تقرير: أميركا تنقل طائرات حديثة من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادي

لردع الصين وروسيا

طائرة أميركية من طراز «A-10» (أرشيفية-رويترز)
طائرة أميركية من طراز «A-10» (أرشيفية-رويترز)
TT

تقرير: أميركا تنقل طائرات حديثة من الشرق الأوسط إلى المحيط الهادي

طائرة أميركية من طراز «A-10» (أرشيفية-رويترز)
طائرة أميركية من طراز «A-10» (أرشيفية-رويترز)

قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة سترسل طائرات هجومية قديمة من طراز «A-10» لاستبدال طائرات مقاتلة أكثر تطوراً في الشرق الأوسط كجزء من جهود البنتاغون لنقل مقاتلات أكثر حداثة إلى المحيط الهادي وأوروبا لردع الصين وروسيا. وحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، يعد نشر طائرات «A-10»، المقرر إجراؤه في أبريل (نيسان)، جزءاً من خطة أوسع تدعو إلى الاحتفاظ بقوات بحرية وبرية متواضعة في منطقة الشرق الأوسط.
ينتقل الجيش الأميركي إلى حقبة جديدة من منافسة «القوى العظمى» مع الصين وروسيا، وقد سعى لسنوات لتقليص وجوده في الشرق الأوسط ليواجه مجموعة من التحديات الجديدة. وبينما غادرت القوات الأميركية أفغانستان، يساعد الجيش الأميركي شركاءه العراقيين والسوريين في محاربة تنظيم «داعش»، الذين قُتل ما يقرب من 700 منهم العام الماضي، وفقاً للجيش الأميركي. كما تحاول القوات الأميركية أيضاً ردع الهجمات المتكررة التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران.
قال مسؤول دفاعي كبير إن القيادة المركزية الأميركية، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، قررت أنها بحاجة إلى الاحتفاظ بسربين من الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وأضاف: «لكن مع تركيز البنتاغون على الصين وقلقه بشأن عدوان روسيا في أوكرانيا قررت القيادة أنه لا توجد طائرات مقاتلة كافية لتحقيق هذا الهدف، واقترح سلاح الجو إرسال طائرات A-10 الخارقة للدبابات».
بموجب الخطة الجديدة، سيتمركز سرب من طائرات «A-10» في المنطقة إلى جانب سربين من طائرات «F-15E» و«F-16». عادة ما يبلغ عدد الأسراب المنتشرة في المنطقة حوالي 12 طائرة. أثارت الخطة الاستغراب في بعض الدوائر الدفاعية بعد أن ضغطت القوات الجوية للتخلص التدريجي من طائرات «A-10» القديمة لتوفير الأموال لبرامج أخرى.
وقال رئيس أركان القوات الجوية الجنرال سي. كيو براون الشهر الماضي: «نحن نتخلص من طائرات A-10 بشكل أسرع مما كنا نظن في الأصل».
يقول منتقدو طائرات «A-10» إن الطائرات التي يبلغ عمرها أربعة عقود هي ضعيفة للغاية وبطيئة في التعامل مع الجيش الصيني المتنامي. لكن بعض الخبراء يقولون إنها لا تزال لها فائدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك ضد مقاتلي الميليشيات المسلحة بأسلحة خفيفة أو الطائرات البحرية الإيرانية، ما يمكّن البنتاغون من نقل المقاتلات الحديثة متعددة المهام إلى المحيط الهادي وأوروبا.
تعد عمليات نشر القوات الجوية جزءاً من خطة سرية أكثر شمولاً ستشهد وجود سفينتين إلى ثلاث سفن بشكل عام في الشرق الأوسط، ولكن ليس حاملة طائرات، وفقاً لمسؤولين مطلعين على الخطة. بالإضافة إلى ذلك، ستحتفظ الولايات المتحدة بكتيبتين مضادتين للصواريخ من طراز «باتريوت» تابعتين للجيش الأميركي في الشرق الأوسط. تتكون الكتيبة من أربع بطاريات «باتريوت»، يمكن أن تحتوي كل منها على ما يصل إلى ثماني قاذفات. ستواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بنحو 2500 جندي في العراق وحوالي 900 جندي في سوريا لمساعدة الشركاء المحليين في محاربة مقاتلي «داعش». بالإجمال، سيبقى أكثر من 30.000 عسكري أميركي في المنطقة.
يشعر بعض الضباط الأميركيين المتقاعدين بالقلق من أن مستويات القوة هذه غير كافية للتعامل مع مجموعة كاملة من التهديدات في الشرق الأوسط. اقترح بعض مسؤولي الدفاع المدنيين العام الماضي تخفيضات أكثر في عدد القوات البحرية وبطاريات «باتريوت» المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط من أجل نقلها إلى مكان آخر. لكن الجنرال إريك كوريلا، الذي يقود القيادة المركزية، عارض هذا الاقتراح في مذكرة سرية إلى الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الحلقة، قبل أن يتخذ وزير الدفاع لويد أوستن قراراً بشأن الإبقاء على مستويات القوة الحالية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إن «عملية إدارة القوات العالمية في وزارة الدفاع ديناميكية، ووزير الدفاع يتخذ قرارات بناءً على التهديدات لقواتنا ومصالح أمننا القومي».
سعت القيادة المركزية إلى تعويض وجودها المتواضع من خلال نشر طائرات دون طيار جوية وبحرية والعمل مع شركاء إقليميين. أجرت القوات الأميركية والإسرائيلية مناورة عسكرية كبيرة في يناير (كانون الثاني) تضمنت أكثر من 140 طائرة، والتي كانت تهدف إلى إثبات قدرة الولايات المتحدة على إرسال قوات إلى المنطقة في حالة حدوث أزمة.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل جو بوتشينو: «ننتقل من فترة تاريخية كانت فيها القيادة المركزية مسرحاً لحربين طويلتين. ليس لدينا العدد الهائل من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانت لدينا في المنطقة قبل خمس سنوات. بدلاً من ذلك، يتعين علينا تنمية شراكات عميقة ودائمة يمكن أن تكون بمثابة تحوط ضد التهديدات في المنطقة بينما تردع إيران».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)
كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)
TT

