«تلت التلاتة»... أول مسلسل مصري يواجه دعوى قضائية في رمضان 2023

ملصق مسلسل تلت التلاتة (صفحة غادة عبد الرازق «فيسبوك»)
ملصق مسلسل تلت التلاتة (صفحة غادة عبد الرازق «فيسبوك»)
TT

«تلت التلاتة»... أول مسلسل مصري يواجه دعوى قضائية في رمضان 2023

ملصق مسلسل تلت التلاتة (صفحة غادة عبد الرازق «فيسبوك»)
ملصق مسلسل تلت التلاتة (صفحة غادة عبد الرازق «فيسبوك»)

حظي مسلسل «تلت التلاتة» بتفاعل «لافت» في الساعات الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكونه أول عمل يواجه دعوى قضائية في الموسم الحالي لدراما رمضان. وتتهم الدعوى التي قدمتها سعاد مصطفى شاهين صُناع المسلسل بـ«تناول الأحداث الرئيسية للمسلسل من سيناريو سبق أن كتبته بعنوان (لعبة التغيير)، وتم توثيقه في نقابة محامي الجيزة أغسطس (آب) الماضي، وجمعية حقوق الملكية الفكرية بلوس أنجليس في ديسمبر (كانون الأول) الماضي».
ووفق ما جاء في الدعوى القضائية، فإن «الفنانة غادة عبد الرازق استقبلت بمنزلها سعاد، واطلعت على فكرة العمل وأول حلقتين، ثم فجأة انقطع الاتصال بينهما بعد أن أرسلت الأخيرة نسخة من الملخص والحلقتين إلى الشركة المنتجة عبر تطبيق (واتساب) بناءً على طلب الفنانة». وتختصم الدعوى كلاً من وزيري الثقافة والاستثمار ونقيبي المهن السينمائية والتمثيلية، فضلاً عن رئيس غرفة صناعة السينما والفنانة غادة عبد الرازق. وتطالب صاحبة الدعوى بـ«وقف عرض المسلسل». وانقسم المتابعون حيال الواقعة، فهناك من أبدى تعاطفه مع صاحبة الدعوى التي تقيم بالولايات المتحدة، بينما حذر آخرون من «التسرع في الانحياز إلى جانب دون آخر». ومن جهته نفى منتج المسلسل ممدوح شاهين معرفته بصاحبة الدعوى، مؤكداً في تصريحات تلفزيونية أن «غادة عبد الرازق نجمة كبيرة، وهناك من يريد أن يفسد أعمالها، ويضعها دائماً في خانة التبرير ومواجهة الاتهامات».
والمسلسل الذي ينتمي إلى نوعية دراما التشويق والجريمة والغموض واجه اتهاماً آخر ساقه نشطاء على مواقع التواصل مفاده أن «أحداثه تتشابه بشكل كبير مع المسلسل الأجنبي triptych الذي تدور أحداثه حول ثلاث شقيقات توائم ينشأن في بيئات مختلفة». والعمل من إخراج حسن صالح، وتأليف هبة الحسيني، ويلعب أدوار البطولة فيه إلى جانب غادة عبد الرازق، ماجد المصري، وصلاح عبد الله، وهو مكون من 15 حلقة.
ويؤكد الناقد الفني، محمد عبد الخالق، أننا «هنا لسنا بصدد الحديث عن توارد خواطر من النوع الذي يصعب إثباته؛ لكن هناك ادعاء بالجلوس مع المؤلف، والاتفاق معه، وتسلم حلقات مكتوبة كما تقول سعاد مصطفى شاهين، فهذا إن صح يُعد (اعتداءً فكرياً) يحكم فيه القضاء». ويوضح عبد الخالق لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلسل (تلت التلاتة) ليس الوحيد هذا الموسم الذي يواجه هذه المشكلة، فمسلسل (جت سليمة) للفنانة دنيا سمير غانم يواجه هو الآخر اتهامات بسرقة فكرته».
وفي تونس ما كاد ينتهي بث الحلقة الأولى من مسلسل «فلوجة» الذي بثته قناة «الحوار» التونسي الخاصة، حتى ارتفعت الأصوات منددة بمحتواه، ووصلت الانتقادات الحادة لمحتواه إلى حد رفع قضية عاجلة لإيقاف بثه، على خلفية ما عدته عدة دوائر حقوقية «مساساً بحقوق الطفل، وترويجاً للتفسخ الأخلاقي، والتعدي على المؤسستين التربوية والأمنية التونسية».
وتنامت ردود الفعل في اتجاه شجب ما احتواه هذا المسلسل من مشاهد، إلى حد أن وزير التربية التونسي محمد علي البوغديري أكد في تصريح إعلامي أنه اتصل برئيسة الحكومة نجلاء بودن، التي عرضت بدورها الموضوع على رئيس الجمهورية قيس سعيد. وأضاف أن الأسرة التربوية وجميع التونسيين والتلاميذ، فوجئوا بمحتوى هذا المسلسل، إذ أن هذا العمل الرمضاني أساء إلى عموم المربين، وإلى المؤسسة التربوية، كما ضرب صورة عملية التربية، كما أنه لا يعكس الصورة الحقيقية للتلميذ التونسي، على حد تعبيره. وعدّ البوغديري أن ما عرض في الحلقة الأولى يتنافى والأخلاق العائلية، ولا علاقة له بشهر رمضان المعظم، ولا يعكس ما تقوم به الأسرة التربوية من عمل جاد وجبار من أجل إنقاذ المتعلمين والارتقاء بمستواهم الفكري والمعرفي.
وفي حلقته الأولى تناول المسلسل الذي أخرجته التونسية سوسن الجمني، وتقوم بأدوار البطولة فيه نعيمة الجاني، وريم الرياحي، وسارة التونسي، جوانب وخفايا الحياة المدرسية داخل المؤسسات التعليمية في تونس، وركزّ على ما يسودها من عنف وانحراف، كما تطرّق إلى ظاهرة انتشار ترويج المخدرات واستهلاكها في المحيط المدرسي والعلاقات بين الجنسين. والمسلسل لن يكون مستوحى من أحداث «الفلوجة» العراقية، وإنما يتناول حرباً من نوع آخر، وربما تكون أشد خطورة على المجتمعات من الحروب العسكرية، وهي حرب تدور في المعاهد التونسية التي باتت تشكو من انحرافات سلوكية خطيرة في صفوف الطلبة. ومن ناحيتها دعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي (هيكل نقابي) إلى فتح تحقيق جدي وعاجل في الظروف التي تم الترخيص فيها بتصوير المسلسل من طرف قناة خاصة داخل إحدى المؤسسات التربوية العمومية خارج كل الضوابط القانونية.
وحذر مختصون في التربية العائلات من السماح لأطفالهم بمشاهدة المسلسل، مؤكدين أنه يحوي مشاهد وتصرفات خطيرة جداً، معتبرين أن المسلسل انحرف عن الواقع، وقدمّ في حلقته الأولى صورة مغلوطة عن واقع المؤسسات التعليمية بصدد بثّ رسالة مسمومة للشباب وللطلبة.


مقالات ذات صلة

مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

شمال افريقيا مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

جدد مهندس مصري، صاحب شركة مقاولات، مقيم بحي الخليفة في القاهرة، الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفات في مصر، وفجّر ضجة واسعة عبر مواقع التواصل، بعدما ظهر في مقطع فيديو وهو يلقي «العيدية» على مواطني حي الخليفة وسط هتافات باسمه. ووزع المهندس حسن التونسي، آلاف الجنيهات في أول أيام عيد الفطر المبارك، وحسب سكان المنطقة فإن المهندس التونسي اعتاد توزيع العيدية بهذا الشكل كل عام، لإسعاد جيرانه وأهالي منطقته. وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان، حادثة مشابهة وقعت عام 2020، في مركز أوسيم بالجيزة (غرب القاهرة)، حيث ألقى مهندس متقاعد أوراقاً نقدية على المارة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة. وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما:

إنتصار دردير (القاهرة)
طفل مصري ينافس على إيرادات «عيد الفطر» بـ«ساعة إجابة»

طفل مصري ينافس على إيرادات «عيد الفطر» بـ«ساعة إجابة»

ينافس الطفل المصري سليم مصطفى على إيرادات موسم عيد الفطر السينمائي بمصر، عبر فيلمه الجديد «ساعة إجابة»، وأقام صناع فيلم «ساعة إجابة»، عرضاً خاصاً للفيلم احتفالاً ببدء عرضه في مصر والوطن العربي، ضمن موسم أفلام عيد الفطر المبارك 2023 الذي يشهد منافسة بين نحو 7 أفلام محلية. فيلم «ساعة إجابة» فكرة أحمد شيكو، وتأليف ورشة «ورق عنب» لكتابة السيناريو، وإخراج مصطفى أبو سيف، ويشارك سليم مصطفى في بطولة الفيلم عدد من الفنانين المصريين والعرب أبرزهم غادة عادل، ونجلاء بدر، وآيتن عامر، وشريف سلامة، والفنان السوري فراس سعيد، والفنانة الأردنية فيدرا، والمطرب عمر كمال. تدور أحداث فيلم «ساعة إجابة» حول طفل في ال

محمود الرفاعي (القاهرة)
الخليج ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

وسط أجواء يملؤها الخشوع والإيمان، احتشد ملايين المصلين من الزوار والمعتمرين، مساء الأربعاء، بين جنبات وساحات المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، لأداء صلاة العشاء والتراويح، وحضور ختم القرآن الكريم فيهما. وأتمّ قاصدو الحرمين الشريفين مناسكهم وعباداتهم، وهم ينعمون بوافر من الخدمات المتكاملة المتناغمة في أجواء روحانية يسودها الأمن والأمان والطمأنينة، حيث هيأت «رئاسة شؤون الحرمين» لهم جميع الخدمات، ضمن عمل تكاملي بتعاون ومشاركة العديد من الجهات الحكومية. وأعلن الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لـ«شؤون الحرمين»، عن نجاح الخطة التشغيلية المعدة لليلة 29 من رمضان 1444هـ،

