ترحيب مصري بحبس شخص قتل قطة

متابعون عدّوا الحكم «نادراً»

القطة الضحية (فيسبوك)
القطة الضحية (فيسبوك)
TT

ترحيب مصري بحبس شخص قتل قطة

القطة الضحية (فيسبوك)
القطة الضحية (فيسبوك)

شهدت مصر ترحيباً بحكم حبس عامل مطعم 6 أشهر، لقتله قطة عمداً. وعدّ متابعون الحكم «تاريخياً» و«نادراً»، مؤكدين عبر مواقع التواصل المختلفة أنه «لا توجد سوابق معروفة مماثلة له في التاريخ المصري المنظور»، فيما أشاد خبراء قانونيون بـ«العدالة الناجزة التي ينطوي عليها الحكم؛ حيث لم يستغرق صدوره سوى 13 يوماً منذ حدوث الواقعة».
وأكد نشطاء في مجال الرفق بالحيوان أن «الحكم رسالة لكل من تسول له نفسه تعذيب، أو قتل الحيوانات الأليفة».
وكانت محكمة جنح عابدين بوسط القاهرة، قد أصدرت حكمها بحبس عامل بأحد المطاعم الشهيرة بوسط القاهرة 6 شهور، لإدانته بقتل قطة كانت موجودة في المطعم، فألقاها أمام إحدى عربات النقل عمداً، حسب شهادة الشهود، وتفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة.
وقالت بطلة الواقعة أسماء حسين إنها «كانت ضمن رواد المطعم يوم 5 مارس (آذار) الجاري، حيث لاحظت دخول قطة جائعة إلى المكان بحثاً عن طعام، فألقاها العامل إلى الخارج بقسوة، وحين عادت كرر فعلته، وفي المرة الثالثة حملها بقسوة لدرجة أنها كانت تصرخ، وألقاها أمام سيارة نقل لتدهسها، وتلفظ أنفاسها الأخيرة على الفور». وأضافت في تصريح إلى «الشرق الأوسط»: «لم أصدق ما حدث وحين واجهته، اعترف دون أن يبدي أي ندم، وتضامن معه للأسف مدير المطعم، الذي ظهرت على ملامحه نظرة استخفاف، فما كان مني سوى نشر تفاصيل الواقعة على السوشيال ميديا، حيث تحمس كثيرون لمقاطعة المطعم، ثم تقدمت ببلاغ لقسم شرطة عابدين، وتولت النيابة العامة التحقيق، والحمد لله نال المتهم جزاءه العادل في أول جلسة لنظر القضية».
وأعربت أسماء حسين عن «أمنيتها بأن يكون هذا الحكم التاريخي نقطة تحول في ثقافة ووعي المواطن المصري بشأن قضايا الحيوان، وحسن معاملته، والتوقف عن الإساءة له».
وحسب المادة 355 من قانون العقوبات المصري، فإنه يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على 6 شهور أو غرامة مالية لكل من قتل حيواناً مستأنساً. ويقول المحامي بشير محمود لـ«الشرق الأوسط» إنه «يمكن وضع الجناة مرتكبي هذه الجرائم في حق الحيوانات الأليفة تحت ملاحظة الأجهزة الأمنية مدة لا تقل عن عام، أو لا تزيد على عامين. وإذا قام المتهمون بهذه الجريمة في سواد الليل فستكون العقوبة أشد؛ حيث تتم معاقبتهم بالسجن المشدد، أو السجن مدة لا تقل عن 3 سنوات، وقد تصل إلى 7 سنوات».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


حرب السودان: النساء ضحاياها الأُول... وحالات اغتصاب بالعشرات

حرب السودان: النساء ضحاياها الأُول... وحالات اغتصاب بالعشرات
TT

حرب السودان: النساء ضحاياها الأُول... وحالات اغتصاب بالعشرات

حرب السودان: النساء ضحاياها الأُول... وحالات اغتصاب بالعشرات

اغتصاب النساء، حتى القاصرات منهن، في العاصمة السودانية (الخرطوم) وولايات أخرى، من أكثر الموضوعات التي شغلت بال الأسر خلال الفترة الماضية، ربما أكثر من الحرب نفسها، التي، شأنها شأن كل الحروب، تترافق مع عنف جنسي على النساء.

إحصائيات

وتشير الإحصاءات، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، إلى تسجيل 49 حالة اغتصاب مؤكدة، وأن بعض الناجيات تم اغتصابهن أمام أعين أزواجهن وأطفالهن، وبعضهن أصبن بصدمة نفسية نتيجة تعرضهن للاغتصاب أكثر من مرة، من أشخاص يرتدون زي «الدعم السريع»، وآخرين بملابس مدنية. لكن كثيراً من حالات الاغتصاب لا يتم التبليغ عنها خوفاً من تداعياتها الاجتماعية.

هذا ما أكدته رئيسة «وحدة مكافحة العنف ضد المرأة»، سليمى إسحاق لـ«الشرق الأوسط»، إذ قالت: «إن حالات الاغتصاب في دارفور بلغت 25 حالة، بينما سجلت في الخرطوم 24 حالة في الفئات العمرية بين 12 و54 سنة». وأضافت أن «ما تم توثيقه من الحالات يمثل 2 في المائة فقط مما يحدث فعلياً في العاصمة؛ لأن جريمة العنف الجنسي يتم غالباً التكتم عليها»، مشيرة إلى وجود عراقيل أمام الناجيات، مثل ندرة الجهات التي يمكنها تقديم الدعم لهن.

