مؤشر مناخ الأعمال في ألمانيا يرتفع رغم الاضطرابات المصرفية

حركة إضراب واسعة تشلّ قطاع النقل بالبلاد للمطالبة بزيادة الأجور

موظفو النقل في جميع أنحاء ألمانيا ينظمون إضراباً كبيراً من أجل زيادة الأجور (أ.ف.ب)
موظفو النقل في جميع أنحاء ألمانيا ينظمون إضراباً كبيراً من أجل زيادة الأجور (أ.ف.ب)
TT

مؤشر مناخ الأعمال في ألمانيا يرتفع رغم الاضطرابات المصرفية

موظفو النقل في جميع أنحاء ألمانيا ينظمون إضراباً كبيراً من أجل زيادة الأجور (أ.ف.ب)
موظفو النقل في جميع أنحاء ألمانيا ينظمون إضراباً كبيراً من أجل زيادة الأجور (أ.ف.ب)

تحسن مناخ الأعمال في ألمانيا خلال مارس (آذار) الحالي، على الرغم من الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي؛ فقد أعلن معهد «إيفو» للبحوث الاقتصادية في ميونيخ، أمس الاثنين، أن مؤشره لمناخ الأعمال ارتفع هذا الشهر بمقدار 2.2 نقطة، ليصل إلى 93.3 نقطة، مقارنة مع فبراير (شباط) الماضي.
ووفق البيانات، فإن هذه الزيادة هي الخامسة على التوالي في المؤشر. وتوقع خبراء الاقتصاد في البنوك تحسناً طفيفاً في الأداء الاقتصادي فوق عتبة الركود في المتوسط.
ورصد المؤشر تقييم نحو 9000 شركة لآفاقها المستقبلية، والذي جاء أنه أفضل من الوضع الاقتصادي الحالي.
وعلق رئيس «إيفو»، كليمنس فوست، على نتائج المؤشر قائلاً: «على الرغم من الاضطرابات في بعض البنوك الدولية، فإن الاقتصاد الألماني مستقر»، مشيراً إلى أن مناخ الأعمال تحسن في جميع القطاعات الاقتصادية التي شملها المؤشر.
وفي غضون ذلك، بدأت حركة إضراب واسعة تشلّ قطاع النقل في ألمانيا أمس، في وقت تطالب فيه النقابات العمّالية برفع الأجور في مواجهة التضخّم.
ودُعي العاملون في المطارات، والسكك الحديدية، والنقل البحري، وشركات الطرق السريعة، والنقل المحلي، إلى التوقف عن العمل ليوم كامل، من منتصف ليل الأحد - الاثنين، إلى منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء.
وتندرج هذه الحركة في إطار توتر اجتماعي متزايد في أكبر اقتصاد أوروبي، حيث نظمت إضرابات عدة منذ مطلع العام، في مختلف القطاعات، شملت مدارس ومستشفيات، مروراً بالبريد وإدارات محلية.
وتمثل نقابة «EVG (إي في جي)» نحو 230 ألف موظف في شركات السكك الحديدية، فيما تدافع نقابة «Ver.di (فيردي)» عن 2.5 مليون موظف في الخدمات العامة.
وهذا التحرك المشترك بين النقابتين نادر جداً في ألمانيا، حيث تجري المفاوضات حول الأجور فرعاً تلو آخر.
يُنفذ هذا «الإضراب الكبير»، كما وصفته وسائل الإعلام الألمانية، فيما ارتفعت الأسعار في ألمانيا بشكل كبير منذ أكثر من سنة، مع تضخم بلغت نسبته 8.7 في المائة خلال فبراير. وتندرج ألمانيا ضمن فئة الدول التي تشهد أعلى معدل تضخم في الاتحاد الأوروبي.
وتطالب النقابات بزيادة في الرواتب بأكثر من 10 في المائة. بينما تقترح الدولة والبلديات زيادة بنسبة 5 في المائة، مع دفعتين وحيدتين بقيمة ألف و1500 يورو على التوالي في مايو (أيار) 2023، ويناير (كانون الثاني) 2024.
وتتوقع نقابتا «إي في جي» و«فيردي» حصول «تعبئة واسعة». ومنذ صباح الاثنين، توقف نحو 30 ألف عامل في السكك الحديدية عن العمل، وفق «إي في جي».
ولفتت شركة «دويتشه بان»، وهي أكبر شركة للنقل عبر السكك الحديدية في ألمانيا، إلى «تعليق حركة المرور على الخطوط الرئيسية والخطوط في المناطق». وأُلغيت الرحلات الجوية في معظم المطارات، بينها مطارا فرنكفورت وميونيخ.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.