فرح بهبهاني ورحلة البحث عن النور الإلهي

منسوجات وخط عربي تميز أعمال الفنانة الكويتية في عروضها الأخيرة

من معرض «واجعلني نوراً» للفنانة الكويتية فرح بهبهاني (غاليري أثر)
من معرض «واجعلني نوراً» للفنانة الكويتية فرح بهبهاني (غاليري أثر)
TT
20

فرح بهبهاني ورحلة البحث عن النور الإلهي

من معرض «واجعلني نوراً» للفنانة الكويتية فرح بهبهاني (غاليري أثر)
من معرض «واجعلني نوراً» للفنانة الكويتية فرح بهبهاني (غاليري أثر)

للفنانة الكويتية فرح بهبهاني بصمة خاصة، تتميز بالتطريز والخط الكوفي، تتفنن في إدخال الحروف العربية في أعمالها، تغزلها بالخيوط على القماش وتنسجها في الورق بالتأبير، تتسلل الحروف بسلاسة ونعومة لتتخذ طريقها لقلب ووجدان المتلقي. لا يقف إبداعها عند استخدام الحروف مجردة، بل تبرزها من خلال أشعار وكلمات لتتخذ لها أعماقاً إضافية داخل كل عمل.
توجد أعمال بهبهاني حالياً في مدينة جدة من خلال بينالي الفنون الإسلامية، ومن خلال معرض منفرد لها في «غاليري أثر» يستمر حتى 10 أبريل (نيسان). في البينالي يجذب عملها المتموضع في قاعة «المدينة المنورة» الأنظار بجماليته العالية. نقف أمام دائرة ضخمة من النسيج اللامع، نقترب أكثر لنتبين أنها مكونة من ثلاث دوائر تتناوب في حركة دائمة بطيئة، ولكنها تنثر الضياء الهادئ مع انعكاس الضوء على خيوطها اللامعة.

فرح بهبهاني في معرضها «واجعلني نوراً» بغاليري «أثر» بجدة (الغاليري)

تشرح الفنانة عملها قائلة، «العمل يحتفل بمفهوم النور في الإسلام، النور هو أحد الأسماء الحسنى، من أوصاف الرسول الكريم أيضاً أنه الضياء». لبهبهاني حب للشعر، خصوصاً الشعر الديني والصوفي، «اخترت هنا أبياتاً من قصيدة (نهج البردة) للشاعر أحمد شوقي تحتفي بمفهوم الضياء وهي:
سرت بشائر بالهادي ومولده في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم».
في الدائرة الوسطى نستطيع تبين اسم «محمد» في وسطها، تتفرع عن الاسم خيوط من الخرز اللامع وقطع الزجاج، تجسد النور الهادي، وفي الدائرة الأكبر بيت الشعر متداخل ضمن الأشكال الهندسية بينما الدائرة الثالثة وهي الأكبر تضمن الفنانة بعض الأحرف العربية بالخط الكوفي تعدد بعض أسماء الرسول الكريم: المصطفى، الصادق، الأمين، الهادي، الشفيع، المتوكل، السراج والمنير.
تستمر حركة الدوائر الثلاثة، بينما نستمع للفنانة، وأسألها عن تلك الحركة الدائمة، ماذا تعني؟ تقول: «الحركة تمثل الحركة الدائمة للكون».

