رئيس أركان قوات الدبيبة يدعو الساسة للعمل على «لم الشمل»

أُسر ضحايا «المقابر الجماعية» في ترهونة يتمسكون بـ«الثأر من القتلة»

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة (رئاسة الأركان)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة (رئاسة الأركان)
TT

رئيس أركان قوات الدبيبة يدعو الساسة للعمل على «لم الشمل»

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة (رئاسة الأركان)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة (رئاسة الأركان)

حض الفريق محمد الحداد، رئيس أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بغرب ليبيا، ساسة البلاد، للعمل على «لم شمل» البلاد، وقال: «نسعى إلى استكمال قوات الجيش من الأفراد والمعدات وتطوير قدراته المهنية بما ينسجم مع احترامه للدولة المدنية».
وتطرق الحداد، في كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان، إلى الجهود المبذولة لتوحيد الجيش، وقال «ندعو الله أن تكلل جهودنا في هذا الاتجاه بنجاح، وأن يلهم السياسيين الصواب من أجل لم الشمل».
وسبق أن عقدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمملكة المتحدة، (الرئيس المشارك الرئيسي لهذا الشهر لمجموعة العمل الأمنية التابعة للجنة المتابعة الدولية في إطار عملية برلين) اجتماعاً نهاية الأسبوع الماضي، في تونس. وتناول مناقشة سبل المضي قدماً في المسار الأمني، واستمرارية اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية.
وشارك في الاجتماع الفريق أول عبد الرازق الناظوري، رئيس أركان «الجيش الوطني» بشرق ليبيا، ونظيره بغرب ليبيا محمد الحداد، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» وسفراء الرؤساء المشاركين لمجموعة العمل الأمنية الآخرين لكل من فرنسا وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي.
وشدد الحداد في كلمته مساء (الخميس) على «أداء الرسالة الوطنية للجيش في المحافظة على الوطن، وصون مكتسباته، وتحقيق تطلعات الشعب في دولة ديمقراطية يسودها العدل والمساواة والقانون».
وانتهز الحداد الفرصة، وحث أيضاً قوات الجيش لـ«الصوم المطلق عن كل الأفعال التي تسيء للوطن أو تمس من كيانه أو تهدر موارده في غير المنفعة أو الصالح العام»، كما طالبهم «ببذل مزيد الجهد، بعيداً عن الكسل أو الإهمال».
وتحدث الحداد عن الحقوق المالية لقوات الجيش، وقال إنه تم «تفعيل قرار إدراج العلاوات ضمن مرتباتكم التي كانت محجوبة لفترة، وتحققت المساواة بين أبناء الجيش، ونطمئن الموظفين المدنيين بأن مرتباتهم ستعدل أسوة بزملائهم العسكريين، كما وصلنا إلى خطوات متقدمة في اجتماعاتنا مع صندوق الضمان الاجتماعي لتسوية مرتبات العسكريين المتقاعدين».
يأتي ذلك فيما قال أنطونيو تاياني، نائب رئيسة الوزراء وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، إن بلاده تعمل على «جعل ليبيا دولة مستقرة»، وفيما أضاف في تصريحات إذاعية نقلتها عنه وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء اليوم (الجمعة) أن بلاده تعمل على تحقيق هذا الهدف، لافتاً إلى أنها «قدمت زوارق دورية لخفر السواحل الليبي».
ودعا تاياني أوروبا إلى ضرورة «التدخل لوقف تدفقات الهجرة، خصوصاً مكافحة المتاجرين بالبشر»، مؤكداً على الحاجة إلى اتخاذ «إجراءات قوية ضدهم»، متابعاً: «بالطبع من الضروري إنقاذ الناس في البحر، فهذا أمر تفرضه جميع قواعد الملاحة؛ لكننا بحاجة إلى مكافحة تدفقات الهجرة انطلاقاً من نقاط المغادرة وتعزيز تدفقات الهجرة الشرعية».
وفي سياق آخر، طالبت أسر ضحايا «المقابر الجماعية» بترهونة السلطات القضائية ضرورة المسارعة في محاكمة «قتلة أبنائهم»، و«الأخذ بالثأر منهم».
وقالت «رابطة ضحايا ترهونة» في بيان، مساء (الخميس) إن المطلوبين في قضايا «المقابر الجنائية» والجرائم الجنائية بمدينة ترهونة، لا يزالون طلقاء بعدما فروا إلى مناطق بشرق ليبيا، وتحدثت الرابطة عن أحد المطلوبين، وهو «م أ» وقالت إنه كان «مسؤولاً عن سجن (البوكسات)، ومتهم في أغلب قضايا المقابر الجماعية بترهونة».
ولا تزال قصّة «المقابر الجماعية» التي أُعلن عنها للمرة الأولى مطلع يونيو (حزيران) 2020، تكشف عديداً من الأسرار عمّا حدث في هذه المدينة التي سيطرت عليها ميليشيا «الكانيات» (بقيادة محمد الكاني)، قبل أكثر من عامين، سواء من شهادات الفارين من التعذيب، أو أسر الضحايا.
ومن وقت إلى آخر تعثر السلطات المعنية، في «مقابر جماعية» على جثث بعض الذين اعتقلتهم الميليشيا. ومن بين 261 جثة استُخرِجت من هذه المقابر، تمّ التعرف على 160 منها من قبل «الهيئة العامة للبحث والتعرّف على المفقودين»، التابعة لحكومة «الوحدة» المؤقّتة.
وأعلن النائب العام الليبي الصديق الصور، في أغسطس (آب) 2022، أنّ لجنة التحقيق القضائي المكلّفة بالتحقيق في جرائم «الكانيات» فتحت 280 قضية جنائية، أُحيلت عشر منها إلى القضاء، لكن أسر الضحايا، الذين تحدث بعضهم إلى «الشرق الأوسط» في مرات سابقة، يرون أن القضية «لم يطرأ عليها جديد، وأن الجناة لا يزالون طلقاء دون محاكمة، أو تعقُب».
وفي غضون ذلك، أمر النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، بحبس 4 من مسؤولي مراقبة الخدمات المالية في بلدية وردامة (شمال شرقي البلاد) احتياطياً على ذمة التحقيقات لاتهامهم بـ«الفساد».
ويأتي هذا التحرك استكمالاً لجهود النيابة في مواجهة «جرائم استشراء الفساد» في قطاعات كثيرة بالبلاد، إذ سبق أن أمرت بحبس عشرات الموظفين والمسؤولين احتياطياً خلال الأشهر الماضية على ذمة قضايا فساد.
وأوضح مكتب النائب العام في بيان، مساء (الخميس)، أن نيابة مكافحة الفساد مدينة البيضاء (شرق ليبيا) بعد فحص ومراجعة تقارير المراقبة، تبين لها إساءة موظفين بالبلدية لسلطات الوظائف المسندة إليهم.
وأوضح مكتب النائب العام، أن الموظفين هم المراقب، والقائم على إدارة الشؤون الإدارية، ومسؤول المراجعة في المراقبة، ومراقب الاقتصاد في البلدية، مشيراً إلى أنهم «تعمدوا تزوير بيانات وثائق رسمية لتحقيق منافع مادية غير مشروعة لأنفسهم ولغيرهم».
وتضمنت لائحة الاتهامات «صرف مرتبات لأشخاص انقطعت صلتهم بإطار الوظيفة العامة؛ وتمكين أشخاص آخرين من تحصيل مبالغ مالية كمرتبات رغم انتفاء الرابطة الوظيفية، ومنح مكافآت لموظفين دون سند من القانون، بالإضافة لتكرار صرف رواتب بعض الموظفين مرات عدة؛ بغية إتاحة تحصيلهم منافع غير مشروعة».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

وسط الحرب... مدرسة تتحول إلى مستشفى ميداني صغير في الخرطوم

TT

وسط الحرب... مدرسة تتحول إلى مستشفى ميداني صغير في الخرطوم

متطوع سوداني يعمل في غرفة طوارئ ضمن مبنى مدرسة تحول إلى مستشفى في أم درمان (أ.ف.ب)
متطوع سوداني يعمل في غرفة طوارئ ضمن مبنى مدرسة تحول إلى مستشفى في أم درمان (أ.ف.ب)

أمام لوح أسود، تتلقى مريضة محاليل وهي ممددة على طاولة تلميذ، بينما كيس المصل معلق إلى نافذة في الخرطوم، بينما تحاول مجموعة من المتطوعين بما توافر من أدوات، أن تحلّ محلّ المستشفيات المغلقة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

في مدرسة صغيرة بحي الراشدين في أم درمان، الضاحية الشمالية للعاصمة السودانية، يستقبل الطبيب محمد الطاهر مع شابين من الحي تحولا إلى ممرضين، المرضى لمعالجتهم باستخدام بضعة صناديق من الأدوية قام الجيران بجمعها.

ويقول الطبيب، الذي يرتدي قميصاً أزرق اللون وسروالاً من الجينز، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نعالج الأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل المصابين بالسكري وارتفاع الضغط».

ويؤكد الطبيب أنه مع خروج ثلاثة أرباع المستشفيات من الخدمة في الخرطوم، وفق نقابة الأطباء، «بات معدل الوفيات بسبب هذه الأمراض المزمنة أكبر عشر مرات من ضحايا الحرب» في الوقت الراهن.

وبحسب نقابة الأطباء، فإن «12 ألف مريض» مهددون بالموت لعدم قدرتهم على إجراء غسل الكلى في المستشفيات، حيث نفد مخزون الأدوية، وصارت المولدات لا تعمل لعدم توافر الوقود.

الدخان يتصاعد وسط القتال في أم درمان بالسودان (رويترز)

مجاناً

منذ اندلعت الحرب في أبريل (نيسان)، بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو، غيّرت «لجان المقاومة»، وهي مجموعات شعبية كانت تنظم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني ديمقراطي، نشاطها.

من قبل، كان الشبان أعضاء تلك اللجان ينظمون المظاهرات ضد الحكم العسكري. اليوم باتوا يجمعون المياه والمواد الغذائية أو يقيمون مستوصفات بما تيسر في الأحياء يمكن الوصول إليها بسهولة أكبر من المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل ولا يستطيع الجرحى والمرضى الوصول إليها في معظم الأحوال بسبب القتال.

يعاني النظام الصحي في السودان، الذي فُرض عليه حظر دولي مدة عقدين، من مشكلات كثيرة في الأصل. غير أن منظمة الصحة العالمية لاحظت كذلك «هجرة الأدمغة والعاملين المدربين في مجال الصحة» مع بداية الحرب.

واستجابت مها محمد، على الفور، للنداء الذي أطلقته لجان المقاومة. وتتولى السودانية الشابة التي ترتدي عباءة وغطاء رأس أسودين، إدارة صيدلية المستشفى الميداني الصغير الذي يوفر للمرضى «بين التاسعة صباحاً والثالثة بعد الظهر، خدمات طبية عامة، كما يجري جراحات صغيرة»، وفق اللافتة المكتوبة بخط اليد، المعلقة عند المدخل.

وتقدم هذه الخدمات مجاناً في بلد يعيش فيه 65 في المائة من السكان تحت خط الفقر.

أمام أرفف وُضعت عليها محاليل وأدوية، تدعو هذه المتطوعة إلى «مزيد من التبرعات» بينما تم نهب مخزون المساعدات الإنسانية والطبية الموجودة وسط مناطق المعارك.

متطوعون سودانيون يديرون غرفة طوارئ مؤقتة أقاموها في مبنى مدرسة في أم درمان (أ.ف.ب)

فلتجلبوا أدويتكم

يقول العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية إنهم لا يرون أي ممر آمن متاح لكي يرسلوا المساعدات، على الرغم من هدنة أُعلنت رسمياً ولم يتم الالتزام بها على الأرض. أما الحاويات التي جاءت عن طريق الجو فلا يزال معظمها محتجزاً في الجمارك.

وتقول مها محمد علي: «ينبغي أن نكون متضامنين فيما بيننا قبل أن ننتظر مساعدات من الخارج، وأقول للناس الذين لديهم أدوية في منازلهم: فلتجلبوها إلينا هنا».