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
مؤلفة «تلت التلاتة»: المسلسل يرصد العلاقة المعقدة بين التوائم

مؤلفة «تلت التلاتة»: المسلسل يرصد العلاقة المعقدة بين التوائم

منذ عرض حلقاته الأولى، أثار المسلسل المصري «تلت التلاتة» جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مشاهده الغامضة وطغيان عنصر التشويق به على أحداثه التي أوقعت الجمهور في حيرة شديدة، وبرغم قرب انتهائه فإن المشاهد لا يزال يعيش حالة من التشتت لا يستطيع معها التفرقة بين شخصيات الشقيقات الثلاث (توأم متطابق) في المسلسل، التي تجسد دورهن غادة عبد الرازق. وينتقل المشاهد عبر أحداث المسلسل المكون من 15 حلقة، الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من الموسم الرمضاني، بين ثلاث شقيقات، حيث يقع أكرم زوج فريدة (الفنان السعودي محمد القس) في حب موظفة بشركته (مي سليم) حتى تكتشف فريدة التي تخضع لعلاج نفسي خيانته، فتق

نادية عبد الحليم (القاهرة)

تنظيم «القاعدة» سعى لاحتواء الحراك الجزائري ونشره في المنطقة

مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
TT

تنظيم «القاعدة» سعى لاحتواء الحراك الجزائري ونشره في المنطقة

مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

ورد في تقرير لـ«المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» (لاهاي- هولندا)، نشرت صحيفة «الوطن» الجزائرية اليوم أجزاءً منه، أن تنظيم «القاعدة» عمل على احتواء الحراك عندما كان في أوجَه عام 2019، وقاد إلى استقالة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وأظهر «محاولات متكررة لاستغلال الغضب الشعبي، لضرب الجزائر كدولة».

وأعد التقرير الباحثان سامي فيكس مختص في علم الإجرام والقضاء الجنائي، ومساعدته ميلي كريزايس باحثة في مجال الدعاية والتطرف الدينيين، تناولا فيه، وفق الصحيفة الفرنكفونية، «اهتماماً مركَزاً بالحراك أظهره تنظيم (القاعدة)، منذ اللحظة التي اندلع فيها». (22 فبراير (شباط) 2019). وعالجت الدراسة وثائق تدل على ذلك حسبها، أصدرها التنظيم المتطرف وفرعه المغاربي، ونشرها في منصتي «تلغرام» و«روكت» و«شات»، ومواقع دعائية تابعة له، مثل «مؤسسة الأندلس» و«السحاب ميديا»، وهي الأذرع الدعائية للمتطرفين، وذلك بين فبراير 2019 ويناير (كانون الثاني) 2021.

من تظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

وجرى ذلك، حسب الباحثين، في خضم المظاهرات التي قامت لمنع بوتفليقة من الترشح لولاية رئاسية خامسة، بينما كان عاجزاً عن الحركة بسبب المرض منذ 2013. وأبرز التقرير أن «رغبة تنظيم (القاعدة) في التأثير على الحراك، تبرز بشكل واضح في ثماني وثائق خضعت للتحليل، على غرار إحداها حملت عنوان: الجزائر بصدد الخروج من النفق، و«وتستمر معركة تحرير الجزائر».

يوسف العنابي زعيم «القاعدة» ببلاد المغرب (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

وأكدت الدراسة أن الجماعة المتشددة «وظفت، خلال الحراك، خطاباً معادياً للاستعمار»، وأنها سعت إلى «عقد مقارنة بين دولة الجزائر وفرنسا الاستعمارية»، بذريعة أن النظام الجزائري يتلقى دعماً مباشراً من باريس لكي يستمر، مبرزة أن الجماعة «حامت حول موجة السخط القوية ضد الفساد، وذلك بغرض التهجم على الحكومة الجزائرية التي وصفتها بالطاغية».

وساق تقرير الباحثين مثالاً لذلك، يتمثل في بيان وقعه «أبو عبيدة يوسف العنابي»، الجزائري، زعيم «القاعدة ببلاد المغرب»، يهاجم فيه «مشروع الغرب الهادف لتدمير الهوية الإسلامية للأمة الجزائرية، الذي سعى لإنجازه الصليبيون الفرنسيون، خلال فترة الاستعمار (1830 – 1962)، ولكنهم عندما فشلوا كلفوا أعوانهم الذين يوجدون بيننا، بهذه المهمة». ورأت «القاعدة» أن «الغاية التي يريد الحراك الوصول إليها، هي تطبيق الشريعة الإسلامية»، حسبما جاء في الدراسة التي كان عنوانها «الاستراتيجية الجزائرية لـ(القاعدة): محاولات لاستيعاب الحراك وتحسين صورة السلفية الجهادية».

زعيم القاعدة المغاربية السابق عبد الملاك دروكدال (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

يشار إلى أن الفرع المغاربي لـ«القاعدة»، جرى إطلاقه في الجزائر عام 2007، بمباركة نائب زعيم شبكة «القاعدة» آنذاك أيمن الظواهري. وكانت تسميته السابقة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وكل قادته، كانوا جزائريين، بدءاً من عبد المجيد ديشو إلى عبد المالك دروكدال، مروراً بنبيل صحراوي (كلهم قُتلوا في عمليات عسكرية)، وانتهاءً بـ«يوسف العنابي». ومجال نشاطهم انتشر في كامل منطقة الساحل جنوب الصحراء.

وأشارت الدراسة إلى أن «القاعدة» دعت العسكريين في الجيش الجزائري إلى «التمرد» على قياداتهم، وأنها «اقترحت» على المتظاهرين في الشارع اتباع «الأخلاق والآداب الإسلامية»، خلال الاحتجاجات ضد السلطة. كما لفتت إلى أن التنظيم وعد المحتجين بأن إخوتهم المجاهدين في «المغرب الإسلامي»، سيكونون بمثابة درع قوية تقاوم أي هجوم عليهم. ووفق صاحبي البحث، كان التنظيم المتطرف «يأمل في أن يتحول الحراك الجزائري إلى كرة ثلج، يصل مع الوقت إلى كل بلدان المنطقة، كتونس والمغرب ومصر وليبيا».

مسيرة كبيرة للحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

ومن الاستنتاجات التي انتهى إليها التقرير، أن تنظيم «القاعدة» عجز عن إقناع المحتجين بالحراك، بخطابه. ويعود ذلك حسبه، إلى «تمسكهم بالجيش كمؤسسة قوية، على الرغم من فقدانهم الثقة بالحكومة آنذاك».


مغامرة متردّدة إلى عالم الذكاء الاصطناعيّ!

صورة توضيحية للذكاء الاصطناعي (رويترز)
صورة توضيحية للذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

مغامرة متردّدة إلى عالم الذكاء الاصطناعيّ!

صورة توضيحية للذكاء الاصطناعي (رويترز)
صورة توضيحية للذكاء الاصطناعي (رويترز)

كتب المفكّر الأميركي الراحل ألفن توفلر في عام 1980، كتاباً تحت عنوان «الموجة الثالثة». كان قد سبق هذا الكتاب، وللمفّكر نفسه، كتاب آخر تحت عنوان «صدمة المستقبل». فهل ابتكر توفلر نظريّة جديدة؟ يُجيب البعض بكلَّا. فهو -أي الكاتب- كان قد رصد مسار التاريخ، ومراحل التطوّر البشريّ، واستنتج الأنماط التي سار عليها هذا التاريخ، وذلك من ضمن نظريّة الدائرة والسهم. فما هي هذه النظريّة؟

تدلّ الدائرة على التكرار التاريخي للأحداث في تاريخ البشريّة، كونها حلقة مغلقة. أما السهم الذي يرافق الدائرة، فهو سهم الوقت والتغيير، والذي يُفسّر كيف يحدث التكرار، وما هي ظروفه، إن كانت سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة.

إذن، حسب هذه النظريّة، كل شيء يتكرّر ضمن الدائرة؛ لكن مع ظروف اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة مختلفة.

يتحدّث توفلر في كتاب «الموجة الثالثة» عن 3 ثورات أساسيّة حدثت في تاريخ البشريّة، هي الزراعيّة والصناعيّة والتكنولوجيّة. يعيش عالم اليوم الثورة الثالثة، أي الثورة التكنولوجيّة، وهي الأخطر على مستقبل الإنسان، كما يقول الخبراء. لكلّ ثورة من هذه الثورات خصائص مختلفة عن الأخرى؛ لكنها لا تزال تسير وتتزامن بعضها مع بعض حتى في القرن الـ21. فنحن لا نزال نزرع؛ لكن بمساعدة الآلة التي أصبحت ذكيّة في عالم اليوم.

عندما ابتكر غوتينبيرغ الطباعة، تقدّم دور العين على اللسان والأذن. فبتنا ننظر، نقرأ بدل أن نتحدّث ونتسامر بعضنا مع بعض. مع الطباعة، أصبحت القراءة ضروريّة، فابتكر الإنسان النظارات الطبية. ومع النظارات الطبية امتدّت سنوات العمل للإنسان حتى عمر متقدّم. وبذلك زاد الإنتاج، وتقدّم ونما الاقتصاد؛ خصوصاً في أوروبا. وانتقل مركز ثقل العالم الاقتصادي من الشرق الأقصى إلى الغرب خلال الثورة الصناعيّة في أوروبا.

