«سفر برلك»... تجسيد درامي لمرحلة مؤلمة بعد 100 عام

بطل العمل عبد الرحمن اليماني لـ «الشرق الأوسط» : للفنان دور في تثقيف الجمهور تاريخياً

المسلسل يتطرق للعديد من الصراعات الفكرية والاجتماعية لشبان تلك الحقبة
المسلسل يتطرق للعديد من الصراعات الفكرية والاجتماعية لشبان تلك الحقبة
TT

«سفر برلك»... تجسيد درامي لمرحلة مؤلمة بعد 100 عام

المسلسل يتطرق للعديد من الصراعات الفكرية والاجتماعية لشبان تلك الحقبة
المسلسل يتطرق للعديد من الصراعات الفكرية والاجتماعية لشبان تلك الحقبة

لا تزال قصة أهالي المدينة المنورة المروعة مع جريمة «سفر برلك» محفورة في ذاكرة كبار السن ممن عايشوا تلك الحادثة الوحشية، وهي كارثة التهجير الجماعي القسري، التي طبقتها الدولة العثمانية عام 1915 تجاه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من سكان المدينة المنورة، قُبيل وخلال فترة الحرب العالمية الأولى. هذه الواقعة التاريخية المؤلمة يتناولها مسلسل «سفر برلك» الذي يُعرض حالياً على قناة «MBC»، ويروي حكاية السعودي «عبد الرحمن المدايني» ورفاق دراسته الجامعية في إسطنبول، السوري «يحيى»، واللبنانيين «فايز» و«فريد»، حيث يخوض الأصدقاء الأربعة رحلة الوعي السياسي والانتقال من أروقة التحصيل العلمي إلى جبهات القتال مع الجيش العثماني أولاً في معارك البلقان على الحدود الروسية، ومن ثم التمرّد على ظلم السلطنة العثمانية ووحشية ممارساتها.

رحلة البحث
يتحدث بطل العمل الممثل السعودي عبد الرحمن اليماني لـ«الشرق الأوسط»، عن تحضيراته المسبقة، قائلاً «قرأت عن حادثة (سفر برلك) بشكل كبير، وسألت أصدقائي في المدينة المنورة وبعضهم أوصلني بأقاربهم الذين عايشوا ما حدث، والبعض أرسل لي مقالات لمؤرخين في المدينة، واستغرق البحث مني نحو شهر، لفهم تفاصيل هذه الواقعة».

الممثل السعودي عبد الرحمن اليماني بطل «سفر برلك» (الشرق الأوسط)

ويشير اليماني إلى أن كثيراً من مشاهدي العمل لم يكونوا يعرفون هذا الحدث التاريخي، ودفعهم المسلسل للبحث والقراءة والاستزادة حوله، مبيناً أن العمل حصد أصداء إيجابية كبيرة بعد عرض الحلقات الأولى له، ويضيف: «من الرائع أن يسهم الفنان في تثقيف الجمهور حول حادثة تاريخية حصلت، ولي الشرف بأن أكون جزءاً من هذا المشروع الضخم».
وعن دوره في شخصية «عبد الرحمن المدايني»، يقول «هو من أهم الأدوار التي لعبتها، لأنه يتضمن أموراً كثيرة بعيدة عن شخصيتي الحقيقية، عكس ما يحدث حين يلعب الفنان دوراً قريباً من أجزاء في شخصيته الحقيقية».
ورغم تشابه الاسم، ما بين الفنان وبطل العمل، يقول اليماني، «من أبرز الفروقات أني إنسان نشيط ولدي لغة جسد قوية وواضحة، بينما عبد الرحمن المدايني شخص هادئ وغامض نوعاً ما، يميل للرزانة ويفكر بشكل مسبق في خطواته، لذا فالجرأة لديه ليست عالية، كما أنه متمسك بالكثير من المبادئ والمعتقدات التي يؤمن بها، بينما يأتي الواقع ضده، ومن هنا يبدأ الصراع النفسي، فليس من السهل أبداً أن تهدم مبادئ شخص ما أو تتغير بسهولة».

قراءة المجتمع
ويؤكد اليماني أن شخصية عبد الرحمن في «سفر برلك» لا تتناول موضوعاً بسيطاً، بل تتطرق إلى دولة تتطلب الدفاع عنها، وظلم يتجرعه حشد كبير من الناس، ويضيف: «أي إنسان طبيعي من الصعب عليه تجاهل هذه الأمور، إلا إن كان خائناً لوطنه ودينه أو شخصاً أحمق»، موضحاً أن شخصية عبد الرحمن في العمل هي لإنسان مثقف ويدرس في ذاك الزمان باعتباره طالباً مبتعثاً، حيث يدرس في دولة أخرى بلغة مختلفة مع مجتمع مختلف، في حين أنه ينتمي لعائلة لها ثقلها الاجتماعي والثقافي والسياسي في المدينة المنورة.
هذه الأمور يشير بطل العمل إلى أنها جعلت لدى شخصية عبد الرحمن المدايني خلفية ممتازة عن طريقة الحياة وقراءة المجتمع والظروف المحيطة به، مما شكل الصراع لديه، ويتابع بالقول، «بالإضافة لذلك فإن مجموعة الصدمات الفكرية والعاطفية والاجتماعية من شأنها أن توقظ الإنسان، ليكتشف أن الحياة ليست كما يراها».

ذكرى حاتم علي
استغرق تصوير مسلسل «سفر برلك» نحو سنتين، كما يفيد اليماني، ويُعد هذا المسلسل هو آخر مشروع حضّر له المخرج السوري الراحل حاتم علي، قبيل أيام قليلة من وفاته، وهو من إخراج الليث حجو، والسيناريو والحوار لورشة من الكتّاب، فيما راجع العمل من الناحية التاريخية، ورشة من المختصين والباحثين في التاريخ.
وعن لحظة لقاء عبد الرحمن اليماني مع المخرج الراحل حاتم علي؛ الذي طلب مقابلته بخصوص دوره في العمل، يحكي أنه دخل عليه وقال له بعفوية شديدة، «أنا أحبك، وأمي تحبك، وأبي يحبك، وكل العالم العربي يحبك، فأعمالك ما زالت حاضرة، ونحن كبرنا على مسلسلاتك»، واصفاً لقاءه مع المخرج الراحل بأنه لحظة للتاريخ.
يشارك في بطولة المسلسل عدد كبير من الممثلين بالسعودية والوطن العربي، منهم إلى جانب عبد الرحمن اليماني، عابد فهد، وأنس طيارة، ووسام فارس، وبيو شيحان، ومؤيد الثقفي، وميلا الزهراني، وخالد يسلم، وهند محمد.
وأوضحت «MBC»، في بيان صحافي سابق، أن مشاهد المدينة المنورة بالمسلسل جرى تصويرها في مدينة تم تشييدها خصيصاً لتحاكي الأحداث، وذلك على مساحة قدرها 25 ألف متر مربع، أما مشاهد إسطنبول، تم بناء مدينة لها أيضاً على مساحة نحو 20 ألف متر مربع، فضلاً عن مشاهد الحروب والجبهات في سيبيريا والقوقاز، إلى جانب مشاهد أخرى جرى تصويرها في دمشق وبيروت. كما تولى المخرج أليخاندرو توليدو مشاهد المعارك والأكشن وإدارة الحشود، أما المخرج ريكاردو كروز فكان مسؤولاً عن إدارة معارك الخيول والحشود.


