«الاحتياطيات الاستراتيجية» تزيد نزيف النفط

واشنطن: إعادة الملء قد تستغرق أعواماً

مخازن وأنابيب نفطية في منشأة فريبورت للاحتياطي الاستراتيجي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مخازن وأنابيب نفطية في منشأة فريبورت للاحتياطي الاستراتيجي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

«الاحتياطيات الاستراتيجية» تزيد نزيف النفط

مخازن وأنابيب نفطية في منشأة فريبورت للاحتياطي الاستراتيجي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مخازن وأنابيب نفطية في منشأة فريبورت للاحتياطي الاستراتيجي في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

سجلت أسعار النفط تراجعاً حاداً يوم الجمعة وسط تراجع أسهم البنوك الأوروبية، وبعد أن قالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر غرانهولم، إن إعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي الأميركي قد تستغرق أعواماً مما يقوض توقعات الطلب.
وبحلول الساعة 1218 بتوقيت غرينتش انخفض سعر خام برنت 2.52 دولار أو 3.32 في المائة إلى 73.39 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.52 دولار أو 3.60 في المائة إلى 67.44 دولار للبرميل.
ولا يزال الخامان، اللذان انخفضا نحو واحد في المائة يوم الخميس، في طريقهما إلى تسجيل زيادة أسبوعية طفيفة (حتى وقت كتابة التقرير) بعد أكبر انخفاض أسبوعي خلال أشهر في الأسبوع الماضي بسبب أزمة القطاع المصرفي ومخاوف من ركود محتمل.
وتراجعت أسهم البنوك في أوروبا مع تضرر «دويتشه بنك» ومجموعة «يو بي إس» بشدة من المخاوف من أن أسوأ المشاكل في القطاع منذ الأزمة المالية عام 2008 لم يتم احتواؤها بعد.
وأدت قوة الدولار، الذي ارتفع 0.6 في المائة مقابل العملات الأخرى يوم الجمعة، إلى تشجيع عمليات البيع. ومن شأن قوة الدولار أن تجعل النفط الخام أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وقال ستيفن برينوك، المحلل لدى «بي في إم» للوساطة في النفط «عدم شراء الخام من أجل ملء احتياطي البترول الاستراتيجي يمثل ضربة كبيرة لتوقعات الطلب على النفط». وأعلن البيت الأبيض في أكتوبر (تشرين الأول)، أنه سيعيد شراء النفط لاحتياطي النفط الاستراتيجي عندما تصبح الأسعار في نطاق 67 - 72 دولاراً للبرميل أو أدنى من ذلك.
وقالت غرانهولم لأعضاء مجلس النواب مساء الخميس، إنه سيكون من الصعب الاستفادة من أسعار النفط المنخفضة هذا العام لزيادة المخزونات التي وصلت حالياً إلى أدنى مستوى منذ عام 1983 بعد مبيعات بتوجيهات من الرئيس جو بايدن في العام الماضي.
وكبحت قوة توقعات الطلب من الصين التراجعات؛ إذ قالت مجموعة «غولدمان ساكس»، إن الطلب على السلع الأولية يرتفع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مع تجاوز الطلب على النفط 16 مليون برميل يومياً.
وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن خفض إنتاج روسيا النفطي 500 ألف برميل يومياً المعلن سابقاً سيكون من مستوى الإنتاج البالغ 10.2 مليون برميل يومياً في فبراير (شباط)، حسبما ذكرت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء. ويعني ذلك أن روسيا تهدف إلى إنتاج 9.7 مليون برميل يومياً في الفترة من مارس (آذار) إلى يونيو (حزيران)، وفقاً لنوفاك، وهو ما سيكون خفضاً أقل بكثير للإنتاج مما أشارت إليه موسكو سابقاً.
وفي شأن منفصل، قال متحدث باسم شركة «توتال إنرجيز»، إن 31 في المائة من العاملين في مصافي ومستودعات النفط الفرنسية الكبرى أضربوا عن العمل صباح يوم الجمعة. في حين قالت وزيرة الطاقة آنياس بانييه روناشير يوم الجمعة، إن شحنات الوقود من مصفاة غونفريفيل التابعة للشركة في نورماندي استؤنفت في ساعة مبكرة من صباح الأمس بعد تدخل الشرطة لتفريق العاملين الذين أغلقوها. وفتحت الشرطة الطريق إلى المصفاة في وقت مبكر من صباح الجمعة حتى يتمكن الموظفون من الذهاب إلى العمل.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
TT

