دخل حمزة يوسف التاريخ في اسكوتلندا بعد انتخابه رئيساً للحزب الوطني كأول مسلّم يقود حزباً كبيراً في المملكة المتحدة ورئيساً للحكومة، رافعاً التحدّي المتمثّل بمواصلة المعركة من أجل استقلال المقاطعة بعد ولاية زعيمة الحزب نيكولا ستورجن الطويلة التي كان أحد أقرب حلفائها.
ويوسف، الزعيم الجديد للحزب والبالغ من العمر 37 عاماً، هو الابن لأبوين مهاجرين من جنوب آسيا. فوالده باكستاني الأصل هاجر إلى اسكوتلندا مع عائلته في الستينات، بينما وُلدت والدته لعائلة من جنوب آسيا في كينيا. وهو متزوج من نادية النخلة، عضو الحزب الوطني الاسكوتلندي في دندي، وفق تقرير لـ«بي بي سي».
وكثيراً ما تحدث يوسف عن الإساءات العنصرية التي تعرض لها. واضطر للاتصال بالشرطة بعد تلقيه تهديدات، حسبما زُعم، في بداية التنافس على زعامة الحزب، وتم اعتقال رجل يبلغ من العمر 25 عاماً وامرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، وتم توجيه اتهامات إليهما.
تلقى يوسف تعليمه في مدرسة «هاتشنسونس غرامر» الخاصة في غلاسكو. وبعد دراسة السياسة في جامعة غلاسكو، عمل لفترة وجيزة في مركز اتصالات قبل أن يصبح مساعداً برلمانياً لعضو البرلمان الاسكوتلندي بشير أحمد، وبعد ذلك مساعداً لأليكس ساموند.
انتخب يوسف ضمن قائمة الحزب الوطني الاسكوتلندي لمنطقة غلاسكو عام 2011، ثم عيّنه ساموند في منصب وزير أوروبا والتنمية الدولية بعد عام واحد فقط.
في عام 2016، أصبح يوسف وزيراً للنقل بعد فوزه بمقعد دائرة غلاسكو بولوك من حزب العمال، مما جعله أول مرشح من الأقليات العرقية يفوز بمقعد في البرلمان الاسكوتلندي.
بعد ستة أشهر من توليه حقيبة النقل، فُرضت عليه غرامة قدرها 300 جنيه إسترليني مع إضافة ست نقاط جزائية إلى رخصته بعد أن أوقفته الشرطة أثناء قيادته سيارة صديقه من دون تأمين.
وخلال توليه حقيبة النقل، واجه يوسف انتقادات لأداء شركة «سكوت ريل» للسكك الحديد بعد أن تولت شركة «أبيليو» عقد إدارة امتياز السكك الحديد، مما أدى في النهاية إلى تأميمها.
في عام 2018، حصل يوسف على ترقية أخرى عندما عينته ستورجن وزيراً جديداً للعدل كجزء من تعديل وزاري لحكومتها.
وفي عام 2021، أدّى يوسف اليمين الدستورية باللغتين الأردية والإنجليزية عندما انتخب نائباً في البرلمان الاسكوتلندي.
كما تعرض يوسف لانتقادات بسبب تغريدة عن «اشمئزازه» من مقطع فيديو يُفترض أنه يظهر لاعبي رينغرز يستخدمون لغة طائفية سرعان ما تبين أنها مزيفة.
وفي غضون ثلاثة أسابيع من توليه منصب وزير الصحة في مايو (أيار) 2021، اعتذر يوسف عن أي «إنذار لا داع له» سببه زعمه خطأ أن 10 أطفال نُقلوا إلى المستشفى «بسبب فيروس كورونا».
وكان يُنظر إلى يوسف على نطاق واسع على أنه المرشح المفضل لزعامة الحزب الوطني، بما في ذلك من ستورجن نفسها. وحصل على دعم وتأييد من قبل أعضاء البرلمان البريطاني والبرلمان الاسكوتلندي أكثر بكثير من منافسيه كيت فوربس وآش ريغان.
ويقول أنصاره إنه محاور محنك وهو الأقدر على توحيد الحزب والحفاظ على اتفاق تقاسم السلطة مع حزب الخضر الاسكوتلندي بعدما كان منقسماً بشدة على القيادة.
ويُعد يوسف حليفاً وثيقاً لستورجن، ويُنظر إليه عموماً على أنه «مرشح الاستمرارية» الذي سيسعى إلى مواصلة عمل الوزيرة الأولى المنتهية ولايتها.
وهو الوحيد من بين المتنافسين الذي قال إنه سيطعن في منع الحكومة البريطانية إصلاحات ستورجن المثيرة للجدل بشأن الاعتراف بالنوع الاجتماعي في المحاكم، بحجة أن الاستقلال عن المملكة المتحدة لن يتحقق إلا إذا استمر الحزب في دفع «القيم التقدمية».
لكنه شدد على أنه لن يرفع الأمر إلى القضاء إلا إذا قالت المشورة القانونية إن الطعن يمكن أن يكون ناجحاً.
ونأى يوسف بنفسه عن خطة ستورجن لاستخدام الانتخابات المقبلة كاستفتاء فعلي، قائلاً إنه سيسعى بدلاً من ذلك إلى بناء «أغلبية ثابتة» لصالح الاستقلال. لكنه حاول الوصول إلى المزيد من مؤيدي الاستقلال الذين نفد صبرهم بالقول إنه سيفكر في الدعوة إلى انتخابات مبكرة في هوليرود لاختبار دعم الاستقلال عن المملكة المتحدة.
حمزة يوسف... مسلم عانى التمييز ووصل إلى قيادة اسكوتلندا
حمزة يوسف... مسلم عانى التمييز ووصل إلى قيادة اسكوتلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة