اليمن يدرس خياراته للرد على تصعيد الحوثيين ويتوعد بمعاقبتهم

الحكومة وصفت إمكانية رضوخ الميليشيات للسلام بـ«الرهان الخادع»

جانب من اجتماع الحكومة اليمنية في مدينة عدن أمس (سبأ)
جانب من اجتماع الحكومة اليمنية في مدينة عدن أمس (سبأ)
TT

اليمن يدرس خياراته للرد على تصعيد الحوثيين ويتوعد بمعاقبتهم

جانب من اجتماع الحكومة اليمنية في مدينة عدن أمس (سبأ)
جانب من اجتماع الحكومة اليمنية في مدينة عدن أمس (سبأ)

توعدت الحكومة اليمنية خلال اجتماعها في مدينة عدن (الاثنين) بمعاقبة الميليشيات الحوثية رداً على إرهابها المتصاعد في مأرب وشبوة وتعز، وقالت إنها تدرس خياراتها للتعامل مع التصعيد، مع تأكيدها عدم إمكانية رضوخ الميليشيات للسلام.
وكانت الميليشيات الحوثية قد صعّدت من أعمالها الإرهابية في مأرب وتعز وشبوة، وحاولت اغتيال محافظ تعز، فيما هدد زعيمها عبد الملك الحوثي بعام تاسع من الإرهاب البحري والجوي ضد اليمنيين ودول الجوار، باستخدام الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.
ونقلت المصادر الرسمية أن مجلس الوزراء اليمني وقف في اجتماعه في العاصمة المؤقتة عدن برئاسة معين عبد الملك، أمام عدد من التطورات الراهنة على المستويين المحلي والخارجي، في ضوء التصعيد المستمر لميليشيا الحوثي الإرهابية وخيارات التعامل معها، إضافةً إلى القضايا المتصلة بتحسين الخدمات والأوضاع الاقتصادية.
ونقلت وكالة «سبأ» أن المجلس «ناقش باستفاضة خيارات الدولة والحكومة للتعامل مع التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي الإرهابية خصوصاً في حريب بمأرب ومرخة في شبوة وغيرها من الجبهات، إضافةً إلى التعامل مع أعمالها الإجرامية واعتداءاتها المتكررة على الأعيان المدنية والطرق العامة واستهداف المدنيين، بما في ذلك هجومها الإرهابي الذي استهدف موكب محافظ تعز».
وتوعدت الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية، وقالت إن جرائمها في ظل التحركات الإقليمية والأممية والدولية للوصول إلى حل سياسي «لن تمر دون عقاب أو محاسبة مهما كلف ذلك من ثمن».
وأكد مجلس الوزراء اليمني أنه لا يمكن القبول ببقاء الشعب اليمني رهينة لجرائم وانتهاكات الميليشيات الإرهابية، ووصف الركون إلى إمكانية رضوخ الميليشيات للسلام بأنه «رهان خادع»، وأشار إلى أن كل التجارب معها تثبت ذلك، وأن الطريق الوحيد للحل هو في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. وحسب الإعلام الرسمي، قدم رئيس الحكومة معين عبد الملك إحاطة شاملة حول مستجدات الأوضاع على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، وشدد على أهمية تحمل الجميع مسؤولياتهم وعلى ضرورة مضاعفة الجهود من الوزارات والجهات ذات العلاقة والارتقاء إلى مستوى التحديات الاستثنائية والتركيز على تنفيذ المهام التي تمسّ حياة ومعيشة المواطنين.
ونقلت الوكالة الحكومية «سبأ» أن عبد الملك وجّه الوزارات والجهات المختصة بالتنفيذ العاجل لقرارات المجلس الرئاسي، بخاصة ما يتصل بتحسين كفاءة الموانئ والمطارات والمنافذ البرية، وتقديم جميع التسهيلات لانتقال الأفراد، والبضائع، وأنشطة القطاع الخاص، ومضاعفة الجهود لتأمين الخدمات الأساسية وفي المقدمة الكهرباء، والاحتياجات التموينية الرمضانية الكافية.
وكشف رئيس الحكومة اليمنية عن نتائج اجتماعه مع وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة، وقائد قوات الدعم والإسناد بالتحالف الداعم للشرعية، مشيراً إلى وجود «خطة لدى وزارة الدفاع لتنسيق أعمال المحاور والجبهات في غرفة عمليات مشتركة موحّدة على امتداد المناطق المحررة، إضافةً إلى الاحتياجات اللوجيستية للحفاظ على الجاهزية العسكرية، تنفيذاً لتوجيهات مجلس القيادة الرئاسي».
تصريحات الحكومة اليمنية ورئيسها عبد الملك جاءت غداة اجتماع لمجلس القيادة الرئاسي الذي يقوده رشاد العليمي، بمشاركة جميع أعضاء المجلس السبعة الآخرين.
وذكر الإعلام الرسمي أن المجلس الرئاسي «حيّا تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقواته المسلحة في كل مكان، بمناسبة ذكرى انطلاق (عاصفة الحزم)، التي مثّلت محطة فارقة في مسار التضامن الخليجي العربي المشترك، واستجابته الحازمة لردع التحديات المحدقة بالأمة».
إلى ذلك ناقش مجلس الحكم اليمني التصعيد الحربي للميليشيات الحوثية في مديريتي حريب ومرخة بمحافظتي مأرب وشبوة، واعتداءاتها الممنهجة على الأعيان المدنية والطرق العامة، بما في ذلك هجومها الفاشل الذي استهدف موكب محافظ تعز، وعدداً من قيادات الدولة والسلطة المحلية في المحافظة.
وأكد «الرئاسي اليمني» أنه سيتخذ الإجراءات اللازمة كافة لحماية المصالح العامة، وردع المنظمات الإرهابية، والمضي قدماً في مسار الإصلاحات الشاملة، ودعم التطلعات المشروعة للمواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة للميليشيات المدعومة من النظام الإيراني.
ووصف مجلس الحكم اليمني تصعيد الحوثيين في محافظتي مأرب وشبوة، والهجمات في محافظة تعز، بأنها «تعكس الحالة البائسة التي وصلت إليها المنظمة الإرهابية الحوثية في نهجها العدائي لمساعي السلام، وهروبها من الاستحقاقات العادلة لملايين المواطنين المطالبين بالحرية، والمواطنة المتساوية، وفرص العيش الكريم في المناطق الخاضعة لها بالقوة الغاشمة».
في السياق نفسه، دعا مجلس القيادة الرئاسي المجتمع الدولي إلى إدراك خطورة التصعيد الإرهابي الحوثي، مع استمرار تهريب المزيد من الأسلحة الإيرانية للميليشيات، وتداعياتها المدمرة على السلم والأمن الدوليين.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.