محاكمة يهوديين متطرفين بمحاولة إحراق مسجد تاريخي

TT

محاكمة يهوديين متطرفين بمحاولة إحراق مسجد تاريخي

كشفت النيابة العامة الإسرائيلية، الجمعة، عن اعتقال شابين يهوديين من اليمين المتطرف، وتقديمها لائحة اتهام ضدهما في المحكمة المركزية بتهم التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد عرب، وإلقاء زجاجات حارقة على مسجد «سيدنا علي» في هرتسليا شمال تل أبيب.
والشابان هما ليعاد أوحانا البالغ من العمر 19 عاماً، وفتى يبلغ من العمر 16 عاماً تفرض الرقابة الإسرائيلية حظراً على نشر اسمه.
وحسب لائحة الاتهام، قرر الشابان في أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، الانتقام والثأر رداً على عملية إطلاق النار التي نفذها فلسطيني في حي النبي يعقوب الاستيطاني، شمال القدس، وأسفر عن مقتل 7 مستوطنين يهود، وخططا بداية للاعتداء على مواطن عربي بضربه حتى الموت، لكنهما تخليا عن الفكرة واختارا مهاجمة مسجد قريب. وبعد فحص قائمة المساجد في منطقة تل أبيب يافا، قررا استهداف مسجد «سيدنا علي»، في قرية الحرم المهجّرة التي أقيمت على أنقاضها مدينة هرتسليا.
وتبين أن المخابرات اهتدت إلى هذين الشابين قبل بضعة أيام، من خلال المراقبة التي تجريها للشبكات الاجتماعية والمراسلات بين أناس مشبوهين. فقد كان الفتى القاصر قد صوّر شريط فيديو وثّق فيه إلقاء زميله زجاجتين حارقتين على المسجد، وأرسل الشريط بـ«الواتس آب» إليه.
وجاء في لائحة الاتهام، التي قدمتها النيابة العامة للمحكمة المركزية في تل أبيب، أن الاثنين عملا على تصنيع زجاجات «المولوتوف» الحارقة لتنفيذ خطة الحرق العمد للمسجد، وألقيا 3 زجاجات منها على سقف المسجد، مما أحدث حروقاً، لكن خارجية. وقالت النيابة إنه «لو كانت خطة المتهمين قد تحققت بالكامل واشتعلت النيران في المسجد، لكان ذلك قد أدى إلى تصعيد أعمال العنف الشديدة في المجتمع الإسرائيلي، على خلفية دينية - قومية».
وقال جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، في بيان، إن «هذه الأعمال التي يتم تنفيذها بدوافع قومية تشكل خطراً على أمن الدولة؛ إذ إن جريمة الحرق العمد جريمة تنطوي على خطر حقيقي ليس فقط على المكان المطلوب إحراقه، ولكن على البيئة المحيطة».
ووجهت النيابة للمتهمين تهم «التآمر لارتكاب أعمال إرهابية (الحرق العمد للمزارات الدينية)، والعمل الإرهابي المشترك المتمثل في الحرق العمد، والاستخدام المشترك للسلاح لأغراض إرهابية».
وكان «الشاباك»، الذي أدار التحقيق في هذه القضية، قد اعترف بأن الهجوم العنيف على حوارة وغيرها من القرى الفلسطينية في قضاء مدينة نابلس، والذي نفذته مجموعة كبيرة (نحو 400 شخص) من المستوطنين مطلع الشهر؛ جعله يضاعف نشاطه بين المتطرفين اليهود، وبدأ يرصد تصاعداً في دوافع العمل ضد الفلسطينيين عموماً وضد المواطنين العرب في إسرائيل أيضاً، وبشكل خاص المدن المختلطة (التي يعيش فيها يهود وعرب) داخل البلاد. وادعى «الشاباك» أنه يعمل على «استنفاد كل الأدوات الموجودة تحت تصرفه من أجل إفشال هذه النيات في وقت مبكر».
يُذكر أن نشطاء كثيرين من اليمين المتطرف والمستوطنين يمارسون اعتداءات فظة على رجال دين مسلمين ومسيحيين (بمن في ذلك الراهبات)، وعلى أديرة ومساجد وكنائس ومواقع دينية أخرى، ومقابر إسلامية ومسيحية، وممتلكات عربية في إسرائيل وفي القدس الشرقية والضفة الغربية في إطار ما يطلقون عليه «تدفيع الثمن».
وقد سبق أن تعرض مسجد «سيدنا علي» أيضاً لاعتداءات عنصرية سابقة، علماً أنه مسجد ذو أهمية تاريخية كبيرة. فقد تم بناؤه في القرن الخامس الهجري تكريماً لعلي بن عليل، المعروف بابن عليم، حفيد عمر بن الخطاب، ويقع على شاطئ البحر المتوسط، في قرية علي أو قرية الحرم، التي هُجّر أهلها ودمرتها إسرائيل خلال نكبة 1948. وما زال المسجد قائماً إلى اليوم ويقصده الفلسطينيون على الدوام لأداء الصلاة فيه، خصوصاً في أيام الجمعة من كل أسبوع، بهدف الحفاظ على هوية المكان وأهميته.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

استطلاع: غالبية من الإسرائيليين يرون أنهم «خسروا» حرب غزة

متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

استطلاع: غالبية من الإسرائيليين يرون أنهم «خسروا» حرب غزة

متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

إزاء المحاولات الإسرائيلية للاستفراد بقطاع غزة والاستفادة من الحرب في لبنان والتهديد بتوسيعها إلى إيران؛ ما زالت غالبية الإسرائيليين يعتقدون أنه لا مجال لتحقيق انتصار على «حماس».

