«تحالف عملياتي» لإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة شمال غربي سوريا

لافتة للتحالف العملياتي في مدخل عفرين شمال حلب (SAMS موقع)
لافتة للتحالف العملياتي في مدخل عفرين شمال حلب (SAMS موقع)
TT

«تحالف عملياتي» لإعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة شمال غربي سوريا

لافتة للتحالف العملياتي في مدخل عفرين شمال حلب (SAMS موقع)
لافتة للتحالف العملياتي في مدخل عفرين شمال حلب (SAMS موقع)

دعا مشاركون في «التحالف العملياتي» الذي أعلنت عن تشكيله 3 منظمات، هي «منظمة الدفاع المدني السوري»، و«الجمعية الطبية الأميركية - السورية»، و«المنتدى السوري»، في شمال غربي سوريا، إلى ضرورة استمرار جميع المانحين والمجتمع الدولي بتقديم الدعم الإغاثي والإنساني، للمساهمة في ترميم البنى التحتية والخدمات الأساسية للمدنيين في المناطق المتضررة بالزلزال المدمر والكوارث الأخرى التي تفاقم معاناة السوريين.
وأكدت «الجمعية الطبية الأميركية - السورية» (SAMS)، وهي منظمة إغاثة طبية عالمية، تقدم الرعاية الصحية على الخطوط الأمامية في سوريا، أنه ستكون هناك مشاريع مشتركة خلال الفترة القادمة ضمن التحالف «الأول من نوعه»، تهدف إلى تحسين البنية التحتية في شمال غربي سوريا.
وأوضح أمجد الراس، وهو رئيس مجلس إدارة جمعية «SAMS»، خلال إعلان تشكيل «تحالف عملياتي» في شمال غربي سوريا، أن «أكثر ما دعانا لهذا التحالف هو الحجم الكبير جداً لكارثة الزلزال. وخلال الفترة القادمة سيكون هناك مشاريع مشتركة تستهدف تحسين البنية التحتية في شمال غربي سوريا».
وجاء في البيان الصحافي للمنظمات المشاركة بـ«التحالف العملياتي»، أن إعلان التشكيل يهدف إلى وضع خطة تعافي إنسانية مبكرة، مع تنسيق الجهود وتضافرها للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية في شمال غربي سوريا، من خلال تقديم أفضل خدمة تكاملية ضمن الاختصاصات المتعددة التي تعمل بها المؤسسات المذكورة (كلٌّ بحسب اختصاصه)، والعمل على تنفيذ برنامج إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة بالزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في السادس من فبراير (شباط)، مضيفاً: «والمساهمة في إعادة تأهيل المرافق الحيوية والبنية التحتية والمراكز التعليمية والطبية وإعادة الحياة الطبيعية للسكان في المناطق المنكوبة».
من جانبه، قال رائد الصالح، مدير «منظمة الدفاع المدني السوري» (الخوذ البيضاء)، في إعلان تشكيل «التحالف العملياتي» المشترك، السبت الماضي، في بلدة سرمدا شمال غربي سوريا، إن «العمل التكاملي يضمن فاعلية في الاستجابة وتنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وهذا ما يسعى إليه التحالف في المستقبل بالتركيز على المشاريع الحيوية والاستراتيجية، ما يرفع من جودة الخدمات الطبية والصحية والتعليمية وخدمات البنية التحتية».
وتوقع أحد المسؤولين في «الخوذ البيضاء»، أن ينطلق تنفيذ برنامج إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة، الذي سينفذه «التحالف العملياتي» في المرحلة الأولى، من جنديرس بريف عفرين التي ضربها الزلزال المدمر بقوة وأحدث فيها دماراً هائلاً، على أن تبدأ الخطة بإعادة ترميم وتأهيل المراكز الصحية والمرافق الحيوية والمدارس والمشاريع الاقتصادية فيها، لتكون نموذجاً وثمرة إنجاز للتحالف، ومن ثم الانتقال إلى مدينة حارم شمال إدلب، «التي لا تقل عن منطقة جنديرس من حيث الدمار وتضرر المرافق الحيوية فيها، وبعدها المناطق المتضررة الأخرى في المنطقة، وفق خطة لم يعلن عن تفاصيلها بعد».
وحول تمويل برنامج «التحالف العملياتي»، قال سونير طالب، مسؤول التنسيق في «المنتدى السوري» الذي يعمل من خلال 5 برامج إنسانية على تغطية جزء من احتياجات السوريين، إن «التحالف سيعتمد بمنظماته الثلاث في تغطية وتنفيذ مشاريع إعادة الحياة إلى المناطق المنكوبة بالزلزال المدمر، على حملات التبرعات والمساعدات التي تحصل عليها من الجاليات السورية، بينها الولايات المتحدة الأميركية وجهات دولية».
يُذكر أن «الجمعية الطبية الأميركية - السورية» (SAMS)، هي واحدة من المنظمات الطبية التي استجابت بكل كوادرها الميدانية والإدارية منذ اليوم الأول لكارثة الزلزال المدمر؛ إذ قدمت الخدمات الطبية للجرحى والمصابين من الزلزال، في 10 منشآت طبية ضمن منطقة شمال غربي سوريا، بما في ذلك وصول عدد من الأطباء السوريين من جنسيات أميركية إلى الداخل السوري، وإجراء عشرات العمليات الجراحية للمصابين، إلى جانب الأطباء في المنشآت الطبية، وفقاً لمديرة المناصرة والتواصل في الجمعية، ديمة معراوي.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.