مقرر الأمم المتحدة: انتهاكات إيران قد تصل إلى مستوى {جرائم ضد الإنسانية}

جاويد رحمان أكد أن التجاوزات الحالية هي «الأسوأ» منذ 4 عقود... وعقوبات غربية تستهدف مسؤولين في «الحرس الثوري»

مقرر الأمم المتحدة: انتهاكات إيران قد تصل إلى مستوى {جرائم ضد الإنسانية}
TT

مقرر الأمم المتحدة: انتهاكات إيران قد تصل إلى مستوى {جرائم ضد الإنسانية}

مقرر الأمم المتحدة: انتهاكات إيران قد تصل إلى مستوى {جرائم ضد الإنسانية}

ندّد المقرر الخاص المعنيّ بحقوق الإنسان في إيران، الاثنين، باحتمال ارتكاب «جرائم ضدّ الإنسانية» في هذا البلد، خصوصاً بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب. وقال جاويد رحمن، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في إيران والخبير المستقل، أمام مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في جنيف، إن الانتهاكات الحقوقية التي تشهدها إيران حالياً هي «الأسوأ» منذ 4 عقود في البلاد. وأضاف: «إن حجم وخطورة الانتهاكات التي ارتكبتها السلطات الإيرانية، خصوصاً منذ وفاة أميني، تشير إلى احتمال ارتكاب جرائم دولية، بما فيها جرائم ضدّ الإنسانية، هي جرائم قتل وسجن وإخفاء قسري وتعذيب واغتصاب وعنف جنسي واضطهاد»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف رحمن أن نطاق وفداحة الجرائم التي ارتكبتها السلطات في إطار حملة قمع أوسع ضد الاحتجاجات بعد وفاتها «يشيران إلى احتمال ارتكاب جرائم دولية، ولا سيما الجرائم ضد الإنسانية»، وفق ما نقلت «رويترز». وأضاف، أمام مجلس حقوق الإنسان: «لا يمكن إذاً تجاهل مسؤولية كبار المسؤولين».
وشهدت إيران احتجاجات واسعة بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر الماضي.
وقال جاويد رحمن، للمجلس التابع للأمم المتحدة، الذي يتخذ من جنيف مقراً له، إن لديه أدلة على أن مهسا أميني توفيت «نتيجة ضرب شرطة الأخلاق لها»، مشدداً على أن وفاة أميني «ليست حدثاً منعزلاً، إنما الأحدث في سلسلة طويلة من أعمال العنف الشديد التي ارتكبتها السلطات الإيرانية بحق النساء والفتيات».
وقال طبيب شرعي إيراني إن مهسا توفيت بسبب ظروف صحية لديها قبل احتجازها، وليس نتيجة تعرضها للضرب على الرأس والأطراف.
في المقابل، قال السفير الإيراني علي بحريني للمجلس إن «المزاعم خيالية، وإن المجلس يستهدف بلاده». وتابع قائلاً: «يحاولون تصوير تخيلاتهم على أنها حقيقة الوضع في إيران».
وذكر رحمن أن نحو 527 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات، من بينهم 71 طفلاً، وأن من بين القتلى من تعرضوا للضرب حتى الموت على أيدي قوات الأمن. ونقل عن أطباء إيرانيين قولهم إن طلقات الرصاص استهدفت وجوه النساء والفتيات وصدورهن وأعضاءهن التناسلية. وأضاف رحمن، في كلمته: «الأطفال المفرج عنهم تحدثوا عن اعتداءات جنسية، وتهديدات بالاغتصاب، والجلد، والصعق بالصدمات الكهربائية، وتعرضهم لإغراق رؤوسهم في الماء، وتعليقهم من أذرعهم أو من أوشحة ملفوفة حول أعناقهم».
وعبّر عن غضبه من إعدام 4 أشخاص على الأقل مرتبطين بالاحتجاجات، وقال إن ما مجموعه 143 شخصاً أُعدموا في البلاد منذ يناير (كانون الثاني) بعد «محاكمات غير عادلة بشكل صارخ». وأعدمت السلطات الإيرانية، حتى الآن، 4 أشخاص على الأقل لارتباطهم بالمسيرات المناهضة للنظام، وحكمت على ما لا يقل عن 17 متظاهراً بالإعدام، بينما يواجه أكثر من 100 شخص تهماً قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، بحسب المقرر.
وتطرّق أيضاً إلى أعمال تعذيب بحق أطفال كانوا مُحتجزين، واعتقال عشرات المدافعين عن حقوق الإنسان، بينهم ما لا يقلّ عن 600 طالب و45 محامياً و576 ناشطاً من المجتمع المدني. وتقدر منظمات حقوقية عدد المعتقلين بـ20 ألفاً.
وصوّت المجلس، المؤلف من 47 عضواً، وهو الجهة الوحيدة المكونة من حكومات لحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، في نوفمبر (تشرين الثاني)، على إجراء تحقيق مستقل في قمع إيران للاحتجاجات، وهو ما يجري العمل عليه حالياً.
وهذا أول تقرير يصدره المقرر الأممي بناء على شهادات ضحايا ومحامين وناشطين في مجال حقوق الإنسان، منذ اندلاع الاحتجاجات.
فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واستراليا عقوبات ضد عدد إضافي من مسؤولي القضاء الإيراني و «الحرس الثوري»، في أحدث سلسلة من إجراءات تجميد الأصول وحظر التأشيرات.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان «بوجه خاص، يفرض المجلس (الأوروبي) عقوبات على أعضاء في السلطة القضائية أصدروا أحكاما بالإعدام في محاكمات جائرة ولدورهم في تعذيب مدانين».
وشملت العقوبات الأوروبية، إمام جمعة مشهد أحمد علم الهدى وثلاثة قضاة في إيران، بالإضافة إلى» المجلس الأعلى للثورة الثقافية» الخاضع لمكتب المرشد الإيراني،
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحافيين في بروكسل «نريد أن نوضح أنه ما من أحد فوق القانون ولهذا سنفرض حزمة سادسة من العقوبات هنا في بروكسل».
من جهتها، قالت بريطانيا إنها فرضت عقوبات على مسؤولين كبار في «الحرس الثوري»، بمن فيهم أشخاص قالت إنهم مسؤولون عن إدارة الاستثمارات المالية لهذه القوات.