مقالات ذات صلة

مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

شمال افريقيا مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

جدد مهندس مصري، صاحب شركة مقاولات، مقيم بحي الخليفة في القاهرة، الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفات في مصر، وفجّر ضجة واسعة عبر مواقع التواصل، بعدما ظهر في مقطع فيديو وهو يلقي «العيدية» على مواطني حي الخليفة وسط هتافات باسمه. ووزع المهندس حسن التونسي، آلاف الجنيهات في أول أيام عيد الفطر المبارك، وحسب سكان المنطقة فإن المهندس التونسي اعتاد توزيع العيدية بهذا الشكل كل عام، لإسعاد جيرانه وأهالي منطقته. وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان، حادثة مشابهة وقعت عام 2020، في مركز أوسيم بالجيزة (غرب القاهرة)، حيث ألقى مهندس متقاعد أوراقاً نقدية على المارة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة. وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما:

إنتصار دردير (القاهرة)
طفل مصري ينافس على إيرادات «عيد الفطر» بـ«ساعة إجابة»

طفل مصري ينافس على إيرادات «عيد الفطر» بـ«ساعة إجابة»

ينافس الطفل المصري سليم مصطفى على إيرادات موسم عيد الفطر السينمائي بمصر، عبر فيلمه الجديد «ساعة إجابة»، وأقام صناع فيلم «ساعة إجابة»، عرضاً خاصاً للفيلم احتفالاً ببدء عرضه في مصر والوطن العربي، ضمن موسم أفلام عيد الفطر المبارك 2023 الذي يشهد منافسة بين نحو 7 أفلام محلية. فيلم «ساعة إجابة» فكرة أحمد شيكو، وتأليف ورشة «ورق عنب» لكتابة السيناريو، وإخراج مصطفى أبو سيف، ويشارك سليم مصطفى في بطولة الفيلم عدد من الفنانين المصريين والعرب أبرزهم غادة عادل، ونجلاء بدر، وآيتن عامر، وشريف سلامة، والفنان السوري فراس سعيد، والفنانة الأردنية فيدرا، والمطرب عمر كمال. تدور أحداث فيلم «ساعة إجابة» حول طفل في ال

محمود الرفاعي (القاهرة)
الخليج ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

وسط أجواء يملؤها الخشوع والإيمان، احتشد ملايين المصلين من الزوار والمعتمرين، مساء الأربعاء، بين جنبات وساحات المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، لأداء صلاة العشاء والتراويح، وحضور ختم القرآن الكريم فيهما. وأتمّ قاصدو الحرمين الشريفين مناسكهم وعباداتهم، وهم ينعمون بوافر من الخدمات المتكاملة المتناغمة في أجواء روحانية يسودها الأمن والأمان والطمأنينة، حيث هيأت «رئاسة شؤون الحرمين» لهم جميع الخدمات، ضمن عمل تكاملي بتعاون ومشاركة العديد من الجهات الحكومية. وأعلن الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لـ«شؤون الحرمين»، عن نجاح الخطة التشغيلية المعدة لليلة 29 من رمضان 1444هـ،

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
مؤلفة «تلت التلاتة»: المسلسل يرصد العلاقة المعقدة بين التوائم

مؤلفة «تلت التلاتة»: المسلسل يرصد العلاقة المعقدة بين التوائم

منذ عرض حلقاته الأولى، أثار المسلسل المصري «تلت التلاتة» جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مشاهده الغامضة وطغيان عنصر التشويق به على أحداثه التي أوقعت الجمهور في حيرة شديدة، وبرغم قرب انتهائه فإن المشاهد لا يزال يعيش حالة من التشتت لا يستطيع معها التفرقة بين شخصيات الشقيقات الثلاث (توأم متطابق) في المسلسل، التي تجسد دورهن غادة عبد الرازق. وينتقل المشاهد عبر أحداث المسلسل المكون من 15 حلقة، الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من الموسم الرمضاني، بين ثلاث شقيقات، حيث يقع أكرم زوج فريدة (الفنان السعودي محمد القس) في حب موظفة بشركته (مي سليم) حتى تكتشف فريدة التي تخضع لعلاج نفسي خيانته، فتق

نادية عبد الحليم (القاهرة)

تقارير: أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا وتكبدت خسائر «جسيمة»

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يزور الدائرة الثامنة للتصنيع الحربي (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يزور الدائرة الثامنة للتصنيع الحربي (إ.ب.أ)
TT

تقارير: أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا وتكبدت خسائر «جسيمة»

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يزور الدائرة الثامنة للتصنيع الحربي (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يزور الدائرة الثامنة للتصنيع الحربي (إ.ب.أ)

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الخميس، إن قواته صدت الليلة الماضية محاولات واسعة النطاق لقوات أوكرانية لاختراق الجبهة الأمامية في منطقة زابوريجيا الجنوبية وكبدتها خسائر فادحة.

ولم يصدر أي تصريح عن الوضع من وزارة الدفاع الأوكرانية. لكن نقلت شبكة «سي إن إن» عن اثنين من المسؤولين الأميركيين اليوم الخميس قولهم إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات خلال هجومها المضاد على القوات الروسية بشرق أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف المسؤولان الأميركيان أن القوات الأوكرانية واجهت مقاومة «أكبر من المتوقع» من القوات الروسية في محاولتها الأولى لاختراق الخطوط الروسية.

ووصف أحد المسؤولين الأميركيين الخسائر، التي قال إنها شملت مركبات مدرعة قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية، بأنها «كبيرة». وأوضح المسؤولان أن القوات الأوكرانية تمكنت من اجتياح بعض خطوط القوات الروسية في شرق البلاد في محيط مدينة باخموت، لكن القوات الروسية أبدت «مقاومة شرسة». وأشارت «سي إن إن» إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم الأربعاء الماضي إحباط هجوم القوات الأوكرانية قرب باخموت.

كما نقلت قناة «إن بي سي نيوز» عن ضابط كبير وجندي قرب الخطوط الأمامية اليوم الخميس قولهما إن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا. ورجح بعض المسؤولين الروس والغربيين أن أوكرانيا شنت هذا الأسبوع هجومها المضاد الذي طال انتظاره ضد القوات الروسية، وهو الأمر الذي لم تؤكده أوكرانيا بشكل علني.

وقال شويغو، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، إن قواته صدت أربع هجمات أوكرانية متفرقة على طول الجبهة الجنوبية، وإن الجانب الروسي أجبر قوات كييف على التقهقر «بخسائر فادحة». وأضاف «قوات استطلاعنا رصدت العدو في حينه ونفذت مدفعيتنا وقواتنا الجوية هجوماً وقائياً بواسطة أسلحة مضادة للدبابات». وزعم شويغو أن أوكرانيا خسرت 30 دبابة و11 عربة مشاة مدرعة وما يصل إلى 350 جندياً. وذكر أرقاما أعلى للخسائر التي يفترض أن أوكرانيا تكبدتها على مدى 24 ساعة أمس.

وتشكل منطقة زابوريجيا، التي تسيطر روسيا على 80 في المائة منها، جزءا مما يطلق عليه «الجسر البري» وهي أرض ممتدة تربط بين منطقة دونباس الأوكرانية في الشرق الخاضعة لسيطرة الروس وبين شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

قوات أوكرانية تتقدم باتجاه باخموت (رويترز)

ولطالما اعتبر على نطاق واسع أن قطع الجسر البري هدف أساسي بالنسبة لأوكرانيا في هجومها المضاد. وقال مسؤول نصبته روسيا في الجزء الذي تسيطر عليه من زابوريجيا يدعى فلاديمير روجوف إن القوات الأوكرانية حاولت اختراق الخطوط الروسية باستخدام الطائرات المسيرة والعربات المدرعة وراجمات الصواريخ المتعددة.

أفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن التطورات في أوكرانيا، اليوم الخميس، بأنه في ظل صورة عملياتية شديدة التعقيد، يستمر القتال العنيف على طول قطاعات متعددة للجبهة، وأن أوكرانيا لها المبادرة في أغلب المناطق. وأضاف التقييم، الذي نشرته وزارة الدفاع البريطانية على حسابها على موقع تويتر، أن من المرجح أن القوات الروسية مستمرة في تلقي الأوامر بالعودة إلى الهجوم في أقرب وقت ممكن. فيما قادت وحدات شيشانية محاولة غير ناجحة للسيطرة على بلدة ماريفكا، الواقعة بالقرب من مدينة دونيتسك، حيث لم يتغير خط المواجهة كثيراً منذ عام 2015.

من جهة أخرى قال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس راسموسن، إنه قد تكون هناك مجموعة من دول الناتو على استعداد لنشر قوات على الأرض في أوكرانيا إذا لم تقدم الدول الأعضاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضمانات أمنية ملموسة لكييف في قمة الحلف المقبلة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية تظهر مدرعات حاملة للجنود في منطقة التصنيع الحربي (إ.ب.أ)

ويقوم راسموسن، الذي كان يعمل مستشاراً رسمياً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بجولة في أوروبا وواشنطن لقياس المزاج المتغير قبل بدء القمة الحاسمة في 11 يوليو (تموز)، وفقا لصحيفة «الغارديان» البريطانية. وحذر أيضا من أنه حتى لو قدمت مجموعة من الدول ضمانات أمنية لأوكرانيا فإن دولا أخرى لن تسمح بإبقاء قضية عضوية أوكرانيا المستقبلية في حلف شمال الأطلسي خارج جدول أعمال فيلنيوس.

