تباطؤ التضخم الياباني بعد إجراءات دعم حكومية

يابانية تحت الأمطار تتفحص بضائع بأحد المحال  في طوكيو (رويترز)
يابانية تحت الأمطار تتفحص بضائع بأحد المحال في طوكيو (رويترز)
TT

تباطؤ التضخم الياباني بعد إجراءات دعم حكومية

يابانية تحت الأمطار تتفحص بضائع بأحد المحال  في طوكيو (رويترز)
يابانية تحت الأمطار تتفحص بضائع بأحد المحال في طوكيو (رويترز)

أظهرت بيانات حكومية في اليابان يوم الجمعة، ارتفاع أسعار المستهلك بواقع 3.1 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. كما تباطأ المعدل عن المستويات التي وصل إليها خلال الأشهر الماضية والتي كانت الأعلى خلال أربعة عقود.
وجاء المعدل، الذي يستبعد أسعار الأغذية الطازجة المتقلبة، متفقاً مع توقعات السوق، بعدما طبقت الحكومة إجراءات دعماً لفواتير الطاقة المرتفعة، بحسب موقع «جابان توداي» الإلكتروني.
وهذا أول إعلان من نوعه يظهر تباطؤاً خلال أكثر من عام، وهو يمثل تراجعاً عن يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما قفزت الأسعار بنسبة 4.2 في المائة على أساس سنوي، في أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 1981، مدفوعاً في جزء منه بفواتير الطاقة المرتفعة.
ويرجع الانخفاض في جزء منه إلى المقارنة مع بيانات من فبراير 2022، عندما بدأت الأسعار في الارتفاع في اليابان عقب عقود من تباطؤ التضخم أو الانكماش. والارتفاع بنسبة 3.1 في المائة لا يزال أعلى من معدل 2 في المائة المستهدف من جانب البنك المركزي الياباني، والقائم منذ فترة، وقد تم تجاوزه شهرياً منذ أبريل (نيسان) 2022.
ومنذ أيام عدة، قررت الحكومة اليابانية تقديم مساعدات بقيمة 30 ألف ين لكل أسرة منخفضة الدخل كجزء من التدابير الإضافية لمكافحة ارتفاع الأسعار. كما قررت الحكومة، في اجتماع لفريق العمل الخاص بمكافحة التضخم المستمر وتأمين نمو الأجور، يوم الأربعاء الماضي، تقديم مساعدات بقيمة 50 ألف ين لكل طفل للأسر ذات الدخل المنخفض التي ترعى أطفال، بحسب وكالة أنباء «جيجي برس» اليابانية.
ويعتزم الفريق، برئاسة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إنفاق أكثر من تريليوني ين من الأموال الاحتياطية التقديرية للحكومة بموجب موازنة عام 2022 المالية لتمويل برامج المنح النقدية والتدابير الأخرى، ومنها تدابير مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد. وستتم الموافقة على حزمة التدابير الإضافية في اجتماع لمجلس الوزراء الياباني الشهر الحالي.
وفي شأن منفصل، رفضت محكمة «هيروشيما» العليا في اليابان يوم الجمعة دعوة لسكان محليين لوقف تشغيل مفاعل نووي معطل، في غرب البلاد؛ مما يؤيد قرار محكمة أدنى درجة.
وسيسمح قرار محكمة «هيروشيما» العليا للشركة المشغلة «شيكوكو إلكتريك باور»، بمواصلة استخدام المفاعل النووي رقم3، في محطة «إيكاتا» النووية، في مقاطعة «إهيمه»، والذي تم وقفه عن العمل لإجراء عملية فحص دورية، حتى 19 يونيو (حزيران) المقبل، حسب وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء.
وكان سبعة من سكان مقاطعتي «هيروشيما» و«إهيمه»، الذين يعيشون على بعد ما بين 60 و130 كيلومتراً من المفاعل النووي، قد قدموا الاستئناف. والنقطة المحورية الأساسية للمحاكمة، هي ما إذا كان تقدير الحركة الأرضية الزلزالية، وهو عامل رئيسي في تصميم المفاعل لمقاومة الزلازل، والذي قدمته الشركة، مناسباً أم لا.
وخلال جلسات المحكمة، ذكر السكان أن تقدير الشركة غير كافٍ، قائلين إن حادثاً كبيراً يمكن أن يقع، حال حدوث زلزال قوي، مماثل للزلزال الذي دمر شمال اليابان في مارس (آذار) 2011، في إشارة إلى تضرر محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية جراء ذلك الزلزال... ودافعت شركة «شيكوكو» عن تقديرها، قائلة إنه يأخذ في الاعتبار الخصائص المحلية للمنطقة، بما في ذلك ظروف طبيعة الأرض، مؤكدة أنه «لا يوجد خطر محدد».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف من تعريفات ترمب الجمركية

موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
TT

تراجع الأسهم الآسيوية بفعل مخاوف من تعريفات ترمب الجمركية

موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)
موظفو بنك هانا في سيول يعملون أمام شاشات الكومبيوتر (وكالة حماية البيئة)

تراجعت الأسهم الآسيوية بشكل عام يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المخاوف من تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بشأن خططه لفرض تعريفات جمركية واسعة النطاق على المكسيك وكندا والصين فور توليه منصبه، مما أثار قلق الأسواق العالمية.

