شراء محفظة تمويل عقاري سعودية بقيمة 1.3 مليار دولار

توقيع اتفاقية تفاهم لتقديم تسهيلات ائتمانية للمستثمرين في القطاع الزراعي

جانب من اتفاقية شركة «إس آر سي» و«مصرف الراجحي» في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
جانب من اتفاقية شركة «إس آر سي» و«مصرف الراجحي» في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
TT

شراء محفظة تمويل عقاري سعودية بقيمة 1.3 مليار دولار

جانب من اتفاقية شركة «إس آر سي» و«مصرف الراجحي» في الرياض أمس (الشرق الأوسط)
جانب من اتفاقية شركة «إس آر سي» و«مصرف الراجحي» في الرياض أمس (الشرق الأوسط)

ينشط قطاع البنوك في السعودية في تفعيل أدواته وإبرام الاتفاقيات المشتركة مع الجهات الحكومية والخاصة، إذ وقّعت الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري «إس آر سي» اتفاقية شراء محفظة تمويل عقاري بقيمة 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، مع مصرف الراجحي، بينما أبرم بنك البلاد اتفاقية تقديم تسهيلات ائتمانية مع صندوق التنمية الزراعية.
وتأتي اتفاقية «مصرف الراجحي» و«إس آر سي» ضمن مساعي الشركة لدعم سوق التمويل العقاري السكني في البلاد، من خلال التوسع في إعادة التمويل العقاري، حيث تم توقيع الاتفاقية بحضور ماجد الحقيل، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي ورئيس مجلس إدارة الشركة، وعبد الله الراجحي، رئيس مجلس إدارة مصرف الراجحي.
ووقع الاتفاقية الرئيس التنفيذي للشركة فابريس سوسيني، والعضو المنتدب ووليد المقبل الرئيس التنفيذي للمصرف، لتكون، بحسب بيان صادر أمس، امتداداً لجهود دعم سوق التمويل العقاري السكني في السعودية، من خلال التوسع في إعادة التمويل العقاري؛ وتقديم حلول «إس آر سي» لجهات التمويل العقاري لدعم النمو والاستقرار المالي في سوق التمويل العقاري. وتعد هذه أكبر اتفاقية من نوعها في القطاع البنكي السعودي.
وقال سوسيني الرئيس التنفيذي لـ«إس آر سي» أمس «تعد الاتفاقية علامة فارقة ضمن النهج الاستراتيجي لدعم سوق الإسكان المتزايد في السعودية من خلال دعم تقديم حلول التمويل العقاري المرنة للمواطنين»، مضيفا «تأتي الاتفاقية ضمن شراكاتنا الاستراتيجية مع الجهات التمويلية بما فيها البنوك وشركات التمويل العقاري، بهدف إنشاء سوق ثانوية نشطة وقوية للتمويل العقاري السكني، وتزويد السوق المحلية بالسيولة اللازمة، إضافة إلى تمكين عدد أكبر من المواطنين للاستفادة من حلول التمويل العقاري السكني المرنة التي تتناسب مع تطلعاتهم والتي تؤدي إلى زيادة نسب ملكية المنازل في المملكة، الأمر الذي يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030».
من جهته، قال وليد المقبل، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمصرف «تعد الاتفاقية خطوة مهمة في تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الشركة والداعمة للجهود المشتركة المستمرة لتقديم حلول التمويل العقاري المرنة وبأسعار معقولة، بما يساهم في تحقيق التوجه الاستراتيجي لتوفير حلول مالية مستدامة ولتلبية احتياجات قاعدة أكبر من العملاء والطلب المتزايد على ملكية المنازل في السعودية».
وجاءت الاتفاقية المبرمة ضمن اتفاقيات أخرى بين الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري ومختلف الجهات التمويلية في السعودية بما فيها البنوك وشركات التمويل العقاري، حيث تقدم الشركة حلول إدارة السيولة والمخاطر ضمن الميزانيات العمومية بهدف دعم جهود جهات التمويل من البنوك وشركات التمويل العقاري وتعزيز قدراتهم على النمو في سوق التمويل العقاري بما يرفع من نسب التملك للمنازل في المملكة.
من جهة أخرى، وقّع صندوق التنمية الزراعية السعودي اتفاقية تعاونٍ مع بنك البلاد في مجالِ تقديم تسهيلاتٍ ائتمانيةٍ لعملاء الصندوق من خلال دعم وتمويل استيراد المنتجات والمستلزمات الزراعية، وتقديم خيارات جديدة للتمويل المقدم للمستثمرين في القطاع الزراعي، وذلك ضمن برنامج الصندوق للتمويل بالشراكة مع المصارف والبنوك التجارية.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز دور الصندوق في الإسهام في تحقيق الاستراتيجية الزراعية عبر أفضل وسائل التمويل المستدام، واستحداث خيارات جديدة لتقديم التمويل لعملاء الصندوق بالتعاون مع بنك البلاد من خلال الحصول على التمويل والخدمات في مجال الاعتمادات المستندية والتسهيلات الائتمانية، وتمكين المصارف والبنوك التجارية من القيام بالدور التنموي المأمول للمساهمة في تمويل أنشطة القطاع الزراعي عبر دعم البرامج والاتفاقيات التنموية بين القطاعين الحكومي والخاص، وتقديم التسهيلات والحلول المالية المختلفة، إضافةً إلى تحقيق الشراكة المثالية بينهما عبر سد الفجوة التمويلية في القطاع الزراعي.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