في ساحة المدرسة، يصل مريضان لتسجيل اسميهما لدى سيدتين تجلسان خلف طاولة وُضع عليها صندوق للتبرعات.

ويشرح أشرف، وهو متطوع آخر، «أن قتالاً يجري في حيّنا، وبالتالي معظم المستشفيات أغلقت أبوابها، وصار الناس يأتون هنا لتلقي الرعاية المجانية من الأطباء».

وقد يزداد عدد المرضى بشكل كبير قريباً، إذ يبدأ في يونيو (حزيران) موسم الأمطار التي تنتشر خلاله الأوبئة: الملاريا تجتاح البلاد عادة كل عام في هذا الموسم، ويمكن أن تنتشر الكوليرا كذلك بسبب نقص مياه الشرب.

غير أن أشرف يفضل أن يظل متفائلاً في بلد توالت عليه الانقلابات والحكومات العسكرية لفترات طويلة منذ استقلاله عام 1956.

ويقول أشرف: «ستمر هذه الحرب». ويضيف: «سبق أن رأينا أزمات كثيرة في السودان وفي كل مرة نظن أنها الأخيرة. هذه الحرب ستنتهي كذلك».


السودان: مواجهات عنيفة بين الجيش و«الدعم» بعد ساعات من تمديد الهدنة

النيران تتصاعد فوق المباني في الخرطوم وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)
النيران تتصاعد فوق المباني في الخرطوم وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)
TT

السودان: مواجهات عنيفة بين الجيش و«الدعم» بعد ساعات من تمديد الهدنة

النيران تتصاعد فوق المباني في الخرطوم وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)
النيران تتصاعد فوق المباني في الخرطوم وسط استمرار القتال (أ.ف.ب)

قال سكان في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم (الثلاثاء)، إن مواجهات بالأسلحة الثقيلة دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مناطق عقب التوقيع على تمديد وقف إطلاق النار لخمسة أيام إضافية؛ لكنهم أكدوا عودة الهدوء من جديد صباحاً، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

ودارت المواجهات العنيفة الليلة الماضية، واستمرت حتى فجر اليوم بين طرفي الصراع.

وأبلغ صبحي فرج، الذي يسكن في حي السلمة جنوب الخرطوم، «وكالة أنباء العالم العربي»، بأن 3 قذائف سقطت بمنزله أدت إلى إصابة عمه، الذي كان نائماً بفناء الدار، بجروح عميقة في رجله وبطنه.

وقال: «لم نستطع النوم الليلة الماضية، بسبب أصوات المدافع التي هزت المدينة وأدخلت الهلع في نفوس السكان».

ويأمل صبحي في أن يلتزم الطرفان بوقف إطلاق النار خلال فترة الاتفاق، «على الرغم من أنهما خرقا تمديد الاتفاق بعد ساعة من توقيعه»، بحسب تعبيره.

ووقعت مواجهات بين الطرفين في منطقة وسط العاصمة، بالقرب من القصر الرئاسي ومحيط قيادة الجيش.

معاناة متواصلة

جليلة، سودانية من سكان وسط الخرطوم، أبلغت «وكالة أنباء العالم العربي»، بأنها لم تعد تملك ما تسد به رمق أطفالها الثلاثة. وتقول إنها بدأت العمل في إحدى الشركات كعاملة نظافة بعد وفاة زوجها، لكن كل أموالها نفدت قبل أسبوع.

وتضيف: «ليس بمقدوري فعل شيء بعد توقف عملي مع بداية الحرب؛ وليس لدينا أقارب في الأقاليم لنذهب إليهم»، مناشدة الجيش وقوات الدعم السريع، الالتزام بوقف إطلاق النار، وصولاً إلى وقف دائم له، لكي تتمكن من العودة إلى عملها وممارسة حياتها بشكل طبيعي.

ويعاني المدنيون في السودان ظروفاً معيشية صعبة، حيث تحوّلت مناطق سكنية في الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد إلى ساحات للمعارك العسكرية، مع انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة وخروج كثير من المستشفيات عن الخدمة.

غارات جوية

ودانت قوات الدعم السريع في بيان أمس (الاثنين)، ما قالت إنه قصف الطيران الحربي السوداني حافلة ركاب وعدداً من المزارع، ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المواطنين، بحسب البيان.

ماريا كوال، وهي وافدة من دولة جنوب السودان تقيم في أحد المساكن العشوائية غرب العاصمة السودانية؛ يقول شقيقها إنها أصيبت في القصف الجوي وتشوّه جسمها بالكامل، وقرر الأطباء بتر رجلها اليسرى.

وأضاف: «هربنا من الحرب في جنوب السودان، لنجدها هنا في الخرطوم؛ لا ندري إلى أين نذهب... الخرطوم ملاذنا الأخير».

وأعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان يوم الأحد، ارتفاع عدد الضحايا وسط المدنيين جراء الاقتتال إلى 866 قتيلاً، و3721 مصاباً.

وقبل بدء القتال بين الطرفين منتصف الشهر الماضي، كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً؛ وكان من المفترض أن تنتهي تلك العملية بإجراء انتخابات في غضون عامين؛ لكن الطرفين كانا قد اختلفا حول خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

واتفق الطرفان على أكثر من هدنة خلال المعارك المستمرة بينهما منذ ما يزيد على الشهر؛ لكنهما يتبادلان الاتهامات بانتهاكها مراراً.

استمرار عمليات النهب

لم تتوقف عمليات النهب والسلب واقتحام البيوت، التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الماضية.

وأبلغت سارة، وهي مهندسة في هيئة الصرف الصحي، «وكالة أنباء العالم العربي»، بأن قوات عسكرية اقتحمت منزلها في حي كافوري وطلبت من السكان مغادرته بعد أن نهبت 8 ملايين ونصف المليون جنيه سوداني (نحو 14 ألف دولار أميركي).

وقالت إن مقتحمي المنزل كانوا مدججين بالسلاح، مضيفة: «ضربوا أخي الأصغر ونهبوا هاتفه. لم يأبهوا لجدي الكبير في السن والمصاب بمرض السكري... عاثوا في الدار؛ اضطررنا للمغادرة إلى بيت شقيقتي في شرق النيل».

وروى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات عسكرية اقتحمت بيوتاً في أحياء أم درمان القديمة، وأمرت أصحابها بالمغادرة بعد أن طالبتهم بتسليم أوراق ملكية البيوت.

وطالت عمليات النهب والسلب الأسواق والبنوك والمحال التجارية والمصانع الكبرى أيضاً.

وأبلغ سكان بمنطقة جبرة، جنوب الخرطوم، «وكالة أنباء العالم العربي»، بسماع دوي انفجارات قوية قرب منزل قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).


 المغرب وإسرائيل يوقعان ثلاث اتفاقيات في مجال النقل

ريجيف  ووزير النقل المغربي محمد عبد الجليل عقب توقيعهما على الاتفاقيات في الرباط (ماب)
ريجيف ووزير النقل المغربي محمد عبد الجليل عقب توقيعهما على الاتفاقيات في الرباط (ماب)
TT

 المغرب وإسرائيل يوقعان ثلاث اتفاقيات في مجال النقل

ريجيف  ووزير النقل المغربي محمد عبد الجليل عقب توقيعهما على الاتفاقيات في الرباط (ماب)
ريجيف ووزير النقل المغربي محمد عبد الجليل عقب توقيعهما على الاتفاقيات في الرباط (ماب)

وقع المغرب وإسرائيل أمس الاثنين بالرباط على ثلاث اتفاقيات تعاون في مجال النقل.

وجرى التوقيع بالأحرف الأولى على هذه الاتفاقيات، المتعلقة بالنقل البحري والاعتراف المتبادل برخص السياقة والسلامة الطرقية، من قبل وزير النقل واللوجيستيك المغربي، محمد عبد الجليل، ووزيرة النقل والسلامة الطرقية الإسرائيلية، ميري ريجيف، التي تقوم حاليا بزيارة عمل إلى المملكة على رأس وفد مهم.

مواطن مغربي يعبر أحد الشوارع بالعاصمة الرباط (رويترز)

ويتعلق الأمر باتفاقيتين حكوميتين، تتصلان بالتعاون في مجال النقل البحري والاعتراف المتبادل برخص السياقة، وكذا بمذكرة تفاهم بشأن تطوير التعاون التقني في مجال السلامة الطرقية والتنقل المستدام.

وقالت ريجيف، في تصريح للصحافة عقب هذا اللقاء، «وقعنا ثلاث اتفاقيات تتعلق بالاعتراف برخص السياقة، والتعاون في مجال النقل البحري، والسلامة الطرقية»، مشيرة إلى أنه تقرر تشكيل فريق مشترك يعالج القضايا المتعلقة بالتكنولوجيات المبتكرة في مجال النقل، لا سيما التنقل الذكي، والطائرات من دون طيار، والسيارات الكهربائية أو ذاتية القيادة».

من جهته، أوضح عبد الجليل، أن زيارة الوزيرة الإسرائيلية إلى المغرب «تشكل فرصة لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين»، مضيفا أن الجانبين سيعملان على تفعيل الاتفاقيات الموقعة سابقا وتلك الموقعة الثلاثاء.

صورة أرشيفية للملك محمد السادس خلال ترؤسه أشغال المجلس الوزاري بالقصر الملكي بالرباط وبدا إلى جانبه ولي العهد الأمير مولاي الحسن (ماب)

وأكد، في هذا السياق، على ضرورة تعزيز علاقات التعاون المغربية - الإسرائيلية بشكل أكبر خلال زيارته المقبلة لإسرائيل المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وعلى هامش التوقيع على هذه الاتفاقيات، أعرب الوزيران عن ارتياحهما لمستوى التطور الذي شهدته العلاقات في وقت قصير، معبرين عن إرادتهما لتعزيز وتطوير أكبر لإطار تعاون ثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وتمحورت المناقشات حول النهوض بالتعاون في مجال النقل السككي والخطوط فائقة السرعة، وتطوير البنية التحتيات للمطارات، والمنصات اللوجيستية والتنقل الذكي (تدبير حركة المرور، والمركبات ذاتية القيادة، وإشارات المرور الذكية، والتكنولوجيات المتعلقة بالنقل).

كما ناقش الطرفان تطوير الرحلات الجوية بين البلدين بهدف تشجيع السياحة بين المغرب وإسرائيل، والرقمنة في النقل، وكذا تشجيع القطاع الخاص والشركات الناشئة على الاستثمار في مجال النقل.

رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي بجانب العلم المغربي خلال زيارة سابقة لضريحي الحسن الثاني ومحمد الخامس في الرباط (أ.ف.ب)

وتندرج زيارة العمل، التي تقوم بها الوزيرة الإسرائيلية، في إطار التبادل المكثف بين الوزارتين منذ اجتماع الطرفين في مايو (أيار) 2022 بألمانيا. ويتضمن برنامج زيارة ريجيف رحلة موضوعاتية على متن البراق إلى طنجة، وزيارة لميناء طنجة المتوسطي، فضلا عن عقد لقاءات مع مسؤولين مغاربة كبار.

من جهة أخرى، وردا على سؤال حول موقف إسرائيل من الصحراء، قالت ريجيف في مقابلة مع قناة «i24NEWS»، إن «إسرائيل تتفهم أهمية هذه القضية بالنسبة للمغاربة، والعلاقات مع المغرب لها أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل وأنا على يقين من أن الحكومة ستتخذ موقفا بشأن هذه القضية قريبا جدا».

وتحدثت ريجيف عن «شعورها الشخصي» إزاء وجودها في المغرب، مستحضرة جذور عائلتها، وقالت «أشعر بأنني في بيتي، زيارتي إلى المملكة المغربية هي الأولى لوزير نقل إسرائيلي. لذلك فهي مهمة جداً بالنسبة لي على المستوى المهني، ولكن أيضاً على المستوى الشخصي لأن والدي ولد في العرائش (شمال المغرب)، وجدي دفن في الدار البيضاء».


