتش. وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 1952.10 دولار. وكانت الأسعار كسرت حاجز ألفي دولار الأسبوع الماضي بعدما عززت المخاوف المصرفية الطلب على أصول الملاذ الآمن.
وقال أولي هانسن رئيس استراتيجيات السلع الأولية لدى «ساكسو» بنك إن الذهب يتعرض لضغط مع عودة الهدوء إلى السوق بعد التطورات الأخيرة في القطاع المصرفي، التي أدت لارتفاع الأصول المنطوية على مخاطر. وأضاف أن أسعار الذهب ربما تنزل إلى 1933 دولارا في المدى القريب، لكن التوقعات للذهب ما زالت صعودية مع اقتراب وصول أسعار الفائدة الأميركية إلى ذروتها، وفي ظل خطر حدوث ركود في الشهور المقبلة.
وقال وانغ تاو المحل الفني لدى «رويترز» إن سعر الذهب في المعاملات الفورية قد يكسر مستوى المقاومة البالغ 2070 دولارا للأوقية في الربع الثاني ويرتفع باتجاه 2148 دولارا.
وتراجعت الفضة في المعاملات الفورية واحدا في المائة إلى 22.87 دولار للأوقية، وخسر البلاتين 0.6 في المائة مسجلا 965.57 دولار، وهبط البلاديوم 0.3 في المائة إلى 1404.47 دولار.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

TT

الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الناتج السوري خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً

الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)
الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي)

كشف الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية الدكتور عبد الله الدردري، أن الأمم المتحدة أعطت البرنامج الضوء الأخضر لبدء التواصل مع الحكومة المؤقتة السورية الجديدة تعزيزاً للعمل الإنساني وبدء مسار التعافي لإعادة تفعيل الاقتصاد السوري، خصوصاً أن البلاد خسرت 54 مليار دولار من ناتجها المحلي خلال 14 عاماً.

وقال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» بمناسبة وجوده في الرياض للمشاركة في فعاليات مؤتمر «كوب 16»، إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد.

كان نظام بشار الأسد قد ترك خلفه تحديات اقتصادية كبيرة مع انهيار شبه كامل للبنية التحتية الاقتصادية وتدمير آلاف المنازل وتشريد الملايين.

رجل سوري يتحدث عبر هاتفه المحمول وهو يقف على درج مبنى مدمَّر في مدينة حرستا شرق دمشق (أ.ب)

واستعرض الدردري الوضع الراهن في سوريا، فقال «إن تقديراتنا الأولية أن الاقتصاد السوري خسر حتى الآن 24 عاماً من التنمية البشرية، فيما سجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً كبيراً من 62 مليار دولار في عام 2010 إلى 8 مليارات فقط اليوم، أي خسر 54 مليار دولار في 14 عاماً. أما معدل الفقر، فارتفع من نحو 12 في المائة عام 2010 إلى أكثر من 90 في المائة. وبات معدل الفقر الغذائي يتجاوز 65 في المائة من السكان».

وإذ أوضح أن أمام سوريا مرحلة صعبة، قال إن تقديرات البرنامج تشير إلى أنه من أصل 5 ملايين و500 ألف وحدة سكنية، فإن نحو مليوني وحدة سكنية دمِّرت بالكامل أو جزئياً.

وعن تكلفة عملية إعادة الإعمار، أوضح الدردري أن احتساب تكلفة إعادة بناء الوحدات السكنية يحتاج إلى تحديث، كون أسعار البناء تختلف اليوم. لكنه شدد على أن أخطر ما جرى في سوريا هو الضعف المؤسساتي مقارنةً بما كان عليه الوضع قبل عام 2011، «حيث كانت هناك مؤسسات دولة قوية، فيما تراجعت بشكل كبير اليوم». من هنا، فإن تركيز برنامج الأمم المتحدة اليوم هو على الدعم المؤسساتي، «لأنه من دون مؤسسات قادرة على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، لا توجد تنمية ولا إعادة إعمار»، كما يركز على القطاع الخاص الذي استطاع أن يصمد رغم كل الهزات، والجاهز اليوم لتلقف أي حالة من الأمن والانفتاح للعمل.

