نقص فيتامين «بي 12»... أسباب مرضية وغذائية

يؤدي إلى اضطرابات المزاج وضعف الإدراك

نقص فيتامين «بي 12»... أسباب مرضية وغذائية
TT

نقص فيتامين «بي 12»... أسباب مرضية وغذائية

نقص فيتامين «بي 12»... أسباب مرضية وغذائية

أعادت دراسة باحثين من مستشفى جامعة سان سيسيليو، ومستشفى جامعة فيرجن دي لاس نيفيس، بغرناطة في إسبانيا، طرح موضوع أهمية فيتامين «بي 12» Vitamin B12 وأسباب نقصه في الجسم وطرق معالجة ذلك.
«بي 12»
نُشرت الدراسة ضمن عدد فبراير (شباط) الماضي من المجلة الطبية الإسبانية Revista Clínica Española، بعنوان «فيتامين (بي 12) أكثر من مجرد علاج لفقر الدم». وأفاد الباحثون الإسبان في مراجعتهم العلمية قائلين: «في السنوات الأخيرة، وجد كثير من الدراسات ارتباطاً مهماً بين المستويات المنخفضة من فيتامين (بي 12) (الكوبالامين Cobalamin) في الدم واضطرابات المزاج، والاكتئاب، والضعف الإدراكي لدى كل من كبار السن والشباب. ومن المعروف أن نقص الكوبالامين يسبب تلفاً في الدماغ، مع إزالة غلاف الميالين Myelin من الخلايا العصبية وتقليل تخليق الناقل العصبي Neurotransmitter في الجهاز العصبي المركزي».
والفيتامينات بالتعريف الطبي هي مركبات كيميائية ضرورية لإتمام عدد من المهام في الجسم، ولكن لا يستطيع الجسم صناعتها. وليس هناك سبيل «طبيعي» للمرء يمكنه من خلاله الحصول على الفيتامينات، إلا سبيل الغذاء.
وينتمي فيتامين «بي 12» أو كوبالامين، إلى مجموعة الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء. واللافت للنظر، وفق ما قال الباحثون الإسبان: «في الطبيعة، يتم تصنيع فيتامين (بي 12) حصرياً عن طريق البكتيريا. ولأن الميكروبات المعوية Gut Microbiota (الصديقة) لدينا (في القولون) غير كافية لإنتاج كميات فيتامين (بي 12) الضرورية لتلبية الاحتياجات اليومية للجسم، فإنه يتم الحصول على هذا الفيتامين من خلال تناول الأطعمة المشتقة من الحيوانات، مثل البيض والحليب ومنتجات الألبان واللحوم الحمراء والدواجن والكبد (كبد البقر بشكل أساسي) والأسماك والمأكولات البحرية».
وتشير مصادر التغذية الإكلينيكية إلى أن الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين «بي 12» هي 2.4 ميكروغرام/ يوم، للبالغين، و2.8 ميكروغرام/ يوم، أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية. ويلعب هذا الفيتامين دوراً أساسياً في تكوين طلاء غلاف المايلين للخلايا العصبية (الذي يُسهّل التواصل السريع جداً بين الخلايا العصبية)، وفي إتمام نضج تكوين خلايا الدم الحمراء، وفي تخليق الحمض النووي.
ويظل السببان الرئيسيان لانخفاض فيتامين «بي 12» في الجسم هما نقص التناول من الغذاء اليومي، وتدني الامتصاص في الأمعاء. ومنهما تتفرع أسباب متعددة. وتعامل الجهاز الهضمي مع أنواع الأطعمة المحتوية على فيتامين «بي 12» يمر عبر 3 مراحل، هي:
- المرحلة الأولى، وتتم في المعدة لتحرير وإطلاق فيتامين «بي 12» من تلك الأطعمة.
- المرحلة الثانية، وتتم في المعدة أيضاً، لحماية فيتامين «بي 12» إلى حين وصوله إلى منطقة امتصاصه في أواخر الأمعاء الدقيقة.
- المرحلة الثالثة، مرحلة عملية الامتصاص الفعلي في آخر أجزاء الأمعاء الدقيقة.
عملية الامتصاص
أوضح الباحثون الإسبان في مراجعتهم العلمية أنه «لكي يتم امتصاص فيتامين (بي 12) أثناء الهضم، يجب أن يكون هناك (في المعدة) كميات كافية من حمض الهيدروكلوريك، ومن بروتين البيبسين Pepsin، وذلك لكي يتم كسر وتفتيت البروتينات في الأطعمة الغذائية، وبالتالي يحصل إطلاق وتحرير لفيتامين (بي 12)». وأضافوا أن تلك العملية تحتاج كذلك في المعدة إلى «بروتين يسمى العامل الداخلي IF، الذي يرتبط بفيتامين (بي 12) المُحرر، مكوناً مركب اتحاد IF B12. وهذا (الارتباط مع بروتين العامل الداخلي) يحمي الفيتامين حتى وصوله إلى منطقة اللفائفي (آخر جزء في الأمعاء الدقيقة)».
وعند وصول مركب اتحاد «IF B12» إلى منطقة اللفائفي، يرتبط هذا المركب المُتّحد بمُستقبلات معينة توجد على سطح خلايا تلك المنطقة النائية من الأمعاء الدقيقة. وتُسمى المُستقبلات هذه «مُسقبلات الكوبام» Cubam Receptors. وبعد هذا الارتباط، تبدأ خلايا الأمعاء الدقيقة هناك بامتصاص فيتامين «بي 12» وحده من خلال عملية النقل النشط Active Transport، ثم ينتقل هذا الفيتامين من خلايا الامتصاص في تلك المنطقة النائية للأمعاء الدقيقة، ليدخل في الأوردة الدموية التي تنقله إلى الكبد. ومعلوم أن الكبد هو أول عضو في الجسم يستقبل جميع العناصر الغذائية التي يتم امتصاصها من الأمعاء، بعد هضم الأطعمة التي نتناولها.
وفي الكبد يتم تحويل فيتامين «بي 12» الغذائي إلى مركبات نشطة، يتم خزن قسم منها في الكبد كاحتياطي للاستهلاك عند الضرورة، والباقي يتم توزيعه على مناطق الجسم التي بأمسّ الحاجة إليه. وخصوصاً الجهاز العصبي، وأماكن إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم، وخلايا الجسم.
وأوضح الباحثون أن احتياطيات الكبد من مخزون فيتامين «بي 12» تسمح بتأخير ظهور الأعراض والعلامات المرضية لنقصه في الجسم لسنوات. أي عند تدني تناول الأطعمة الغنية به، أو وجود أي اضطرابات مرضية تمنع كمال امتصاصه في الأمعاء.
كما أوضحوا أن الكمية الباقية من فيتامين «بي 12»، التي لم يتم خزنها وتم توزيعها في الجسم، تصل إلى أنسجة الجسم لتأخذ حاجتها اليومية منه، والفائض منها (نحو 50 في المائة من الكمية المتناولة يومياً) يتم إخراجه مع البراز.
عوامل الوفرة
ومن مجمل تتابع هذه العمليات المعقدة في طريقة الهضم، والعوامل اللازمة لها، والحاجة إلى حماية فيتامين «بي 12»، ومكان وآلية امتصاصه، وطريقة توزيعه وتخزينه، يتبين أن ثمة 8 عوامل تلزم لتوفر الكميات اللازمة من هذا الفيتامين في الجسم، وهي:
- تناول الأطعمة الحيوانية المصدر، ولذا فإن الاقتصار على الأطعمة النباتية يتطلب التنبه.
- أن تكون تلك الأطعمة الحيوانية من الأنواع الغنية بفيتامين «بي 12».
- أن يتوفر في المعدة إنتاج الأحماض، وأي سبب لنقص إنتاج المعدة للأحماض قد تنتج عنه مشكلة في توفر فيتامين «بي 12».
- أن يتوفر في المعدة القدرة على إنتاج البيبسين، الضروري لإتمام عملية هضم وتفتيت البروتينات الحيوانية.
- أن تكون المعدة قادرة على إنتاج بروتين «العامل الداخلي». وأي سبب لنقص إنتاج المعدة لهذا قد تنتج عنه مشكلة في توفر فيتامين «بي 12».
- أن تتم عملية اتحاد فيتامين «بي 12» (الذي تم تحريره من الأطعمة) مع بروتين العامل الداخلي. وأي سبب يعيق حصول هذا الاتحاد بين المركبين، قد تنتج عنه مشكلة في توفر فيتامين «بي 12».
- أن تمتلك خلايا امتصاص العناصر الغذائية في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة القدرة على استقبال فيتامين «بي 12»، وإتمام مراحل النقل النشط لامتصاص هذا الفيتامين.
- أن يكون هذا الجزء الأخير خالياً من الأمراض المزمنة، مثل التهابات المناعة الذاتية، أو عدوى درن السل وغيره.

