بالصور... «محاربو ليبيا» يتجاهلون عداوة الماضي بجولة في طرابلس القديمة

ضمّت قيادات عسكرية وأمنية من شرق البلاد وغربها

جانب من جولة القيادات العسكرية والأمنية في مدينة طرابلس القديمة (مديرة أمن طرابلس)
جانب من جولة القيادات العسكرية والأمنية في مدينة طرابلس القديمة (مديرة أمن طرابلس)
TT

بالصور... «محاربو ليبيا» يتجاهلون عداوة الماضي بجولة في طرابلس القديمة

جانب من جولة القيادات العسكرية والأمنية في مدينة طرابلس القديمة (مديرة أمن طرابلس)
جانب من جولة القيادات العسكرية والأمنية في مدينة طرابلس القديمة (مديرة أمن طرابلس)

وطّد الفُرقاء العسكريون والأمنيون في ليبيا علاقتهم بجولة ليلية في شوارع مدينة طرابلس القديمة، عقب اجتماع موسّع بحضور المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، ضمّ أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، وعدد من القيادات الأمنية في شرق ليبيا وغربها، بالإضافة إلى قادة بعض التشكيلات المسلَّحة.
وتجاهل المشاركون في الاجتماع عداوة الماضي، بعد حرب دامية استمرت قرابة 13 شهراً، وتناولوا طعام الإفطار معاً في فندق «ريكسوس» بالعاصمة، بحضور المبعوث الأممي، الذي توسّط بعض القيادات العسكرية أرضاً على مأدبة طعام كانت الأطباق الليبية فيها هي الأبرز.

وفي استنفار أمني بطرابلس، ووسط تأمين واسع، تجوّل القادة العسكريون والأمنيون في شوارع المدينة القديمة، للمرة الأولى بعد الحرب التي شنّها «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، على العاصمة، في الرابع من أبريل (نيسان) عام 2019، وخلّفت آلاف القتلى والجرحى بين الطرفين.
وجاءت جولة القادة في المدينة القديمة بُعَيد افتتح عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، فعاليات الموسم الثقافي الرمضاني في المدينة القديمة.
وترأّس الاجتماع الأمني، الذي عُقد في فندق ريكسوس بالعاصمة، مساء أمس الأحد، عصام الطرابلسي، وزير الداخلية المكلَّف بحكومة الدبيبة، وضمّ ممثلين للحكومة والقيادة العامة لـ«الجيش الوطني» وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» والمبعوث الأممي، وبعض قادة التشكيلات المسلَّحة البارزين.

وقالت وزارة الداخلية في حكومة الدبيبة، في بيان مساء الأحد، إن الاجتماع استهدف «توحيد الجهود لتنظيم الانتخابات، ووضع آليات للتواصل بين الوحدات الأمنية والعسكرية لتأمينها، ونبذ الفُرقة للخروج بالبلاد إلى برّ الأمان».
ومن بين الذين حضروا الاجتماع ممثلون لحكومة الدبيبة، رئيس «جهاز دعم الاستقرار» عبد الغني الككلي، وآمر «لواء 444 قتال» محمود حمزة، وآمر «قوة مكافحة الإرهاب» مختار الجحاوي، بالإضافة إلى آمر «الكتيبة 301 مشاة» عبد السلام الزوبي، وآمر «قوة العمليات المشتركة» العميد عمر بوغدادة.
وضمّ وفد «الجيش الوطني» الذي وصل إلى طرابلس، مساء أمس، الفريق عبد الرزاق الناظوري، رئيس الأركان العامة، وخيري التميمي مدير مكتب حفتر، وحسن معتوق آمر «اللواء 128 معزز»، وعمر مراجع آمر «لواء طارق بن زياد»، ومن اللجنة العسكرية المشتركة المهدي الشريف، ومراجع العمامي، بالإضافة إلى فرج قعيم، وكيل وزارة الداخلية بحكومة فتحي باشاغا.

ولُوحظ تغيب الناظوري، ونظيره محمد الحداد رئيس أركان قوات غرب البلاد، عن الاجتماع، الذي ضمّ للمرة الأولى، بشكل معلَن، قيادات لتشكيلات مسلَّحة في مكان واحد مع قادة عسكريين بشرق البلاد، ويفترض أن يُعقَد لقاء مثيل قريباً في مدينة بنغازي، وفق مصادر أمنية.
يأتي الاجتماع عقب لقاء سابق عُقد في تونس، منتصف مارس (آذار) الحالي، نظمته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بحضور باتيلي، وبمشاركة اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» وعدد من قادة الوحدات العسكرية والأمنية في المنطقتين الغربية والشرقية.
وقالت البعثة، في حينها، إن الاجتماع هدف إلى «إرساء بيئة آمنة ومواتية للدفع بالعملية السياسية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال العام الحالي». ونقلت عن المجتمِعين تأكيدهم أن «مصالح ليبيا وشعبها تأتي في المرتبة الأولى، وأنها تتجاوز كل المصالح الشخصية للأطراف كافة».