ووصفت إسحاق ما يحدث الآن بأنه «حالة فوضى تقوم بها قوات تفتقر إلى القيادة، وأحياناً يصعب التعامل معها».

وقالت إسحاق إن غالبية الناجيات أوضحن أن الاعتداء عليهن تم من قوات ترتدي زي «الدعم السريع».

مسعفة في رواق فارغ في «مستشفى سوبا» الجامعي جنوب الخرطوم الذي تضرر بسبب الحرب (أ.ف.ب)

ماذا يقول القانون الدولي؟

ولا يفرق القانون الدولي الإنساني بين نساء ورجال، لكنه يفرق بين محاربين ومدنيين، والمرأة في الغالب مدنية وليست محاربة. ويعد اغتصاب النساء «جريمة حرب»، كما أن هذا القانون لا يجيز لمَن يحمل صفة «محارب» اغتصاب النساء أو إلحاق الضرر بالمدنيين. لكن ما يجري في الواقع هو أن النساء، بسبب هشاشة أوضاعهن في الحروب، يكُنَّ أول ضحاياها، وأحياناً يكون الغرض من اغتصابهن هو إلحاق «العار» بالعدو.

وقال الجيش في بيان له، إن قوات «الدعم السريع» ارتكبت انتهاكات جنسية بحق نساء وقاصرات، كما أدانت وزارة الخارجية احتلال «مستشفى أم درمان للولادة» (الدايات)، في الثالث من مايو (أيار) الماضي، وطرد الطواقم الطبية منه وإخراج النساء الحوامل.

لكن قوات «الدعم السريع» قالت إنها لم ترتكب تلك الجرائم، وإن زي القوات يستخدمه البعض لتشويه صورتها.

نقابة الأطباء توثق

سكرتير نقابة الأطباء، عطية عبد الله، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى توثيق حالات لنساء تم اغتصابهن خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن حالات كثيرة لم يتم الإبلاغ عنها بسبب «الوصمة الاجتماعية» التي تلحق بالمغتصَبة. وكشف عبد الله عن حالات حمل لمغتصَبات بسبب عدم تناول العلاج؛ لأنهن في مناطق يصعب الوصول إليها أو الخروج منها بسبب الاشتباكات.

وقال عبد الله إنه «تم تسجيل حالات اغتصاب لنساء تجاوزت أعمارهن 50 عاماً، وحالات اغتصاب لقاصرات»، مشيراً إلى أنه إذا لم تتناول المغتصَبات العلاج خلال 72 ساعة، فإنهن يصبحن عرضة لحدوث الحمل، أو للإصابة بالإيدز، والكبد الوبائي في بعض الحالات.

ولفت عبد الله إلى أن نقابة الأطباء استطاعت توفير العلاج للنساء اللاتي تعرضن للعنف بمختلف أنواعه، وتوعية الأطباء للتعامل مع تلك الحالات.

ولم تقتصر حالات الاعتداء من قبل قوات عسكرية ترتدي زي «الدعم السريع» على بعض السودانيات. فقد اضطرت بعض المنظمات العاملة في مجال العمل التطوعي إلى مغادرة السودان، بعد تعرض 3 نساء يعملن في منظمات تطوعية للاغتصاب من قبل قوات عسكرية.

وتتبرأ القوتان المتحاربتان من الاتهامات حول اغتصاب النساء، وتقول كل منهما إن تلك الحالات وقعت في مناطق يسيطر عليها الطرف الآخر.

ويؤكد مدافعون عن حقوق النساء أن الحرب تهدد حياة النساء، وتعرضهن للقتل والاختطاف والاغتصاب، وأن الخطر على النساء يتضاعف في وقت الحرب؛ لأنهن يقمن بدورَي الأم والأب معاً في حال موت أو فقدان رب الأسرة، وتضطر المرأة عندئذٍ إلى امتهان أعمال شاقة أحياناً لتوفير المال الذي يعينها على توفير الغذاء لأطفالها.

مركز طبي أُصيب بالقذائف في «سوق ستة» بمنطقة مايو الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

مركز سيما

مديرة «مركز سيما»، ناهد جبر الله، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الانتهاكات ضد النساء في زيادة مستمرة، وإن بعض النساء تم اغتصابهن من قبل قوات ترتدي زي «الدعم السريع»، وأخريات تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة لكن بزي مدني، مؤكدة صعوبة الحديث عن إحصائيات في الوقت الحالي، لأن كثيراً من الحالات لم يتم التبليغ عنها، موضحة أن غياب الأجهزة العدلية يتيح فرصة لارتكاب مزيد من الجرائم، كما كشفت عن وجود 7 حالات اغتصاب لرجال.

وقالت جبر الله إن «مركز سيما» نجح بالتعاون مع شركاء آخرين في توفير الجرعة العلاجية الضرورية لمعالجة تداعيات الاغتصاب، كما نجح في توعية وتدريب العاملين في مراكز الإيواء، والتشجيع على التبليغ في حالة الاعتداء الجنسي.


البرهان يؤكد لوزير الخارجية السعودي «الثقة في منبر جدة» لسلام مستدام بالسودان

رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
TT

البرهان يؤكد لوزير الخارجية السعودي «الثقة في منبر جدة» لسلام مستدام بالسودان

رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان (أ.ب)

أكد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الثلاثاء، «الثقة في منبر جدة» بما يقود لسلام مستدام.

وقال مجلس السيادة، في بيان، إن البرهان أكد خلال الاتصال على ضرورة التزام قوات الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين وإجلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية «حتى يحقق منبر جدة نجاحه».

وفي مطلع الأسبوع الحالي، دعت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للاتفاق على وقف إطلاق نار جديد وتنفيذه بشكل فعال بهدف وقف دائم للعمليات العسكرية.

وكان الوسيطان السعودي والأميركي قد أعلنا يوم الخميس الماضي تعليق مفاوضات وقف إطلاق النار في مدينة جدة بسبب ما وصفاه بالانتهاكات الجسيمة والمستمرة من الطرفين لتعهدات وقف إطلاق النار بالبلاد.


توقيع مذكرة تفاهم بين تونس ومجلس التعاون لدول الخليج

الرئيس سعيد خلال استقباله البديوي (موقع الرئاسة ووزارة الخارجية)
الرئيس سعيد خلال استقباله البديوي (موقع الرئاسة ووزارة الخارجية)
TT

توقيع مذكرة تفاهم بين تونس ومجلس التعاون لدول الخليج

الرئيس سعيد خلال استقباله البديوي (موقع الرئاسة ووزارة الخارجية)
الرئيس سعيد خلال استقباله البديوي (موقع الرئاسة ووزارة الخارجية)

أسفرت زيارة جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال زيارته إلى تونس أمس، ولقائه الرئيس التونسي قيس سعيّد، ورئيسة الحكومة نجلاء بودن، عن توقيع مذكرة تفاهم مع وزير الشؤون الخارجية نبيل عمّار، تهدف إلى «تعزيز سبل التعاون المتعددة، في إطار المشاورات السياسية، أو في المجال الاقتصادي والاستثماري، أو المجال الثقافي أو الأكاديمي».

وأوضح البديوي أنه قدّم للرئيس التونسي شرحاً حول المذكرة الموقعة، وقال بهذا الخصوص: «نحن متأكدون من أن مذكرة التفاهم ستعود بالفائدة على الشعب التونسي... ونتطلع في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج إلى ترسيخ العلاقات وتقويتها مع تونس»، معرباً عن تطلع تونس إلى تطويرها بشكل أكبر، وبناء شراكات واعدة في عدة قطاعات، وفق آليات ورؤى جديدة ترسخ قيم التضامن والتآزر، خصوصاً عبر حسن توظيف الإمكانات والفرص المتوفرة للجانبين، والاستفادة من الخبرات والتجارب المتبادلة، واستئناف النسق العادي للتعاون الاقتصادي والاستثماري والمالي التونسي - الخليجي.

البديوي أثناء توقيع المذكرة مع نبيل عمار (موقع الرئاسة ووزارة الخارجية)

كما عبر البديوي في فيديو نشرته رئاسة الجمهورية التونسية على صفحتها الرسمية، عن الأمل في أن «تمكن مذكرة التفاهم من تحقيق نتائج ملموسة في أقرب الآجال، من خلال بدء المحادثات على مستوى كبار المسؤولين بالبلدين في القريب العاجل».

من جانبها، نوّهت رئيسة الحكومة التونسية، لدى استقبالها الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بعمق علاقات التعاون الأخوية بين تونس ودول الخليج، وضرورة مواصلة العمل على ترسيخ سنة التشاور بين الطرفين لتشمل مختلف المجالات، مبرزة أن الحكومة التونسية ستعطي الأولويّة للإسراع في استكمال إنجاز المشروعات التنموية المموّلة من قبل شركات استثماريّة خليجيّة، مع السعي لاستقطاب استثمارات جديدة في إطار التوجّه الحكومي والاستفادة من الكفاءات والخبرات التونسيّة.

من جهته، أكّد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن توقيع مذكّرة التفاهم مع تونس، «سيشكل حجر زاوية مهمّة في مسيرة التعاون مع دول الخليج، ومنطلقاً لإعداد مخطط تنفيذي للسنوات المقبلة، وستمثّل العناية بالجالية التونسيّة بدول الخليج العربيّة، وتطوير الاستثمارات بتونس، أهم الأولويات التي سيقع التعاون بشأنها».


خطة مصرية لإعادة تفعيل خطوط الكهرباء مع غزة

قطاع غزة يواجه منذ عام 2006 أزمة خانقة في مجال الكهرباء (رويترز)
قطاع غزة يواجه منذ عام 2006 أزمة خانقة في مجال الكهرباء (رويترز)
TT

خطة مصرية لإعادة تفعيل خطوط الكهرباء مع غزة

قطاع غزة يواجه منذ عام 2006 أزمة خانقة في مجال الكهرباء (رويترز)
قطاع غزة يواجه منذ عام 2006 أزمة خانقة في مجال الكهرباء (رويترز)

يدور حديث في الآونة الأخيرة عن مقترح مصري لإعادة تفعيل خطوط التيار الكهربائي الواصلة إلى قطاع غزة، ضمن توافق فلسطيني مصري لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان القطاع، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

أشار إلى ذلك صراحة بيان مجلس الوزراء الفلسطيني الذي صدر أمس الاثنين، والذي تحدث عن تشكيل لجنة فنية لدراسة إيصال التيار الكهربائي من مصر إلى قطاع غزة.

وخلال زيارة الوفد الحكومي الفلسطيني للقاهرة، الأسبوع الماضي، ناقش رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية ظافر ملحم، هذا الملف مع وزير الكهرباء المصري. وأُعلن التوصل إلى اتفاق لبدء تزويد القطاع بقدرة تبلغ 100 ميغاواط بعد تجهيز الخطوط الناقلة، ومن ثم زيادتها في وقت لاحق إلى 300 ميغاواط.

وفي وقت سابق، أمس، كشف مصدر فلسطيني مطلع على مشاورات القاهرة بين فصائل فلسطينية ومسؤولين في المخابرات العامة المصرية عن طرح مصري لإعادة تفعيل تزويد قطاع غزة بالكهرباء من خلال وفاق فلسطيني كامل وبإشراف السلطة الفلسطينية.

 

تجربة سابقة وإمكانات متاحة

وقال المصدر في تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، «الإمكانات الفنية والتقنية لهذا الملف تحديداً جاهزة، حيث كانت مصر تزود المناطق الجنوبية للقطاع حتى مطلع عام 2018... لكن الطرح الجديد يتضمن تطويراً كبيراً لإمداد مناطق أوسع في قطاع غزة بطاقة تصل إلى 200 ميغاواط بشكل أولي».

وكانت مصر تزود القطاع بكمية قدرها 25 ميغاواط من الكهرباء منذ عام 2009، إلا أنها توقفت في نهاية عام 2017، عقب الأحداث الأمنية في سيناء خلال تلك الفترة، وفق سلطة الطاقة الفلسطينية.

وقال ملحم في تصريحات صحفية، إن محادثات تجري حالياً مع الجانب المصري بهدف تفعيل هذا الربط مرة أخرى.

وأضاف: «سيتم العمل على توسيع الربط الكهربائي لزيادة كمية الكهرباء المتاحة للقطاع، ومعالجة نقص التيار الكهربائي.... تأتي هذه الخطوة في إطار الخطة الاستراتيجية الفلسطينية لتحقيق الأمن الطاقي والاستقلالية والتخلص التدريجي من الاعتماد على إسرائيل في مجال الطاقة».

 

استثمار حقول غاز غزة

إلى جانب ربط الكهرباء بين المنطقتين، ناقشت الحكومة الفلسطينية إمكانية تحويل محطة توليد الطاقة في غزة للعمل بالغاز الطبيعي لزيادة كفاءة أدائها التشغيلي عبر تشغيل أربع توربينات قادرة على توليد 200 ميغاواط، وفق سلطة الطاقة الفلسطينية.

وكشف مصدر فلسطيني مطلع على مشاورات القاهرة أن مصر تسعى لتحقيق توافق فلسطيني كامل حول ملف استخراج الغاز الطبيعي من حقل «غزة مارين»، الذي يبعد 40 كيلومتراً عن شاطئ القطاع.

وأوضح المصدر: «كل المشروعات الاقتصادية المتعلقة بالأوضاع المعيشية في غزة، بما فيها حقول الغاز على سواحل القطاع، ستتم مناقشتها مع قيادات السلطة الفلسطينية وفق جدول زمني سنتفق عليه لاحقاً»، مؤكداً أن هذا الطرح سيكون ضمن المرحلة الأخيرة من تطوير القطاع الكهربائي في غزة، بعد انتهاء المفاوضات المصرية الفلسطينية المشتركة مع إسرائيل، وتحقيق توافق فلسطيني داخلي حول الملف، وفق تعبيره.

يشار إلى أنه في عام 2021، وقّع صندوق الاستثمار الفلسطيني وشركة اتحاد المقاولين للنفط والغاز مذكرة تفاهم مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية لتطوير حقل غاز غزة والبنية التحتية اللازمة.

ويواجه قطاع غزة منذ عام 2006 أزمة خانقة في مجال الكهرباء بعد تعرض محطة توليد الكهرباء الوحيدة في المنطقة لقصف من قبل إسرائيل. ومنذ ذلك الحين، ترفض الحكومة الإسرائيلية إدخال المعدات اللازمة لصيانة المحطة وتحدد كميات السولار اللازمة لتشغيلها.


الرئاسة المصرية: السيسي بحث هاتفيا مع نتنياهو «حادث الحدود»

لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك 19 سبتمبر 2017 (أرشيفية - رويترز)
لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك 19 سبتمبر 2017 (أرشيفية - رويترز)
TT

الرئاسة المصرية: السيسي بحث هاتفيا مع نتنياهو «حادث الحدود»

لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك 19 سبتمبر 2017 (أرشيفية - رويترز)
لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك 19 سبتمبر 2017 (أرشيفية - رويترز)

قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكدا في اتصال هاتفي اليوم (الثلاثاء) على أهمية التنسيق بشكل كامل لكشف ملابسات حادث إطلاق النار على الحدود بين الجانبين.

وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي ونتنياهو أكدا في اتصالهما عزم الجانبين على «استمرار العمل والتنسيق في سياق العلاقات الثنائية، والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل والحفاظ على الاستقرار في المنطقة».

وأعلنت إسرائيل أمس (الاثنين) أنها سلّمت القاهرة جثمان الجندي المصري، الذي قُتل في الحادث الأمني، الذي وقع على الحدود، يوم السبت الماضي. وذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن المصري هو «شرطيّ يُدعى محمد صلاح إبراهيم، ويبلغ من العمر 22 عاماً».

وأعلنت مصر، السبت، أن أحد أفراد الأمن، المكلَّفين بتأمين خط الحدود الدولية مع إسرائيل، اخترق حاجز التأمين، وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى «وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية، وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة المجنَّد المصري، أثناء تبادل إطلاق النيران».

وأشار العقيد غريب عبد الحافظ، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلَّحة المصرية، في إفادة على فيسبوك، السبت، إلى أن «عملية اختراق الحدود مع إسرائيل جاءت، خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات، فجر السبت»، مضيفاً أنه يجري اتخاذ كل إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.