نشرت الطباعة الوعي والعقلانيّة في المجتمعات. كما نشرت المعرفة داخل وخارج أوروبا. ساهمت في «القارة العجوز» في عصر النهضة، والإصلاح، والثورة العلميّة، كما أدت إلى عصر التنوير.

إذن، المعرفة هي المحور الذي تقوم عليه الحضارات. لكن المعرفة بحاجة إلى البيانات (داتا). و«الداتا» بحاجة إلى التحليل لاستخراج المعرفة منها واستنتاج الأنماط. وبعد استخراج المعرفة، تأتي مرحلة التنفيذ والتطبيق. وبعد التنفيذ، نعود إلى المربّع الأول؛ لأن التنفيذ يُنتج بيانات جديدة، نجمعها ونحلّلها من دون كلل أو ملل.

في هذه المعادلة، يربح من هو أسرع في جمع «الداتا»، وتحليلها، واستعمالها. ألم يقل الفيلسوف الفرنسي بول فيريليو: «لم تعد سرعة الضوء تغيّر العالم فقط، لا؛ بل أصبحت هي العالم»؟

لكن جمع «الداتا» الكبيرة يستلزم مستوعباً كبيراً لها. وهذا أمر يفوق القدرة البشريّة. فابتكرنا طرقاً عديدة لحفظ البيانات. لكن تحليل «الداتا» الكبيرة لاستخلاص المعرفة، يفوق أيضاً القدرة البشريّة. فابتكرنا طرقاً ووسائل متعدّدة للتحليل؛ لكن الحصول على المعرفة دون التطبيق يبقي العملية منقوصة، فابتكرنا أيضاً الوسائل المناسِبة.

إذن هي منافسة، وصراع بيننا وبين الآخر، على من يسبق في عمليّة اتخاذ القرار والتنفيذ. لكن تسريع الأمور التقليديّة التي اعتاد عليها العقل البشري لملايين السنين، وبشكل يفوق قدراته على الاستيعاب، أدّى إلى تغيير جذري في علاقة الإنسان مع الوقت والمسافة.

الذكاء الاصطناعيّ

إن تعريف الذكاء الاصطناعي باختصار، هو: «حقل علمي جديد، يجمع علم الحاسوب، مع (الداتا) الكبيرة، لتسهيل عمليّة اتخاذ القرار». هو أيضاً حقل من علوم الحاسوب الذي يسمح للآلة بتنفيذ عمل يتطلّب ذكاءً بشريّاً.

باختصار: إنه آلة فيها بيانات كبيرة جدّاً، تُحلّل من قبل برنامج «Algorithm» باستعمال الذكاء الاصطناعي، وتتّخذ القرار دون تدخّل بشريّ.

يقول الكاتب الأميركي المتخصّص في علم الدماغ، جيف هوكنز، في كتاب مهمّ له، هو «ألف دماغ»، إنه من المستحيل أن يحل الذكاء الاصطناعي في المدى المنظور، بالكامل، مكان الإنسان، لأسباب علمية عديدة ومستعصية يشرحها في كتابه؛ لكن الأمر المهّم لنا حالياً هو ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي في هذا الوقت، وبالقدرات التي توصّل إليها هذا العلم، وهي عديدة. والأخطر يتمثّل في سرعة التغيير. وبدل أن تتقدّم العين على النطق والسمع كما حصل مع إنجاز غوتينبيرغ، يأخذنا الذكاء الاصطناعي إلى شيء أخطر، ألا وهو: «لا تفكّر، نحن نفكّر عنك. لا تكتب، فنحن نكتب عنك. لا تقاتل، فنحن نقاتل عنك. لا تُصنّع فنحن نُصّنع عنك».

الـ«Chatgpt» مثالاً

إنه منصّة تجمع «الداتا» والبرنامج والذكاء الاصطناعيّ. يُدرّب على حجم كبير من «الداتا»، ويُوصّل على الإنترنت لاستعمال «الداتا» العامة المتوفّرة. ويُقال إن أول نسخة منه كانت قد دُرّبت على حجم من «الداتا» يُقدّر بـ570 غيغابايت؛ لكن حجم «الداتا» لا يعني الدقّة في الجواب. فهل كل «الداتا» المتوفّرة على الإنترنت صحيحة؟ وهل «الداتا» المتوفّرة على الإنترنت هي كلّ «الداتا» الممكنة؟ أم هي ناقصة؟ وبذلك سيكون جواب منصّة الـ«Chatgpt» على سؤال ما مرتبطاً بكميّة «الداتا» التي استعملتها المنصّة.

ونعود إلى الفيلسوف الفرنسي بول فيريليو الذي قال: «الحرب هي جامعتي، ومن هناك كل شيء يبدأ»، وهذا الأمر هو الذي يهمّنا هنا، كوننا في معرض التحليل العسكريّ. فهل سنصل إلى مرحلة تُخاض فيها الحرب بين أجهزة تستعمل الذكاء الاصطناعيّ؟ ممكن. ألم يقل أحدهم إن إنجازات اليوم كانت أحلام البارحة؟ ألا نشهد اليوم في الحرب الأوكرانيّة الموجات الثلاث التي تحدّث عنها توفلر في كتابه «الموجة الثالثة»؟ ألا تقطع الرؤوس؟ ألا تُخاض حرب الخنادق؟ وألا نشهد الحرب السيبرانيّة والأسلحة التي تستعمل الذكاء الاصطناعيّ؟

رعب على مستوى العالم

عند كل تحوّل تكنولوجي جديد، وعند إدخال هذه التكنولوجيا في أسلحة جديدة مبتكرة، وعند البدء في سباق التسلّح بين القوى العظمى، وعند وصول مستوى التسلّح إلى مرحلة يدبّ فيها الرعب في قلوب المسؤولين والمفكّرين، تسعى القوى العظمى إلى التلاقي، لضبط الأمور ضمن معاهدات واتفاقات دوليّة، تهدف إلى تخفيف مستوى الرعب، وتقليص المخاطر على البشريّة. حصل هذا الأمر مع السلاح النوويّ. حتى الآن، لم يصل خطر الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة الرعب الكونيّ؛ لكنه سيكون حتماً أسرع بكثير من مرحلة الرعب النوويّ. وحتى ذلك الحين، سيبقى التحليل سيّد الموقف.

أفلا يصنع الإنسان مستقبلاً لا يعرفه؟ وألا تغيّر الاستراتيجيات التي يضعها الإنسان صورة هذا المستقبل؟


انقلابيو اليمن يداهمون الأسواق لفرض تسعيرة جديدة للسلع

أسواق الحبوب المحلية طالتها المداهمات الحوثية (إعلام حوثي)
أسواق الحبوب المحلية طالتها المداهمات الحوثية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يداهمون الأسواق لفرض تسعيرة جديدة للسلع

أسواق الحبوب المحلية طالتها المداهمات الحوثية (إعلام حوثي)
أسواق الحبوب المحلية طالتها المداهمات الحوثية (إعلام حوثي)

​بعد الإطاحة بقيادة الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، والتي قادت الاعتراضات على نهج ميليشيات الحوثي ضد القطاع التجاري، استأنفت وزارة الصناعة والتجارة في الحكومة الحوثية غير المعترف بها حملات دهم للمحال التجارية، وابتزاز التجار، تحت ستار تطبيق تسعيرة ملزمة للسلع، وهدد قادتها بإجراءات قاسية في حق من يعترض على ذلك، من بينها إغلاق الشركات أو المحال التجارية بصورة نهائية.

مصادر في القطاع التجاري في صنعاء ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن الفرق التابعة لميليشيات الحوثي انتشرت في مديريات العاصمة، وداهمت المحال التجارية والشركات، بحجة التأكد من التزامها بالتسعيرة التي وضعتها الجماعة تحت إشراف مهدي المشاط الذي يترأس مجلس حكم الميليشيات في مناطق سيطرتها، وهي التسعيرة التي رفضها الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية، واعتبرها مخالفة للدستور والقانون.

المصادر بينت أن هذه الخطوة أتت بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي مُنحت للتجار؛ حيث تولى وزير الصناعة الحوثي محمد مطهر، ومعه القيادي الحوثي المتحكم في صنعاء خالد المداني، الإشراف على اقتحام مقر الغرفة التجارية والصناعية، وإزاحة قيادتها المنتخبة برئاسة رجل الأعمال المعروف حسن الكبوس، وتنصيب علي الهادي - وهو أحد المنتمين للميليشيات - بدلاً عنه، مع أنه غير معروف في الوسط التجاري من قبل.

وذكر اثنان من أصحاب المحال التجارية في مديرية السبعين جنوب العاصمة لـ«الشرق الأوسط»، أن القيادي الحوثي محمد الوشلي مدير عام المديرية، قاد الحملة التي استهدفت المحال التجارية ومقار الشركات، تحت مبرر الرقابة على تنفيذ القائمة السعرية الجديدة للمواد الغذائية وضبط من لم يلتزم بها.

واتهم القيادي الحوثي الوشلي، في تصريحات نقلها إعلام الميليشيات، التجار بمضاعفة معاناة السكان، وحث المفتشين على تكثيف النزول الميداني، واتخاذ الإجراءات الصارمة بحق كل من يخالف السقوف العليا للأسعار التي حددتها الجماعة، في حين هدد مدير مكتب الصناعة في قطاع منطقة حدة، عبد الكريم شرف الدين، باتخاذ إجراءات رادعة في حق المخالفين للقائمة السعرية الجديدة.

الحوثيون استهدفوا 34 منشأة في صنعاء وحرروا مخالفات وألزموا الباعة بتعهدات (إعلام حوثي)

ومع تأكيد تجار وأصحاب محال أنهم يتعرضون لابتزاز جديد؛ حيث أطلق الوزير الحوثي يد هؤلاء المفتشين لمداهمة محالهم بحجة مراقبة الالتزام بالأسعار المحددة مسبقاً، قال باعة في مدينة صنعاء القديمة إن فرق التفتيش الحوثية انتشرت منذ بداية الدوام في أسواق المدينة، لفرض الأسعار الجديدة، وإنهم ألزموا الباعة بتحرير تعهدات بالالتزام بالأسعار المحددة من حكومة الميليشيات غير المعترف بها، رغم رفضها من قبل قطاع عريض من التجار والشركات المنتجة للمواد الغذائية.

أما في مديرية أزال في صنعاء نفسها، فقد انتشرت فرق الحوثيين في الأسواق والمحال التجارية، برفقة مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالأمانة، ماجد السادة، الذي أكد أن الحملات تترجم خطط وتوجيهات قيادة وزارة الصناعة والتجارة، ووصفها بأنها بداية لمرحلة جديدة من مراحل الضبط والرقابة، وأن عملية ضبط المخالفات تتدرج بالإشعارات، وتليها الغرامات المالية، ثم الإغلاق في حال لم تتم الاستجابة للإنذارات السابقة.

الأمر كذلك في مديرية التحرير؛ حيث داهمت عناصر وزير الصناعة في حكومة الحوثيين المحال التجارية والصيدليات والشركات، تنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا للميليشيات، والتعليمات الواردة من وزير الصناعة والتجارة، وفقاً لما قاله المسؤولون عن هذه الحملة.

واتهم قادة الجماعة التجار بالجشع، وشددوا على أنهم لن يتهاونوا مع أيٍّ كان في هذا الجانب، وأن الفِرق الميدانية للرقابة ستعمل على تطبيق القائمة السعرية الجديدة بكافة الأسواق والمراكز والمحال التجارية، وضبط المخالفين.

وكانت الميليشيات الحوثية قد اتخذت إجراءات انقلابية ضد الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية، من خلال اقتحام مقر الاتحاد وتعيين تابعين لها بدلاً عن قيادته، في إجراءات قالت الحكومة اليمنية إنها تؤكد مُضي الميليشيات في مخططها لتدمير القطاع الخاص، والقضاء على البيوت التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لصالح شركات ومستثمرين موالين لها.

وطبقاً لتصريحات الحكومة اليمنية، فإن الميليشيات تهدف إلى السيطرة الكلية على القطاع التجاري، والتحكم في الاقتصاد الوطني، دون أي اكتراث بالأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة، والإمعان في إجراءاتها التعسفية تجاه القطاع الخاص والشركات التجارية، دون مسوغ قانوني أو أحكام قضائية.

فرق الحوثيين تداهم الأسواق والمحال التجارية بصنعاء (إعلام حوثي)

ودعا وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى عدم الوقوف موقف المتفرج، إزاء ما وصفها بالحرب المفتوحة التي دشنتها ميليشيات الحوثي على البيوت التجارية ورؤوس الأموال التي صمدت واستمرت في نشاطها التجاري رغم الظروف الصعبة، واتخاذ خطوات عملية لوقف التدمير الممنهج الذي تمارسه بحق القطاع الخاص، ما يهدد بانهيار الأوضاع الاقتصادية، ويفاقم المعاناة الإنسانية.

العقاب الحوثي ضد اتحاد الغرف التجارية والصناعية اليمنية جاء عقب بيان صادر عن الاتحاد حول إجراءات الميليشيات ضد القطاع الخاص، وإغلاق شركات ومنشآت تجارية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وتحذيره من وقوع كارثة اقتصادية، وتوقف استيراد البضائع، والإضرار بمخزون السلع والمواد الأساسية، ونزوح وهجرة رأس المال الوطني بحثاً عن أمان تجاري واقتصادي.


فرنسا تتجه لطلب رفع الحصانة عن السفير اللبناني

السفير عدوان (صفحة السفارة اللبنانية على فيسبوك)
السفير عدوان (صفحة السفارة اللبنانية على فيسبوك)
TT

فرنسا تتجه لطلب رفع الحصانة عن السفير اللبناني

السفير عدوان (صفحة السفارة اللبنانية على فيسبوك)
السفير عدوان (صفحة السفارة اللبنانية على فيسبوك)

تتجه فرنسا إلى الطلب من لبنان رفع الحصانة عن السفير رامي عدوان المتهم بالاغتصاب والعنف المتعمد.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر دبلوماسي قوله، رداً على سؤال حول إمكان رفع الحصانة عن السفير رامي عدوان: «ثمة خطوات في هذا المنحى سيتم اتخاذها خلال اليوم».

وفي لبنان، قال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» إن «القضاء اللبناني لم يتسلم أي مذكرة في هذه القضية ولا طلب إجراء تحقيقات معينة حتى الساعة»، مشيراً إلى أنه إذا تم ارتكاب الجرم في فرنسا والمتّهم لا يزال هناك أو محجوزاً فإن صلاحية الملاحقة تعود إلى القضاء الفرنسي، أما إذا كان موجوداً في بيروت أو أوقف في لبنان بناء على مراسلة من باريس عندها يتم استجوابه أمام القضاء اللبناني الذي يصبح صاحب الصلاحية بالملاحقة.

أما عن طلب رفع الحصانة فيوضح المصدر أن «هذا الأمر من اختصاص وزارة الخارجية؛ كونها الوزارة الوصية عليه وهي التي تقرر رفع الحصانة من عدمه»، مضيفة: «وإذا كان يملك الجنسية الفرنسية فيفترض على السلطات الفرنسية أن تتمسك بالادعاء عليه وملاحقته هناك إلى حين إثبات إدانته أو براءته».

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قالت إنه «إزاء خطورة الوقائع المذكورة، نعتبر أنه من الضروري أن ترفع السلطات اللبنانية الحصانة عن سفير لبنان لدى باريس من أجل تسهيل عمل القضاء الفرنسي».

وفيما ينفي عدوان التهم الموجهة له، فتحت الخارجية الفرنسية تحقيقاً بشبهة الاغتصاب وممارسات عنيفة يستهدفه بعد شكويين تقدّمت بهما موظّفتان سابقتان في السفارة، وفق ما أفادت به مصادر قريبة من التحقيق، مؤكدة بذلك معلومات أوردها موقع «ميديابارت» الإخباري الفرنسي.

وأعلن لبنان السبت إرسال فريق تحقيق إلى باريس، في حين يؤكد الوكيل القانوني للسفير المحامي كريم بيلوني أن موكّله «ينفي كل اتّهام بالاعتداء من أي نوع كان».

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان إنه «تقرر استعجال إيفاد لجنة تحقيق برئاسة الأمين العام للوزارة وعضوية مدير التفتيش، إلى السفارة في باريس للتحقيق مع السفير المعني والاستماع إلى إفادات موظفي السفارة من دبلوماسيين وإداريين».

وأضاف البيان أن اللجنة ستقابل «من يلزم من الجهات الرسمية الفرنسية لاستيضاحها عمّا نقل عنها في وسائل الإعلام ولم تتبلغه وزارة الخارجية اللبنانية عبر القنوات الدبلوماسية أصولاً».


تحالف بحثي دولي يحذر من موجات جديدة لـ«كورونا»

طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أرشيفية- أ.ف.ب)
طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أرشيفية- أ.ف.ب)
TT

تحالف بحثي دولي يحذر من موجات جديدة لـ«كورونا»

طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أرشيفية- أ.ف.ب)
طبيب يعالج مريضاً بـ«كورونا» داخل وحدة رعاية مركزة في كولومبيا (أرشيفية- أ.ف.ب)

قد تكون الحياة العادية استؤنفت بالنسبة إلى معظم الناس، ولكن فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد- 19»، لا يزال يدق الأبواب، ويجب أن يظل العلماء يقظين، خشية ظهور متغيرات خطيرة تتسبب في موجات جديدة، كما يطالب تحالف بحثي دولي تقوده سويسرا.

وحتى الآن، يتم الإبلاغ عن 180 ألف حالة إصابة جديدة خلال الأسبوع في جميع أنحاء أوروبا. ويقول جوزيبي بانتاليو، رئيس قسم المناعة والحساسية بالمعهد السويسري لبحوث اللقاحات، والذي يقود التحالف البحثي «كوفيكس» (CoVICIS) في تقرير نشره الأحد الموقع الإلكتروني للتحالف، إن «الفيروس المسبب لـ(كوفيد- 19)، هو انتهازي بارع، يستغل أي نقطة ضعف مناعي، ويتطور إلى ما لا نهاية للتهرب من دفاعاتنا، ومع كل طفرة مهمة يأتي خطر موجة جديدة من العدوى».

ووفقاً لـبانتاليو: «من المرجح أن يأتي وقت لن تتمكن فيه مناعة البشر الحالية، سواء اكتسبت تلك المناعة بواسطة العدوى أو عن طريق التطعيم، من مواجهة الفيروس بشكل فعال. ويمكن أن يكون الاسترخاء والاكتفاء بما تحقق في مجال مكافحة الفيروس، بمثابة خطأ كبير ومكلف».

ويضيف أنه «من المهم الاستمرار في مراقبة المجموعات السكانية بحثاً عن المتغيرات الجديدة، لمعرفة تأثير كل طفرة على فعالية اللقاحات والعلاجات، استعداداً لما سيأتي بعد ذلك، ووضع تدابير جديدة للسيطرة على الانتشار».

وينسق تحالف «كوفيكس» الذي يقوده بانتاليو، برنامج مراقبة للمتغيرات الجديدة، مدته 3 سنوات، ومن المقرر أن ينتهي العام المقبل.