السودان: أكثر من 13 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة

وضع الأطفال في السودان بلغ مستويات «كارثية» جراء الصراع الدائر في البلاد (أ.ف.ب)
وضع الأطفال في السودان بلغ مستويات «كارثية» جراء الصراع الدائر في البلاد (أ.ف.ب)
TT

السودان: أكثر من 13 مليون طفل بحاجة ماسة للمساعدة

وضع الأطفال في السودان بلغ مستويات «كارثية» جراء الصراع الدائر في البلاد (أ.ف.ب)
وضع الأطفال في السودان بلغ مستويات «كارثية» جراء الصراع الدائر في البلاد (أ.ف.ب)

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم (الثلاثاء)، إن أكثر من 13.6 مليون طفل في السودان بحاجة ماسة للدعم الإنساني، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت المنظمة الأممية أن وضع الأطفال في السودان بلغ مستويات «كارثية» جراء الصراع الدائر في البلاد، مشيرة إلى أن الحصول على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات يتم بشكل غير منتظم وأحياناً يكون غير متاح.

وذكرت أن أكثر من مليون شخص فروا من ديارهم ونزحوا داخلياً في السودان، بما في ذلك 319 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حتى الآن، ويُعتقد أن نصفهم من الأطفال.

وأشارت «اليونيسف» إلى أن «أكثر من 620 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، نصفهم يواجه خطر الموت إذا لم تتم مساعدتهم في الوقت المناسب».

وحذرت المنظمة من عواقب «مدمرة وطويلة الأجل» على الأطفال بسبب النزوح ونقص الخدمات الأساسية في حال عدم توفير استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق.


الدفاع الليبية: عملياتنا غرب طرابلس مستمرة حتى تحقيق أهدافها

دورية للجيش الليبي في العاصمة طرابلس (أرشيفية - رويترز)
دورية للجيش الليبي في العاصمة طرابلس (أرشيفية - رويترز)
TT

الدفاع الليبية: عملياتنا غرب طرابلس مستمرة حتى تحقيق أهدافها

دورية للجيش الليبي في العاصمة طرابلس (أرشيفية - رويترز)
دورية للجيش الليبي في العاصمة طرابلس (أرشيفية - رويترز)

أشادت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، اليوم (الثلاثاء)، بنجاعة العمليات الأمنية التي بدأت الخميس الماضي، باستهداف عدة مواقع غرب طرابلس وصفتها بأوكار عصابات تهريب الوقود والبشر والمخدرات.

ولم ترشح حتى الآن معلومات عن نتائجها من حيث الضحايا البشرية والخسائر المادية.

وقالت الوزارة في منشور عبر صفحة مكتب الإعلام الحربي بموقع «فيسبوك»، اليوم، إن «المرحلة الأولى من عملياتها انطلقت باستهداف عدد من الأهداف المحددة، بكل دقة عالية أثبت فيها أفراد القوات المسلحة الجوية والأجهزة الاستخباراتية جدارتهم العالية وكفاءتهم».

وبحسب الوزارة، فقد نتج عن العملية «تدمير 7 قوارب معدة للاتجار بالبشر، و6 مخازن لتجار المخدرات والأسلحة والمعدات التي تستخدمها العصابات الإجرامية، و9 صهاريج تستخدم لتهريب الوقود إلى الخارج».

وأكدت الوزارة دقة عملياتها، واتباعها كل الإجراءات الاحترازية لحماية المدنيين، معلنة إطلاق مرحلة أخرى من العملية. وجددت الوزارة دعوتها لكل المواطنين بالتعاون التام مع القوات المسلحة، والابتعاد عن أي مواقع مشبوهة للعصابات الإجرامية، مشيرة إلى أن سلامة المواطنين وممتلكاتهم هي غايتها.

وأفادت الوزارة بأنها سوف تنشر للرأي العام في الوقت المناسب بياناً موثقاً بالفيديو للضربات الجوية في مرحلتها الأولى، مؤكدة استمرار العملية الأمنية حتى تحقيق أهدافها المرجوة.

وأطلقت الوزارة (بمتابعة مباشرة من رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع)، منذ الخميس الماضي، عملية عسكرية استخدمت فيها طيراناً مسيراً قام طيلة الأيام الماضية بقصف مواقع في مدينة الزاوية، وأخرى في مدن صرمان والعجيلات، غرب طرابلس.

وقوبل الأمر باعتراض من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، اللذين قالا إن هذه العمليات «تهدف لتصفية حسابات سياسية بحجة مكافحة الجريمة».

كما أعربت الولايات المتحدة عبر سفارتها عن قلقها من استخدام أسلحة في مناطق مدنية وإمكانية حدوث مزيد من العنف، مطالبة القادة الليبيين ببذل كل ما في وسعهم لتهدئة الوضع واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية أرواح المدنيين.

وتقع الزاوية على بعد 40 كيلومتراً غرب طرابلس، وهي ثالث كبرى مدن الغرب الليبي من حيث المساحة والسكان، وتقع فيها أكبر مصفاة نفط ليبية، وتنشط فيها منذ عام 2011 عدة عصابات تختص بتهريب الوقود المدعوم، والمهاجرين غير الشرعيين، وتجارة المخدرات.


ترحيب سعودي وأميركي بتمديد هدنة السودان

لم تختف من سماء الخرطوم أعمدة الدخان حتى إبان الهُدن (أ.ف.ب)
لم تختف من سماء الخرطوم أعمدة الدخان حتى إبان الهُدن (أ.ف.ب)
TT

ترحيب سعودي وأميركي بتمديد هدنة السودان

لم تختف من سماء الخرطوم أعمدة الدخان حتى إبان الهُدن (أ.ف.ب)
لم تختف من سماء الخرطوم أعمدة الدخان حتى إبان الهُدن (أ.ف.ب)

رحبت السعودية وأميركا، أمس، باتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد وقف إطلاق النار 5 أيام، فيما أوضحت الخارجية الأميركية أن التمديد سيتيح الوقت لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد بحث، أمس، مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، جهود المملكة الهادفة إلى دعم الحلول السياسية في السودان. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الوزيرين بحثا هاتفياً ما تبذله المملكة من جهودٍ لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية من خلال استضافة ممثليها في مفاوضات جدة، وما نتج عن ذلك من اتفاقيات حول وقف إطلاق نار.