وأدلى راسموسن بتصريحاته في الوقت الذي قال فيه الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن مسألة الضمانات الأمنية ستكون على جدول أعمال فيلنيوس، لكنه أضاف أن الحلف، بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن، لا يقدم ضمانات أمنية كاملة سوى للأعضاء الكاملين.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الناتو جوليان سميث: «نحن نبحث مجموعة من الخيارات للإشارة إلى أن أوكرانيا تتقدم في علاقتها مع الناتو». وقال راسموسن: «إذا لم يتمكن الناتو من الاتفاق على مسار واضح للمضي قدما بالنسبة لأوكرانيا، فهناك احتمال واضح أن تتخذ بعض الدول إجراءات فردية. ونعلم أن بولندا منخرطة جدا في تقديم مساعدة ملموسة لأوكرانيا. ولن أستبعد احتمال أن تشارك بولندا بشكل أقوى في هذا السياق على أساس وطني وأن تتبعها دول البلطيق، وربما بما في ذلك إمكانية وجود قوات على الأرض».

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء إن المحادثات حول حل الصراع مع روسيا لا يمكن أن تبدأ فقط بتوقف القتال. وأضاف في إفادة صحافية على الإنترنت مخاطبا بها الصحافيين الأفارقة عقب جولة في دول بالقارة: «إذا اعتقد أي أحد أنه يجب عليهم تجميد الصراع ثم البحث عن كيفية حله، فإنه لا يفهم الأمر». وقال إن أكثر من 100 جولة من المشاورات ومحاولات التوصل لوقف إطلاق النار منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 لم تتمخض إلا عن غزو شامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. ومن المتوقع أن يزور وفد من رؤساء دول أفريقية أوكرانيا وروسيا في الأيام القليلة المقبلة على أمل إقناعهما بوقف القتال، بحسب قول متحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيرسيل رامابوسا لـ«رويترز» الشهر الماضي.

ويعني اقتراح التجميد بقاء القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية حتى مع بدء محادثات سلام. وقالت أوكرانيا في وقت سابق إن القوات الروسية يجب أن تنسحب أولا قبل بدء المفاوضات، بينما تريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم في شرط مسبق للتفاوض.

ويقود المبادرة الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي العام الماضي، والذي لم تكن بلاده حاضرة في التصويت الأخير للأمم المتحدة الذي أدان روسيا في فبراير الماضي.

كما تضم المبادرة ​​الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورؤساء كل من زامبيا وجمهورية الكونغو وأوغندا، وتمت إضافة رئيس جزر القمر، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، إلى الوفد في الآونة الأخيرة.

ويخوض كوليبا حملة لحشد الدعم في أفريقيا التي صوت فيها 30 من أصل 54 دولة عضو بالأمم المتحدة لصالح قرار للمنظمة الدولية الذي أدان الغزو الروسي.


قمة السيسي وهيتشيليما تبحث إعادة الإعمار بعد النزاعات في أفريقيا

مباحثات السيسي وهيتشيليما في لوساكا (الرئاسة المصرية)
مباحثات السيسي وهيتشيليما في لوساكا (الرئاسة المصرية)
TT

قمة السيسي وهيتشيليما تبحث إعادة الإعمار بعد النزاعات في أفريقيا

مباحثات السيسي وهيتشيليما في لوساكا (الرئاسة المصرية)
مباحثات السيسي وهيتشيليما في لوساكا (الرئاسة المصرية)

بحثت قمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الزامبي هاكيندي هيتشيليما، في لوساكا (الخميس)، «تعزيز الآليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتكثيف الجهود لمكافحة (الإرهاب)». بينما توافقت مصر وزامبيا على «دعم الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية».

مباحثات السيسي وهيتشيليما في لوساكا (الرئاسة المصرية)

وزار السيسي زامبيا (الخميس) في ثانية جولاته الأفريقية، التي بدأت بزيارة أنغولا ولقاء الرئيس جواو لورينسو في العاصمة لواندا، كما من المقرر أن يزور السيسي موزمبيق.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، (الخميس)، فإن الرئيس هيتشيليما رحّب بزيارة الرئيس المصري إلى لوساكا، مشيداً بـ«الإنجازات التي تحققت تحت رئاسة مصر لـ(الكوميسا) خلال الفترة الماضية»، مؤكداً «حرص بلاده على تطوير علاقات التعاون مع شقيقتها مصر، ودفعها نحو آفاق أرحب من العمل المشترك، فضلاً عن مواصلة التشاور مع مصر بشأن القضايا والتحديات التي تواجه أفريقيا، خصوصاً في ظل الدور المصري الرائد تحت قيادة الرئيس السيسي على الصعيد الأفريقي، وجهودها في دفع عملية التنمية، وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية».

مباحثات السيسي وهيتشيليما في لوساكا (الرئاسة المصرية)

من جهته، أكد الرئيس المصري «تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتفعيل أطر التعاون المشترك في شتى المجالات، خصوصاً ما يتعلق بزيادة التبادل التجاري، واستكشاف فرص الاستثمار المتبادلة، بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب مواصلة تقديم مختلف أوجه الدعم وبناء القدرات للأشقاء في زامبيا، بالإضافة إلى التنسيق بشأن قضايا المنطقة والقارة الأفريقية»، معرباً عن خالص تمنياته للرئيس هتيشيليما بالنجاح في «قيادة دفة تجمع (الكوميسا) ومواصلة العمل على دفع أطر التعاون المشترك داخله خلال الفترة المقبلة».

وأكد متحدث «الرئاسة المصرية» أن اللقاء تطرق إلى «التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث تم الاتفاق على أهمية تفعيل الآليات القائمة للتعاون بين الجانبين، بالإضافة إلى العمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، ودعم جهود التنمية الاقتصادية في زامبيا، خصوصاً في مجال تطوير البنية التحتية من خلال الخبرات المتوفرة للشركات المصرية في هذا المجال، فضلاً عن تعظيم التعاون في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والاستزراع السمكي والصحة».

وقال مراقبون إن «الجولة المصرية - الأفريقية تُعزز التعاون الثنائي بين مصر ودول أفريقيا، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، وبحث مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك»، و«كثفت القاهرة من نشاطها الدبلوماسي خلال السنوات العشر الأخيرة في القارة الأفريقية، إذ احتلت الزيارات لدول أفريقية أكثر من 30 في المائة من مجمل الزيارات الرئاسية خلال السنوات الأخيرة»، بحسب تقرير رسمي لهيئة الاستعلامات المصرية.

وتناولت مباحثات السيسي وهيتشيليما، في لوساكا (الخميس)، آخر «المستجدات والتطورات الإقليمية على المستوى القاري، فضلاً عن أهم الملفات المطروحة على جدول أعمال (الكوميسا)، خصوصاً ما يتعلق بتعزيز الجهود القائمة لتحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي». وبحسب «الرئاسة المصرية»، فقد اتفق الجانبان على «أهمية مواصلة العمل لتنفيذ الأهداف التنموية في مختلف المجالات المنصوص عليها في أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذلك التركيز على تنفيذ المشروعات القارية التي تمثل أولوية للدول الأفريقية، فضلاً عن تعزيز الآليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتكثيف الجهود في مجال (مكافحة الإرهاب والتطرف)، ودعم الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية».


«مجلس الوحدة الاقتصادية» يطالب بتكامل عربي لمواجهة التحديات العالمية

افتتاح الدورة 115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» الخميس (الشرق الأوسط)
افتتاح الدورة 115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» الخميس (الشرق الأوسط)
TT

«مجلس الوحدة الاقتصادية» يطالب بتكامل عربي لمواجهة التحديات العالمية

افتتاح الدورة 115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» الخميس (الشرق الأوسط)
افتتاح الدورة 115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» الخميس (الشرق الأوسط)

أكد «مجلس الوحدة الاقتصادية العربية»، اليوم الخميس، أهمية التوصل إلى تكامل اقتصادي عربي؛ بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية. وقال الأمين العام للمجلس، السفير محمدي أحمد الني، إنه «يجب بذل الجهد وتكاتف الجميع نحو تحقيق السوق العربية المشتركة؛ من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء».

وأوضح الني، في كلمته، خلال فعاليات الدورة العادية الـ115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» على المستوى الوزاري بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أن «الاجتماع يأتي بعد سلسلة من التطورات والتغيرات العالمية التي غيَّرت ملامح العالم، ما يستوجب أن تكون الدول العربية شريكاً فاعلاً ومؤثراً». وقال إن «إمكانات الدول العربية ومواردها عوامل قوة تبعث الأمل لخلق تكتل اقتصادي عربي قوي قادر على المنافسة والمناورة».