الاقتصاد «الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

«الفيدرالي» الأميركي يرفع الفائدة للمرة العاشرة في تشدد تاريخي

للمرة العاشرة منذ مارس (آذار) العام الماضي، اتجه البنك الاتحادي الفيدرالي الأميركي إلى رفع سعر الفائدة بمقدار 0.25 نقطة أساس، يوم الأربعاء، في محاولة جديدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة، التي يصارع الاتحادي الفيدرالي لخفضها إلى 2 في المائة دون نجاح ملحوظ. وأعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي رفع سعر الفائدة الرئيسي 25 نقطة أساس إلى نطاق 5.00 و5.25 في المائة، لتستمر بذلك زيادات أسعار الفائدة منذ مارس 2022 وهي الأكثر تشدداً منذ 40 عاماً، في وقت يثير المحللون الاقتصاديون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الزيادة ستكون آخر مرة يقوم فيها الاتحادي الفيدرالي برفع الفائدة، أم أن هناك مزيداً من الخطوات خلال الفت

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

أميركا تعرقل تقدمها في الطاقة الشمسية بـ«الرسوم الصينية»

لا تتوقف تداعيات الحرب التجارية الدائرة منذ سنوات بين الولايات المتحدة والصين عند حدود الدولتين، وإنما تؤثر على الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك على جهود حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي. وفي هذا السياق يقول الكاتب الأميركي مارك غونغلوف في تحليل نشرته وكالة بلومبرغ للأنباء إن فرض رسوم جمركية باهظة على واردات معدات الطاقة الشمسية - في الوقت الذي يسعى فيه العالم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري ومكافحة تضخم أسعار المستهلك وتجنب الركود الاقتصادي - أشبه بمن يخوض سباق العدو في دورة الألعاب الأوليمبية، ويربط في قدميه ثقلا يزن 20 رطلا. وفي أفضل الأحوال يمكن القول إن هذه الرسوم غير مثمرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الدولار يتراجع  في «ساعات الترقب»

الدولار يتراجع في «ساعات الترقب»

هبط الدولار يوم الأربعاء بعد بيانات أظهرت تراجع الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة، فيما ترقبت الأنظار على مدار اليوم قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي صدر في وقت لاحق أمس بشأن أسعار الفائدة. وأظهرت بيانات مساء الثلاثاء انخفاض الوظائف الجديدة في الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي خلال مارس (آذار)، وسجلت معدلات الاستغناء عن الموظفين أعلى مستوياتها في أكثر من عامين، ما يعني تباطؤ سوق العمل، وهو ما قد يساعد الاحتياطي الفيدرالي في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي  أقل من 70 دولاراً للبرميل

النفط يواصل التراجع... والخام الأميركي أقل من 70 دولاراً للبرميل

واصلت أسعار النفط تراجعها خلال تعاملات أمس الأربعاء، بعد هبوطها بنحو 5 في المائة في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، فيما يترقب المستثمرون المزيد من قرارات رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد 2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

2022 «عام الجوع»... والقادم غامض

أظهر تحليل أجرته منظمات دولية تشمل الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة المختلفة أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع أو يشهدون أوضاعا تتسم بانعدام الأمن الغذائي ارتفع في مختلف أنحاء العالم في 2022. وتوصل التقرير الذي صدر يوم الأربعاء، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى أن أكثر من ربع مليار شخص عانوا من جوع شديد أو من مجاعات كارثية العام الماضي.

أحمد الغمراوي (القاهرة)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.