وانخفض مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 38.442 نقطة، بينما تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز - إيه إس إكس 200» في أستراليا بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 8.359.40 نقطة. أما مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية، فشهد انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 2.520.36 نقطة. في المقابل، بقي مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ ثابتاً تقريباً، حيث ارتفع بنسبة أقل من 0.1 في المائة ليصل إلى 19.158.76 نقطة، بينما سجل مؤشر «شنغهاي» المركب زيادة بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 3.261.12 نقطة، وفق «أسوشييتد برس».

وعلى الرغم من تراجع الأسواق الآسيوية، شهدت «وول ستريت» يوم الاثنين انتعاشاً، حيث حققت الأسهم الأميركية مكاسب مع صعود الشركات التي يُتوقع أن تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة واقتصاد أقوى. وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 5.987.37 نقطة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله قبل أسبوعين. كما سجل مؤشر «داو جونز» الصناعي مكاسب بنسبة 1 في المائة ليغلق عند 44.736.57 نقطة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 19.054.84 نقطة.

من جهة أخرى، تراجعت عوائد السندات الأميركية فيما أشار إليه بعض المحللين بـ«انتعاش بيسنت»، وذلك بعد إعلان ترمب عن ترشيح سكوت بيسنت، مدير صندوق تحوط، لمنصب وزير الخزانة. وكان بيسنت قد دعا إلى تقليص عجز الحكومة الأميركية، مما يساعد على تخفيف المخاوف في «وول ستريت» بشأن زيادة كبيرة في العجز الوطني بسبب سياسات ترمب. وقد يقلل هذا التوجه من العوائد ويعزز الاستثمارات الأخرى مثل الأسهم.

وبعد أن تخطت العائدات على السندات لأجل 10 سنوات حاجز 4.44 في المائة مباشرة بعد فوز ترمب، انخفضت إلى 4.26 في المائة يوم الاثنين مقارنة بـ4.41 في المائة في نهاية الأسبوع الماضي، وهو انخفاض ملحوظ. هذا الانخفاض في العوائد يجعل الاقتراض أرخص للشركات والأسر، ما يسهم في رفع أسعار الأسهم والاستثمارات الأخرى.

كما شهد مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مقترباً من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله قبل 3 سنوات. وتُظهر هذه المكاسب أن الشركات الصغيرة تستفيد بشكل أكبر من انخفاض تكاليف الاقتراض نظراً لاعتمادها الكبير على الاقتراض للنمو.

وفي سوق السندات، تراجع العائد على السندات لأجل سنتين، الذي يعكس توقعات السوق بشأن سياسات «الاحتياطي الفيدرالي» فيما يتعلق برفع أسعار الفائدة.

وبدأ «الاحتياطي الفيدرالي» في تقليص أسعار الفائدة بالأشهر الأخيرة، بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في عقدين من الزمن، بهدف دعم سوق العمل بعد تحسن التضخم الذي اقترب من هدفه البالغ 2 في المائة. لكن بعد فوز ترمب، قام المتداولون بتقليص توقعاتهم بشأن عدد التخفيضات المستقبلية في أسعار الفائدة، وسط مخاوف من أن سياسات ترمب بشأن الضرائب والإنفاق قد تؤدي إلى زيادة الدين الوطني.

وتوقع الخبراء أن يظهر تقرير يُنشر يوم الأربعاء، أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تسارع إلى 2.8 في المائة في الشهر الماضي، مقارنة بـ2.7 في المائة في سبتمبر (أيلول). وقد يجعل هذا التضخم الأعلى «الاحتياطي الفيدرالي» أكثر تردداً في خفض الفائدة بشكل سريع أو عميق.

وعلى صعيد الأسهم، حققت «باث آند بودي وركس» قفزة كبيرة بنسبة 16.5 في المائة بعد إعلانها عن أرباح تفوق التوقعات في الربع الأخير، مع زيادة تقديراتها المالية للسنة المالية الحالية.

وفي الوقت نفسه، ركزت الأنظار على قدرة المتسوقين الأميركيين على التحمل في ظل الأسعار المرتفعة عبر الاقتصاد وأسعار الفائدة المرتفعة، ما يثير تساؤلات بشأن قوة الاقتصاد الاستهلاكي الأميركي.