وأعربت هذه الأغلبية عن اعتقادها، عبر استطلاع، أن إسرائيل «خسرت في الحرب»، أو أنهم لا يعرفون الإجابة عن سؤال كهذا، في حين أكدت أغلبية ساحقة من الإسرائيليين رفضها السكن في البلدات اليهودية الواقعة على «غلاف غزة» عندما تنتهي الحرب.

وجاء في نتائج استطلاع نشرته الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» الأحد، أن 27 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل انتصرت في الحرب على غزة، في حين قال 35 في المائة إن إسرائيل خسرت الحرب، وأفاد باقي المستطلعين؛ أي 38 في المائة، بأنهم لا يعرفون الإجابة عن السؤال بيقين.

وفي تحليل النتائج بشكل أعمق، يتضح أن انعدام اليقين حول النتيجة التي حققتها إسرائيل في الحرب يسود أيضاً في أوساط ناخبي أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يتحدث عن انتصار ساحق وكامل، وقال 47 في المائة منهم إن إسرائيل انتصرت.

أما في صفوف المعارضة، فإن 48 في المائة رأوا أن إسرائيل خسرت في هذه الحرب.

وحسب الاستطلاع، فإن 14 في المائة فقط من الإسرائيليين يوافقون على السكن في إحدى بلدات «غلاف غزة» بعد انتهاء الحرب، في حين أكدت أغلبية ساحقة، بنسبة 86 في المائة، رفضها السكن في المنطقة.

وحاول الاستطلاع معرفة مدى علاقة المواطنين الإسرائيليين بضحايا الهجوم الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والحرب التي شنتها إسرائيل رداً عليه؛ فتبين أن 12 في المائة من الإسرائيليين قالوا إنهم فقدوا أحد أفراد عائلاتهم أو صديقاً قريباً، وقال 36 في المائة إنهم يعرفون أحد القتلى في الحرب أو خلال هجوم «حماس»، ما يعني أن 48 في المائة من الإسرائيليين توجد لهم علاقة مباشرة بنتائج الحرب ويتأثرون بها.

يُذكر أن صحيفة «معاريف» نشرت نتائج استطلاع رأي، حول تأثير الحرب على الإسرائيليين، تبين نتائجه أن أكثر بقليل من ثلث السكان درسوا إمكانية مغادرة البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ سنة؛ لأنهم يرون أن هناك خطراً حقيقياً على وجود إسرائيل، أو أنهم لا يعرفون مصيرها، وأن إسرائيل ليست دولة يطيب العيش فيها.

وجاء في النتائج أن 35 في المائة قالوا إنهم درسوا إمكانية الهجرة من إسرائيل (بينهم 24 في المائة درسوا الهجرة الدائمة، و11 في المائة درسوا هجرة مؤقتة)، في حين قال 65 في المائة إنهم لم يدرسوا الفكرة.

وقال 47 في المائة إنهم «يريدون جداً» و26 في المائة «يريدون» أن يعيش أولادهم في إسرائيل، في حين شدد 21 في المائة على أنهم لا يريدون أن يعيش أولادهم في إسرائيل، وقال 6 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن سؤال كهذا.

مسافرون في مطار بن غوريون الدولي (رويترز)

وتبين من تحليل معطيات الاستطلاع أن الذين لديهم رضا عن العيش في إسرائيل هم كبار السن ومتدينون وحريديون وناخبو أحزاب الائتلاف، في حين أن غير الراضين عن العيش في إسرائيل هم أبناء 30 - 44 عاماً، وأزواج شباب، وناخبو أحزاب المعارضة.

ويعتقد 66 في المائة من المستطلعين أن إسرائيل دولة يطيب العيش فيها، مقابل 33 في المائة يعتقدون أنه لا يطيب العيش فيها. وقال 49 في المائة إنهم يشعرون بأمن شخصي، و23 في المائة لا يشعرون بذلك، ورأى 26 في المائة أن وضع أمنهم الشخصي متوسط.

ويعبر 41 في المائة عن أنهم واثقون بكل ما يتعلق بأمن إسرائيل، في حين يشعر 30 في المائة بأن الوضع ليس آمناً، و27 في المائة يرون أن مستوى أمن إسرائيل متوسط.