افتتاح الدورة 115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» الخميس (الشرق الأوسط)

وأشار الأمين العام لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية»، وهو مجلس تابع لـ«جامعة الدول العربية»، إلى أن «المجلس بذل جهوده لإعادة دول إلى مقعدها في المجلس الاقتصادي، ودفع دول جديدة للانضمام»، موضحاً أن «الدورة الحالية تشهد عودة ليبيا، وسوريا، وانضمام جزر القمر».

وشهدت الكلمات الافتتاحية للدورة الـ115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» ترحيباً من الحضور بعودة سوريا لشَغل مقعدها بـ«جامعة الدول العربية»، بموجب قرار مجلس وزراء الخارجية العرب في 7 مايو (أيار) الماضي، بعد نحو 12 عاماً من تعليق عضويتها في الجامعة، على أثر أحداث عام 2011.

وأبان الأمين العام لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية» أنه «رغم توافر كل المقومات الأساسية لإقامة تكامل اقتصادي عربي، فإن التجربة ما زالت تسير بخطوات بطيئة». وقال إن «الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية تضع اللمسات الأخيرة لخطة لتعزيز العمل العربي المشترك، سيتم تقديمها للدورة المقبلة».

بدوره، لفت مندوب الصومال لدى «جامعة الدول العربية»، ورئيس الدورة الـ115 لـ«مجلس الوحدة الاقتصادية العربية»، السفير إلياس شيخ عمر أبو بكر، إلى أن «الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية تدفع نحو مزيد من الفوضى والتدمير الاقتصادي، ما يفاقم الوضع في المنطقة»، مشدداً على «ضرورة وضع حد لهذه الصراعات من أجل مستقبل أفضل». ولفت إلى «تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، والتغيرات المناخية، على الأوضاع في البلاد».


كارثة السد تقضي على «آمال 345 مليون شخص يعانون الجوع في العالم»

الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)
TT

كارثة السد تقضي على «آمال 345 مليون شخص يعانون الجوع في العالم»

الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي أجرى محادثة تليفونية مع زيلينسكي عارضاً مساعدات الإغاثة (إ.ب.أ)

حذرت منظمات أممية من حدوث تداعيات مدمرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الجوع على مستوى العالم جراء تدمير سد كاخوفكا الأوكراني. ووفقاً للتقديرات الأولية تتوقع وزارة الزراعة الأوكرانية أن تغمر مياه سد كاخوفكا المنهار جزئياً نحو 10000 هكتار من الأراضي الزراعية على الضفة الشمالية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون، إضافة إلى أضعاف هذه المساحة في المنطقة الواقعة على الضفة الجنوبية للنهر والتي تقع تحت سيطرة القوات الروسية.

انهار الثلاثاء السد الواقع على نهر دنيبرو عند خط المواجهة بين الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية والأوكرانية. وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتدمير السد، ويصف كل جانب ما حدث بأنه «هجوم إرهابي» وكارثة غير مسبوقة بالنسبة للبيئة.

وقال أولكسندر بروكودين، حاكم منطقة خيرسون، اليوم الخميس، إن المياه غمرت نحو 600 كيلومتر مربع من المنطقة الواقعة في جنوب أوكرانيا، 68 في المائة منها على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو التي تحتلها روسيا.

وكتب على تطبيق «تلغرام» أن متوسط منسوب المياه صباح اليوم الخميس بلغ 5.61 متر، فيما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء نقلاً عن أجهزة أمنية، اليوم الخميس، أن نحو 14 ألف منزل غرقت، مضيفة أنه جرى إجلاء نحو 4300 شخص.

نحو 14 ألف منزل غرقت في المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية (أ.ف.ب)

وقال مدير مكتب البرنامج في العاصمة الألمانية برلين مارتين فريك، مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن «الفيضانات العارمة ستقضي على الحبوب المزروعة حديثاً، وبالتالي ستقضي على آمال 345 مليون شخص يعانون الجوع في كل أنحاء العالم، والذين تعتبر الحبوب القادمة من أوكرانيا بمثابة إنقاذ لحياتهم». وأضاف فريك أن «أسعار السوق العالمية بالنسبة لمواد الغذاء وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 10 أعوام»، وطالب بألا يكون تدمير السد مدعاة لمزيد من انفجارات الأسعار، «فلم يعد في مقدورنا تحمل المزيد من المعاناة».

وقالت وزارة الزراعة الأوكرانية اليوم الخميس إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات (أ.ف.ب)

قالت وزارة الزراعة الأوكرانية، اليوم الخميس، إن أوكرانيا قد تفقد عدة ملايين من الأطنان من المحاصيل بسبب الفيضانات الناجمة عن تدمير السد. وقالت الوزارة في بيان: «دون مصدر لإمدادات المياه، من المستحيل زراعة الخضراوات. سنزرع الحبوب والبذور الزيتية باستخدام نموذج منخفض الغلة». وذكرت الوزارة أن تدمير السد هذا الأسبوع سيغرق عشرات الآلاف من الهكتارات من الأراضي الزراعية في جنوب أوكرانيا، ويمكن أن يحول ما لا يقل عن 500 ألف هكتار من الأراضي التي ستترك دون ري إلى «صحارٍ». وأضافت أن الأرض التي غمرتها الفيضانات ستتطلب تقييماً زراعياً كاملاً لحالة التربة، وفي معظم الحالات سيلزم استخدام طرق خاصة لإصلاح التربة. وقالت إن الأراضي المتضررة كانت تنتج في الأساس الخضراوات والحبوب والبذور الزيتية والبطيخ.

وأوكرانيا أكبر منتج ومصدر للحبوب والبذور الزيتية في العالم.

أوكرانيا تعتبر أكبر منتج ومصدر للحبوب والبذور الزيتية في العالم (رويترز)

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، خيرسون، وأشاد بجهود عناصر الإنقاذ والمتطوعين. وقال زيلينسكي: «في خيرسون، زرت نقطة عبور حيث يتم إجلاء السكان من المناطق التي غمرتها الفيضانات. مهمتنا هي حماية الأرواح ومساعدة الناس قدر الإمكان. أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين. أشكر كل من شارك في هذا العمل».

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس خيرسون وأشاد بجهود عناصر الإنقاذ والمتطوعين (أ.ب)

وكتب زيلينسكي في تعليق مصاحب لتسجيل مصور لزيارته عبر تطبيق «تلغرام»: «نوقشت العديد من القضايا المهمة. الوضع التشغيلي في المنطقة نتيجة الكارثة وإجلاء السكان من مناطق الفيضانات المحتملة، وإنهاء حالة الطوارئ التي سببها انفجار السد، وتنظيم عمليات الدعم للمناطق المنكوبة». وأضاف أنهم ناقشوا أيضاً «آفاق إصلاح النظام البيئي في المنطقة وموقف العمليات العسكرية في منطقة الكارثة التي افتعلتها يد البشر». وقال الرئيس في منشور منفصل، مصحوب أيضاً بتسجيل مصور، إنه تفقد مفترق طرق حيث تجري عمليات إجلاء.

تواصل عمليات إجلاء آلاف من السكان (أ.ف.ب)

ونقلت وكالات روسية عن فلاديمير ليونتييف، رئيس بلدية نوفا كاخوفكا، قوله: «قضى خمسة أشخاص كانوا يرعون الماشية غرقاً». وأضافت الوكالات أن نحو 40 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات.

قال زيلينسكي إن على منظمات الإغاثة الدولية أن تتخذ إجراءات فورية لمواجهة تداعيات تدمير السد الذي يُستخدم في توليد الطاقة الكهرومائية في أوكرانيا، مضيفاً أن أي منظمة لا تقدم المساعدة على الأرض فهي ببساطة لا تتمتع بالكفاءة.

زيلينسكي يقول إن على منظمات الإغاثة الدولية أن تتخذ إجراءات فورية لمواجهة تداعيات تدمير السد (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المصور: «من الضروري أن تشارك المنظمات الدولية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على الفور في عملية الإنقاذ ومساعدة الناس في الجزء المحتل من منطقة خيرسون». وتابع: «إذا كانت منظمة دولية غير حاضرة في منطقة الكارثة، فإن هذا يعني أنها غير موجودة على الإطلاق أو ليست لديها الكفاءة». وقال زيلينسكي إن السكان في مناطق تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا ليس لديهم ماء أو طعام أو خدمات طبية، وإن من المستحيل تحديد عدد الأشخاص الذين قد يموتون في تلك المناطق.

أجزاء من مدينة خيرسون التي غمرتها المياه (أ.ب)

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، أنّ بلاده سترسل في غضون ساعات «مساعدات لتلبية الاحتياجات العاجلة» لأوكرانيا. وكتب ماكرون على «تويتر» بعد مكالمة هاتفية مع زيلينسكي أنّ «فرنسا تدين هذا العمل الشنيع الذي يعرّض السكّان للخطر». وأضاف: «لقد أعربت للرئيس زيلينسكي عن تضامني مع شعبه بعد الهجوم على سدّ كاخوفكا».

من جهته، أوضح قصر الإليزيه، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أنّ مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية سيرسل على وجه السرعة شحنة أولى من المساعدات زنتها 10 أطنان تشمل مواد صحّية وأخرى متعلقة بالنظافة والصرف الصحّي للمياه.

وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية، فإنّ هذه الشحنة تشمل على وجه الخصوص «أجهزة لتنقية المياه، ومستلزمات للنظافة العائلية، و500 ألف قرص لتنقية المياه والعديد من خزّانات المياه».

وخلال محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، أعرب ماكرون عن رغبته بتقديم مساعدات إنسانية للسكّان الأوكرانيين المتضرّرين من الفيضانات والمقيمين في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الروسي، بحسب ما أعلن الإليزيه.

قال مسؤولون إن الفيضانات ضربت أكثر من 20 متحفاً وموقعاً ثقافياً في منطقة خيرسون. ونشرت وزارة الثقافة الأوكرانية الأربعاء قائمة بالقطع الثقافية التي يقال إنها تضررت أو دمرت بالكامل بسبب مياه الفيضانات، ومعظمها على الجانب الجنوبي من نهر دنيبرو، في الأراضي التي تحتلها روسيا. كما نشرت الوكالة الحكومية الأوكرانية للتنمية السياحية خريطة بالمعالم السياحية ومناطق الترفيه الطبيعية المهددة الآن نتيجة للفيضانات. ووفقاً للوزارة، فإن المواقع المهددة بالانقراض تشمل قلعة تياكين التي تأسست في القرن الرابع عشر أو ما يسمى بمستوطنة بونياتيفسكي للعصر الحديدي، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

ومن جانب آخر، قال الصليب الأحمر إن الألغام التي اقتلعتها المياه قد تشكل خطراً جسيماً على المدنيين لعقود مقبلة. كما جرفت المياه أيضاً عدداً لا يحصى من الألغام الأرضية التي زرعت خلال الحرب المستمرة منذ 15 شهراً، ولا أحد يعرف الآن مكانها، فربما ما زالت في حقول الألغام أو قد تكون عالقة في طين النهر أو في حقول وحدائق وطرق على مساحة شاسعة.

وقال إريك تولفسن، رئيس وحدة التلوث بالأسلحة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية: «من قبل كنا نعرف أين توجد المخاطر. الآن لا نعرف. كل ما نعرفه هو أنها في مكان ما صوب المصب». وأضاف تولفسن في مقطع صوتي: «نشعر بالرعب عندما نشاهد الأخبار الواردة»، مضيفاً أن ألغاماً من الحرب العالمية الثانية عثر عليها تحت الماء في الدنمارك عام 2015 وكانت لا تزال نشطة.

وخلفت الحرب في أوكرانيا، وهي الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، كميات هائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة عبر مساحات شاسعة من البلاد، وهو خطر يحذر منه نشطاء منذ إرسال روسيا قوات في فبراير (شباط) من العام الماضي.

متطوعون يقومون بإنقاذ الناس والحيوات الأليفة من خيرسون (أ.ف.ب)

إلى جانب الألغام المضادة للأفراد، استخدم الجانبان كميات هائلة من قذائف المدفعية والألغام المضادة للدبابات. وقال تولفسن إن العدد المحدد للألغام في أوكرانيا غير واضح. وتابع قائلاً: «نحن نعلم فقط أن الأرقام ضخمة». وأشار تولفسن إلى أن مشكلة الألغام ليست بالضرورة عددها فحسب، ولكن المكان الذي زرعت فيه خاصة في بلد زراعي كبير مثل أوكرانيا. وقال إن المناطق الواقعة صوب مصب النهر بعد السد تحتوي على حقول ألغام مضادة للأفراد ومضادة للمركبات زرعها طرفا النزاع.

وحذرت سلطات عينتها روسيا تسيطر على جزء من منطقة خيرسون الأوكرانية السكان، اليوم الخميس، من الألغام التي تجرفها مياه الفيضانات في اتجاه مجرى النهر. وحذر مركز مواجهة الطوارئ المدعوم من روسيا في منطقة خيرسون من أن خطر «انجراف الألغام وأشياء خطرة أخرى أمر ممكن». وخيرسون من بين 5 مناطق في أوكرانيا أعلنت موسكو ضمها من جانب واحد. وأضاف: «بمجرد أن تنحسر المياه، سنبدأ على الفور في الاستكشاف الهندسي للمناطق. لكن في الوقت الحالي ننصح بتوخي الحذر قدر الإمكان».


وزير الخارجية السعودي يؤكد أن بلاده لا تستجيب للضغوط حول حقوق الإنسان

وزير الخارجية السعودي ونظيره الأميركي اتفقا على أن بلديهما ملتزمان تعزيز واستمرار الشراكة والتعاون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية السعودي ونظيره الأميركي اتفقا على أن بلديهما ملتزمان تعزيز واستمرار الشراكة والتعاون (أ.ف.ب)
TT

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن بلاده لا تستجيب للضغوط حول حقوق الإنسان

وزير الخارجية السعودي ونظيره الأميركي اتفقا على أن بلديهما ملتزمان تعزيز واستمرار الشراكة والتعاون (أ.ف.ب)
وزير الخارجية السعودي ونظيره الأميركي اتفقا على أن بلديهما ملتزمان تعزيز واستمرار الشراكة والتعاون (أ.ف.ب)

شدّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، على أن بلاده لا تستجيب للضغوط فيما يتعلّق بحقوق الإنسان، مؤكّداً في الوقت ذاته وجود اختلافات في الرأي بين الرياض وواشنطن، «لكننا نعمل على إيجاد آلية تمكّننا من العمل معاً، والشراكة مع واشنطن لا تزال قوية، وهناك مجال واسع لتطويرها». وأوضح في الوقت ذاته أن السعودية تواصل تطوير العلاقات الأمنية والعسكرية مع الولايات المتحدة.

وفي مؤتمرٍ صحافي أعقب الاجتماع الوزاري لـ«التحالف الدولي ضد (داعش)» مع نظيره الأميركي، كشف بن فرحان عن أنه «ليس سرّاً أننا نطوّر برنامجاً نووياً مدنياً، ونفضّل جداً أن تكون الولايات المتحدة من بين مقدمي العروض في هذا البرنامج»، مؤكّداً في الجانب الأخر أن الصين شريك مهم للسعودية ودول المنطقة.

من جانبٍ آخر، أفاد الأمير فيصل بن فرحان بأن «التطبيع مع إسرائيل مفيد للمنطقة، لكنّ فائدته ستكون محدودة من دون مسار للسلام ومعالجة القضية الفلسطينية».

وبخصوص مستجدات الأوضاع الإقليمية، جدّد وزير الخارجية السعودي التأكيد أن بلاده ستواصل العمل لبحث سبل رفع المعاناة عن الشعب السوداني، مع ضرورة أن يتحمل طرفا الصراع في السودان مسؤولياتهما وتجنيب البلاد المزيد من الدمار، حيث إن التزامهما وقف إطلاق النار يشكّل بصيص أمل للشعب السوداني. فيما كشف عن أن الحكومة السورية «قطعت التزامات واضحة لمعالجة مخاوف المجتمع الدولي»، وأن الحوار معها يسهم في «حل المشكلات الإنسانية هناك».

وفي جانب محاربة الإرهاب، أكد وزير الخارجية السعودية أهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية في أفغانستان «لضمان ألا تصبح مجدّداً ملاذاً آمناً لهذه التنظيمات، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بأدواره لمواجهة التحديات المشتركة، ومن أبرزها الإرهاب والعمل على توفير البيئة الملائمة لعودة النازحين في سوريا والعراق بإجراء الإصلاحات القضائية ومحاسبة الإرهابيين».

وطالب بن فرحان الدول الغنية بالاضطلاع بمسؤوليتها تجاه عودة مواطنيها من مناطق النزاع، قائلاً: «من المؤسف أن عدداً من الدول الغنية والمتقدمة ترفض استعادة مواطنيها وترمي بهذا العبء على الدول الأكثر تأثراً بالإرهاب، أما السعودية فتقوم بدورها وتستعيد جميع مواطنيها من مناطق الصراع، ونحن مستعدون أن نساعد من يحتاج لإعادة التأهيل والانخراط في المجتمع لكنّ الدول كافة عليها مسؤولية تحمُّل ما قام به مواطنوها وأن يستعيدوهم ويرفعوا هذا العبء عن الدول المتعثرة».