التعويض الدوائي لمعالجة نقص فيتامين «بي 12»
> عند ثبوت وجود حالة نقص فيتامين «بي 12» في الجسم، ولتخفيف أو إزالة الأعراض والعلامات المرضية الناجمة عن تلك الحالة، يتم إعطاء فيتامين «بي 12» كدواء. ويمكن آنذاك تلقيه إما عن طريق الفم أو حقنة في العضل، وذلك اعتماداً على السبب في حصول ذلك النقص، وأيضاً على تفضيل المريض.
وفي البداية، عادة ما يتم علاج المريض الذي يعاني نقصاً حاداً في الكوبالامين عن طريق الحقن العضلي. وإذا كان النقص أقل حدة، فإن التركيبة الفموية مفيدة أيضاً. ويتم إعطاء حقن الكوبالامين بمقدار ملّيغرام واحد يومياً للأسبوع الأول من العلاج، ثم مرة واحدة أسبوعياً في الشهر التالي، ثم كل شهر.
وإذا نشأت حالة نقص الكوبالامين بسبب اتباع نظام غذائي نباتي صارم، فإن التركيبة الفموية (جرعة عالية بمقدار 1- 2 مليغرام) كافية في هذه الحالة، إذا رفض المريض أخذ الحقن.
وبسبب حساسية الكوبالامين، من الضروري إجراء اختبار تحت الجلد، قبل أي علاج بحقنه. وبسبب احتمال التسبب في الحساسية المفرطة، فإن إعطاء الكوبالامين لا يتم عن طريق الوريد.

