في كل عام تتأهب شركات الإعاشة في المدينة المنورة لتزويد سُفر الإفطار الرمضاني بالمسجد النبوي بكل ما تحتاجه من وجبات، ليوفروا يومياً قرابة 300 ألف وجبة للزوار والمعتمرين موزعة على ثلاثة آلاف سُفرة تغذي الصائمين بإفطارهم.
ويتاح إفطار الصائمين في المسجد النبوي والسطح والساحات، ويطبق على مقدمي الإفطار الشروط الصحية والوقائية، وتتكون الوجبات من الماء، والتمر المغلف، والزبادي، والدقة المغلفة، والخبز من إنتاج اليوم نفسه وبأعداد مناسبة لعدد الوجبات، بالإضافة للفطائر المغلفة بأنواعها، ويكون الغلاف الخارجي للوجبات (كيس شفاف) معتمداً من قبل الوكالة، بالإضافة إلى التنسيق مع جمعية حفظ النعمة لرفع زوائد الطعام بعد صلاة المغرب يومياً، كذلك تضم الوجبات مشروبات ساخنة كالشاي والقهوة.
وتقوم وكالة شؤون المسجد النبوي بالتعاون مع مقدمي خدمة الإفطار بتنظيم عملية الإفطار من إعداد الوجبات من خلال أصحاب السُفر، أو عن طريق شركات الإعاشة المعتمدة وفق أعلى معايير الجودة لسلامة الصائمين، وتهيئة جميع السبل للقائمين على تقديمها، وتحديد مواقع وضع السفر داخل المسجد وخارجه.
كما يتم توريد 400 طن ماء زمزم من خلال 20 ناقلة يومياً، وتقديم سقيا ماء زمزم عبر الحافظات في عموم المسجد النبوي وسطحه وساحاته مع وجود نوافير الشرب في الساحات، بالإضافة إلى توزيع (10) ملايين عبوة ماء للزوار.
أكثر من 300 ألف وجبة توزع يومياً في المسجد النبوي (وكالة شؤون المسجد النبوي)
«الشرق الأوسط» تجولت في مصنع لإحدى شركات الإعاشة المتخصصة في تغليف وجبات الإفطار للاطلاع على سير عملية توزيع الوجبات التي اعتمدتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، حيث تعمل على توفير الوجبات التي حددتها الرئاسة، وتغليفها بشكل فردي، ثم توصيلها إلى المسجد النبوي، وتسليمها لمُلاك السُفر مع الحرص على تطبيق كافة الاشتراطات الصحية والوقائية لضمان سلامة الزوار والمعتمرين. ويقول عمران دولت الرئيس التنفيذي للشركة، إن الهيئة حددت معايير معينة في اختيار الوجبات وأصنافها، ومنها 7 أنواع من التمور نستطيع الاختيار بينها، وعرضها لأصحاب السُفر في المسجد النبوي، والتعاقد معهم على تقديم الوجبات خلال الشهر، والحرص على إيصالها يومياً طازجة إلى السفرة لمعاونتهم على فعل الخير، والمساهمة في تفطير زوار المسجد النبوي.
ويذكر دولت أن تكلفة الوجبة الواحدة تبلغ 7 ريالات (1.8 دولار) ونحرص أن يكون بها أجود أنواع المخبوزات والتمور والزبادي.
ويتم استقبال موائد الصائمين بعد انتهاء صلاة العصر من خلال أبواب محددة في جميع جهات المسجد النبوي، وتخصص الوكالة مراقبين ميدانيين يتولون الإشراف على دخول هذه الموائد حتى رفع سفر الإفطار وبقايا الطعام بطريقة منظمة، وفي وقت وجيز قبل إقامة الصلاة، بتعاون مشترك بين العاملين في المسجد النبوي وأصحاب السُفر. وحرصاً من الوكالة على سلامة المصلين والزائرين منعت تقديم وجبات السحور للزوار والمصلين في المسجد النبوي ومرافقه والساحات المحيطة به الداخلية والخارجية، إلا بعد أخذ التصاريح اللازمة من الوكالة.