كيف تأثرت خيارات هدايا «عيد الأم» بالغلاء في مصر؟

وسط ارتفاع أسعار الذهب والأجهزة الكهربائية

إقبال على أحد المراكز التجارية بالجيزة (الشرق الأوسط)
إقبال على أحد المراكز التجارية بالجيزة (الشرق الأوسط)
TT

كيف تأثرت خيارات هدايا «عيد الأم» بالغلاء في مصر؟

إقبال على أحد المراكز التجارية بالجيزة (الشرق الأوسط)
إقبال على أحد المراكز التجارية بالجيزة (الشرق الأوسط)

في ظل أزمة الغلاء الراهنة بمصر، تبدو خيارات هدايا عيد الأم، هذا العام، وقد تأثرت بتلك الأجواء، وهي المناسبة التي تمثل واحدة من أبرز مواسم الشراء في مصر.
وتنعكس على «السوشيال ميديا» حوارات يغلب عليها الطابع الساخر حول خيارات الهدايا التي يمكن أن تلائم الوضع الاقتصادي، هذا العام، فبينما يقترح أحد مستخدمي «السوشيال ميديا» أن تكون هدية «ست الحبايب»، هذا العام، عبارة عن 2 كيلو من اللحم، أو «دجاجتين»، ولا سيما وقد تضاعفت أسعار تلك السلع بشكل جنوني، حيث يصل سعر كيلو اللحم إلى متوسط 240 جنيهاً مصرياً (ما يوازي 8 دولارات)، فإن آية الشافعي (36 عاماً وتعمل في إحدى الشركات بمجال الصناعات الكيميائية) تتحدث بنبرة جِدية، وتقول، لـ«الشرق الأوسط»: «أثّر الغلاء بشكل كبير على طريقة تفكير الناس، حتى إن البعض بدأ يفكر في أن توفير سلع تموينية كافية قد يكون أفضل هدية عملية لعيد الأم، هذا العام».
وتضيف آية الشافعي، التي تقطن في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة): «عادة ما نُفكر أنا وإخوتي، كل عام، في المشاركة لشراء قطعة ذهبية لأمي في عيدها، لكن الآن صار ذلك مستحيلاً مع الارتفاع الشديد الذي لحق أسعار غرام الذهب، فقد تجاوز سعر الغرام من العيار 21 نحو ألفي جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 30.8 جنيه مصري)، وعادة ما يرتفع الذهب قبل موسم عيد الأم، ولكن هذا العام تَضاعف منذ التعويم وإقبال الناس على الاستثمار فيه، لذلك لم يعد خيارنا المشاركة لشراء قطعة ذهبية كسلسلة أو خاتم مطروحاً».
وتضيف آية أن اتجاه هذا العام هو شراء هدايا أكثر عملية للاستعمال الشخصي كحقيبة يد أو حذاء، خصوصاً أن «هدية عيد الأم من الأشياء الضرورية التي لا يمكن تجاوزها، ولكن الظرف الاقتصادي يجبرنا على البحث عن بدائل أقل سعراً وفي المتناول».
وتعبر ياسمين مدحت، 32 عاماً، مُعلمة، وتقطن في حي فيصل محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، عن هذا الرأي، وتقول، لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما كنا نتشارك أنا وإخوتي، كل عام، في طرح أفكار هدايا قبل عيد الأم، وفكّرنا، هذا العام، في شراء جهاز هاتف محمول لوالدتي، ولكننا فوجئنا بأن سعر الموديل الذي كنا نودّ شراءه لها وصل إلى 16 ألف جنيه، في حين كان سعر هذا الموديل قبل نحو عام 5 آلاف جنيه فقط، وهو ما جعلنا نتراجع عن هذا الخيار».
وتضيف: «قمنا في أحد الأعوام السابقة بشراء ماكينة خياطة لأمي بتقاسم سعرها فيما بيننا، الآن صارت الأجهزة الكهربائية بشكل عام غير متوفرة؛ بسبب أزمة الاستيراد، والمتوفر منها صار بأسعار مضاعَفة».
ويحرص عدد من المدارس في مصر على إخطار أولياء الأمور بعدم إرسال هدايا للمدرِّسات في عيد الأم، وهو الأمر الذي يبدو أن كثيراً من الأهالي سيعتبرونه قراراً لا مفر منه في ظل ارتفاع الأسعار، حتى للهدايا الرمزية المُتمثلة في الشوكولاته والحلوى والأكواب المصنوعة من البورسلين، التي عادةً ما كانت هي أبرز الخيارات الرمزية الأبرز لهدايا المُعلّمات. تقول ياسمين مدحت: «كنا نحرص عادةً على شراء هدايا رمزية للمعلمات في مدرسة بناتي، لكن، هذا العام، ستُمثل الهدايا الرمزية في مجموعها مبلغاً كبيراً، فلن أقوم بشراء، هذا العام، سوى هدية أمي».
ويحرص عدد من المحالّ التجارية على إبراز العباءات والإكسسوارات المنزلية كخيارات لهدايا عيد الأم بمناسبة تزامنه، هذا العام، مع شهر رمضان الكريم، وهي الخيارات التي يمكن رصد ارتفاع ثمنها في مقابل العام الماضي، وإن كانت تظل بالنسبة لكثيرين مهرباً من أفكار تبدو وقد باتت عصيّة على الشراء، ولا سيما الأجهزة الكهربائية وقطع الأثاث المنزلي.
وتشهد مصر، منذ عدة أشهر، أزمة اقتصادية إثر تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، واكبها تراجع سعر صرف العملة المحلية، بعد الانتقال إلى سعر صرف مرن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.