المفوض الأممي يعبّر عن صدمته بعد مقتل 10 لاجئين في الخرطوم

الدخان يتصاعد خلف المباني وسط استمرار القتال في الخرطوم (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد خلف المباني وسط استمرار القتال في الخرطوم (أ.ف.ب)
TT

المفوض الأممي يعبّر عن صدمته بعد مقتل 10 لاجئين في الخرطوم

الدخان يتصاعد خلف المباني وسط استمرار القتال في الخرطوم (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد خلف المباني وسط استمرار القتال في الخرطوم (أ.ف.ب)

عبّر مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم الثلاثاء عن صدمته من تقارير عن مقتل عشرة لاجئين على الأقل في هجوم بالعاصمة السودانية الخرطوم، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وحذر غراندي في حسابه على «تويتر» من أن جميع المدنيين الموجودين بالسودان «في خطر».

وأشار إلى أن المفوضية تسعى للوصول إلى الناجين وتقديم الدعم لهم، مطالبا في الوقت نفسه «بإسكات البنادق إذا ما أُريدَ إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة».

وقال سكان إن مناطق بالعاصمة السودانية شهدت قصفا واشتباكات عنيفة أمس الاثنين، ووردت أنباء عن انتشار الفوضى في الخرطوم وإقليم دارفور بغرب البلاد بعد أكثر من سبعة أسابيع من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفقاً لوكالة «رويترز».

واشتد القتال بين الجانبين في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت بعد انتهاء اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف للفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضرارا جسيمة بالعاصمة التي أصبح من بقي فيها من السكان تحت رحمة المعارك والضربات الجوية والنهب.


للمرة الأولى... جنود إسرائيليون يشاركون في مناورات عسكرية بالمغرب

جنود إسرائيليون يظهرون قرب الحدود مع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يظهرون قرب الحدود مع غزة (رويترز)
TT

للمرة الأولى... جنود إسرائيليون يشاركون في مناورات عسكرية بالمغرب

جنود إسرائيليون يظهرون قرب الحدود مع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يظهرون قرب الحدود مع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي أمس (الاثنين)، أنّ عدداً من جنوده سيشاركون «للمرة الأولى» بصورة «فعّالة» في تدريبات عسكرية على الأراضي المغربية؛ هي مناورات «الأسد الأفريقي 2023» التي تنطلق اليوم (الثلاثاء)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال الجيش في بيان، إنّ «وفداً من 12 جندياً وقائداً من كتيبة (غولاني) الاستطلاعية غادر الأحد (إسرائيل) للمشاركة في مناورات (الأسد الأفريقي 2023) بالمغرب»، أضخم تدريبات عسكرية في القارة السمراء.

وأضاف البيان: «هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الإسرائيلي بصورة فعّالة في هذه المناورات الدولية على التراب المغربي».

ولواء «غولاني» هو وحدة مشاة من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي تنفّذ باستمرار مهام في الأراضي الفلسطينية.

ومناورات «الأسد الأفريقي» التي ينظّمها سنوياً المغرب والولايات المتّحدة بصورة مشتركة، ستجري بنسختها الـ19 من الثلاثاء وحتى 16 يونيو (حزيران) الحالي، وسيشارك فيها ما يقرب من 8 آلاف عسكري من 18 دولة.

جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من دبابات على الحدود مع غزة (رويترز)

وفي بيانه، لفت الجيش الإسرائيلي إلى أنّه «في الأسبوعين المقبلين، سيركّز جنودنا على تدريبات في مواقف قتالية مختلفة تجمع بين حرب العصابات بالمدن والحرب التحت أرضية، وستختتم بتدريب مشترك لجميع الجيوش المشاركة».

وفي العام الماضي، شارك الجيش الإسرائيلي في مناورات «الأسد الأفريقي»، لكن على مستوى مراقبين عسكريين دوليين فقط؛ أي من دون أيّ مشاركة لجنوده على الأرض المغربية.

وبحسب هيئة الأركان العامّة للقوات المسلّحة الملكية المغربية، فإنّ مناورات «الأسد الأفريقي 2023»، ستجري في 7 من مناطق المملكة.

وأوضحت هيئة الأركان المغربية أنّ المناورات هذا العام تشمل خصوصاً «تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية ومشتركة، ليلاً ونهاراً، وتمريناً مشتركاً للقوات الخاصة، وعمليات محمولة جوّاً، ومستشفى عسكرياً ميدانياً يقدّم خدمات جراحية - طبية لفائدة السكّان، وتمارين مكافحة أسلحة الدمار الشامل».

ويعمل المغرب وإسرائيل على تسريع تعاونهما على الصعد العسكرية والأمنية والتجارية والسياحية منذ تطبيع العلاقات بينهما في ديسمبر (كانون الأول) 2020، في إطار الاتفاقات الإبراهيمية التي توسّطت فيها الولايات المتّحدة، وأثمرت تطبيعاً للعلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

ومقابل تطبيعه علاقاته من إسرائيل، حصل المغرب من الولايات المتّحدة على اعتراف بـ«السيادة المغربية» على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو.

وبعد الزيارة التي قامت بها إلى المملكة وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف، يُتوقّع أن يصل إلى الرباط الأربعاء، رئيس الكنيست أمير أوحانا في زيارة رسمية «تاريخية».

وستكون هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس للبرلمان الإسرائيلي بدعوة من نظيره المغربي.

وأوحانا، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق والقيادي في حزب «الليكود» اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتحدّر من أصول مغربية.