ويضم «كوفيكس» باحثين في سويسرا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا، وتعد المشاركة الأفريقية «ضرورية» للمشروع لتحقيق طموحه في التطور إلى منصة مراقبة ذات امتداد عالمي، كما يوضح بانتاليو. ويضيف أن «معظم دول القارة الأفريقية تفتقر إلى البنية التحتية لمراقبة العدوى داخل حدودها. إضافة إلى ذلك، لا يزال كثير من سكان القارة غير محصنين، مما يعني أن الفيروس لديه فرصة أكبر للانتشار والتحول، وهي حقيقة ربما تفسر سبب ظهور كثير من المتغيرات، بما في ذلك (أوميكرون)، لأول مرة في أفريقيا، لذلك تعد مراقبة (كوفيد- 19) في أفريقيا مصدر قلق مُلِح». ويأمل بانتاليو أن يمهد التحالف الطريق للتعاون على نطاق أوسع.

بدوره، يؤكد رئيس فريق متابعة وتقييم اللوائح الصحية الدولية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أمجد الخولي، أن «إعلان إنهاء حالة الطوارئ الخاصة بالفيروس، لا يعني بأي حال من الأحوال التهاون؛ لكنه يعني انتهاء الحالة الوبائية، ليصبح الفيروس متوطناً». ويقول إن «فيروس الإنفلونزا المتوطن يتسبب سنوياً في وفيات وإصابات، وسيفعل فيروس (كورونا المستجد) الشيء نفسه، وكما نفعل مع الإنفلونزا ونتابع متغيراته الجديدة، يجب أن نفعل الشيء نفسه مع (كورونا المستجد)».


صالح والمشري للتوقيع في المغرب على اتفاق «6+6» بشأن الانتخابات

صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي
صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي
TT

صالح والمشري للتوقيع في المغرب على اتفاق «6+6» بشأن الانتخابات

صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي
صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي

في حين كان مقرراً أن يوقّع، في وقت لاحق من يوم الاثنين، في المغرب، رئيسا مجلسَي النواب و«الدولة» في ليبيا على اتفاق مثير للجدل للجنتهما المشتركة المعروفة باسم (6+6) لحسم الخلافات بشأن القوانين الانتخابية، شدد عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة، على «الحاجة الملحّة» لإجراء انتخابات حرة وشاملة وذات مصداقية، فيما رأى عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أن العملية الانتخابية باتت قاب قوسين أو أدنى.

ولم يعلن المستشار عقيلة صالح رسمياً عن توجهه إلى المغرب للتوقيع مع خالد المشري رئيس مجلس الدولة، على الصيغة النهائية لاتفاق اللجنة بشأن القوانين الانتخابية، الذي يفتح الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة في البلاد.

وأكد عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، مغادرة صالح ليبيا في طريقه إلى المغرب، لكنه لم يفصح عن المزيد من التفاصيل.

خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

وأكد مقربون من صالح هذه المعلومات، فيما قال أعضاء في لجنة «6+ 6» إنه سيتم لاحقاً، التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق وعلى القوانين الانتخابية، بعد وصول المشري وصالح إلى المغرب، حيث من المنتظر أن يعقدا مؤتمراً صحافياً عقب توقيع الاتفاق لإعلان بنوده. وامتنع صالح ومجلس النواب عن التعليق على معلومات رُوجت لاحتمال امتناعه عن التوقيع على الاتفاق، بعد الملاحظات التي قدمها عدد من النواب حول توزيع وزيادة عدد المقاعد بمجلس الأمة الجديد.

لكنّ أعضاء في اللجنة نفوا، في المقابل، وجود خلافات قد تعيق التوقيع على الاتفاق، وقالوا إن توقيع البرلمان عليه «هو إجراء شكليّ وفق الإعلان الدستوري، لأنه ملزَم بالمصادقة على القوانين التي اتُّفق عليها في المغرب».

كان المبعوث الأممي، الذي رجحت مصادر غيابه عن توقيع اتفاق المغرب المفاجئ بين المشري وصالح، قد ذكّر، لدى اجتماعه مساء الأحد في طرابلس مع أعضاء لجنة متابعة أوضاع السجناء السياسيين، بالجهود المستمرة لكلٍّ من المجلس الرئاسي، والاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وشركاء آخرين بشأن المصالحة الوطنية.

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي لدى ليبيا (البعثة)

كما أكد «مركزية حقوق الإنسان في عمل الأمم المتحدة مع الشركاء الليبيين»، لافتاً إلى أنه «تعرف على آراء الوفد حول عملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، واستمع إلى بواعث قلقه بشأن حالة المعتقلين».

بدوره، قال السايح بمناسبة إطلاق برنامج تدريب أعضاء برلمان الشباب الليبي: «إن مفوضية الانتخابات تنتظر فقط تسلم القوانين الانتخابية للانطلاق في تنفيذ الانتخابات».

ورأى السايح أن «الأزمات التي مرت بليبيا على مدى السنوات العشر الماضية التي وُصفت بأنها سياسية أو أمنية، هي في حقيقتها أزمة ثقافة ديمقراطية»، مشيراً إلى «ضرورة نشر هذه الثقافة من خلال الشباب».

وأوضح أن «المفهوم السائد عن المفوضية أن مسؤولياتها تنحصر في تنفيذ القوانين الانتخابية، وهو المفهوم الضيق عن الإدارة الانتخابية، لكن المفهوم الواسع أن الإدارة الانتخابية يجب أن تسعى إلى أن تكون شريكاً في التوعية الانتخابية والثقافة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة».

وقالت سفارة فرنسا إن السفير مصطفى مهراج، ناقش مع موسى الكوني النائب بالمجلس الرئاسي، الوضع السياسي في ليبيا والقضايا الإقليمية، مشيراً إلى «دعم فرنسا لإجراء انتخابات في ليبيا كحلٍّ لاستقرارها وأمنها، ومعها دول الجوار».

في غضون ذلك، قال عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلَّف في حكومة «الوحدة» المؤقتة، التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، إنه ناقش مع زميلته وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، سبل «دعم تأمين الحدود والتصدي للتهريب والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة، للمحافظة على أمن واستقرار البلاد، ومتابعة ملف أبناء المواطنات الليبيات المتزوجات من أجانب، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز التعاون والتنسيق بين الوزارتين».

في شأن مختلف، نقلت مديرية أمن طبرق عن الغرفة الأمنية المشتركة، دعوتها مواطني المدينة الواقعة في أقصى الشرق الليبي، «إلى الإبلاغ عن أي معلومات أو أخبار عـن المفسدين، وأوكار الفساد أو أماكن وجودهم».

وأعلنت الغرفة مقتل عضو بمركز شرطـة «كمبوت» متأثراً بجراحه، بعدما حاول منع أحد أقاربه من الاعتداء على مركز الشرطة التابع للمديرية بـ«كلاشينكوف»، مشيرةً إلى «أنه لدى تدخل القـوة الأمنيـة والعسكرية المشتركـة للسيطـرة علـى الموقـف، قـام الجاني بمهاجمتها، قبل ضبطه وإحالته علـى النيابة المختصة لينال جزاءه».

وأوضحت أن «منطقة أمساعد شهدت اعتقال الكثير من المطلوبين، وضبط كميات كبيرة مـن المخدرات وحبوب الهلوسة وإعدامهـا وهـدم أوكار المخدرات والممنوعات ومزارع ومبانٍ تُستغل كمخازن احتجاز المهاجرين غيـر الشرعيين، وتحرير عدد كبير من المحتجزين مـن جنسيات مختلفة».


صندوق النقد يدعو الكويت لضبط المالية العامة وفرض ضرائب

عامل يعمل على تعبئة وقود في إحدى محطات الكويت (كونا)
عامل يعمل على تعبئة وقود في إحدى محطات الكويت (كونا)
TT

صندوق النقد يدعو الكويت لضبط المالية العامة وفرض ضرائب

عامل يعمل على تعبئة وقود في إحدى محطات الكويت (كونا)
عامل يعمل على تعبئة وقود في إحدى محطات الكويت (كونا)

دعا صندوق النقد الدولي الكويت، الاثنين، إلى ضبط أوضاع المالية العامة وإلغاء الدعم الكبير على الطاقة تدريجياً لخفض الإنفاق.

وقال صندوق النقد، في بيان خبراء الصندوق في ختام بعثة مشاورات المادة الرابعة لعام 2023: «سيتعين ضبط أوضاع المالية العامة بشكل كبير من خلال إجراءات على جانبي الإيرادات غير النفطية والنفقات».

وأضاف: «من أجل تخفيض الإنفاق الجاري، سيكون من الضروري ترشيد فاتورة أجور القطاع العام، وكذلك إلغاء الدعوم الكبيرة على الطاقة بالتدريج مع الاستعاضة عنها بدعم الدخل الموجه للأسر محدودة الدخل».

ضريبة القيمة المضافة

وشدد بيان الصندوق أيضاً على ضرورة فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 في المائة لزيادة الإيرادات غير النفطية، وفرض ضرائب انتقائية على التبغ والمشروبات المُحلاة، على نحو ما اتفق عليه مع بلدان مجلس التعاون الخليجي الأخرى في عامي 2015 و2016.

غير أن البيان أكد أن التعافي الاقتصادي لا يزال مستمراً في الكويت بدعم من زيادة إنتاج النفط وارتفاع أسعاره، لافتاً إلى أنه تم احتواء التضخم وتعزيز رصيد المالية العامة والحساب الخارجي مع الحفاظ على الاستقرار المالي.

وأوضح أن احتواء التضخم جاء «نظراً لمحدودية انتقال آثار ارتفاع أسعار الأغذية والطاقة العالمية بفضل نظام الأسعار الموجهة إدارياً والدعوم، فضلاً عن تشديد السياسة النقدية على نطاق واسع».