ودعت السعودية والولايات المتحدة، الأحد، الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، إلى مواصلة النقاش للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار. وكان الطرفان قد وقّعا في جدة على اتفاق يقضي بهدنة إنسانية لمدة 7 أيام قابلة للتمديد.

من جهة أخرى، رحّبت الولايات المتحدة والنرويج والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، في بيان نشرته الخارجية الأميركية، أمس، ببيان الاتحاد الأفريقي عقب اجتماع «مجلس السلام والأمن» بشأن السودان، ونددت بتصرفات الطرفين المتحاربين والمعاناة التي تسببا فيها لشعب السودان.

وأكدت الدول الثلاث والاتحاد الأوروبي من جديد دعمها «للقيادة الأفريقية وخريطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل الصراع في السودان». كما رحّبت «بجهود الاتحاد الأفريقي لإنشاء آلية موسعة لضمان تحرك إقليمي ودولي شامل ومنسق من أجل عملية سلام قابلة للتطبيق، واستئناف الانتقال إلى الحكم المدني والديمقراطية في السودان».

وكان البيان الختامي لاجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي يوم 27 مايو (أيار) قد طالب «الأطراف المتحاربة بالوقف الفوري لإطلاق النار دون أي شروط مسبقة، ووقف التعبئة»، كما دعا إلى «تبني الحل السلمي للنزاعات وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واستئناف عملية انتقال سياسي تتوج بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية».


«أطفال أفارقة» على طريق الأمل والموت في ليبيا

«أطفال أفارقة» على طريق الأمل والموت في ليبيا
TT

«أطفال أفارقة» على طريق الأمل والموت في ليبيا

«أطفال أفارقة» على طريق الأمل والموت في ليبيا

ما بين دروب صحراوية وعِرة، وظلمات سجون سرية ورسمية في ليبيا، تتشكّل ملامح جريمة وقُودها أطفال أفارقة، وأبطالها سماسرة، يُفسحون الطريق بـ«المال والدم» أمام الحالمين منهم بـ«الفردوس الأوروبي»، لكنها غالباً ما تؤدي إلى الموت.

«الشرق الأوسط» ترصد وقائع عمليات جلب آلاف الأطفال عبر «شبكات دولية»، في رحلة تمتد من دول عربية وأفريقية، وصولاً إلى ليبيا، تتكبّد أسرهم تكاليف الرحلة (ذهاباً) من قُوت يومهم، آملين في حياة أفضل، وتُجبر على دفع «الفدية» (إياباً)، إذا ما سقطوا في قبضة المتاجرين بالبشر، وأُخضعوا للتعذيب.

فمن مصر والسودان وتشاد، تشابهت قصص هؤلاء الصغار، الذين التقينا أسرهم، أو تحدثنا مع ذويهم، بقصد استكشاف كيف يتسربون إلى الداخل الليبي، وما هي الجهات التي تعمل على ذلك، وتستفيد منهم.

أخبرنا قليلون كيف نجوا من الموت غرقاً في البحر المتوسط، وأدخلتهم الأجهزة الأمنية السجون ومراكز الإيواء، لكن هناك في ريف مدينة المنصورة بـ«دلتا مصر» كان والد الطفل عمرو سيد أنور، الذي غرق قارب كان يقله مع 18 آخرين أمام الساحل الليبي، يبكي ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعثروا على جثة ابني، لقد فقدته إلى الأبد».

قيادي كبير في جهاز الهجرة غير المشروعة بطرابلس عزا سبب ازدياد هجرة الأطفال إلى ليبيا بشكل ملحوظ، على الأقل خلال عام 2022، إلى وجود «عصابات أجنبية متشعبة تقف خلف جلبهم من دول أفريقية عدة إلى ليبيا، بقصد استغلالهم، إما في أعمال الدعارة والتسول، وإما في تسهيل تهريبهم إلى إيطاليا، بعد استنزافهم مادياً وجسدياً».

ورداً على وجود عصابات متورطة في بيع الأطفال، كما هي الحال مع كبار السن من المهاجرين، قال إحميد المرابط الزيداني، رئيس اللجنة القانونية لـ«منظمة ضحايا لحقوق الإنسان»: «هذه الجرائم قد تقع في جنوب غربي وجنوب شرقي ليبيا».


«النواب» الليبي ينتقد «تسييس» الضربات الجوية على الزاوية

«النواب» الليبي ينتقد «تسييس» الضربات الجوية على الزاوية
TT

«النواب» الليبي ينتقد «تسييس» الضربات الجوية على الزاوية

«النواب» الليبي ينتقد «تسييس» الضربات الجوية على الزاوية

قال أعضاء في مجلس النواب الليبي، خلال جلسة عقدوها الاثنين بمقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد، إن الطيران المسيّر قصف مواقع مدنية في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، لـ«أهداف سياسية»، واقترح رئيس المجلس عقيلة صالح، مخاطبة البرلمان التركي بشأن ذلك، ودعا إلى إصدار بيان ضدها.

وأمر صالح بقطع البث المباشر عن الجلسة التي كانت منقولة على الهواء مباشرة، بينما أعلن الناطق باسم المجلس عبد الله بليحق، عن انتقالها إلى جلسة مغلقة.

وفي السياق نفسه، أغلق محتجون على الضربات الجوية بالزاوية، الطريق الساحلية بين منطقتي المطرد وصرمان بالسواتر الترابية مع تجمع لآليات مسلحة.

وكان عصام أبو زريبة، وزير الداخلية بحكومة «الاستقرار»، تحدث عن مقتل عنصرين من خفر السواحل بالمنطقة الغربية، في هجوم تعرّضت له نقطة ميناء الماية شرق مدينة الزاوية، التي قال «إن سكانها تعرّضوا لقصف متواصل بحجج واهية، يتم استخدامها لتصفية حسابات شخصية على حساب مصلحة الوطن والمواطن».

أمن طرابلس (أ.ف.ب)

وقالت وسائل إعلام محلية، إن القصف أدى إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 9 آخرين، في حين أظهرت لقطات مصورة تعرّض زورق حربي تابع للبحرية الليبية بنقطة خفر سواحل الماية شرق الزاوية للقصف.

