أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي صباح الاثنين، في تحدٍ واحتجاج على وصول حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس نيميتز» إلى المنطقة للقيام بمناورات بحرية مشتركة مع كوريا الجنوبية في المياه الدولية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن الصاروخين الكوريين الشماليين أُطلقا من منطقة داخلية غربية جنوب العاصمة الشمالية بيونغ يانغ، وقطعا نحو 370 كيلومتراً (229 ميلاً) قبل الهبوط في البحر.
وقال الجيش الياباني إن الصواريخ التي سقطت خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان طارت في مسار غير منتظم ووصلت إلى ارتفاع أقصى يبلغ 50 كيلومتراً.
ووصف الجيش الكوري الجنوبي عمليات الإطلاق بأنها «استفزاز خطير من كوريا الشمالية». وقال في بيان، إنه سيواصل بناء القدرات للرد على أي استفزازات.
فيما خفضت الولايات المتحدة من مخاطر هذا الإطلاق الصاروخي وتأثيراته. وقالت القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي في بيان، إن عمليات الإطلاق لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة أو لحلفائها، لكنها لا تزال تسلط الضوء على «التأثير المزعزع للاستقرار» لبرامج الأسلحة النووية والصواريخ غير المشروعة لكوريا الشمالية.
وقال الأدميرال كريستوفر سويني، قائد مجموعة «Carrier Strike Group Eleven»، إن «الولايات المتحدة على اطلاع جيد على مثل هذه الأنشطة لكوريا الشمالية، ونحن قادرون على العمل مع حلفائنا وتبادل المعلومات، ولا يمكن أن يتم إكراهنا على أي شيء».
وفي إجابته عن أسئلة الصحافيين حول دعوات كوريا الجنوبية لنشر أصول استراتيجية أميركية بشكل دائم، قال سويني: «تمتلك الولايات المتحدة أصولاً استراتيجية قابلة للنشر على أهبة الاستعداد كل يوم، ويمكننا الاستمرار في نشر تلك الأصول، وسنقوم بذلك».
وتحاول كوريا الشمالية إظهار قدرتها على شن ضربات نووية في اتجاه كوريا الجنوبية والبر الغربي للولايات المتحدة. وسنت قانوناً وعقيدة نووية تصعيدية تسمح بتوجيه ضربات نووية وقائية استجابة لمجموعة واسعة من السيناريوهات حينما ترى القيادة الكورية الشمالية أنها تواجه تهديداً.
وفي عام 2022، أطلقت بيونغ يانغ أكثر من 70 صاروخاً. وخلال هذا العام فقط، أطلقت أكثر من 20 صاروخاً باليستياً وصواريخ كروز، حيث تحاول إجبار الولايات المتحدة على قبول وضعها النووي والتفاوض على رفع العقوبات من موقع قوة. وقد رفعت هذه التجارب المتكررة من مستويات التوتر بين بيونغ يانغ وجارتها الجنوبية واليابان. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أطلقت كوريا الشمالية أيضاً صاروخاً قصير المدى عندما وصلت المدمرة الأميركية رونالد ريغان ومجموعتها القتالية لإجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الجنوبية. وتكثف الولايات المتحدة بالفعل من وجودها العسكري في المنطقة والتدريبات العسكرية المشتركة مع سيول. وتشارك حاملة الطائرات «نيميتز» - التي تعمل بالطاقة النووية - ومجموعتها التي تشكل طراداً صاروخياً موجهاً ومدمرتين، في تدريبات دفاع جوي وتدريبات أخرى مع سفن حربية كورية جنوبية في المياه بالقرب من جزيرة جيجو. وأنهت واشنطن وسيول الأسبوع الماضي، واحداً من أكبر التدريبات العسكرية التي يجريها البلدين، والتي شملت تدريبات ميدانية بالذخيرة الحية.
وقال المتحدث باسم البحرية الكورية الجنوبية، جانغ دو يونغ، إن التدريبات تهدف إلى شحذ القدرات العملياتية المشتركة وإظهار التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حليفها بمجموعة كاملة من الخيارات، بما في ذلك النووية، في مواجهة «التهديدات النووية والصاروخية المتصاعدة لكوريا الشمالية».
وشجب الجيشان الكوري الجنوبي والياباني عمليات الإطلاق الأخيرة، ووصفاها بأنها استفزاز خطير يهدد السلام الإقليمي، وقالا إنهما يعملان مع الولايات المتحدة لتحليل الصواريخ بشكل أكبر.
ويقول دويون كيم، المحلل البارز في مركز من أجل أمن أميركي جديد: «المشكلة أن الاختبارات المستمرة تساعد بيونغ يانغ في تحسين تقنيتها، وتقوية قدراتها في مجال الأسلحة النووية التي تهدد كوريا الجنوبية واليابان، وتزيد من احتمال سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى صراع غير مقصود، وتراكم النفوذ السياسي قبل المحادثات الدبلوماسية المستقبلية مع واشنطن».