ولفت أيضاً إلى أن الاقتصاد تعافى بشكل كبير بعد جائحة «كورونا»، حيث تشير التقديرات لارتفاع النمو إلى 8.2 في المائة في العام الماضي من 1.3 في المائة في 2021، مدفوعاً في الأساس بزيادة إنتاج النفط وارتفاع أسعاره.

هبوط النمو الناتج

وعلى الرغم من ذلك، توقع صندوق النقد هبوط نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للكويت إلى 0.1 في المائة في عام 2023، متأثراً بتخفيضات إنتاج النفط المتفق عليها في إطار تحالف «أوبك بلس» وبطء نمو الطلب الخارجي.

كان تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم أعضاء «أوبك» وبعض كبار المنتجين خارجها، قد اتفق في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 على خفض إنتاج الخام بمقدار مليوني برميل يومياً حتى نهاية العام الحالي.

وأمس (الأحد)، قرر تحالف «أوبك بلس» تعديل مستوى إنتاج التكتل إلى 40.4 مليون برميل يومياً اعتباراً من يناير (كانون الثاني) 2024 ولمدة عام.

وأعلنت الكويت، أمس، أيضاً تمديد خفضها الطوعي للإنتاج البالغ 128 ألف برميل يومياً حتى ديسمبر (كانون الأول) 2024. وفيما يتعلق بالنمو غير النفطي للكويت، قال صندوق النقد، في بيانه اليوم، إن من المتوقع أن يظل هذا النمو قوياً عند 3.8 في المائة، بدعم من «التنشيط المالي والانتعاش الجزئي في توظيف الوافدين».

وارتفع النمو غير النفطي إلى 4 في المائة في 2022، مقارنة مع 3.4 في المائة في 2021، بحسب تقديرات الصندوق.


هاكان فيدان: سأواصل تطبيق رؤيتي لسياسة خارجية وطنية مستقلة

وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

هاكان فيدان: سأواصل تطبيق رؤيتي لسياسة خارجية وطنية مستقلة

وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يلقي كلمة بعد تسلمه منصبه بأنقرة الاثنين (أ.ف.ب)

حدد وزير الخارجية التركي الجديد، هاكان فيدان، ملامح سياسة تركيا الخارجية للسنوات الخمس المقبلة، مؤكدا أنه سيواصل «دفع رؤيته للسياسة الخارجية الوطنية التي تقوم على سيادة إرادة الشعب واستقلال الدولة عن جميع مجالات النفوذ».

وتسلم فيدان منصبه وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان الجديدة من سلفه مولود جاويش أوغلو، في مراسم أقيمت بمقر الوزارة في أنقرة الاثنين، وعبر عن شكره لإردوغان للثقة والتقدير اللذين منحه إياهما بتعيينه وزيرا للخارجية بعد رئاسة جهاز المخابرات لمدة 13 عاما.

وقال فيدان، في كلمة خلال تسلم منصبه، إن منصبه الجديد يتطلب أيضا القدر نفسه من المسؤولية. وأشاد بسلفه جاويش أوغلو قائلا إنه «رجل دولة وسياسي والأهم من كل هذا، لديه مزايا فريدة وعالية من الناحية الإنسانية والصداقة»، مشيرا إلى أنهما تزاملا خلال الدراسة.

وعبر جاويش أوغلو عن شكره لإردوغان، الذي وضع فيه الثقة لتولي مهمة تسيير السياسة الخارجية للبلاد على مدى أكثر من 8 سنوات.

ويواجه فيدان، الذي حظيت كلمته باهتمام كبير من جانب وسائل الإعلام التركية التي قالت إن الشعب سمع صوته للمرة الأولى، حيث لم يسبق له أن ظهر أمام وسائل الإعلام بحكم منصبه السابق، سلسلة تحديات وملفات معقدة عليه التعامل معها بصفته وزير الخارجية.

* تحديات كبيرة

من أهم الملفات التي تفرض نفسها على هاكان، والتي تداخل فيها أيضا خلال الأشهر السابقة، سواء من خلال المحادثات أو الزيارات أو حضور لقاءات حيث كان مرافقا لإردوغان، ملفا التطبيع مع مصر، الذي كاد يصل إلى مرحلته الأخيرة، وسوريا، الذي يعد أكثر تعقيدا ويحوي تفاصيل تتعلق بالوجود العسكري في شمال سوريا وقضية عودة اللاجئين التي أصبحت ملفا ملحا وعاجلا على أجندة إردوغان وحكومته في ولايته الجديدة بعد الضغوط خلال فترة الانتخابات، وكذلك بسبب الترقب في الشارع التركي للتحرك في هذا الملف.

وزير الخارجية التركي الجديد هاكان فيدان يصافح سلفه مولود جاويش أوغلو في أنقرة الاثنين (أ.ف.ب)

وإلى جانب ذلك، هناك ملف التوتر في شرق البحر المتوسط والعلاقات مع اليونان والخلافات مع الولايات المتحدة وحالة الانسداد في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والتضييق على الأتراك في الحصول على تأشيرة «شنغن»، ما اعتبره إردوغان وسيلة ضغط سياسي، وموقف تركيا من طلب السويد الانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي يتطلع الحلف إلى الانتهاء منه قبل قمته المقبلة في فيلينوس عاصمة ليتوانيا في يوليو (تموز) المقبل، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، فضلا عن الاستمرار في تعزيز الدور التركي في دوائر علاقاتها ومصالحها في أفريقيا والقوقاز والبلقان، والعلاقات مع إيران وأرمينيا والقضية القبرصية.

وكان فيدان هو الاسم الذي أحدث ضجيجا عند إعلان إردوغان تشكيل حكومته، ليل السبت - الأحد، كونها المرة الأولى التي يتولى فيها رئيس المخابرات في تركيا حقيبة الخارجية، فيما كانت التكهنات تصب في اتجاه تعيينه وزيرا للداخلية.

* اختيار مناسب

وعدّ مراقبون اختياره للخارجية، موفقا بدرجة كبيرة، لا سيما مع خلفياته وتداخله في جميع ملفات السياسة الخارجية لتركيا من سوريا والعراق إلى ليبيا، وصولا إلى الدوائر الأخرى في القوقاز والبلقان، وحتى في العلاقات مع الغرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث أدى وظائف في الحكومة بصفته مستشارا، وعمل لفترة داخل «الناتو»، وانخرط في السنوات الأخيرة في جميع القضايا الخارجية الحساسة بالنسبة لتركيا، فضلا عن امتلاكه المعلومات عن مختلف الملفات والتركيز الشديد بحكم منصبه حيث كان رئيسا للمخابرات.

وتشير خلفيات فيدان حتى قبل توليه رئاسة جهاز المخابرات التركية التي استطاع أن يحقق فيه نقلة نوعية كبيرة، وينقله من جهاز مترهّل محاط بالخلافات الداخلية من كل اتجاه، إلى واحد من أجهزة المخابرات القوية والناجحة في العالم، عبر توسيع عمله خارجيا وإدخال تعديلات كبيرة في تكوينه، وإقناع إردوغان بتجميع جميع أجهزة الاستخبارات في الخارجية والأمن والجيش تحت مظلته، وهو الأمر الذي أزعج أوساطا في الأمن والجيش في البداية، قبل أن يصبح الجهاز أحد أجهزة الرئاسة التركية بعد تطبيق النظام الرئاسي في 2018.

وعمل فيدان بين 1986 و2001، في وحدة التدخل السريع التابعة لـ«الناتو»، كما عمل في صفوف فرع جمع المعلومات السريعة في ألمانيا، وتولى عام 2003 رئاسة وكالة التنمية والتعاون الدولي التركية التابعة لمجلس الوزراء التركي واستمر في رئاستها حتى 2007، وزار خلال شغله هذا المنصب معظم دول أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، كما عمل في الوقت ذاته مستشارا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو عندما كان وزيرا للخارجية التركية. وعين فيدان أثناء دراسته في أكاديمية معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح مستشارا اقتصاديا وسياسيا في السفارة التركية في أستراليا، وفي عام 2007، عين نائبا لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، عندما كان إردوغان رئيسا للوزراء، ثم في أكتوبر (تشرين الثاني) من العام نفسه أصبح عضوا في مجلس إدارة الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا).

رأى رئيس المخابرات العسكرية التركية الأسبق، إسماعيل حقي بكين، الذي يعرف فيدان جيدًا، أنه اسم مناسب تماما لمنصب وزير الخارجية، مشيرا إلى أن المشاكل الخارجية لا تحل إلا عن طريق الدبلوماسية أو العمل العسكري والاستخبارات. وأضاف أن فيدان يمتلك خبرات متعددة من خلال عمله في أجهزة الدولة المختلفة كما أمضى 13 عاما على رأس جهاز المخابرات التركية ولا تنقصه الخبرة في التعامل مع القضايا المطروحة على طاولة السياسة الخارجية لتركيا، فهناك الحرب الروسية الأوكرانية، والمسألة الأرمينية الأذربيجانية، والمسألة الليبية، التي يجب تسويتها مع مصر وروسيا، وبالطبع المسألة السورية، وهو على دراية بهذه الموضوعات.

وتابع بكين «يضاف إلى ذلك عنوان مكافحة الإرهاب. لسوء الحظ لم نتمكن من قطع الدعم الخارجي للمنظمات الإرهابية، ودور فيدان مهم من حيث قطع الدعم عن هذه المنظمات».