مقالات ذات صلة

بريطانيا تستضيف اجتماعاً حول ليبيا من دون حضور «أطراف الأزمة»

شمال افريقيا جانب من مؤتمر «برلين» بشأن ليبيا في يونيو 2021 (أرشيفية - البعثة الأممية)

بريطانيا تستضيف اجتماعاً حول ليبيا من دون حضور «أطراف الأزمة»

قبل التئام مؤتمر منتظر، في لندن بشأن ليبيا، زادت حدة الخلافات بين الأفرقاء المتنازعين على السلطة، فيما بدا عدم تمثيل «الفاعلين في الأزمة» أمراً مستغرباً للبعض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الموفد الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن في مؤتمر عبر الفيديو في 29  نوفمبر (أرشيفية - أ.ف.ب)

المبعوث الأممي: ما يحصل في سوريا دليل فشل جماعي

قال المبعوث الأممي إلى سوريا، إن ما يحدث اليوم دليل على الفشل الجماعي في تحقيق عملية سياسية حقيقية منذ سنوات كثيرة، لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2245.

«الشرق الأوسط» (لندن - جنيف )
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تدعو إلى زيادة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة

دعت تركيا المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على إسرائيل على الفور لوقف هجماتها بشكل كامل على قطاع غزة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص متظاهر يشارك في إحياء يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في جوهانسبورغ الجمعة (إ.ب.أ)

خاص 77 عاماً على القرار 181... إسرائيل تتجاهل والفلسطينيون يتمنون «التقسيم»

بعد 77 عاماً على قرار التقسيم، يثبت من جديد أن «حل الدولتين» هو الأفضل والأمثل والأجدى. والحرب الأخيرة تثبت أكثر من ذي قبل أن سياسة الرفض لن تجلب سوى الويل.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مشهد للدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على منطقة مرجعيون في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: تنفيذ اتفاق وقف النار في لبنان لا يمكن أن يتم «بين ليلة وضحاها»

قالت منسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان، الجمعة، إن تنفيذ اتفاق وقف النار وانسحاب إسرائيل من الجنوب وتعزيز انتشار الجيش اللبناني، لا يمكن أن يتم «بين ليلة وضحاها».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الجامعة العربية»: «حل الدولتين» سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة

جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)
جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)
TT

«الجامعة العربية»: «حل الدولتين» سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة

جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)
جانب من احتفال «الجامعة العربية» بـ«اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» (الجامعة العربية)

وسط مشاركة واسعة أحيت جامعة الدول العربية، الأحد، «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، موجِّهة «رسالة تضامن إلى الشعب الفلسطيني إجلالاً واعتزازاً وتقديراً لنضالاته وصموده في وجه آلة القهر والظلم الإسرائيلي»، وذلك عشية انطلاق مؤتمر وزاري دعت إليه القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، يوم الاثنين.