وإلى ذلك، عاد الهدوء الحذر مجدداً إلى العاصمة الليبية، بعد ليلة دامية من القتال العنيف بين الميلشيات المسلحة التابعة لحكومة «الوحدة المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أظهرت هشاشة الوضع الأمني هناك.

وتجاهل الدبيبة هذه الاشتباكات التي اندلعت بين «جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب» و«اللواء 444 قتال»، وكلاهما تابع للحكومة، لكنه أكد لدى اجتماعه الاثنين في طرابلس، مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، دعمه جهودها في ملف «توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتحقيق الأمن والاستقرار ودعم العملية السياسية، وصولاً إلى الاستحقاق الانتخابي».

وأوضح في بيان وزّعه مكتبه، أن أعضاء اللجنة اطلعوه على بنتائج اجتماعهم الأسبوع الماضي بطرابلس مع مجموعة العمل الأمني المنبثقة عن مؤتمر برلين.

وامتنع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الذي يعدّ نظرياً بمثابة القائد الأعلى للجيش الليبي، عن التعليق على تقارير إعلامية تحدثت عن فراره من منزله في منطقة النوفليين إلى أحد فنادق طرابلس؛ للنأي بنفسه عن الاشتباكات.

وأظهرت لقطات فيديو بثّتها وسائل إعلام محلية الإفراج عن النقيب مصعب الزريق باللواء «444 قتال» بعدما اعتقله جهاز الردع أمام ميناء الشعاب بطرابلس.

ولقي أحد عناصر «جهاز الردع» مصرعه، متأثراً بجراحه جراء الاشتباكات مع «اللواء 444» في منطقة عين زارة بطرابلس، بينما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، خروج إحدى سياراته مؤقتاً عن الخدمة بعد تعرّضها لعيار ناري، مشيراً إلى إصابة أحد عناصره بعيار ناري أدى إلى تهشم زجاج السيارة وثقب الإطار.

وكان الجهاز قد حمّل مسؤولية سلامة المدنيين للأطراف المتقاتلة، وطلب «تحكيم صوت العقل والابتعاد عن التجاذبات المسلحة»، كما أعلنت جامعة طرابلس، إيقاف الدراسة وتعليق الامتحانات.

من العاصمة الليبية (أ.ف.ب)

ورغم تأكيد مديرية أمن طرابلس، إصابة شرطي مرور بشظية أثناء تأدية مهامه ليلة البارحة، فقد طمأنت سكان المدينة، بأن الوضع الأمني آمن وأن كل الطرق مفتوحة، مشيرة إلى عودة حركة المرورية لطبيعتها، خصوصاً طريق عين زارة، وطريق الجامعة شارع جرابة، ومنطقة رأس حسن، وطريق صلاح الدين.

وقالت المديرية إن مديرها خليل وهيبة تفقد المناطق التي شهدت الأحداث، كما تفقد سير الامتحانات في مدرستين، مطمِئناً الطلاب واللجان الامتحانات «بأن الوضع آمن، وأن منتسبي المديرية لن يألوا جهداً في سبيل تأمين امتحاناتهم».

ورصد شهود عيان، تحرك رتل من الآليات المسلحة لجهاز دعم المديريات نحو شارع الجرابة بمدينة طرابلس لفض الاشتباكات، بعد توصل قادة الأجهزة العسكرية والأمنية في اجتماع عقدوه في طرابلس، إلى اتفاق لفض الاشتباك ورجوع كل القوات إلى مواقعها.

وأعلن ما يسمى «تجمع ثوار تاجوراء»،التوصل إلى حل للخلاف المُسلح بين جهاز الردع بقيادة عبد الرؤوف كاره، و«اللواء 444 قتال» بإمرة محمود حمزة بمنطقة رأس حسن في طرابلس، لافتاً إلى توقف جميع الاشتباكات بشكل نهائي بعد تدخل قيادات عسكرية.

وطبقاً لعميد بلدية سوق الجمعة حسام بن الحاج، فقد شهدت منطقة رأس حسن اشتباكات خفيفة مساء الأحد.

تعزيزات أمنية في طرابلس (أ.ف.ب)

وقال القائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، إنه اجتمع بمقره في مدينة بنغازي، مع سفيرة المملكة المتحدة كارولين هورندال، من دون الإفصاح عن فحوى اللقاء.


مقتل مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء في هجوم نفذه شبان تونسيون

عناصر من الشرطة في العاصمة تونس (رويترز)
عناصر من الشرطة في العاصمة تونس (رويترز)
TT

مقتل مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء في هجوم نفذه شبان تونسيون

عناصر من الشرطة في العاصمة تونس (رويترز)
عناصر من الشرطة في العاصمة تونس (رويترز)

قال المتحدث باسم محكمة صفاقس لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء قتل طعناً وأصيب 5 آخرون، في هجوم نفذه شبان تونسيون بوسط شرقي تونس.

وقال فوزي المصمودي المدعي العام والمتحدث باسم المحكمة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذا الهجوم نفذ ليل 22 إلى 23 مايو (أيار)، على يد 7 تونسيين مسلحين بسكاكين وسيوف على 19 مهاجراً تجمعوا في منزل بحي الحفارة الشعبي في صفاقس.

وقتل رجل من بنين يبلغ 30 عاماً في هذا الهجوم، ونقل 5 أشخاص من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى المستشفى. وبحسب المصدر ذاته، «جروحهم ليست خطيرة».

وقال المصمودي إن 3 تونسيين أعمارهم 17 و23 و36 عاماً، اعتقلوا بعد فتح تحقيق قضائي.

وشجبت عدة منظمات غير حكومية هذه الجريمة التي «تأتي في أجواء الخطابات المتواصلة للتحريض على الكراهية والعنصرية ضد المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى»، وفقاً لبيان صادر عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف المصمودي أن مقاطع الفيديو تظهر بحسب النتائج الأولية للتحقيق، 7 رجال يهاجمون المهاجرين، مشيراً إلى أن التحقيق مستمر لمعرفة دوافع الهجوم.

وشجبت 23 منظمة غير حكومية في بيان مشترك، «خطاب الكراهية والترهيب ضد المهاجرين (من أفريقيا جنوب الصحراء) المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يسهم في التعبئة ضد الفئات الأكثر ضعفاً ويؤجج السلوك العنيف ضدهم».