وذكّر بأن المشاركين اتفقوا على أن «التطرف والإرهاب بجميع أشكاله وموارده يجب ألا يرتبط بأي جنسية أو عرق أو دين وألّا يكون عذراً لاتخاذ أي إجراءات للتفرقة العنصرية»، وفي هذا الإطار نوّه بن فرحان بأن العمل جارٍ مع أفريقيا لمواجهة التنظيمات الإرهابية، موضّحاً: «نؤمن بمسؤولية تجاه أفريقيا كمصدر مهم للتعاون».

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن بلاده ملتزمة تعزيز واستمرار الشراكة في المنطقة، معرباً عن امتنانه لإسهامات السعودية في «التحالف الدولي ضد (داعش)»، مشيداً بالجهود التاريخية والجبارة التي تبذلها لتحديث اقتصادها.

وأضاف أن واشنطن تعمل عن كثب مع السعودية بهدف وقف إطلاق نار دائم في اليمن وإطلاق عملية سياسية شاملة، بالإضافة إلى التركيز في العمل مع دول المنطقة على مواجهة سلوك إيران المزعزع في المنطقة، مشدداً على أن العلاقات مع دول الخليج مهمة للولايات المتحدة الأميركية ودول المنطقة.

أما عن الوضع في السودان، فقال بلينكن إن السعودية تقود حملات دبلوماسية لوقف النار في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية، بينما في سوريا لا تتفق واشنطن مع قرار عودة سوريا إلى شَغْل مقعدها في الجامعة العربية، إلا أنها تتفق مع شركائها حول الأمور التي «يجب على بشار الأسد الالتزام بتنفيذها».


استعادة المقاتلين يتصدّر ملفات التحالف الدولي ضد «داعش»

وزير الخارجية السعودية طالب الدول التي لم تستعد مواطنيها بتحمل مسؤولياتها (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودية طالب الدول التي لم تستعد مواطنيها بتحمل مسؤولياتها (الخارجية السعودية)
TT

استعادة المقاتلين يتصدّر ملفات التحالف الدولي ضد «داعش»

وزير الخارجية السعودية طالب الدول التي لم تستعد مواطنيها بتحمل مسؤولياتها (الخارجية السعودية)
وزير الخارجية السعودية طالب الدول التي لم تستعد مواطنيها بتحمل مسؤولياتها (الخارجية السعودية)

جاء ملف استعادة عدد من الدول لمواطنيها المنضمّين إلى تنظيم «داعش»، على رأس الملفات التي طُرحت على طاولة الاجتماع الوزاري لـ«التحالف الدولي لمحاربة (داعش)»، المنعقد (الخميس)، في العاصمة السعودية الرياض، وفقاً لمصدر في التحالف الدولي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فيما لم يتّضح بعد إن كانت الدول الأعضاء ستتوصّل إلى اتفاق بهذا الخصوص في المستقبل القريب.

ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى استعادة المقاتلين من الدول التي عانت من تنظيم «داعش» مطالباً إياهم بـ«تحمّل مسؤولياتهم»، في الوقت الذي أيّد فيه وزير الخارجية الأميركي دعوة نظيره السعودي، وزاد بالتحذير خلال كلمته في الاجتماع، من أن الإبقاء على مسلحي «داعش» الأجانب في المخيمات «يهدد بعودة التنظيم»، مضيفاً في هذا الإطار «يجب إعادة المقاتلين الأجانب لبلادهم من المخيمات في سوريا».

ويعدّ «مخيم الهول» الواقع شرق مقاطعة الحسكة شمال سوريا، أحد أخطر المخيمات في العالم اليوم، فبعد القضاء على السيطرة الجغرافية لمقاتلي تنظيم «داعش» في الباغوز في مارس (آذار) من عام 2019، انتقل عشرات الآلاف من أسر المرتزقة إلى هذه المخيمات، ويقطن مخيم الهول أكثر من 54 ألف شخص ينحدرون من 52 دولة حول العالم وفق إحصاءات غير رسمية.

واختتم اجتماع «التحالف الدولي لمحاربة (داعش)» الخميس، في الرياض، أعماله مسجلاً مشاركة أكثر من 30 وزير خارجية، وعشرات من كبار المسؤولين الآخرين، في اجتماع يكشف عن أهمية ملف محاربة «داعش» دوليّاً والقضاء على ما تبقّى من خلاياه الإرهابية على أكثر من صعيد، ليس أقلها الأمني والفكري.


هل تعود حلا شيحة للتمثيل بعد أزماتها وتصريحاتها المثيرة للجدل؟

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)
الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)
TT

هل تعود حلا شيحة للتمثيل بعد أزماتها وتصريحاتها المثيرة للجدل؟

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)
الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)

أثارت تصريحات نقيب الممثلين أشرف زكي عن الفنانة حلا شيحة، بجانب منشوراتها المتتالية عبر حسابها الشخصي على «إنستغرام» تساؤلات بشأن عودتها للتمثيل مجدداً.

وبعد حديث شيحة عبر «إنستغرام»، أكثر من مرة عن مواقفها الإيجابية من الفن والتمثيل، خلال الشهور الأخيرة، بعد تبرئها من آخر أعمالها السينمائية عقب زواجها من المنتج معز مسعود، بدا واضحاً وجود تغير في نظرتها للفن والتمثيل بشكل عام، بحسب نقاد.

لم تكن شيحة أول فنانة تعلن اعتزالها الفن أو ابتعادها عنه لقناعات دينية أو شخصية، وتعود مجدداً للتمثيل، بل سبقها كثيرون من بينهم سهير رمزي، وعبير صبري، وتوفيق عبد الحميد، وصابرين، وفضل شاكر، وحسن يوسف، وأخيراً الفنانة ميرهان حسين، وغيرهم ممن فضلوا الاحتجاب لفترة والعودة مجدداً للوسط الفني.

وكشف الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية عبر برنامج «معكم» موقفه من عودة شيحة للفن، حيث أوضح أنها تحدثت معه بالفعل، وأن الرأي الأول والأخير للأسرة الفنية التي ترحب بعودتها بالتأكيد.

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)

وبدورها، وجهت شيحة الشكر لزكي عبر صفحتها بـ«إنستغرام»، حيث أوضحت أنها مرت بفترة عصيبة زادتها قوة وإصراراً، و«أبدت اعتذارها عن أي كلمة صدرت منها بوقت حرج في حياتها».

 

وكانت حلا قد لفتت الأنظار بعد طلاقها من زوجها الكندي المسلم يوسف هاريسون، بعد زواج دام لمدة 12 عاماً وارتدائها النقاب، ومن ثم إعلان عودتها إلى الفن وظهورها في مسلسلي «زلزال»، و«خيانة عهد»، لتعلن مرة أخرى ابتعادها عن المشاركات الفنية بعد زواجها من الداعية معز مسعود وتبرئها من آخر أعمالها فيلم «مش أنا»، وعلقت حينها قائلة: «أحمد الله أنني أخيراً وجدت التوازن بين أن أكون سعيدة في حياتي، وأن أكون صادقة مع نفسي».

وعلق الفنان التشكيلي أحمد شيحة، والد حلا، على موقف ابنته تجاه الفن، قائلاً: «إن ابنته بداخلها مشاعر طيبة تجاه الجميع، وإنها خلقت للفن وتحبه كثيراً».

وفي تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أكد شيحة أن ابنته «سوف تعود من كندا خلال 15 يوماً، وتنوي العودة للساحة الفنية مرة أخرى، حسب رؤيتها، وما تراه مناسباً لها، سواء بعمل درامي أو سينمائي أو مسرحي».

الفنانة المصرية حلا شيحة (إنستغرام)

ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن أي «ممثل بشكل عام لديه موهبة فطرية، لكن ما هي آلية إدارة الموهبة، فتارة نراه متردداً، وتارة أخرى ينتقل من حالة إلى حالة أخرى تؤثر عليه. المحترف يعلم جيداً قيمة تحديث أدواته مهما وصل لأعلى درجات النجاح، حتى وإن لم يغب يوماً عن الاستوديوهات».

وعن عودة شيحة، أكد الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أن «حلا كانت الوجه الأبرز والأكثر اختلافاً في بداية الألفية، حيث توقعت لها النجاح الكبير عندما بدأت رحلتها بالفن؛ لذلك أرحب بعودتها، لكن مع الاهتمام بالبناء الفني والنفسي وورش التمثيل، وفن أداء الممثل الذي هو علم بالأساس له تدريبات».

