مصر وتركيا تُنسقان لقمة بين السيسي وإردوغان

وزيرا خارجية البلدين تباحثا في القاهرة بشأن تطبيع العلاقات

وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في قصر التحرير بالقاهرة (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في قصر التحرير بالقاهرة (أ.ف.ب)
TT

مصر وتركيا تُنسقان لقمة بين السيسي وإردوغان

وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في قصر التحرير بالقاهرة (أ.ف.ب)
وزير الخارجية المصري سامح شكري (يمين) ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في قصر التحرير بالقاهرة (أ.ف.ب)

تنسق القاهرة وأنقرة لعقد لقاء قمة مرتقبة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان، ولكن من دون تحديد موعد حاسم لها.
ووفق ما أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر مشترك في القاهرة (السبت) مع نظيره التركي، مولود تشاووش أوغلو، فإن «هناك إرادة وتوجيهات سياسية لإطلاق مسار للوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين».
وأعلن الوزيران أنهما بحثا «استعادة العلاقات على مستوى السفراء، وأنه يجري التنسيق لعقد قمة بين السيسي وإردوغان».
وقال الوزير المصري، إن «هناك إرادة سياسية وتوجيهات من قبل رئيسي البلدين عندما اجتمعا في الدوحة (خلال حفل افتتاح كأس العالم في قطر) وتكليف لوزيري الخارجية لإطلاق المسار للوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات بعد تطورات الأوضاع في السنوات الماضية».
وزيارة تشاووش أوغلو هي الأولى من نوعها لوزير خارجية تركي إلى مصر منذ 11 عاماً، وتأتي بعد أسابيع من زيارة أجراها نظيره المصري إلى أنقرة، قال إنها ذات طابع إنساني لإظهار التضامن وتقديم المساعدات لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في سوريا وتركيا الشهر الماضي.
وقال شكري إنه أجرى محادثات اتسمت «بالشفافية والصراحة» مع الوزير التركي شملت العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجهها الدولتان.
وأضاف شكري: «نتطلع إلى فتح قنوات التواصل فيما بين الأجهزة الحكومية واستمرار عملنا بشكل مكثف حتى نصل إلى ما نتطلع إليه سوياً من استعادة العلاقة الهامة بين البلدين».
وقال الوزير المصري إن المباحثات مع نظيره التركي شملت الأوضاع الإقليمية في فلسطين وليبيا والعراق، وتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، والعمل على مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب.
كما أشار إلى أن المناقشات بين الجانبين تطرقت إلى الأزمة الأوكرانية الروسية وتداعياتها.

بدوره، قال الوزير التركي إنه يجري اتخاذ خطوات لعودة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها بشكل فوري. وأضاف: «موجودون الآن لتقوية العلاقات وإعادتها لمسارها الطبيعي... من الآن فصاعداً سيتم اتخاذ خطوات إيجابية لتحسين العلاقات مع مصر».
وقال تشاووش أوغلو: «تم الاتفاق على طي صفحة التوتر مع مصر... سنبذل قصارى جهدنا من أجل عودة العلاقات بالكامل وعدم العودة للوراء». ولفت الوزير إلى أن «تركيا ومصر تقومان بدور ريادي في قضايا المنطقة».
وأضاف أنه بحث مع نظيره المصري تطوير التعاون في قطاع الطاقة وفتح المسارات الدبلوماسية بين البلدين لإرجاعها إلى ما كانت عليه في السابق.
ومثلت مسألة التنقيب عن الغاز في منطقة شرق المتوسط محطة خلافية كبيرة بين القاهرة وأنقرة خلال السنوات الماضية، وتبادل البلدان الإعلان عن رفض تحرك الطرف الآخر، خاصة ما يتعلق بآلية تعاون مصر مع اليونان وقبرص.
وقال تشاووش أوغلو إنه بحث مع شكري أيضاً الأزمة الروسية - الأوكرانية، لافتاً إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تقود إلى أزمة نووية.
وأضاف: «مصر لها دور عظيم على صعيد العديد من القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية، نسعى ألا تكون هناك اضطرابات في الأقصى في فلسطين مع قرب شهر رمضان».
وفيما حثَّ الوزير التركي مستثمري بلاده على العمل في مصر وتعزيز التبادل التجاري، قال الوزير المصري إن «التبادل التجاري مع تركيا بلغ تسعة مليارات دولار».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