أشكال هندسية وخط كوفي

{واجعلني نوراً}
يستمر خيط النور والضياء موضوعاً أساسياً لمعرض الفنانة الفردي في «غاليري أثر»، ويتجسد في العنوان «واجعلني نورا»، ومن خلال بيان العرض الذي يقول: «في قلب المعرض الفردي للفنانة الكويتية فرح بهبهاني، «واجعلني نورا»، «هناك بحث ليلي عن الضوء والتوق إلى الفجر»، تتوسل الفنانة لأن تصبح هي حاملة لذلك النور، وأن يتجسد ذلك في قلبها وحواسها وضميرها. تعلق بهبهاني بأن الأعمال المعروضة تمثل «رحلة شخصية، فأنا أعمل على مفهوم النور منذ سنوات، وأراه من خلال تجربة شخصية مؤلمة عانيت فيها بشكل كبير، مررت خلالها بأوقات عصيبة والكثير من اللحظات المظلمة. أعتقد أن تأثيرات هذه الرحلة التي مررت بها مع عائلتي بدأت في التسلل تدريجياً في عملي الفني».
تلجأ الفنانة مرة أخرى للقرآن وللشعر في بحثها عن النور: «بدأت البحث حول التفسيرات المختلفة للنور في الإسلام، وكمفهوم كوني، يتجسد في قول الله تعالي (الله نور السموات والأرض)»، وتجد في سورة «النور» إلهاماً.

من عمل بهبهاني في بينالي الفنون الإسلامية بجدة

تشير خلال حديثها إلى أنها دائماً ما تلجأ لـ«رائدها» (كما تسميه) خالد الساعي، ناقشت معه فكرتها حول العمل، واقترح عليها قراءة كتاب الإمام أبي حامد الغزالي «مشكاة الأنوار»: «بدأت في دراسة الكتاب ووجدت فيه أفكاراً عميقة وجميلة حول النور، عن العلاقة النورانية بين الرب والكون». تأخذها أفكار الكتاب لترى من خلالها أشكال الهندسة الإسلامية «نحن نتحدث عن العالم الحسي والعالم الروحاني، كيف نبحث عن مصدر النور الخالص، أرى الأشكال الهندسية بوصفها تجسيداً للجمال المطلق واللانهائية».
في المعرض يمر الزوار بين منسوجات بيضاء شفافة، تبدو أثيرية وتحمل أشكالاً هندسية ومطرزة بالخيط الفضي، تطلق عليها «الستائر السبعة»، «كل واحدة من هذه المنسوجات تحمل آيات من القرآن الكريم، منسوجة فيها، منها (نور على نور) و(وأنزلنا عليكم نوراً مبيناً)»، كل واحدة تشير إلى تفسير الضوء الذي ينبع من المصدر النهائي للضوء.

الستائر السبعة في «واجعلني نوراً» للفنانة الكويتية فرح بهبهاني (غاليري أثر)

وتشير إلى أن اختيارها وقع على الرقم سبعة، ويعود إلى كتاب «مشكاة الأنوار»، حيث يشير إلى سبعة تفسيرات للنور، «الأشكال الهندسية المختلفة على كل واحدة من تلك الستائر قمت باختزالها إلى سبعة مستويات للنور، النور كما نراه على الأرض، وهو انعكاس لنور الخالق». في إحدى القطع المتدلية وتحمل عنوان «صلاة الليل» تستخدم الفنانة خط يدها وتكرر التضرع «يا الله» مراراً وتكراراً.
الدعاء بالنور
على جدار في قاعة العرض هناك عرض بصري بديع من الأشكال الهندسية المنسوجة والمطرزة بالخرز اللؤلؤي، 844 قطعة، كل قطعة مستقلة بذاتها، نسقت بشكل جمالي بديع، ويجمع بينها التطريز بالخيوط الفضية والذهبية التي تحمل كلمات من الدعاء المأثور «اللهم اجعل في قلبي نورا وفي لساني نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورا وفي بصري وفي سمعي نورا، وفي بدني نورا ومن فوقي نورا»، وأضافت لها أربع: «اجعل في ذهني نورا وفي بوحي نورا وفي نفسي نورا، واجعلني نورا».
ما يلفت في أعمال بهبهاني، إلى جانب الطاقة الداخلية الهادئة المتجسدة، هو الحرفة اليدوية الجميلة التي تتمثل في التطريز والترصيع والزخرفة، وأسألها عما إذا كانت تلك حرفة تجيدها، تقول إنها تلجأ لمجموعة من الحرفيين المهرة لتنفيذ أعمالها: «عملت معهم لتجسيد تلك المعاني السامية عبر التطريز، في اختيار درجة الشفافية، وفي اختيار الخرز اللؤلؤي وفتات الماس الذي يعطي وميضاً خفيفاً. استخدمنا فقط اللون الأبيض لأني أجده أكثر الألوان نقاءً، يمكن الضوء من التسلل خلاله، وهو أمر جميل جداً برأيي، أن نرى تسلل الضوء عبر القماش وعبر الخرز الشفاف». جمع الخط الكوفي والتطريز كان تحدياً بالنسبة لها، كما تشير، غير أنه أيضاً «طريقة جميلة للتعبير عن الرحلة الروحانية والشخصية التي مررت بها».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
TT
20