وطالب الشناوي حلا بالتماسك والبناء النفسي الصلب، وأن تكون أكثر وسطية و«ستجد قلوب الناس مرحبة بها، لأن الجمهور بالفعل يحبها، ومن المستحيل أن يحجم عنها مطلقاً».

وتفسر الاستشارية النفسية السورية لمى الصفدي، حالة التذبذب التي تنتاب بعض الممثلين، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد بعض الأشخاص الذين يعتقدون حسب فكرهم ومعتقداتهم أن الفن حرام، وهذا نتيجة توجه معين مروا به في حياتهم وأثر عليهم نفسياً»، مضيفة أن «تأثير ما يمرون به حسب الظروف الأسرية أو العاطفية يجعلهم يغيرون مسارهم قليلاً ويتجهون للاعتزال، ولكن حب الفن والموهبة الفطرية، وفكرة النجاح والشهرة، تجعل البعض منهم يتعلق بالمجال مجدداً».

وأشارت الاستشارية النفسية إلى أن «الفن يعد مصدر رزق وفير، وانعكاساً لموهبة الفنان، ومحبة جمهوره بسبب موهبته، بجانب السعادة التي يحصل عليها نتيجة اهتمام الناس به بشكل ملحوظ، وهو ما نطلق عليه (الوجود الاجتماعي)، فإذا تخلى الشخص فترة عن كل هذه الأمور لأي سبب من الأسباب من دون قناعة كاملة، يضطر للرجوع».


«رولان غاروس»: موخوفا تصعق سابالينكا وتبلغ أول «نهائي غراند سلام»

موخوفا تحتفل ببلوغ أول نهائي لرولان غاروس في تاريخها (أ.ب)
موخوفا تحتفل ببلوغ أول نهائي لرولان غاروس في تاريخها (أ.ب)
TT

«رولان غاروس»: موخوفا تصعق سابالينكا وتبلغ أول «نهائي غراند سلام»

موخوفا تحتفل ببلوغ أول نهائي لرولان غاروس في تاريخها (أ.ب)
موخوفا تحتفل ببلوغ أول نهائي لرولان غاروس في تاريخها (أ.ب)

أنقذت كارولينا موخوفا غير المصنفة نقطة لخسارة المباراة، قبل أن تطيح بأرينا سبالينكا المصنفة الثانية 7 - 6 و6 - 7 و7 - 5 لتتأهل إلى نهائي فرنسا المفتوحة للتنس، وتنهي حلم لاعبة روسيا البيضاء في اعتلاء صدارة التصنيف العالمي.

وكانت سبالينكا، بطلة أستراليا المفتوحة، في حاجة للفوز باللقب في باريس لتعتلي صدارة الترتيب، لكنها أهدرت فرصتها عندما كانت متقدمة 5 - 2 في المجموعة الثالثة، لتخسر أمام اللاعبة التشيكية الموهوبة التي فازت بآخر 5 أشواط على التوالي.

موخوفا اعتمدت على مهارتها والمزج بين الضربات والتركيز على الضربة الخلفية لمنافستها (أ.ب)

ولم تحاول موخوفا، آخر لاعبة غير مصنفة متبقية في منافسات الرجال والسيدات، مضاهاة ضربات سبالينكا القوية من الخط الخلفي، لكنها اعتمدت على مهارتها والمزج بين الضربات والتركيز على الضربة الخلفية لمنافستها.

ولم تتمكن سبالينكا من استخدام ضربتها الأمامية القوية كما يحلو لها وبدت مضطربة.

وخسرت سبالينكا شوط إرسالها، وتقدمت موخوفا 5 - 4 لكن اللاعبة التشيكية أهدرت فرصة لحسم المجموعة، وردّت لاعبة روسيا البيضاء الكسر مباشرة، لكن التشيكية حسمت المجموعة في الفرصة الثانية التي سنحت لها في الشوط الفاصل.

وخسرت لاعبة روسيا البيضاء إرسالها في بداية المجموعة الثانية، قبل أن تتبادل اللاعبتان كسر الإرسال مرتين، لكن سبالينكا حصلت على فرصتين للفوز بالمجموعة في الشوط الفاصل.

وأهدرت سبالينكا الفرصة الأولى، عندما ارتكبت خطأ مزدوجاً، لكنها أدرك التعادل في الفرصة التالية.

وأهدرت سبالينكا 4 فرص للكسر في الشوط الثاني، لكنها كسرت إرسال منافستها لتتقدم 4 - 2.

وبعدما أنقذت موخوفا نقطة لخسارة المباراة عندما كانت متأخرة 5 - 2، انتفضت لتفوز بـ5 أشواط متتالية، وتتأهل إلى نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى للمرة الأولى في مسيرتها.

سبالينكا لم تتمكن من استخدام ضربتها الأمامية القوية كما يحلو لها وبدت مضطربة (رويترز)

وقالت موخوفا بعد المباراة: «إنه أمر لا يصدق. لقد واصلت القتال فقط. لكنني لا أريد أن أبدو مغرورة، أنا فقط أواصل العمل على لعبتي». وأضافت اللاعبة، البالغة من العمر 26 عاماً، سابالينكا إلى قائمة ملفتة من الضحايا في باريس، شملت المصنفة الثامنة اليونانية ماريا ساكاري في الدور الأول، ووصيفة نسخة 2021 الروسية أناستازيا بافليوتشينكوفا في ربع النهائي. بالنسبة لسابالينكا، أنهت هذه الهزيمة سلسلة انتصاراتها في 12 مباراة متتالية في البطولات الأربع الكبرى، حيث دفعت ثمناً باهظاً لارتكابها 53 خطأ غير مباشر، بينما أنقذت موخوفا 9 نقاط من أصل 13 نقطة فاصلة.


زيلينسكي ينفي تورط أوكرانيا في تخريب «نورد ستريم» رداً على تقارير أميركية

تعرّض خطّا أنابيب «نورد ستريم 1 و2» المصمّمان لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا في 26 سبتمبر لانفجارات تحت الماء ما أدّى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة (إ.ب.أ)
تعرّض خطّا أنابيب «نورد ستريم 1 و2» المصمّمان لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا في 26 سبتمبر لانفجارات تحت الماء ما أدّى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي ينفي تورط أوكرانيا في تخريب «نورد ستريم» رداً على تقارير أميركية

تعرّض خطّا أنابيب «نورد ستريم 1 و2» المصمّمان لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا في 26 سبتمبر لانفجارات تحت الماء ما أدّى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة (إ.ب.أ)
تعرّض خطّا أنابيب «نورد ستريم 1 و2» المصمّمان لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا في 26 سبتمبر لانفجارات تحت الماء ما أدّى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة (إ.ب.أ)

تصر موسكو على إجراء تحقيق في تفجيرات خطي أنابيب الغاز في بحر البلطيق، بعدما أفادت تقارير وسائل إعلام باحتمالية وجود صلة أوكرانية بالحادث، فيما نفت كييف تورط أوكرانيا في تخريب «نورد ستريم 1 و2».

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، يجب أن يكون هناك «تحقيق شفاف ودولي وعاجل فيما يجري الآن». ولطالما اشتكت روسيا من عدم إشراكها مع المطالبة بتحقيق في التفجيرات بخطي أنابيبها الممتدة إلى ألمانيا. ورفضت موسكو دائماً اتهامات الغرب بأنها هي من قام بالعملية التخريبية.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فنفى في تصريحات لمجموعة الإعلام الألمانية «أكسيل سبرنجر»، تورط حكومته في التفجيرات. وقال زيلينسكي، طالباً تقديم دليل على تورط أوكرانيا: «أنا الرئيس، وبالتالي أصدر الأوامر. لم تفعل أوكرانيا أي شيء من هذا القبيل. لم أكن لأتصرف بهذه الطريقة أبداً».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الحكومة الأميركية كانت على علم بخطة للجيش الأوكراني، من جهاز استخبارات أوروبي، قبل 3 أشهر من وقوع التفجيرات في سبتمبر (أيلول) عام 2022.

وقال بيسكوف في تصريحات نقلتها وكالة «تاس» الروسية للأنباء: «لا نعرف مدى تطابق مثل هذه المنشورات مع الواقع». لكنه قال إن من الواضح أنها «لعبة قذرة» يتطلب الأمر الكشف عنها بالتفصيل.

وتم رصد 4 تسريبات بخطي الأنابيب، بعد انفجارات بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية ببحر البلطيق.

