تركيا تدعو إلى زيادة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزةhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5086968-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
تركيا تدعو إلى زيادة الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)
دعت تركيا المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على إسرائيل على الفور لوقف هجماتها بشكل كامل على قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن «الإبادة الجماعية في غزة هي العلامة الأكثر وضوحاً على أزمة شرعية النظام الدولي، وتلقي بظلالها على موثوقية المؤسسات المتعددة الأطراف».
وأضاف فيدان، في كلمة خلال منتدى إعلامي في إسطنبول، السبت، أن اعتداءات إسرائيل على قوة الأمم المتحدة للسلام في لبنان (يونيفيل) وتصنيفها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) منظمة إرهابية، موقف صارخ آخر من الحكومة الإسرائيلية، حيث يتجاهل رئيسها بنيامين نتنياهو النظام الدولي.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً خلال منتدى لقناة « تي آر تي وورلد» في إسطنبول السبت (الخارجية التركية)
ولفت إلى أن توسع إسرائيل في هجماتها تجاه لبنان وإيران يظهر خطأ نتنياهو، لكن بينما يواصل نتنياهو «عنفه الهمجي»، تلتزم بعض الدول الصمت، بل وتمنع المنظمات الدولية من إيقافه، وهذا الوضع يكشف بوضوح عن نفاق النظام الدولي لإسرائيل وازدواجية معاييره.
وأكد أنه نتيجة لذلك، لا يمكن للنظام الدولي الحالي أن ينتج السلام والاستقرار، ولا يوفر العدالة أو المساواة، موضحاً أن الجمود الحالي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو مثال على ذلك. وأشار فيدان إلى أن استمرار دعم الأسلحة والذخائر لإسرائيل يجعلها أكثر عدوانية، ولهذا السبب بادرت تركيا بدعم من 52 دولة ومنظمتين دوليتين بإرسال رسالة مشتركة حول هذه القضية إلى الأمم المتحدة. وشدد على ضرورة احترام القانون الدولي ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب المستمرة في غزة.
وأكد فيدان أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على أساس حل الدولتين، فلا يمكن إحلال السلام بأي طريقة أخرى لفترة طويلة.
وعبر وزير الخارجية التركي عن ثقته بأن الشعب الفلسطيني سينعم حتماً بحياة حرة وآمنة ومزدهرة على أرضه تحت مظلة دولته.
وقال فيدان في رسالة، نشرها فيدان على حسابه في «إكس» بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الموافق 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن الشعب الفلسطيني خاض نضالاً مشرفاً دون أن يتنازل عن قضيته العادلة رغم الظلم والاضطهاد اللذين يتعرض لهما منذ عام 1947.
Filistin halkı, 1947’den bu yana maruz kaldığı adaletsizlik ve zulme rağmen haklı davasından vazgeçmeden onurlu bir mücadele vermektedir.Topraklarını terk etmeyip kimliğine ve geleceğine sahip çıkan Filistinliler, aynı zamanda uluslararası hukuka ve küresel insani değerlere...
وأضاف أن «الفلسطينيين، الذين لم يتخلوا عن أرضهم ودافعوا عن هويتهم ومستقبلهم، يمثلون أيضاً الإيمان بالقانون الدولي والقيم الإنسانية العالمية، وأن التاريخ أثبت مراراً وتكراراً أن الظلم لا يدوم»، لافتاً إلى أن الدعم الدولي لنضال الشعب الفلسطيني يتزايد يوماً بعد يوم، وأن أصوات الدول والأفراد ذوي الضمير الحي باتت أعلى.
وجدد فيدان عزم تركيا على مواصلة السعي مع الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي لتحقيق العدالة والسلام.
حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، من أن التهديدات المتكررة بالإخلاء والقصف المستمر لمحيط المستشفيات تهدد بخروج ما تبقى من المرافق الطبية عن الخدمة.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ترأّس اجتماعاً أمنياً لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران (الرئاسة التركية)
دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هي الثانية خلال 24 ساعة، إلى «تحرّك عاجل» لتجنّب اندلاع نزاع إقليمي.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن «الرئيس إردوغان رحّب بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي ترمب بشأن تسوية النزاع بين إسرائيل وإيران (...)، وشدّد على ضرورة اتّخاذ إجراءات عاجلة لمنع اشتعال المنطقة برمّتها». كما أكّد إردوغان أن «دوامة العنف التي بدأت بالهجمات الإسرائيلية على إيران، تسببت بأضرار اقتصادية ومدنية لا يمكن إصلاحها للجانبين، وأنه من الضروري وقف هذا التصعيد الخطير»، وفق ما أضافت الرئاسة التركية.
كذلك، قال الرئيس التركي لنظيره الأميركي، الذي أعرب في وقت سابق عن انفتاحه على وساطة روسية بين إسرائيل وإيران، إنه مستعد أيضاً «لتأدية دور تسهيلي».
اتصالات مكثفة
وكثّفت تركيا اتّصالاتها في مسعى لخفض التصعيد، وسط قلق بالغ من توسّع الصراع ومخاوف من تحويل الأنظار عن «الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة».
وبحث إردوغان، في اتصال هاتفي، الأحد، مع سلطان عُمان هيثم بن طارق، الصراع بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أن المنطقة لا تحتمل حرباً جديدة. وأكد إردوغان، خلال الاتصال، أن الصراع يُشكّل خطراً كبيراً على الأمن الإقليمي، وأن «إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتت مشكلة للاستقرار والأمن العالميين، ولا يجب السماح للتطورات الأخيرة بأن تصرف الأنظار عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة».