وعلى الرّغم من أنّ التحرّكات الشعبية المؤيّدة للفلسطينيين ضعفت في المغرب، فإنّ التعاطف مع القضية الفلسطينية لا يزال واسعاً.


تنظيم «القاعدة» سعى لاحتواء الحراك الجزائري ونشره في المنطقة

مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
TT

تنظيم «القاعدة» سعى لاحتواء الحراك الجزائري ونشره في المنطقة

مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

ورد في تقرير لـ«المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» (لاهاي- هولندا)، نشرت صحيفة «الوطن» الجزائرية اليوم أجزاءً منه، أن تنظيم «القاعدة» عمل على احتواء الحراك عندما كان في أوجَه عام 2019، وقاد إلى استقالة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وأظهر «محاولات متكررة لاستغلال الغضب الشعبي، لضرب الجزائر كدولة».

وأعد التقرير الباحثان سامي فيكس مختص في علم الإجرام والقضاء الجنائي، ومساعدته ميلي كريزايس باحثة في مجال الدعاية والتطرف الدينيين، تناولا فيه، وفق الصحيفة الفرنكفونية، «اهتماماً مركَزاً بالحراك أظهره تنظيم (القاعدة)، منذ اللحظة التي اندلع فيها». (22 فبراير (شباط) 2019). وعالجت الدراسة وثائق تدل على ذلك حسبها، أصدرها التنظيم المتطرف وفرعه المغاربي، ونشرها في منصتي «تلغرام» و«روكت» و«شات»، ومواقع دعائية تابعة له، مثل «مؤسسة الأندلس» و«السحاب ميديا»، وهي الأذرع الدعائية للمتطرفين، وذلك بين فبراير 2019 ويناير (كانون الثاني) 2021.

من تظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

وجرى ذلك، حسب الباحثين، في خضم المظاهرات التي قامت لمنع بوتفليقة من الترشح لولاية رئاسية خامسة، بينما كان عاجزاً عن الحركة بسبب المرض منذ 2013. وأبرز التقرير أن «رغبة تنظيم (القاعدة) في التأثير على الحراك، تبرز بشكل واضح في ثماني وثائق خضعت للتحليل، على غرار إحداها حملت عنوان: الجزائر بصدد الخروج من النفق، و«وتستمر معركة تحرير الجزائر».

يوسف العنابي زعيم «القاعدة» ببلاد المغرب (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

وأكدت الدراسة أن الجماعة المتشددة «وظفت، خلال الحراك، خطاباً معادياً للاستعمار»، وأنها سعت إلى «عقد مقارنة بين دولة الجزائر وفرنسا الاستعمارية»، بذريعة أن النظام الجزائري يتلقى دعماً مباشراً من باريس لكي يستمر، مبرزة أن الجماعة «حامت حول موجة السخط القوية ضد الفساد، وذلك بغرض التهجم على الحكومة الجزائرية التي وصفتها بالطاغية».

وساق تقرير الباحثين مثالاً لذلك، يتمثل في بيان وقعه «أبو عبيدة يوسف العنابي»، الجزائري، زعيم «القاعدة ببلاد المغرب»، يهاجم فيه «مشروع الغرب الهادف لتدمير الهوية الإسلامية للأمة الجزائرية، الذي سعى لإنجازه الصليبيون الفرنسيون، خلال فترة الاستعمار (1830 – 1962)، ولكنهم عندما فشلوا كلفوا أعوانهم الذين يوجدون بيننا، بهذه المهمة». ورأت «القاعدة» أن «الغاية التي يريد الحراك الوصول إليها، هي تطبيق الشريعة الإسلامية»، حسبما جاء في الدراسة التي كان عنوانها «الاستراتيجية الجزائرية لـ(القاعدة): محاولات لاستيعاب الحراك وتحسين صورة السلفية الجهادية».

زعيم القاعدة المغاربية السابق عبد الملاك دروكدال (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

يشار إلى أن الفرع المغاربي لـ«القاعدة»، جرى إطلاقه في الجزائر عام 2007، بمباركة نائب زعيم شبكة «القاعدة» آنذاك أيمن الظواهري. وكانت تسميته السابقة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وكل قادته، كانوا جزائريين، بدءاً من عبد المجيد ديشو إلى عبد المالك دروكدال، مروراً بنبيل صحراوي (كلهم قُتلوا في عمليات عسكرية)، وانتهاءً بـ«يوسف العنابي». ومجال نشاطهم انتشر في كامل منطقة الساحل جنوب الصحراء.

وأشارت الدراسة إلى أن «القاعدة» دعت العسكريين في الجيش الجزائري إلى «التمرد» على قياداتهم، وأنها «اقترحت» على المتظاهرين في الشارع اتباع «الأخلاق والآداب الإسلامية»، خلال الاحتجاجات ضد السلطة. كما لفتت إلى أن التنظيم وعد المحتجين بأن إخوتهم المجاهدين في «المغرب الإسلامي»، سيكونون بمثابة درع قوية تقاوم أي هجوم عليهم. ووفق صاحبي البحث، كان التنظيم المتطرف «يأمل في أن يتحول الحراك الجزائري إلى كرة ثلج، يصل مع الوقت إلى كل بلدان المنطقة، كتونس والمغرب ومصر وليبيا».

مسيرة كبيرة للحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

ومن الاستنتاجات التي انتهى إليها التقرير، أن تنظيم «القاعدة» عجز عن إقناع المحتجين بالحراك، بخطابه. ويعود ذلك حسبه، إلى «تمسكهم بالجيش كمؤسسة قوية، على الرغم من فقدانهم الثقة بالحكومة آنذاك».