بلينكن إلى السعودية في رحلة تناقش التعاون الاقتصادي والأمني

في الوقت الذي توسّع فيه الرياض خياراتها الاستراتيجية وفقاً لمراقبين فإن العلاقة مع الولايات المتحدة تحظى بتأكيد مستمر لعمقها وأبعادها الاستراتيجية (أ.ف.ب)
في الوقت الذي توسّع فيه الرياض خياراتها الاستراتيجية وفقاً لمراقبين فإن العلاقة مع الولايات المتحدة تحظى بتأكيد مستمر لعمقها وأبعادها الاستراتيجية (أ.ف.ب)
TT

بلينكن إلى السعودية في رحلة تناقش التعاون الاقتصادي والأمني

في الوقت الذي توسّع فيه الرياض خياراتها الاستراتيجية وفقاً لمراقبين فإن العلاقة مع الولايات المتحدة تحظى بتأكيد مستمر لعمقها وأبعادها الاستراتيجية (أ.ف.ب)
في الوقت الذي توسّع فيه الرياض خياراتها الاستراتيجية وفقاً لمراقبين فإن العلاقة مع الولايات المتحدة تحظى بتأكيد مستمر لعمقها وأبعادها الاستراتيجية (أ.ف.ب)

في زيارة تمتد 3 أيام، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى جدة، غربي السعودية، غداً (الثلاثاء)، لمناقشة التعاون الاقتصادي والأمني، والمشاركة في اجتماع وزاري لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وفي اجتماع التحالف الدولي لمحاربة «داعش» لعام 2023، وفق بيان للخارجية الأميركية.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي، الجمعة، عن تطلعه إلى زيارة السعودية، مضيفاً: «سألتقي القيادة السعودية، وسأشارك أيضاً في الاجتماع الوزاري لمجلس التنسيق بين الولايات المتحدة ودول الخليج، وأشارك في استضافة الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة (داعش) مع وزير الخارجية السعودي». وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركي ماثيو ميلر، أن الوزير بلينكن سيسافر إلى السعودية للمشاركة في «النهوض بشرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً وازدهاراً».

شراكة استراتيجية مهمة

من جانبه قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن الوزير بلينكن سيركّز خلال رحلة الأيام الثلاثة إلى السعودية على «المضي قدماً في العلاقات بين البلدين، حيث نركز على المستقبل، وهناك الكثير على جدول الأعمال في هذه العلاقة الثنائية»، واصفاً في الوقت ذاته العلاقة بين الرياض وواشنطن بـ«الشراكة الاستراتيجية المهمة».

وأجْلت السعودية عدداً من رعاياها ورعايا دول أخرى من السودان بعد اندلاع الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في عمليات متوالية أجراها سلاح البحرية السعودي، وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 23 من أبريل (نيسان) الماضي، إجلاء دبلوماسيي بلاده من السودان، موجّهاً الشكر إلى السعودية، ومشيداً بمساعدتها الحاسمة على تحقيق هذا الإنجاز.

جهود مشتركة في «محادثات جدة»

ونوّه جون كيربي بأن «السعودية شريك في الجهود الرامية إلى التوسط لوقف إطلاق النار في السودان من خلال المحادثات القائمة حاليّاً في جدة، كما أنها ساعدت في إخراج الأميركيين من السودان بأمان بعدما اندلع الصراع بين الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع) في أبريل (نيسان) الماضي». وأشار كيربي في جانبٍ آخر، إلى أن الفضل يعود إلى السعودية في الحفاظ على استمرار الهدنة في اليمن.

ثاني زيارة رفيعة المستوى خلال أقل من شهر

وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية، بعد أقل من شهر على زيارة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، في مايو (أيار) الماضي، ولقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في جدة، في لقاءٍ ضمَّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، وآجيت دوفال، مستشار الأمن القومي الهندي.

وتم خلال ذلك اللقاء «بحث سبل تعزيز العلاقات والروابط بين دولهم وبما يعزز النمو والاستقرار في المنطقة»، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).

سفير أميركي جديد

وفي مارس (آذار) الماضي، صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين مايكل راتني سفيراً لدى السعودية، وذلك وفقاً لما أعلنه الحساب الرسمي للسفارة الأمريكية في الرياض، بعدما ظل المنصب شاغراً منذ يناير (كانون الثاني) 2021.

توسيع الخيارات الاستراتيجية

وفي الوقت الذي توسّع فيه الرياض خياراتها الاستراتيجية، وفقاً لمراقبين، فإن العلاقة مع الولايات المتحدة تحظى بتأكيد مستمر على عمقها وأبعادها الاستراتيجية كما يؤكد عدد من المسؤولين في البلدين، كما ينخرط البلدان في جهود مشتركة على عدة صُعد. وذكَّر المحلل السياسي أحمد آل إبراهيم بأن العلاقات السعودية - الأميركية لا تمرّ بأفضل أحوالها بطبيعة الحال، لكنَّ ذلك لا يعني بالضرورة أن نظرة البلدين كليهما تجاه أهمية الآخر قد أصبحت في وضع أدنى.

واستطرد آل إبراهيم في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن اختلاف المصالح في بعض الملفات بين البلدين «يعطي ديناميكية في التحركات ويعزز من قدرة البلدين على التأثير في المحيط، ولكن الجانب الأميركي مطالَب بأن تلتئم نظرته للسعودية مع نظرته للمنطقة برمّتها، حيث تمر بكثير من التحولات غير المعتادة، وأحد أهمها هو وجود الصين كشريك استراتيجي لمجلس التعاون، والسعودية على وجه الخصوص، ويظهر ذلك في كثير من الدلالات ليس آخرها الوساطة الصينية بين الرياض وطهران».


مزايا تصويرية مبهرة في هاتف «أونر ماجيك 5 برو»

التصميم الأنيق يمتزج مع الأداء المرتفع وعمر البطارية الطويل
التصميم الأنيق يمتزج مع الأداء المرتفع وعمر البطارية الطويل
TT

مزايا تصويرية مبهرة في هاتف «أونر ماجيك 5 برو»

التصميم الأنيق يمتزج مع الأداء المرتفع وعمر البطارية الطويل
التصميم الأنيق يمتزج مع الأداء المرتفع وعمر البطارية الطويل

أطلقت شركة «أونر» هاتف «ماجيك 5 برو» Honor Magic5 Pro الذي يقدم قدرات تصويرية فائقة وسرعات أداء عالية في تصميم أنيق وفاخر يتحدى أقوى المنافسين. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف، ونذكر ملخص التجربة.

مزايا متقدمة

تصميم الهاتف مميز، حيث يقدم منطقة خلفية دائرية محيطة بنظام الكاميرات، بصحبة انحناءات في جميع جهات وزوايا الهاتف، إلى جانب سلاسة الانتقال من زجاج الشاشة إلى هيكل الهاتف والمنطقة الخلفية.

وتقدم الشاشة المنحنية من الجهات الأربع، التي يبلغ قطرها 6.81 بوصة جودة صورة فائقة ودقة عالية جداً، إلى جانب دعم عرض الصورة بتردد يصل إلى 120 هرتز لتقديم راحة أعلى لدى تشغيل العناصر المتحركة سريعاً، مثل الألعاب وعروض الفيديو السلسة، وغيرها. كما تدعم الشاشة ميزة خفض إجهاد العين لدى الاستخدام المطول دون تعديل درجات الألوان بشكل ملحوظ. ويتم تفعيل ميزة نمط الاستخدام الليلي بعد غروب الشمس لتعديل الألوان بشكل مريح للعين، مما يؤدي الى زيادة مستويات هرمون الميلاتونين بنسبة 20 في المائة المهم للنوم، الذي غالباً ما يتأثر سلباً بسبب الضوء الناجم عن استخدام الهاتف قبل النوم.

وتستطيع شريحة معالجة الصورة رفع جودة الألوان المعروضة من الألوان القياسية Standard Dynamic Range SDR إلى ألوان المجال العالي الديناميكيHigh Dynamic Range HDR، ومن ألوان HDR إلى الدرجة الأعلى HDR Plus. كما تستطيع الشريحة رفع معدل الرسومات في الثانية في الفيديوهات منخفضة المعدل إلى معدلات أعلى بشكل آلي، الأمر الذي ينجم عنه عروض فيديو أكثر سلاسة وتجربة مشاهدة أفضل.

ويدعم الهاتف نقل البيانات لاسلكياً مع الشبكات المختلفة «واي فاي» و«بلوتوث» من خلال تقنية LINK Turbo X التي تستخدم هوائيات منفصلة لهذا الغرض، الأمر الذي يمنع التداخل بين الشبكات ويرفع من سرعة نقل البيانات لاسلكياً بنحو 200 في المائة. كما يدعم الهاتف نمط اللعب المتقدم GPU Turbo X الذي يعدل أولوية معالجة البيانات وفقاً للمشهد الذي يتم عرضه ويصنع إطارات إضافية من تلقاء نفسه، الأمر الذي يخفض من الضغط على وحدة معالجة الرسومات ويرفع سلاسة الصورة التي يتم عرضها، وبالتالي سيحصل اللاعبون على تجربة أفضل ومتعة أكبر. يضاف إلى ذلك الأثر الإيجابي لهذه العملية على استهلاك الطاقة، وبالتالي الحصول على مدة لعب أطول وخفض في الانبعاثات الحرارية لدى الاستخدام المتطلب. وتستطيع وحدة التخزين المدمجة نقل البيانات إلى الذاكرة بسرعات تصل إلى 4 آلاف ميغابت في الثانية (نحو 500 ميغابايت في الثانية، ذلك أن الميغابايت الواحد يعادل 8 ميغابت).