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية حالياً بأنه «تاريخي وصعب»، مشيراً إلى «المخطط الإسرائيلي الرامي لإنهاء الوجود الفلسطيني وتصفية مشروع الدولة الفلسطينية، والتهجير القسري، بجعل حياة المجتمع الفلسطيني في غزة والضفة الغربية مستحيلة».

وقال أبو الغيط، في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية، السفير سعيد أبو علي، إن «تمرير المخطط الإسرائيلي أمام بصر العالم، بالصمت والعجز، هو اشتراك في تلك الجريمة التاريخية، في مشهد لا يمكن وصفه إلا بالعار».

وأضاف أن «ما يجري في غزة تطهير عرقي، وحرب إبادة، لا هدف لها سوى ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي، وبسط نظام التفرقة العنصرية البغيض من النهر إلى البحر»، مشيداً بالدول التي اعترفت بدولة فلسطين، مؤكداً أنه «لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة من دون حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

دخان يتصاعد خلال عملية إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

وأكد أبو الغيط أن «المحاسبة والعقاب على جرائم الاحتلال هما السبيل إلى إنهائه»، وأشاد في هذا السياق بـ«التحرك الشجاع للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيل»، قائلاً: «نرحب بهذه الإجراءات مع إدراكنا أنها ليست كافية بعدُ لتحقيق هدف وقف العدوان، ووضع حد للإبادة».

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية دول العالم إلى «إدراك الحقيقة الساطعة، وهي أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يضعف الثقة في النظام الدولي كله»، مشيراً إلى دعوة القمة العربية - الإسلامية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال: «نرى هذا التوجه منطقياً في ظل ما يمثله الاحتلال من تهديد للأمن والسلم الدوليين، بل وفي ظل إخلاله بشروط قبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة منذ أكثر 75 عاماً».

كما قال مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير مهند العكلوك، في كلمته، إن «العدالة الدولية التي لا تُنصف الضحايا، ولا تُعاقب المجرم، إنما هي ميزان مُختل لا ينفع الناس»، موضحاً أن «التضامن الذي لا يوقف جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني على مدار 422 يوماً، هو كالذي يُعالج السرطان بمسكِّن ألم».

أيضاً أكد مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير طلال المطيري، على موقف بلاده «الثابت تجاه دعم حقوق ومكتسبات الشعب الفلسطيني الشقيق وفقاً للمرجعيات الدولية لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

منازل مدمَّرة في مخيم المغازي للاجئين خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

في سياق متصل، كرَّمت جامعة الدول العربية، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، و«هيئة مقاومة الجدار والاستيطان»، و«هيئة دعم الأسرى والمحررين الفلسطينيين»، ونقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، والتركية عائشة نور أزلي التي اغتالها الاحتلال في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال احتجاجات سلمية ضد الاستيطان في نابلس بالضفة الغربية.

وتحشد مصر «كل الجهود لوقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة»، بحسب مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية، السفير محمود عمر. وشدد عمر في كلمته أمام الندوة التي نظمتها «الجمعية المصرية للأمم المتحدة» بمناسبة «اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، يوم الأحد، على «أهمية المؤتمر الوزاري الدولي الذي تنظمه القاهرة، يوم الاثنين، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش؛ لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة وحشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني، بما يسهم في التخفيف من وطأة معاناته الإنسانية».

واستعرض الدبلوماسي المصري الجهود التي بذلتها القاهرة، منذ اليوم الأول للحرب على غزة، وجدد التأكيد على موقف مصر «الحاسم والرافض لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من أرضهم». وتستهدف القاهرة مشاركة إقليمية ودولية واسعة في مؤتمر «مساعدات غزة»، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة لسكان القطاع مع حلول فصل الشتاء.