وقال: «خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ولمجرد أن الحكومة المؤقتة أعلنت أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد سوق حر مع بعض الإجراءات السريعة لتسيير عمل التجارة وغيرها، تحسن سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار من 30 ألف ليرة إلى 14 ألف ليرة، مما يعني تحسناً بأكثر من 50 في المائة».

رجل يعد النقود بمحطة بنزين في مدينة حلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

ولكن كيف يرى نائب الوزراء السوري السابق للشؤون الاقتصادية بين سنوات 2006 و2011، خريطة طريق إعادة النهوض بالاقتصاد السوري؟ أجاب: «في الحقيقة، لا أرى فرقاً بين دوري في الأمم المتحدة وبين عملي سابقاً. فسوريا تحتاج إلى إصلاح حوكمي سريع وفعال، بمعنى أنها تحتاج إلى إصلاح القضاء، وتطوير المؤسسات وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات، وترسيخ القانون. كما أنها بحاجة إلى رؤية للمستقبل، وإلى حوار وطني. تحتاج إلى تحديد الوضع الراهن في المجال الاقتصادي وأين هو موقع البلاد في هذا الإطار. هي تحتاج إلى رسم سيناريوهات التعافي والنمو... وهو ما تراه الأمم المتحدة أيضاً لإعادة إحياء البلاد».

وأضاف: «سندعم كل ما من شأنه أن يجعل سوريا جاذبة للاستثمار، وإرساء منظومة لحماية اجتماعية فاعلة... فنمو اقتصادي يقوده القطاع الخاص وعدالة اجتماعية من خلال منظومات حماية اجتماعية متكاملة هما ما تحتاج إليه سوريا، وهما ما سنعمل عليه».

وعود بمساعدة غزة

وفي ما يتعلق بالوضع في غزة، قال الدردري إن التقديرات الأولية جداً تشير إلى أنها تحتاج إلى 50 مليار دولار، موضحاً أن إعادة تعويم الاقتصاد الفلسطيني إلى ما كان عليه في عام 2022، إنما يحتاج إلى معونات إنسانية تقدَّر بـ600 مليون دولار سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الدمار في منطقة استهدفتها غارة جوية إسرائيلية قرب مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

وعن الجهات المستعدة لتأمين هذه المبالغ، قال: «هناك وعود بأن المجتمع الدولي مستعد للمساعدة، ولكن إلى الآن لا شيء ملموساً».

وأضاف: «هناك حاجة ماسة إلى رفع القيود عن عمل الفلسطينيين، وعن أموال المقاصة التي يجب أن تذهب إلى السلطة الفلسطينية، وأن يُسمح للاقتصاد الفلسطيني بالاندماج».

خسائر لبنان من الحرب

وشرح الدردري أن لبنان خسر 10 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب الحرب مع إسرائيل، تضاف إلى ما نسبته 35 في المائة خسارة في الناتج المحلي منذ 2019. في حين دُمر نحو 62 ألف منزل وأكثر من 5 آلاف منشأة اقتصادية.

شخصان يتعانقان على أنقاض المباني المتضررة في قرية جون بقضاء الشوف بلبنان (رويترز)

ووُضع برنامج للتعافي الاقتصادي في لبنان يعتمد بشكل أساسي على تعزيز المجتمعات المحلية والشركات الصغيرة وإعادة إحياء التمويل في لبنان، وعلى دعم البلديات التي تأثرت بشكل كبير، وعلى الجمعيات الأهلية. وتوقع أن يستعيد لبنان تعافيه مع استمرار حالة الهدوء، وذلك بفعل أهمية الدور الذي يلعبه قطاعه الخاص.