ويدعم الهاتف ميزة حماية بيانات المستخدم، مثل بصمتي الإصبع والوجه، من خلال شريحة متخصصة، مع دعم ميزة عدم إصدار الصوت من سماعة الهاتف بشكل مسموع لأي شخص قريب من المستخدم، للحصول على مكالمات شخصية بشكل أفضل. وتدعم ميزة Magic Text القيام بوظائف وفقاً لمحتوى الصور، مثل تعرف الهاتف على وجود رقم في صورة، ليعرض وظيفة الاتصال بذلك الرقم أو إرسال رسالة نصية له أو حفظه في دفتر العناوين. وتستطيع هذه الميزة التعرف على عناوين البريد الإلكتروني وعناوين مواقع الإنترنت لتسهيل التفاعل معها مباشرة من أي صورة ملتقطة.

وتستطيع بطارية الهاتف العمل لأكثر من 17 ساعة ونصف من الاتصال بالإنترنت وتشغيل عروض الفيديو، أو نحو 29 ساعة من التحدث، أو أكثر من 18 ساعة من تشغيل عروض الفيديو المخزنة داخل الهاتف، أو نحو 11.8 ساعة من تصفح «سنابتشات». ويمكن شحن الهاتف من 0 إلى 17في المائة في خلال 5 دقائق فقط، أو الوصول إلى 45 في المائة من الشحنة في خلال 15 دقيقة، أو إلى 100 في المائة في خلال 48 دقيقة فقط، علماً أن شحنتها كبيرة مقارنة بالهواتف الأخرى، حيث تبلغ 5100 ملي أمبير - ساعة.

قدرات تصويرية فائقة في «أونر ماجيك 5 برو»

قدرات تصويرية احترافية

ويقدم هذا الهاتف العديد من مزايا التصوير، التي ترفع من جودة ودقة الصورة بشكل كبير، ومنها تقنية Millisecond Falcon Capture لالتقاط الحركة في الصور بدقة في اللحظة المثالية وبسرعة عالية، الأمر المهم لالتقاط صور للأجسام التي تتحرك بسرعة كبيرة (مثل الجري وركوب الدراجات والقفز والتزلج والسباحة والحيوانات، وغيرها)، وذلك بزيادة سرعات بدء التشغيل والتركيز واستجابة الغالق وسرعة التصوير بنسب 102في المائة و245 في المائة و147في المائة و118في المائة. وتم تحقيق هذا الأمر من خلال ترقية ذاكرة التخزين المؤقت للصور في الهاتف لضمان إمكانية تخزين كميات أكبر من الصور في الخلفية.

كما تم استخدام تقنية AI Motion Sensing للذكاء الاصطناعي لتحسين تقنية التعرف على الصور بشكل أفضل وتحديد أفضل صورة ضمن الصور الكثيرة التي تلتقطها الكاميرا بشكل مستمر في غضون ثانية واحدة قبل الضغط على الغالق، وفي غضون نصف ثانية بعد الضغط على الغالق، مما يجنب حدوث أي تأخير أثناء عملية الالتقاط.

ويقدم نظام الكاميرات الخلفية الثلاثي تجربة تصوير عالية الجودة بفضل استخدام كاميرا بزاوية عريضة بدقة 50 ميغابكسل وأخرى بزاوية فائقة الاتساع تبلغ 122 درجة وبدقة 50 ميغابكسل وثالثة للصور البعيدة بدقة 50 ميغابكسل. ويسمح مستشعر الكاميرات الكبير وفتحة العدسة بتقديم أداء فائق لمستشعر الضوء، الأمر الذي ينتج عنه صور ذات جودة عالية وتفاصيل دقيقة في جميع ظروف الإضاءة. ويستخدم الهاتف مستشعر Sony IMX858 الذي يتميز بقدرات استثنائية لتقديم نتائج مبهرة للصور الملتقطة. هذا، وتدعم الكاميرا التقريب البصري لغاية 3.5 ضعف، وتقريباً رقمياً يصل إلى 100 ضعف.

ويدعم الهاتف ميزة التقاط الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة من خلال تقنية Super Night Capture التي تقدم سطوعاً أفضل وتفاصيل دقيقة، مع استخدام خوارزميات متقدمة لدمج إطارات متعددة وإنشاء صور بتفاصيل مميزة وألوان زاهية حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة.

يضاف إلى ذلك قدرة الهاتف على تسجيل عروض الفيديو بالدقة الفائقة 4K (بدعم 1.07 مليار لون من خلال استخدام دقة 10 بت، الأمر الذي ينجم عنه صور بألوان غنية أكثر) بهدف مساعدة صناع المحتوى على إنتاج صور بمستويات سينمائية، إلى جانب دعم الهاتف لميزة IMAX Enhanced Movie Master لتسجيل وتعديل عروض الفيديو من الهاتف مباشرة، وبكل سهولة.

ويدعم الهاتف التحكم بدرجات التشبع السطوع والتباين من خلال ميزة Cinematic 3D Look-up Table (LUT) اللوغاريتمية لإكساب عروض الفيديو المسجلة درجات ألوان سينمائية بتقنية المجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR، وتصوير عروض الفيديو وتحريرها بألوان فائقة تناسب الأفلام ومن خلال عدة أنماط ألوان مسبقة الإعداد، الأمر الذي يجلب جودة التصوير السينمائي إلى هواتف صناع المحتوى.

الميزة التصويرية الأخيرة التي سنذكرها هي دعم خوارزمية التصوير Ultra Fusion تحسين وضوح الصورة بما يصل إلى 29.5 في المائة وتحسين جودة الصورة بعد تكبيرها لتقديم صور بتفاصيل مذهلة ووضوح فائق في البعد البؤري الكامل. وتتم هذه العملية من خلال استخدام شبكات التعلم العميق للذكاء الاصطناعي.

مواصفات تقنية

ويستخدم الهاتف معالج «سنابدراغون 8» الجيل الثاني بدقة التصنيع 4 نانومتر، وهو معالج ثماني النوى (نواة بسرعة 3.2 غيغاهرتز و4 نوى بسرعة 2.8 غيغاهرتز و3 نوى بسرعة 2 غيغاهرتز). ويقدم هذا المعالج مستويات أداء أعلى بنسبة 35 في المائة، مقارنة بالإصدار السابق منه، و25 في المائة سرعة أداء أعلى في معالجة الرسومات. ويقدم الهاتف 12 غيغابايت من الذاكرة و512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة، ويبلغ قطر شاشته 6.81 بوصة وهي تعرض الصورة بتردد يصل إلى 120 هرتز بدقة 2848x1312 بكسل وبكثافة 460 بكسل في البوصة، مع دعم تقنية المجال العالي الديناميكي HDR10 Plus.

وبالنسبة لنظام الكاميرات، فتبلغ دقة المجموعة الخلفية 50 و50 و50 ميغابكسل (للصور العريضة والبعيدة والعريضة جداً)، بينما تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 12 ميغابكسل. ويدعم الهاتف شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و6 و«بلوتوث 5.2» اللاسلكية، إلى جانب دعم الاتصال عبر المجال القريبNear Field Communication NFC وتقديم منفذ للأشعة تحت الحمراء واستخدام شريحتي اتصال.

الهاتف مقاوم للمياه والغبار وفقاً لمعيار IP68 (يمكن غمره تحت المياه لغاية متر ونصف ولمدة 30 دقيقة)، ويقدم مستشعر بصمة خلف الشاشة وبطارية تبلغ شحنتها 5100 ملي أمبير – ساعة، وهو يدعم الشحن السريع السلكي بقدرة 66 واط، واللاسلكي بقدرة 50 واط، مع دعم الشحن اللاسلكي العكسي للأجهزة والملحقات الأخرى بقدرة 5 واط. ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «أندرويد 13» وواجهة الاستخدام «ماجين أو إس 7.1»، وتبلغ سماكته 8.8 مليمتر ويبلغ وزنه 219 غراماً، وهو متوفر في المنطقة العربية بألوان الأسود والأخضر بسعر 4399 ريالاً سعودياً (نحو 1173 دولاراً).

تفوق على الهواتف المنافسة

ولدى مقارنة الهاتف مع «سامسونغ غالاكسي إس 23 بلاس»، نجد أن «أونر ماجيك 5 برو» يتفوق في قطر الشاشة (6.81 مقارنة بـ6.6 بوصة)، ودقة الصورة (2848x1312 مقارنة بـ2340x1080 بكسل) وكثافتها (460 مقارنة بـ393 بكسل في البوصة)، والذاكرة (12 مقارنة بـ8 غيغابايت)، والكاميرات الخلفية (50 و50 و50 مقارنة بـ50 و10 و12 ميغابكسل)، والبطارية (5100 مقارنة بـ4700 ملي أمبير – ساعة) وسرعة الشحن السلكي (66 مقارنة بـ45 واط) واللاسلكي (50 مقارنة بـ15 واط) واللاسلكي العكسي (5 مقارنة بـ4.5 واط)، ودعم منفذ الأشعة تحت الحمراء.

ويتعادل الهاتفان في السعة التخزينية المدمجة (512 غيغابايت)، والكاميرا الأمامية (12 ميغابكسل)، وتقديم مستشعر البصمة خلف الشاشة، ومقاومة المياه وفقاً لمعيار IP68، ودعم عرض الصورة بتردد يصل إلى 120 هرتز، ونظام التشغيل (أندرويد 13)، بينما يتفوق «سامسونغ غالاكسي إس 23 بلاس» في سرعة المعالج (نواة بسرعة 3.36 غيغاهرتز و4 نوى بسرعة 2.8 غيغاهرتز و3 نوى بسرعة 2 غيغاهرتز مقارنة بنواة بسرعة 3.2 غيغاهرتز و4 نوى بسرعة 2.8 غيغاهرتز و3 نوى بسرعة 2 غيغاهرتز)، ودعم شبكات «واي فاي» (6e مقارنة بـ6) و«بلوتوث» (إصدار 5.3 مقارنة بـ5.2)، والسماكة (7.6 مقارنة بـ8.8 مليمتر)، والوزن (196 مقارنة بـ219 غراماً).