غالبية البريطانيين ينتقدون مشكلات الموازنة

الإضرابات تتواصل على الرغم من اتفاق الأجور

سيّاح وزوار خارج أسوار قصر باكنغهام الملكي وسط لندن (رويترز)
سيّاح وزوار خارج أسوار قصر باكنغهام الملكي وسط لندن (رويترز)
TT

غالبية البريطانيين ينتقدون مشكلات الموازنة

سيّاح وزوار خارج أسوار قصر باكنغهام الملكي وسط لندن (رويترز)
سيّاح وزوار خارج أسوار قصر باكنغهام الملكي وسط لندن (رويترز)

يعتقد أكثر من نصف البريطانيين أن حكومة المحافظين فشلت في حل المشكلات الناتجة عما يطلق عليها اسم «الميزانية المصغرة»، الخاصة برئيسة الوزراء السابقة، ليز تراس، والتي أدت إلى تراجع قيمة الجنيه الإسترليني وارتفاع معدلات الرهن العقاري.
وأظهر استطلاع للرأي أُجري بعد عرض الميزانية السنوية الخاصة بجيريمي هانت في الأسبوع الماضي، أن 54 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن وزير الخزانة لم يتغلب على المشكلات التي خلَّفها له سلفه، كواسي كوارتنغ، حسبما أوردته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، يوم الثلاثاء.
وقال أقل من ربع المشاركين في الاستطلاع، بنسبة 22 في المائة، إن وزير الخزانة الجديد قد حل المشكلات. وكان هانت قد حل محل كوارتنغ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أيام من اضطرار تراس إلى ترك «داونينغ ستريت». وقام معهد «دلتا بول» بإجراء الاستطلاع لصالح «بلومبرغ».
وفي الشارع البريطاني، لا تزال المظاهرات والإضرابات قائمة، إذ نظم عشرات الآلاف من موظفي الجامعات في بريطانيا مزيداً من الإضرابات يوم الاثنين، على الرغم من الآمال المعقودة في تحقيق انفراجة في الخلافات الدائرة حول الأجور والعقود والمعاشات التقاعدية.
وقالت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» إن الجامعات في جميع أنحاء بريطانيا تعرضت لموجة جديدة من الإضرابات، مع إلغاء المحاضرات والندوات؛ حيث بدأ نحو 70 ألف عضو في نقابة الجامعات والكليات، الاثنين، أول يوم من 3 أيام متتالية من الإضرابات هذا الأسبوع.
ويأتي ذلك بعد أن صوتت لجنة التعليم العالي في النقابة على مواصلة الإضراب. وقالت مجموعة من النقابات وجمعية أصحاب الأعمال في الجامعات والكليات التي تمثل 144 صاحب عمل، يوم الأربعاء الماضي، إنه تم التوصل إلى اتفاق «بشأن الشروط المرجعية للمفاوضات التفصيلية».
إلى ذلك، أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاع أسعار المساكن في بريطانيا خلال مارس (آذار) الحالي، بعد استقرارها خلال الشهر الماضي، بفضل الارتفاع الكبير في أسعار شريحة المساكن الأكبر مساحة الفاخرة، حسب موقع «رايت موف» العقاري البريطاني.
وذكر الموقع أن متوسط سعر المسكن في بريطانيا ارتفع خلال الشهر الجاري بنسبة 0.8 في المائة شهرياً، بعدما لم يحقق أي نمو خلال الشهر الماضي، ومع ذلك فإن نسبة الزيادة جاءت أقل من متوسط الزيادة خلال شهور مارس طوال العشرين عاماً الماضية، وكان 1 في المائة، بما يعكس ارتفاع درجة الحذر لدى البائعين الجدد. وبشكل عام جاءت الزيادة في أسعار المساكن خلال الشهر الحالي مدفوعة بارتفاع أسعار المساكن الكبيرة بنسبة 1.2 في المائة.
وقال تيم بانيستر، مدير إدارة علوم العقارات في «رايت موف»، إن بداية فصل الربيع تشهد عودة الاستقرار والثقة المستمرة في السوق، مع التعافي من فترة الاضطراب التي شهدتها نهاية العام الماضي.
وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار المساكن بنسبة 3 في المائة، بعد ارتفاعها بنسبة 3.9 في المائة سنوياً خلال شهر فبراير (شباط) الماضي. ووصل متوسط سعر الوحدة السكنية في بريطانيا خلال الشهر الحالي إلى 365 ألف جنيه إسترليني.
وانخفض متوسط السعر الذي يطلبه البائعون الجدد في سوق المساكن خلال الشهر الحالي بنحو 5800 جنيه إسترليني، عن ذروة متوسط السعر في أكتوبر الماضي، مع تحرك السوق بحذر نحو مستويات ما قبل جائحة فيروس «كورونا» المستجد، على الرغم من الاضطراب الاقتصادي، حسب «رايت موف».


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».