وقد انتقدت هذه المنظمات؛ منها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب «مناخ الإفلات من العقاب وتطبيع العنف» وحملت الرئيس التونسي قيس سعيد مسؤوليته.

وتكثف رحيل المهاجرين الأفارقة من تونس بعد خطاب ألقاه سعيد في 21 فبراير (شباط)، انتقد فيه الهجرة غير الشرعية وعدّها تهديداً ديموغرافياً لبلاده.

جزء كبير من رعايا دول أفريقيا جنوب الصحراء الـ21 ألفاً المسجلين رسمياً، ومعظمهم في وضع غير شرعي، فقدوا بين ليلة وضحايا وظائفهم ومساكنهم نتيجة حملة ضد المهاجرين. وتم تسجيل حالات اعتداء.

ويأتي معظم المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، للهجرة من طريق البحر إلى أوروبا، والوصول بشكل غير قانوني إلى السواحل الإيطالية.


الجزائر: شنقريحة يشيد بـ«النتائج الباهرة» المحققة في عمليات الجيش

يستعرض الحرس خلال زيارته (وزارة الدفاع)
يستعرض الحرس خلال زيارته (وزارة الدفاع)
TT

الجزائر: شنقريحة يشيد بـ«النتائج الباهرة» المحققة في عمليات الجيش

يستعرض الحرس خلال زيارته (وزارة الدفاع)
يستعرض الحرس خلال زيارته (وزارة الدفاع)

أثنى رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، الاثنين، خلال زيارته منشأة عسكرية بوهران، كبرى مدن غرب البلاد، على «أداء كوادر ومستخدمي قواتنا المسلحة؛ نظير ما يحققونه من نتائج باهرة»، وذلك خلال حديثه عن برامج التحضير القتالي للعام 2023، وعمليات مطاردة التنظيمات المشددة وشبكات المهربين بالحدود، وجماعات الهجرة غير النظامية.

الفريق أول سعيد شنقريحة (وزارة الدفاع)

وقال شنقريحة مخاطباً كوادر «الناحية العسكرية الثانية» (غرب)، وفق ما نشره الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الاثنين، أنه يقدّر شديد التقدير «أداء كوادرنا ومستخدمينا على مستوى كل مكونات قواتنا المسلحة، وأنوه بروحهم العالية حيال المساهمة في تطوير قدراتنا القتالية والعملياتية، هذا التقدير الذي يستحقونه عن جدارة واستحقاق مقابل ما حققوه من نتائج باهرة، لا سيما في مجال التطبيق الوافي لبرامج التحضير القتالي، واستيعاب مراميها وإتقان مضامينها».

كما أشاد قائد الجيش، بـ«جودة التمارين التكتيكية والعملياتية، التي أصبحت تجرى ليس فقط في نهاية السنة التدريبية، بل حتى في بدايتها وفي كل فصول السنة، وتلك سمة بارزة أخرى لهذه المرحلة المتقدمة والمتطورة التي بلغها جيشنا اليوم».

ولفت شنقريحة إلى «النتائج المعتبرة التي حققها رجالنا البواسل، في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وأشكال التهريب كافة، لا سيما المخدرات بكل أنواعها، وهي نتائج بالغة الأهمية، ستسمح دون شك بتطهير أرض الجزائر من هذه الظواهر السلبية، وتمكّن بذلك بلادنا من التفرغ كاملاً لخوض غمار التطوير المنشود على الصعد كافة وفي كل المجالات».

تدريبات عسكرية (الجيش الجزائري)

وأضاف «ما اتسم به الجيش الوطني الشعبي، في السنوات القليلة الماضية، من جدية وفاعلية، كفيل بتمكينه من الحفاظ على أمانة الشهداء، وحماية أمن واستقرار الوطن واستقلاله ووحدته الترابية والشعبية».

وجاء في موقع وزارة الدفاع، أن شنقريحة دشّن المقر الجديد لقيادة أركان «الناحية العسكرية الثانية»، وأنه «عاين من كثب مرافقه المنشآتية، التي تحوز جميع الوسائل والإمكانات، التي من شأنها تمكين الإطارات والمستخدمين من أداء المهام الحساسة المنوطة بهم، على الوجه الأمثل والأكمل».

قائد الجيش الجزائري (وزارة الدفاع)

ومنذ مطلع مايو (أيار) الماضي، نشرت وزارة الدفاع حصيلة لأعمال الجيش في مناطق كثيرة من البلاد، خصوصاً بالحدود الجنوبية المشتركة مع مالي والنيجر، تضمنت اعتقال العشرات من أعضاء الجماعات المتطرفة، والعديد من الأشخاص بشبهة تقديم الدعم لهم، وتجار مخدرات ومهاجرين غير نظاميين، زيادة على حجز أسلحة حربية وذخيرة، ومواد متفجرة وتدمير مخابئ تابعة لإرهابيين. وخلال هذه الفترة، قُتل ضابط برتبة نقيب في اشتباك مسلح مع متطرفين غرب العاصمة.

وتناول خطاب شنقريحة، قرار الرئيس عبد المجيد تبون تجهيز مخصص مالي، لبناء تمثال ضخم فوق أعلى جبل بوهران، للأمير عبد القادر الجزائري، قائد ثورات شعبية ضد الاستعمار الفرنسي في القرن الـ19، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. مشيراً إلى أنه قرار «حكيم ينم عن قيم الوفاء التي لطالما طبعت شعبنا العريق، وترسخت في تقاليد أمتنا العظيمة تجاه أبطالها؛ حتى تبقى إلى الأبد شاهدة على عظمة صنائعهم». ويشار إلى أن الجزائر احتفلت في 26 من الشهر الحالي، بمرور 140 سنة على وفاة الأمير عبد القادر، الذي وصفه شنقريحة بـ«بطل فذ، لا تزال شخصيته وإنجازاته العظيمة محطاً لتقدير وعرفان وفخر الشعب الجزائري برمته، بل والعالم بأسره، كرمز من رموز المقاومة الشعبية الجزائرية ضد قوى الاستعمار والظلم، وكرجل كرّس حياته لإعلاء كلمة الحق وخدمة أمته الجزائرية».