كما أجرى إردوغان اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكد فيه أن «دوامة العنف التي تتسبب بها إسرائيل تشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة، مشدداً على أهمية أن ينأى العراق بنفسه عن هذا الصراع، ويتوخى مزيداً من الحذر في التعامل مع التنظيمات الإرهابية والعناصر المتطرفة، لا سيما في ظل الظروف الراهنة».
إردوغان أكد لترمب استعداد تركيا للمساهمة في تخفيف التصعيد بين إيران وإسرائيل (الرئاسة التركية)
وفي اتصاله مع ترمب، السبت، شدّد إردوغان على أن تركيا ترى في المفاوضات النووية السبيل الوحيد لحلّ النزاع بين إسرائيل وإيران، وتدعم وجهة النظر الأميركية حول ضرورة استمرار المفاوضات النووية لحل النزاع، ومستعدة للقيام بدورها لمنع أي تصعيد يخرج على السيطرة.
وأجرى إردوغان أيضاً سلسلة اتصالات، السبت، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف. وقالت الرئاسة التركية إن إردوغان أكّد خلال الاتصالات أن «الهجمات التي شنتها إسرائيل ضد إيران غير مقبولة، وأن إسرائيل باتت تهدد الاستقرار والأمن على الصعيد العالمي، وتقوض مساعي التوصل إلى توافق بشأن البرنامج النووي الإيراني». وتابعت أن «الصمت الدولي حيال الاحتلال والمجازر في فلسطين هو ما أوصل إسرائيل إلى هذا الحد».
كما حذّر إردوغان من أن أي تسرب نووي محتمل جرّاء الهجمات الإسرائيلية يهدد المدنيين والصحة الإقليمية والعالمية.
إردوغان ندد في اتصال مع بزشكيان بالهجمات الإسرائيلية (الرئاسة التركية)
وندد إردوغان، بشدة، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، السبت، بالهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكداً أن إسرائيل تسعى لجر المنطقة برمتها إلى النار عبر هجماتها التي تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. كما حثّ إردوغان، في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، على ضرورة بقاء سوريا بمنأى عن دوامة العنف التي تشعلها إسرائيل في المنطقة، وتوخي المزيد من الحذر تجاه التنظيمات الإرهابية والعناصر المتطرفة.
اجتماع أمني
وترأسّ إردوغان اجتماعاً أمنياً، بالقصر الرئاسي في أنقرة السبت، شارك فيه وزيرا الخارجية والدفاع، هاكان فيدان ويشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، ونائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم عمر تشيليك، لبحث تداعيات التصعيد بين إسرائيل وإيران على الأمن الإقليمي والعالمي، واستعدادات تركيا للتطورات المحتملة.
وجاء الاجتماع بعد يوم واحد من اجتماع أمني بين وزيري الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات ومسؤولين عسكريين ومدنيين آخرين لتقييم الهجوم الإسرائيلي على إيران.
فيدان ناقش في اتصال هاتفي مع لافروف التوتر في المنطقة على خلفية الهجوم الإسرائيلي على إيران (الخارجية التركية)
في الإطار ذاته، بحث وزير الخارجية، هاكان فيدان، الهجوم الإسرائيلي على إيران والرد الإيراني، خلال اتصال هاتفي، الأحد، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية إن فيدان ناقش مع لافروف، خلال الاتصال، الصراع بين إسرائيل وإيران، والتداعيات العالمية والإقليمية المحتملة لهذا التوتر المستمر، مشدداً على أن التطورات الراهنة مثيرة للقلق، وأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وحلّ الخلاف حول الأنشطة النووية الإيرانية.
حركة على الحدود
من ناحية أخرى، بدأ عدد كبير من الإيرانيين المقيمين في تركيا بالعودة إلى بلادهم في أعقاب الهجمات الإسرائيلية.
وأثار الهجوم قلق الإيرانيين مع تصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران، ما دفع البعض لاتخاذ خطوة العودة إلى بلادهم والبقاء فيها في هذه الظروف، بينما غادر آخرون من أجل إحضار عائلاتهم وأقاربهم إلى تركيا.
وشهدت منطقة أكسراي في إسطنبول، التي تتركز بها أنشطة التجارة والنقل بين إيران وتركيا، حركة كثيفة للحافلات المتجهة إلى إيران، والقادمة منها.
ويتم نقل الإيرانيين من أكسراي إلى بوابة غوربولاك الحدودية مع إيران، في ولاية آغري شرق تركيا.
البوابات الحدودية بين تركيا وإيران تشهد حركة عبور في الاتجاهين على خلفية الهجمات الإسرائيلية (إعلام تركي)
وقال سائق إحدى الحافلات: «هناك ازدحام شديد منذ يوم الجمعة. البعض يريد الذهاب لإحضار زوجاتهم وأطفالهم الذين تركوهم في إيران، والبعض الآخر يذهب إلى بلاده للدفاع عن وطنه».
وعلى الجانب الآخر، بدأ المواطنون الأتراك الموجودون في إيران، لأغراض العمل أو السياحة، العودة عبر معبر إسندره الحدودي في قضاء يوكسكوفا في هكاري جنوب شرقي تركيا. وقال أحد الأتراك العائدين إن «الوضع مقلق. عدنا من إيران ودخلنا تركيا. رأينا طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود. نأمل أن ينتهي هذا التوتر تماماً في القريب العاجل».
واستمرّ العمل في البوابات الحدودية بين تركيا وإيران بشكل معتاد، ولم تلاحظ زيادة كبيرة في الكثافة عند معابر المركبات والمشاة، واستمرت أعمال التجديد الجارية منذ فترة في بوابة غوربولاك الحدودية، دون تأثير سلبي على حركة المعابر الحدودية، بحسب أحد المسؤولين في البوابة.