صناديق الأسهم العالمية تحقق تدفقات أسبوعية تاسعة على التوالي

متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

زاد المستثمرون العالميون مشترياتهم من صناديق الأسهم في الأسبوع المنتهي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مدفوعين بتوقعات بنمو قوي للاقتصاد الأميركي في ظل إدارة ترمب وبدعم من انخفاض عائدات السندات الأميركية.

وضخ المستثمرون مبلغاً ضخماً قدره 12.19 مليار دولار في صناديق الأسهم العالمية، بزيادة بنسبة 32 في المائة مقارنة بـ9.24 مليار دولار من عمليات الشراء الصافية في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». ويمثل هذا التدفق الأسبوعي التاسع على التوالي.

ويوم الجمعة، كانت الأسهم العالمية في طريقها لتحقيق أفضل شهر لها منذ مايو (أيار)، مدفوعة بالتفاؤل بشأن النمو القوي في الولايات المتحدة وازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، على الرغم من المخاوف بشأن الاضطرابات السياسية والتباطؤ الاقتصادي في أوروبا.

وفي الأسبوع الماضي، أدى ترشيح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمحافظ المالي سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة، إلى رفع توقعات السوق بمستويات ديون يمكن إدارتها في ولايته الثانية، وهو ما أدى إلى انخفاض عائدات السندات الأميركية.

واختار المستثمرون ضخ مبلغ ضخم قدره 12.78 مليار دولار في صناديق الأسهم الأميركية؛ مما أدى إلى تمديد صافي الشراء للأسبوع الرابع على التوالي، لكنهم سحبوا 1.17 مليار دولار و267 مليون دولار من صناديق الأسهم في آسيا وأوروبا على التوالي.

وشهد القطاع المالي طلباً قوياً؛ إذ استقطب مشتريات صافية بقيمة 2.65 مليار دولار، مسجلاً التدفقات الأسبوعية الخامسة على التوالي. كما اشترى المستثمرون صناديق السلع الاستهلاكية التقديرية والتكنولوجيا والصناعات بمبالغ كبيرة بلغت 1.01 مليار دولار و807 ملايين دولار و778 مليون دولار على التوالي.

وشهدت صناديق السندات العالمية تدفقات للأسبوع التاسع والأربعين على التوالي؛ إذ ضخ المستثمرون 8.82 مليار دولار في هذه الصناديق.

وحصلت صناديق السندات للشركات على تدفقات صافية بلغت 2.16 مليار دولار، وهي أكبر تدفقات أسبوعية في أربعة أسابيع. وشهدت صناديق السندات الحكومية وصناديق تجميع القروض عمليات شراء ملحوظة؛ إذ بلغ صافي التدفقات الداخلة 1.9 مليار دولار و1.34 مليار دولار على التوالي.

وفي الوقت نفسه، قام المستثمرون ببيع 12.87 مليار دولار من صناديق سوق النقد، وهو ما يمثل الأسبوع الثاني على التوالي من المبيعات الصافية. وسجلت صناديق الذهب والمعادن الثمينة تدفقات صافية بقيمة 538 مليون دولار، وهو ما يمثل التدفق الأسبوعي الرابع عشر في 16 أسبوعاً.

وأظهرت البيانات أن صناديق الأسهم خرجت من دائرة الاهتمام للأسبوع الخامس على التوالي مع صافي مبيعات بلغ نحو 4.3 مليار دولار. كما سحب المستثمرون 2.58 مليار دولار من صناديق السندات، مسجلين بذلك الأسبوع السادس على التوالي من المبيعات الصافية.