صالح والمشري للتوقيع في المغرب على اتفاق «6+6» بشأن الانتخابات

صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي
صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي
TT

صالح والمشري للتوقيع في المغرب على اتفاق «6+6» بشأن الانتخابات

صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي
صورة أرشيفية للقاء صالح والمشري في المغرب العام الماضي

في حين كان مقرراً أن يوقّع، في وقت لاحق من يوم الاثنين، في المغرب، رئيسا مجلسَي النواب و«الدولة» في ليبيا على اتفاق مثير للجدل للجنتهما المشتركة المعروفة باسم (6+6) لحسم الخلافات بشأن القوانين الانتخابية، شدد عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة، على «الحاجة الملحّة» لإجراء انتخابات حرة وشاملة وذات مصداقية، فيما رأى عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أن العملية الانتخابية باتت قاب قوسين أو أدنى.

ولم يعلن المستشار عقيلة صالح رسمياً عن توجهه إلى المغرب للتوقيع مع خالد المشري رئيس مجلس الدولة، على الصيغة النهائية لاتفاق اللجنة بشأن القوانين الانتخابية، الذي يفتح الطريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة في البلاد.

وأكد عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، مغادرة صالح ليبيا في طريقه إلى المغرب، لكنه لم يفصح عن المزيد من التفاصيل.

خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المجلس)

وأكد مقربون من صالح هذه المعلومات، فيما قال أعضاء في لجنة «6+ 6» إنه سيتم لاحقاً، التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق وعلى القوانين الانتخابية، بعد وصول المشري وصالح إلى المغرب، حيث من المنتظر أن يعقدا مؤتمراً صحافياً عقب توقيع الاتفاق لإعلان بنوده. وامتنع صالح ومجلس النواب عن التعليق على معلومات رُوجت لاحتمال امتناعه عن التوقيع على الاتفاق، بعد الملاحظات التي قدمها عدد من النواب حول توزيع وزيادة عدد المقاعد بمجلس الأمة الجديد.

لكنّ أعضاء في اللجنة نفوا، في المقابل، وجود خلافات قد تعيق التوقيع على الاتفاق، وقالوا إن توقيع البرلمان عليه «هو إجراء شكليّ وفق الإعلان الدستوري، لأنه ملزَم بالمصادقة على القوانين التي اتُّفق عليها في المغرب».

كان المبعوث الأممي، الذي رجحت مصادر غيابه عن توقيع اتفاق المغرب المفاجئ بين المشري وصالح، قد ذكّر، لدى اجتماعه مساء الأحد في طرابلس مع أعضاء لجنة متابعة أوضاع السجناء السياسيين، بالجهود المستمرة لكلٍّ من المجلس الرئاسي، والاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وشركاء آخرين بشأن المصالحة الوطنية.

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي لدى ليبيا (البعثة)

كما أكد «مركزية حقوق الإنسان في عمل الأمم المتحدة مع الشركاء الليبيين»، لافتاً إلى أنه «تعرف على آراء الوفد حول عملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، واستمع إلى بواعث قلقه بشأن حالة المعتقلين».

بدوره، قال السايح بمناسبة إطلاق برنامج تدريب أعضاء برلمان الشباب الليبي: «إن مفوضية الانتخابات تنتظر فقط تسلم القوانين الانتخابية للانطلاق في تنفيذ الانتخابات».

ورأى السايح أن «الأزمات التي مرت بليبيا على مدى السنوات العشر الماضية التي وُصفت بأنها سياسية أو أمنية، هي في حقيقتها أزمة ثقافة ديمقراطية»، مشيراً إلى «ضرورة نشر هذه الثقافة من خلال الشباب».

وأوضح أن «المفهوم السائد عن المفوضية أن مسؤولياتها تنحصر في تنفيذ القوانين الانتخابية، وهو المفهوم الضيق عن الإدارة الانتخابية، لكن المفهوم الواسع أن الإدارة الانتخابية يجب أن تسعى إلى أن تكون شريكاً في التوعية الانتخابية والثقافة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة».

وقالت سفارة فرنسا إن السفير مصطفى مهراج، ناقش مع موسى الكوني النائب بالمجلس الرئاسي، الوضع السياسي في ليبيا والقضايا الإقليمية، مشيراً إلى «دعم فرنسا لإجراء انتخابات في ليبيا كحلٍّ لاستقرارها وأمنها، ومعها دول الجوار».

في غضون ذلك، قال عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلَّف في حكومة «الوحدة» المؤقتة، التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، إنه ناقش مع زميلته وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، سبل «دعم تأمين الحدود والتصدي للتهريب والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة، للمحافظة على أمن واستقرار البلاد، ومتابعة ملف أبناء المواطنات الليبيات المتزوجات من أجانب، بالإضافة إلى مناقشة تعزيز التعاون والتنسيق بين الوزارتين».

في شأن مختلف، نقلت مديرية أمن طبرق عن الغرفة الأمنية المشتركة، دعوتها مواطني المدينة الواقعة في أقصى الشرق الليبي، «إلى الإبلاغ عن أي معلومات أو أخبار عـن المفسدين، وأوكار الفساد أو أماكن وجودهم».

وأعلنت الغرفة مقتل عضو بمركز شرطـة «كمبوت» متأثراً بجراحه، بعدما حاول منع أحد أقاربه من الاعتداء على مركز الشرطة التابع للمديرية بـ«كلاشينكوف»، مشيرةً إلى «أنه لدى تدخل القـوة الأمنيـة والعسكرية المشتركـة للسيطـرة علـى الموقـف، قـام الجاني بمهاجمتها، قبل ضبطه وإحالته علـى النيابة المختصة لينال جزاءه».