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)
مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى، فإن المصرية مريم شريف تفوقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي» التي تَنافس على جوائزها 16 فيلماً، وترأس لجنة تحكيمها المخرج العالمي سبايك لي، لتحوز جائزة «اليسر» لأفضل ممثلة عن أدائها لشخصية «إيمان»، الشابة التي تواجه التّنمر بسبب قِصرِ قامتها في فيلم «سنو وايت»، وذلك خلال حفل ختام المهرجان الذي أقيم الخميس في مدينة جدة السعودية.

وعبّرت مريم عن سعادتها بهذا الفوز قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الحمد لله، هذه فرحة كبيرة تكلّل جهودنا طوال فترتي التحضير والتصوير، لكنني أحتاج وقتاً لأستوعب ذلك، وأشكر أستاذة تغريد التي أخضعتني لورشِ تمثيلٍ عدة؛ فكُنا نجلس معاً لساعات طوال لتُذاكر معي الدّور وتوضح لي أبعاد الشخصية، لذا أشكرها كثيراً، وأشكر المنتج محمد عجمي، فكلاهما دعماني ومنحاني القوة والثقة لأكون بطلة الفيلم، كما أشكر مهرجان (البحر الأحمر السينمائي) على هذا التقدير».

المخرجة تغريد أبو الحسن بين منتج الفيلم محمد عجمي والمنتج محمد حفظي (إدارة المهرجان)

سعادة مريم تضاعفت بما قاله لها المخرج سبايك لي: «لقد أذهلني وأبهجني برأيه حين قال لي، إن الفيلم أَثّر فيه كثيراً بجانب أعضاء لجنة التحكيم، وإنني جعلته يضحك في مشاهد ويبكي في أُخرى، وقلت له إنه شرفٌ عظيم لي أن الفيلم حاز إعجابك وجعلني أعيش هذه اللحظة الاستثنائية مع أهم حدث في حياتي».

وأضافت مريم شريف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنها لم تُفكّر في التمثيل قبل ذلك لأن السينما اعتادت السخرية من قِصار القامة، وهو ما ترفضه، معبّرة عن سعادتها لتحقيق العمل ردود أفعال إيجابية للغاية، وهو ما كانت تتطلّع إليه، ومخرجته، لتغيير أسلوب تعامل الناس مع قِصار القامة لرؤية الجمال في الاختلاف، وفق قولها: «نحن جميعاً نستحق المساواة والاحترام، بعيداً عن التّهكم والسخرية».

وكان قد شهد عرض الفيلم في المهرجان حضوراً لافتاً من نجوم مصريين وعرب جاءوا لدعم بطلته من بينهم، كريم فهمي الذي يشارك بصفة ضيف شرف في الفيلم، وبشرى التي أشادت بالعمل، وكذلك أمير المصري ونور النبوي والمنتج محمد حفظي.

قُبلة على يد بطلة الفيلم مريم شريف من الفنان كريم فهمي (إدارة المهرجان)

واختارت المخرجة أن تطرح عبر فيلمها الطويل الأول، أزمة ذوي القامة القصيرة الذين يواجهون مشاكل كبيرة، أقلّها تعرضهم للتنمر والسخرية، وهو ما تصدّت له وبطلتها عبر أحداث الفيلم الذي يروي قصة «إيمان» قصيرة القامة التي تعمل موظفة في أرشيف إحدى المصالح الحكومية، وتحلم مثل كل البنات بلقاءِ فارس أحلامها وتتعلق بأغنية المطربة وردة الجزائرية «في يوم وليلة» وترقص عليها.

