قائد قوات الأنبار: نحاصر مقاتلي «داعش» وقطعنا طرق إمداداتهم

إنشاء مخيم من الكرفانات في البغدادي للنازحين

قائد قوات الأنبار: نحاصر مقاتلي «داعش» وقطعنا طرق إمداداتهم
TT

قائد قوات الأنبار: نحاصر مقاتلي «داعش» وقطعنا طرق إمداداتهم

قائد قوات الأنبار: نحاصر مقاتلي «داعش» وقطعنا طرق إمداداتهم

مع الإعلان عن تنفيذ قوات الأمن العراقية المرحلة الثانية من عملية تحرير مدينة الرمادي الواقعة غرب البلاد من سيطرة مسلحي تنظيم داعش، تزداد أزمة النازحين في الأنبار تفاقمًا في ظل اتساع دائرة المعارك ضد تنظيم داعش الذي يفرض سيطرته على نحو 90 في المائة من مدن الأنبار كبرى محافظات العراق.
وأفادت قيادة عمليات الأنبار بأن القوات الأمنية المشتركة من الجيش والشرطة ومتطوعي العشائر في المحافظة، قطعت معظم طرق إمداد مسلحي «داعش»، وفرضت طوقا على الرمادي من ثلاثة محاور.
وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المرحلة الثانية من عملية التحرير انطلقت من المحاور الجنوبية والجنوبية الشرقية والشمالية للمحافظة، وإن قواتنا الأمنية المشتركة تخوض الآن معارك شديدة في قلب مدينة الرمادي».
وأضاف المحمدي «أن القوات الأمنية المشتركة قامت بتوجيه ضربات صاروخية مكثفة على مواقع يتحصن فيها تنظيم داعش ما أدى لمقتل 30 إرهابيا، وأن عمليات القصف الصاروخي استهدفت منطقتي البوعلوان والزنكورة شمال الرمادي، وأن حجم الخسائر كان هائلا لأن المواقع التي استهدفت تعتبر معامل للتفخيخ ومضافات للإرهابيين، وكذلك تمكنت قواتنا الأمنية المشتركة من تدمير عدد من الأوكار تضم أعدادا كبيرة من مسلحي (داعش) شرق مدينة الرمادي».
وأشار المحمدي إلى أن «طائرات القوة الجوية، بالتنسيق مع استخبارات عمليات الأنبار، تمكنت من تدمير 4 أوكار للدواعش تضم عددا من الإرهابيين بينهم قياديون في منطقة الفلاحات شرق الرمادي».
وأسفرت المرحلة الأولى من عملية استعادة مدن الأنبار عن استعادة القوات العراقية الكثير من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة «داعش»، الذي انهارت دفاعاته في المحافظة.
وعلى الصعيد الإنساني، قررت اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين، تخصيص 500 وحدة سكنية متنقلة من المنحة التركية لمحافظة الأنبار، إلى جانب إنشاء مخيم للنازحين في ناحية البغدادي غرب المحافظة.
وقال المتحدث باسم اللجنة العليا لإغاثة النازحين عبد القادر الجميلي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجنة قررت إنشاء مخيم للنازحين في ناحية البغدادي وتهيئة المستلزمات الضرورية له، وكذلك تخصيص 500 كرفان للأنبار من ضمن المنحة التركية، على أن تتولى المحافظة تخصيص الأرض وإنجاز البنى التحتية الأساسية لها لإيواء النازحين». وأضاف: «كما بحثت اللجنة آلية توزيع منحة مالية للعوائل النازحة عن طريق البطاقات الذكية وحل المشكلات والمعوقات التي تعترض ذلك، وكذلك تعاقدت وزارة المهجرين لشراء المواد الغذائية لأهالي قضاء حديثة التابعة للأنبار سعيًا للتخفيف من معاناة النازحين».
وأشار الجميلي إلى أن «نائب المدير العام لجمعية الهلال الأحمر التركية مينتاز شيمشك، أعلن في 3 فبراير (شباط) الماضي عن التبرع بألف كرفان لإسكان العوائل النازحة العراقية، وذلك بعد لقاءات عقدها مع المسؤولين العراقيين في بغداد».
وتزداد أزمة النازحين العراقيين مع تزايد أعدادهم في ظل اتساع دائرة المعارك التي تخوضها القوات الحكومية وقوات الحشد الشعبي ومقاتلو العشائر السنية ضد «داعش» في المحافظات الشمالية والغربية من البلاد.
من جانبهِ أعلن الشيخ مال الله العبيدي رئيس المجلس البلدي لناحية البغدادي (90 كلم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار) عن إيعاز وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بضرورة إشراك أبناء العشائر في معارك تحرير مدنهم من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وتقديم المساعدات الإغاثية للعائلات النازحة والمحاصرة في البغدادي وحديثة.
وقال العبيدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «أبناء العشائر في الأنبار يساهمون الآن مساهمة فاعلة في الوقوف بوجه التنظيم الإرهابي وهم على أتم الاستعداد لطرده من مدن الأنبار، وهذا ما أكد عليه وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي خلال لقائه معنا».
وفي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار أكد قائد شرطة المحافظة اللواء هادي رزيج، أن القطعات الأمنية بكل صنوفها تتقدم بشكل ممتاز بتحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم داعش.
وقال رزيج في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاركة قوات أبناء الأنبار في المعارك الحالية من جهة حصيبة التي تُدار من قبل الشرطة الاتحادية وأفواج طوارئ شرطة الأنبار»، لافتا إلى أن «أبناء العشائر منخرطون بأفواج طوارئ، إذ تخرجت ثلاثة أفواج طوارئ في عامرية الفلوجة، والخالدية، والحبانية، يبلغ قوام كل فوج 500 مقاتل».
وبشأن مدينة الفلوجة أوضح رزيج أن «القطعات ما زالت تحاصر مدينة الفلوجة، وهناك خطة لا بد من السير وفقها، من أجل فرز المواطنين المدنيين عن العدو، كي لا تكون هناك خسائر بصفوف المدنيين».
وإن عناصر «داعش» تتكبد خسائر كبيرة يوميا، من قبل الطيران العراقي والتحالف الدولي، فضلا عن استهدافهم من قبل القوات الأمنية، إذ إن عدد قتلاها يتجاوز 100 إرهابي يوميا.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.