وأوضحت أن «منطقة أمساعد شهدت اعتقال الكثير من المطلوبين، وضبط كميات كبيرة مـن المخدرات وحبوب الهلوسة وإعدامهـا وهـدم أوكار المخدرات والممنوعات ومزارع ومبانٍ تُستغل كمخازن احتجاز المهاجرين غيـر الشرعيين، وتحرير عدد كبير من المحتجزين مـن جنسيات مختلفة».


وزير العدل المغربي يدعو لتوحيد إجراءات تتبع غسل الأموال

وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)
TT

وزير العدل المغربي يدعو لتوحيد إجراءات تتبع غسل الأموال

وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)
وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي يلقي كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)

دعا وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي إلى «تبادل التجارب بين الدول، وربط أواصر التعاون بين مختلف السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية، بهدف توحيد المساطر والإجراءات التي تسهل رصد وتتبع ومصادرة عمليات غسل الأموال».

جاء ذلك في كلمة ألقاها وهبي خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي، الاثنين، في مدينة سلا المجاورة للرباط، حول موضوع: «تعزيز التعاون القضائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا... من أجل مقاربة متكاملة مندمجة للتحقيقات والمتابعات في مجال مكافحة غسل الأموال». وحث وهبي، على إرساء «تعاون إقليمي أكثر نجاعة من أجل تطويق هذه الجريمة العابرة للحدود ما سيسهم لا محالة في دفع عجلة التنمية في مختلف القطاعات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».

محل صيرفة في بيروت (أ.ف.ب)

وأشار وهبي إلى «أن التعاون الدولي في مجال مكافحة جريمة غسل الأموال يتحقق من خلال الرقابة المتبادلة ما بين الدول على عمليات تحويل ونقل الأموال والأوراق المالية بين مختلف البلدان، الذي يجري بداية من خلال إرساء قوانين داخلية متلائمة مع المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال تسمح بذلك ليس فقط من حيث التجريم والعقاب، بل حتى من خلال إرساء قواعد استثنائية كعدم الاعتداد بالسر المهني أو البنكي أمام الهيئات المتخصصة في الرقابة المالية أو البنكية».

وقال وزير العدل المغربي إن المملكة المغربية «استطاعت بفضل جهود الكثير من المؤسسات والفاعلين الوطنيين ونتيجة احتكاكها مع تجارب أجنبية في بناء نموذج متميز للتعاون القانوني والقضائي الدولي سواء مع محيطه العربي والأفريقي أو مع دول الاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم، سواء من حيث انخراطها في الممارسات الاتفاقية الدولية ذات الصلة بمكافحة الجريمة، خصوصاً المنظمة أو من خلال تفاعلها مع الآليات الدولية».

وافتتح المؤتمر الذي ينعقد على مدى ثلاثة أيام، بحضور عدد من المسؤولين المغاربة منهم وزيرة الاقتصاد والمالية؛ نادية فتاح، ورئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية؛ محمد عبد النباوي، ورئيس النيابة العامة؛ الحسن الداكي، ووالي بنك المغرب؛ عبد اللطيف الجواهري، وبحضور (عن بعد)، للأمين التنفيذي لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (GAFIMOAN)، كما حضرت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب؛ ورئيس الوكالة الأوروبية للتعاون القضائي الجنائي (Eurojust)؛ ومدير مشروع البرنامج العالمي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابع للاتحاد الأوروبي (EU AML/CFT)؛ ورئيس معهد سيراكوزا الدولي للعدالة الجنائية وحقوق الإنسان.

مصرية تمر قرب محل صيرفة في القاهرة (إ.ب.أ)

وأوضح وهبي، في كلمته أن تنظيم هذا المؤتمر الإقليمي يكتسي أهمية بالغة من نواحٍ متعددة، سواء من حيث ظرفيته التي تتصادف ومجموعة من التحولات التي يشهدها العالم وتأثيرها على المجالين المالي والاقتصادي، أو من حيث حجم الحضور بفعل التمثيلية الواسعة رفيعة المستوى لـ21 دولة عضواً في مجموعة العمل المالي، أو من حيث الشراكة؛ إذ يأتي في إطار تعاون متميز مع البرنامج العالمي لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التابع للاتحاد الأوروبي و«معهد سيراكوزا الدولي للعدالة الجنائية وحقوق الإنسان» ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما ينعقد المؤتمر في سياق تفعيل التوصية 15 لمؤتمر المنامة المنعقد في مارس (آذار) 2022، الذي أكد ضرورة مناقشة التحديات التي يطرحها التعاون القضائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتبادل الآراء حول السبل الكفيلة لمواجهتها.

ورأى وهبي «أنه انطلاقاً من كون حركة العائدات الجرمية وأنشطة غسل الأموال تجري في معظم الأحوال داخل محيط دولي، أو عبر الحدود الوطنية، فإن سبل المواجهة يجب أن تجري أيضاً في المحيط الدولي، ومن خلال شبكة مكافحة متكاملة ومتناسقة من الترتيبات والتدابير، والمتابعات القضائية العالمية والإقليمية والثنائية والوطنية، التي تكفل قيام تعاون فعال ومتكافئ بين الدول المعنية، في مختلف مراحل البحث والتحقيق والمحاكمة، وتسليم المجرمين وتنفيذ الأحكام القضائية».