تواصُل الاشتباكات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» على تخوم الجزيرة

حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)
حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)
TT

تواصُل الاشتباكات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» على تخوم الجزيرة

حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)
حافلة تُقلُّ عناصر من الجيش السوداني في أحد شوارع مدينة قضارف (أ.ف.ب)

بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني والفصائل الموالية له ضد «قوات الدعم السريع» في ثلاثة محاور على تخوم ولاية الجزيرة وسط البلاد، تتداول منصات إعلامية معلومات عن إحراز الجيش تقدماً في الجبهة الشرقية خلال معارك، الأربعاء، في ظل عدم توفر أي معلومات رسمية صادرة عن طرفي القتال.

ووفق مصادر محلية ونشطاء، تدور معارك شرسة على كل الجبهات، حيث بدأ الجيش في شن هجوم واسع ضد دفاعات «الدعم السريع» للسيطرة على القرى، التي تشكل مداخل رئيسية إلى مدينة ود مدني، عاصمة الولاية.

ونشرت عناصر من قوات «درع البطانة»، وهي أحد الفصائل المسلحة التي تقاتل في صفوف الجيش، مقطع فيديو تقول فيه إنها سيطرت على جسر «بلدة والمهيدي»، الواقع على بعد نحو 30 كيلومتراً عن ود مدني، وذلك بعد يومين من استعادة السيطرة على مدينة أم القرى، التي تعد منطقة استراتيجية في أرض المعارك.

وتعد هذه المعارك الأعنف التي تدور في تلك المحاور، بعد التقدم الكبير للجيش خلال الأسابيع الماضية، وقدرته على استعادة غالبية مدن ولاية سنار في الجزء الجنوبي الشرقي.

وقال شهود عيان إن «قوات الدعم السريع» تنتشر بأعداد كبيرة على طول الجبهات القتالية على حدود ولاية الجزيرة، وتحدثوا عن «معارك واشتباكات عنيفة من عدة محاور»، مؤكدين أنها «لم تتخطَّ بعد بلدات رئيسية إلى حدود المدينة».

في المقابل، قالت «قوات الدعم السريع»، في بيان، إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفَّذ سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق الكومة والزرق ومليط، شمال دارفور، خلَّفت مئات القتلى والجرحى.

وأضاف البيان، الذي نُشر على منصة «تلغرام»، أن الطيران نفَّذ «هجوماً غادراً» على منطقة الكومة، راح ضحيته أكثر من 47 مواطناً، بين قتيل وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال. مشيراً إلى أن الطيران كثف هجومه على الكومة، ونفّذ 72 طلعة جوية خلال الأشهر الماضية، خلَّفت مئات القتلى والمصابين، وأحدثت دماراً واسعاً في البنى التحتية والمنازل.

كما ذكر البيان أن «العدوان الجوي للجيش» استهدف خلال الساعات الماضية بلدة الزرق ومدينة مليط، مرتكباً «مجازر مماثلة».

ودعت «قوات الدعم السريع» الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، إلى الإسراع والتقصي بشأن «الانتهاكات وجرائم الإبادة التي تُرتكب بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش السوداني»، والتي أودت، حسبه، بحياة أكثر من 3 آلاف من المدنيين خلال الشهرين الماضيين. وأكدت استعدادها للتعاون في إطار تقصي الحقائق، ومنح الجهات المختصة الأدلة المادية على «جرائم الطيران الحربي للجيش السوداني بحق المواطنين العزل».

ولا تزال «قوات الدعم السريع» داخل جُلّ أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد، ومناطق شاسعة في إقليم دارفور، إضافةً إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.