وجمع الفيلم بين بطلته مريم شريف وبعض الفنانين، ومن بينهم، كريم فهمي، ومحمد ممدوح، ومحمد جمعة، وخالد سرحان، وصفوة، وكان الفيلم قد فاز بوصفه مشروعاً سينمائياً بجائزة الأمم المتحدة للسكان، وجائزة الجمعية الدولية للمواهب الصاعدة في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وعلى الرغم من أن مريم لم تواجه الكاميرا من قبل، بيد أنها بدت طبيعية للغاية في أدائها وكشفت عن موهبتها وتقول المخرجة: «كنت مهتمة أن تكون البطلة غير ممثلة ومن ذوات القامة القصيرة لأحقق المصداقية التي أردتها، وحين التقيت مريم كانت هي من أبحث عنها، وكان ينقصنا أن نقوم بعمل ورش تمثيل لها، خصوصاً أن شخصية مريم مختلفة تماماً عن البطلة، فأجرينا تدريبات مطوّلة قبل التصوير على الأداء ولغة الجسد والحوار، ووجدت أن مريم تتمتع بذكاء لافت وفاجأتني بموهبتها».

لم يكن التمثيل يراود مريم التي درست الصيدلة في الجامعة الألمانية، وتعمل في مجال تسويق الأدوية وفق تأكيدها: «لم يكن التمثيل من بين أحلامي لأن قِصار القامة يتعرضون للسخرية في الأفلام، لكن حين قابلت المخرجة ووجدت أن الفيلم لا يتضمّن أي سخرية وأنه سيُسهم في تغيير نظرة كثيرين لنا تحمست، فهذه تجربة مختلفة ومبهرة». وفق تعبيرها.

ترفض مريم لقب «أقزام»، وترى أن كونهم من قصار القامة لا يحدّ من قدرتهم ومواهبهم، قائلة إن «أي إنسان لديه مشاعر لا بد أن يتقبلنا بدلاً من أن ننزوي على أنفسنا ونبقى محبوسين بين جدران بيوتنا خوفاً من التنمر والسخرية».

تغريد أبو الحسن، مخرجة ومؤلفة الفيلم، درست السينما في الجامعة الأميركية بمصر، وسافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة في «نيويورك أكاديمي» قبل أن تُخرج فيلمين قصيرين، وتعمل بصفتها مساعدة للمخرج مروان حامد لسنوات عدّة.

المخرجة تغريد أبو الحسن وبطلة الفيلم مريم شريف (إدارة المهرجان)

وكشفت تغريد عن أن فكرة الفيلم تراودها منذ 10 سنوات: «كانت مربية صديقتي من قِصار القامة، اقتربتُ منها كثيراً وهي من ألهمتني الفكرة، ولم أتخيّل أن يظهر هذا الفيلم للنور لأن القصة لم يتحمس لها كثير من المنتجين، حتى شاركنا الحلم المنتج محمد عجمي وتحمس له».

العلاقة التي جمعت بين المخرجة وبطلتها كانت أحد أسباب تميّز الفيلم، فقد تحولتا إلى صديقتين، وتكشف تغريد: «اقتربنا من بعضنا بشكل كبير، وحرِصتُ على أن تحضر مريم معي ومع مدير التصوير أحمد زيتون خلال معاينات مواقع التصوير حتى تتعايش مع الحالة، وأخبرتها قبل التصوير بأن أي مشهد لا ترغب به سأحذفه من الفيلم حتى لو صوّرناه».

مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

وتلفت تغريد إلى مشروعٍ سينمائيّ يجمعهما مرة أخرى، في حين تُبدي مريم سعادتها بهذا الالتفاف والترحيب من نجوم الفن الذين شاركوها الفيلم، ومن بينهم: كريم فهمي الذي عاملها برفق ومحبة، ومحمد ممدوح الذي حمل باقة ورد لها عند التصوير، كما كان كل فريق العمل يعاملها بمودة ولطف.