نفى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تورط حكومته في التفجيرات (إ.ب.أ)

وجاءت تصريحات الرئيس الأوكراني التي نشرت الأربعاء رداً على مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أول من أمس الثلاثاء. وذكرت الصحيفة أنه قبل 3 أشهر من التفجيرات التي جرت في أيلول (سبتمبر) 2022، علمت الحكومة الأميركية من وكالة استخبارات أوروبية أن الجيش الأوكراني يخطط سراً لمهاجمة خطوط الأنابيب باستخدام غواصين قدموا تقارير مباشرة إلى القائد العام للقوات المسلحة.

وتعرض خطا أنابيب «نورد ستريم 1» و«نورد ستريم 2» لأضرار جسيمة جراء الانفجارات التي أحدثت ما مجموعه 4 ثقوب في خطوط الأنابيب بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية. وكانت خطوط الأنابيب التي تمر تحت البحر تنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا.

ورغم أن الحكومة الأميركية لم تتمكن في البداية من تأكيد التقارير بشكل مستقل، فإنها لا تزال تشارك المعلومات مع أجهزة الاستخبارات في ألمانيا ودول أخرى، كما تم إبلاغ أعضاء مجلس النواب الألماني، البوندستاغ، في وقت لاحق، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». ويعتقد على نطاق واسع أن التفجيرات كانت جراء عمل تخريبي، رغم أنه لم يتضح بعد من نفذ الهجوم.

وتجري كل من ألمانيا والسويد والدنمارك تحقيقات في الأمر.

ورفض مدير الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي التعليق على تقرير «واشنطن بوست» أول من أمس الثلاثاء. وقال كيربي، للصحافيين خلال مؤتمر صحافي: «بالتأكيد لن أشارك، هنا من المنصة، في نقاش حول الأمور الاستخباراتية». وأضاف كيربي: «وفي هذه الحالة، بالتأكيد لن أتحدث في أمر حتى صحيفة (واشنطن بوست) قالت إنه لم يتم تأكيده من قبل وكالات الاستخبارات الأميركية».

وتعد مجموعة الإعلام الألمانية «أكسيل سبرنجر»، التي يقع مقرها الرئيسي في برلين، إحدى أكبر دور النشر في أوروبا، وتعمل تحت مظلتها وسائل إعلام منها صحيفة «بيلد» اليومية الألمانية واسعة الانتشار وصحيفة «دي فيلت» الألمانية.

قال كيربي «بالتأكيد لن أشارك هنا من المنصة في نقاش حول الأمور الاستخباراتية» (رويترز)

وقال الرئيس الأوكراني: «أعتقد أنّ جيشنا وأجهزتنا الاستخبارية لم تفعل شيئاً من هذا القبيل»، وأضاف: «أرغب برؤية دليل». وأكّد زيلينسكي أن «لا علم لنا بالأمر» إطلاقاً.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أوردت، الثلاثاء، أنّ هيئة استخبارية أوروبية أبلغت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بأنّها على علم بخطة فريق أوكراني للعمليات الخاصة لتفجير خط أنابيب غاز «نورد ستريم». وأشار التقرير إلى أنّ المعلومات وردت قبل ثلاثة أشهر على تسبّب انفجارات بأضرار في الشبكة، العام الماضي.

وأوردت الصحيفة معلومات استخبارية أميركية يعتقد أنّ خبيراً متخصصاً بالحواسيب، موظفاً في الحرس الجوي الوطني ولديه إمكانية الاطّلاع على مواد كثيرة مصنّفة عالية السريّة، هو الذي سرّبها.

وأشارت الوثائق المسرّبة إلى أنّ هيئة استخباراتية أوروبية لم يُكشف اسمها أبلغت «سي آي إيه» في يونيو (حزيران) 2022، بعد أربعة شهور على الغزو الروسي لأوكرانيا، بأنّ غواصين عسكريين أوكرانيين يعملون مباشرة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلّحة في البلاد يخطّطون للهجوم.

وتعرّض خطّا أنابيب نورد ستريم 1 و2 المصمّمان لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا في 26 سبتمبر (أيلول) لانفجارات تحت الماء، ما أدّى إلى خروجهما عن الخدمة وحرمان روسيا من إيرادات محتملة بمليارات الدولارات. وأثارت العملية التي بدا أنّها تخريبية حالة طوارئ على مستوى المنطقة؛ إذ قطعت عن أوروبا موارد طاقة أساسية بينما ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير نتيجة الحرب. وأُطلقت اتّهامات لدول عدة بينها روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، لكنّ الكلّ نفى ضلوعه في التفجيرات.


وزيرة خارجية فرنسا: لا مرشح عندنا لرئاسة لبنان

وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)
وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)
TT

وزيرة خارجية فرنسا: لا مرشح عندنا لرئاسة لبنان

وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)
وزير الخارجية اللبناني مجتمعاً مع نظيرته الفرنسية (الوكالة المركزية)

أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أن بلادها ليس لديها مرشح رئاسي في لبنان، وما يهمها هو انتخاب رئيس للجمهورية، خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان.

وذكر بيان لوزارة الخارجية اللبنانية أن كلام كولونا جاء خلال اجتماعها مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» الذي افتتح أعماله في الرياض.

وأعلنت الوزيرة الفرنسية «تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون لوزير خارجيته السابق جان إيف لودريان موفداً إلى لبنان، حيث سينشط ليسرّع مسار انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية». وتفاهم الوزيران، حسب البيان، حول مسألة السفير اللبناني في فرنسا، كما تناولا ملف النزوح السوري في لبنان.

وأكد بو حبيب «ضرورة تأييد فرنسا للموقف اللبناني حول ملف النزوح السوري».

وقال مستشار للرئيس الفرنسي طالباً عدم كشف اسمه إنّ لودريان (75 عامًا)، الذي شغل منصب وزير خارجية فرنسا لمدة 5 أعوام حتى 2022، سيُكلّف بصفته رجلًا يتمتع بخبرة واسعة «في إدارة الأزمات»، بالمساعدة في إيجاد حلّ «توافقي وفعّال» للأزمة اللبنانية التي تفاقمت، خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020.

وأضاف أنّ لودريان «يخطط للذهاب إلى لبنان قريباً جداً»، مشيراً إلى أنّ ماكرون طلب منه «أن يعدّ له سريعاً تقريراً عن الوضع» في هذا البلد يتضمّن «مقترحات عمل».

وبعدما كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند (2012 - 2017) قبل أن ينضمّ إلى حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، ويترأّس وزارة الخارجية (2017 - 2022)، ابتعد لودريان عن الساحة السياسية منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا، العام 2022. وقال المستشار الرئاسي: «لا يزال الوضع صعباً في لبنان» في ظلّ الحاجة إلى «الخروج في الوقت نفسه من الأزمة السياسية ومن الصعوبات الاقتصادية والمالية». وانخرط ماكرون شخصياً في المساعي الرامية لحلّ الأزمة اللبنانية، لكنّ جهوده باءت بالفشل. ولا ينفكّ الرئيس الفرنسي يناشد الطبقة السياسية اللبنانية بتجاوز انقساماتها، لكنّ دعواته لم تلقَ آذاناً صاغية حتى الآن. وبحسب باريس، هناك حاجة ملحّة «للتوصّل إلى توافق» يتيح انتخاب رئيس للبنان الذي يشهد حالة فراغ رئاسي منذ أكثر من 7 أشهر بسبب العراقيل السياسية، والإسراع في تنفيذ «الإصلاحات الضرورية».

وقال بيان للرئاسة الفرنسية: «كون البرلمان منعقداً، يجب أن يكون موعد جلسة الانتخاب في 14 يونيو (حزيران) مفيداً (...) ويجب ألّا تضيع أي فرصة»، مشيراً إلى تنافس مرشّحين هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور. ويؤكّد قصر الإليزيه منذ أشهر أنّ ليس لديه مرشّح لخلافة ميشال عون. وجدّد المستشار الرئاسي الفرنسي تأكيد هذا الأمر. وقال: «موقفنا لا يزال على حاله» فالخروج من الأزمة «يتطلّب أكثر من اتّفاق على اسم». وأضاف أنّ «المرشّح الأنسب هو الشخص الذي سيتمكّن من الالتزام بالإصلاحات الأكثر ضرورية».

وفي هذا السياق، سيتعيّن على لودريان «الاستماع إلى الجميع في لبنان» من أجل «تسهيل التوصّل إلى حلّ توافقي وفعّال». من جهة أخرى، أعلنت مديرة الإعلام في صندوق النقد الدولي أنه من أجل تجنب أي تصور بشأن تضارب المصالح، تخلى جهاد أزعور موقتاً عن مهامه في صندوق النقد، حيث يشغل مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وهو في إجازة من الصندوق.