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)
كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء أنّه قرّر تعيين كيمبرلي غيلفويل، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز، في منصب سفيرة الولايات المتّحدة في اليونان.

وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" أنّه "لسنوات عديدة، كانت كيمبرلي صديقة وحليفة مقرّبة".

وأضاف الملياردير الجمهوري الذي سيتسلم السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) أنّ "خبرتها الواسعة وميزاتها القيادية في مجالات القانون والإعلام والسياسة، فضلاً عن ذكائها الشديد، تجعلها مؤهلة تأهيلا عاليا لتمثيل الولايات المتحدة وحماية مصالحها في الخارج".

وبحسب شبكة "سي إن إن الإخبارية وعدد من الصحف الشعبية فإنّ الخطيبين دونالد ترمب جونيور وكيمبرلي غيلفويل انفصلا مؤخرا. وغيلفويل، المسؤولة السابقة عن تمويل الحملة الانتخابية لترمب في انتخابات 2020، كانت أيضا مدعية عامة في سان فرانسيسكو.

كذلك، أعلن ترمب الثلاثاء أنّه اختار توماس باراك ليكون سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. وباراك الذي كان "مستشارا غير رسمي" لحملة ترمب الانتخابية للعام 2016، تولّى رئاسة اللجنة المنظمة لحفل تنصيب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2017. وفي عهد ترمب قدّم باراك المشورة لكبار المسؤولين الحكوميين بشأن سياسة الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط. وفي 2021 وُجّهت إليه تهمة ممارسة أنشطة لوبي غير معلن عنها، لكن القضاء برّأه من هذه التهمة في 2022.

ويتعيّن على مجلس الشيوخ أن يصادق على الأسماء التي يرشّحها الرئيس لتولي سفارات الولايات المتحدة. وتهيمن أغلبية جمهورية على مجلس الشيوخ الحالي، مما سيسهّل مهمة الموافقة على هذه التعيينات. وسبق للرئيس المنتخب أن اختار أفرادا من عائلته لتولّي مناصب عليا في إدارته المقبلة، ومن هؤلاء تشارلز كوشنير، والد صهر الرئيس المنتخب،وقد عيّنه ترمب سفيرا لدى فرنسا.