وكان المشاركون قد اتفقوا على «توحيد الصف، والمضيّ قدماً باتجاه تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا، والاستمرار في عقد اجتماعات داخل ليبيا في طرابلس وبنغازي، بقصد إعطاء رسائل إيجابية وبعث روح الأمل لدى المواطنين الليبيين»، بعيداً عن كونهم يحارب بعضهم بعضا.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
TT

الجيش السوداني يعلن مقتل قائد لـ«الدعم السريع» في الفاشر

قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)
قصف مدفعي يدمر منازل بمخيم زمزم (متداولة)

أعلن الجيش السوداني، السبت، مقتل القائد العسكري في «قوات الدعم السريع» العميد جمعة إدريس، خلال قصف بالمدفعية الثقيلة استهدف تحركات قواته في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد).

وقالت الفرقة السادسة مشاة، التابعة للجيش السوداني بالفاشر، في بيان على موقع «فيسبوك»، إن سلاح الطيران نفّذ، الجمعة، غارات جوية دمّرت 45 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري وطواقمها.

ووفقاً للبيان، حشدت «ميليشيا الدعم السريع» قوات كبيرة من الولايات ومناطق أخرى للهجوم على الفاشر وتسلُّم الفرقة السادسة.

وذكر أن القوات المسلحة أسقطت 3 مسيّرات كانت تستهدف دفاعات وارتكازات في المدينة.

«قوات الدعم السريع» تقصف مخيم زمزم (متداولة)

بدورها، قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين (كيان مدني)، في بيان: «إن (قوات الدعم السريع) قصفت بالمدفعية الثقيلة خلال الأيام الماضية مخيمي زمزم وأبوشوك، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال والعجزة من الجنسين».

ودعا المتحدث باسم المنسقية، آدم رجال، الأطراف المتحاربة إلى الابتعاد عن استهداف مناطق النازحين، وعدم استخدام المدنيين العزّل «دروعاً بشرية» لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وطالب رجال «قوات الدعم السريع» بوقف القصف المدفعي العشوائي، والقصف الجوي من قبل الجيش السوداني، وقال: «ينبغي أن يتم وقف الحرب بشكل فوري وعاجل من خلال وقف إطلاق النار وإنهاء العدائيات مباشرة لإنقاذ حياة النازحين من الأطفال والنساء».

ودعا المتحدث باسم النازحين، آدم رجال، المجتمع الدولي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الأطراف المتصارعة للالتزام بالقوانين الدولية، لوضع حد للقصف العشوائي بالمدافع الثقيلة والبراميل المتفجرة في الأماكن المأهولة بالمدنيين. وقال: «لا يوجد ما يبرر هذه الأعمال الإجرامية، لقد حان الوقت لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، فالكارثة لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل».

بقايا مقذوف مدفعي استهدف معسكر زمزم للنازحين (متداولة)

وخلال الأسبوع الماضي أفادت تقارير حكومية رسمية بمقتل أكثر من 57 مدنياً وإصابة 376 في الهجمات على الفاشر ومعسكر زمزم.

وتُعد الفاشر من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

وتسيطر الدعم السريع على 4 من أصل 5 ولايات في إقليم دارفور، هي: جنوب وشرق ووسط وغرب دارفور بعد أن تمكّنت من إبعاد القوات المسلحة السودانية، فيما تقود معارك ضارية للسيطرة على مدينة الفاشر.

وفي الخرطوم بحري تجددت المعارك العنيفة، فجر السبت، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في عدة محاور بالمدينة.

وقال سكان لـ«الشرق الأوسط» إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية هزت أرجاء المدينة.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تدور الاشتباكات على بعد كيلومترات من ضاحية العزبة، بعد تقدم الجيش السوداني وسيطرته على أغلب أحياء منطقة السامراب بمدينة بحري.

وأعلنت غرفة طوارئ جنوب الحزام بولاية الخرطوم عن أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين، الجمعة، جراء قصف جوي بالطيران التابع للجيش السوداني على منطقة الشاحنات.

وعلى الرغم من تقدم الجيش السوداني عسكرياً خلال الأشهر الماضية في مدينة بحري، لا تزال «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

اندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى مقتل أكثر من 188 ألف شخص، وفرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم.