تقرير: شي جينبينغ يصل إلى موسكو منتصراً وقلقاً في آن واحد

ناجح في رعاية استئناف العلاقات السعودية الإيرانية... وقلق من الوضع الدولي

الرئيس الصيني شي جينبينغ لدى وصوله إلى موسكو اليوم (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ لدى وصوله إلى موسكو اليوم (رويترز)
TT

تقرير: شي جينبينغ يصل إلى موسكو منتصراً وقلقاً في آن واحد

الرئيس الصيني شي جينبينغ لدى وصوله إلى موسكو اليوم (رويترز)
الرئيس الصيني شي جينبينغ لدى وصوله إلى موسكو اليوم (رويترز)

يبدأ الزعيم الصيني شي جينبينغ الذي تم انتخابه للتو رئيساً للصين بالإجماع، زيارة إلى موسكو اليوم في 20 مارس (آذار)، لتوطيد «أهم العلاقات الثنائية في العالم». وتأتي الزيارة في وقت يعيش فيه جينبينغ انتصاراً بنجاح وساطة بكين بين السعودية وإيران، ولتوطيده حكمه في الداخل؛ لكنه قلق أيضاً من الأوضاع الدولية الحالية، وفق تقرير نشرته أمس صحيفة «لوموند» الفرنسية.

جاء في تقرير «لوموند» أن شي جينبينغ منتصر لأنه يذهب إلى موسكو من 20 إلى 22 مارس متوجاً بنجاح كبير: استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، بفضل وساطة بكين. ولأنه باختياره روسيا، كما في عام 2013، للقيام بأول زيارة له بعد التجديد له في رئاسة جمهورية الصين الشعبية، يُذكّر بأن «العلاقات الصينية الروسية هي أهم العلاقات الثنائية في العالم»، على حد قوله قبل عشر سنوات في موسكو، في طريقة أخرى للدلالة على التهميش المرغوب (من شي) للغرب.

منذ إعادة انتخابه بإجماع 2952 مندوباً من المجلس الوطني لنواب الشعب، ركز شي جينبينغ جميع السلطات بيده. بداية مع إعطاء أهمية أقل للوزراء المسؤولين عن الشؤون الاقتصادية. ففي حين «يحتفظ رجلان، هما لي شياو بينغ وزير النقل، ويي جانغ محافظ البنك المركزي، بمنصبيهما، وهما شخصيتان تحظيان بتقدير كبير في الأسواق (في الاقتصاد الصيني)، لم يعودا جزءاً من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وبالتالي تراجع تأثيرهما. تماماً مثل ليو كون وزير المالية الذي لم يعد عضواً في اللجنة المركزية المُهابة لفحص الانضباط الحزبي».

من ناحية أخرى، تمت ترقية هي ليفنغ، المسؤول حتى الآن عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إلى منصب نائب رئيس الوزراء، على الرغم من أنه يبلغ 68 عاماً (الحد النظري لسن القادة الصينيين)، وستكون له مع خليفته، زينغ شانجي، اليد العليا في الاقتصاد. كان هذان الرجلان يعملان مع شي جينبينغ في شيامن (مقاطعة فوجيان) منذ نهاية الثمانينات، وهما من المخلصين لشي منذ البداية، وفق التقرير.

كما أُعلن يوم الخميس، 16 مارس، أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تنشئ 5 هيكليات جديدة (إدارية): اللجنة المالية المركزية، واللجنة المركزية للعمل المالي، واللجنة المركزية للعلوم والتكنولوجيا، والمكتب المركزي لهونغ كونغ وشؤون ماكاو، وقسم للعمل الاجتماعي. ووفق التقرير، يشير الهيكلان الأولان بوضوح إلى أن جميع أشكال الإشراف على التمويل لم تعد الآن من مسؤولية الدولة الصينية؛ بل على عاتق الحزب الشيوعي الصيني. وهذا ينطبق على البنوك، ولكن أيضاً على التمويلات المحلية.

رئيس قلق
أشار تقرير «لوموند» إلى أن الرئيس الصيني شي جينبينغ رئيس قلق أيضاً، لا سيما بسبب الوضع الدولي. وقد حذّر شي في 6 مارس من أن «الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، نفذت سياسة تهدف إلى احتوائنا وتطويقنا وخنقنا، الأمر الذي يشكل تحديات غير مسبوقة لتنمية الصين». وهو خطاب -حسب التقرير- هدفه تبرير شي تركيز جميع السلطات بيده، ولكنه يتوافق أيضاً مع حقيقة معينة.

مع الحظر على منصة «تيك توك» الصينية في الغرب، أو إنشاء تحالف «أوكوس» العسكري (أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة)، تشعر الصين بأن الغرب ينظم جهوده لإحباط صعود الصين. وعندما يكون شي في موسكو، سيكون رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في نيودلهي، لمحاولة تجسيد هذا المحور (منطقة المحيطين) الهندي والهادئ، المنظَّم حول الولايات المتحدة، والذي تخشاه بكين كثيراً.

وكذلك بالنسبة إلى كوريا الجنوبية التي كانت حريصة منذ مدة طويلة على عدم إغضاب بكين، تنقلب بدورها. بعد أيام قليلة من قيامه بزيارة رسمية إلى طوكيو، سيكون الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، أحد ضيوف الشرف في قمة الديمقراطية الثانية التي يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، يومي 29 و30 مارس الحالي.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.