6 أسباب مَرضية لنقص فيتامين «بي 12»

> قد يحصل نقص فيتامين «بي 12» نتيجة لأحد الأسباب «المَرضية»، أي غير تدني تناوله من الأطعمة، ما يتطلب المعالجة التعويضية وفق ما تشير إليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA. وتشمل:
- فقر الدم الخبيث Pernicious Anemia: وفي هذه الحالة، يكون السبب انعدام أو تدني توفر «العامل الداخلي» Intrinsic Factor بسبب تكوين المناعة الذاتية للأجسام المضادة Autoantibody، التي تهاجم وتُتلف الخلايا الجدارية Parietal Cells في بطانة المعدة. ومعلوم أن هذه الخلايا في بطانة المعدة مهمتها إفراز هذا «العامل الداخلي». والنتيجة انخفاض امتصاص فيتامين «بي 12» في نهاية الأمعاء الدقيقة Ileum.
- التهاب المعدة الضموري Atrophic Gastritis: ونتيجة لاضطرابات معينة في المناعة الذاتية تتلف مجموعات خلايا بطانة المعدة (وليس فقط الخلايا الجدارية كما في حالات فقر الدم الخبيث)، وبالتالي يتدنى إفراز المعدة للأحماض وللبيبسين وللعامل الداخلي. وكلها عوامل مهمة لتهيئة فيتامين «بي 12» للامتصاص لاحقاً في الأمعاء.
- استئصال المعدة Gastrectomy الكلي أو الجزئي: وهذا قد يقلل من مستوى العامل الداخلي وعوامل المعدة الأخرى، اللازمة لتهيئة فيتامين «بي 12» للامتصاص لاحقاً في الأمعاء.
- فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة: أنواع البكتيريا لا توجد عادة في الأمعاء الدقيقة (بخلاف الأمعاء الغليظة)، وتحصل زيادة غير طبيعية في إجمالي عدد البكتيريا هناك لأسباب مرضية (عمليات جراحية مثلاً) تتعلق ببطء مرور الطعام من خلالها، ما يصنع بيئة ملائمة لنمو البكتيريا. وتتسبب هذه البكتيريا الزائدة في استهلاك فيتامين «بي 12» بدلاً من امتصاص الأمعاء له.
- التهابات ميكروبية في القناة الهضمية: إما في الأمعاء (الفيلوبوثريوم لاتوم Diphyllobothrium latum) أو في المعدة (جرثومة المعدة هيليكوباكتر بيلوري H. pylori)، أو سل الدرن في الأمعاء.
- قصور البنكرياس Pancreatic Insufficiency: ويُلاحظ إكلينيكياً حصول نقص فيتامين «بي 12» في الجسم لدى نحو 30 في المائة من المُصابين بقصور البنكرياس عن إفراز عُصاراته.

6 أدوية تتسبب في إعاقة امتصاص فيتامين «بي 12»
> نوعيات الأدوية التي يتناولها المرء لها في الغالب آثار جانبية وتفاعلات عكسية. وثمة مجموعة من الأدوية التي تناولها قد يكون السبب في إعاقة امتصاص الأمعاء لفيتامين «بي 12»، ما قد يتسبب في نهاية الأمر بنقصه وظهور الأعراض والعلامات المرضية له. ومنها:
- أدوية خفض إنتاج المعدة للأحماض PPI: التناول المزمن لهذه النوعية من الأدوية، وخصوصاً القوية المفعول منها، مثل مثبطات مضخات البروتون الشائعة الاستخدام (من أنواعها أوميبرازول أو لانزوبرازول)، يقلل من إفراز الحمض، وبالتالي لا يتمكن «العامل الداخلي» من الارتباط بفيتامين «بي 12» في الأطعمة المتناولة، وفي النهاية يقل امتصاصه رغم حرص المريض على تناول الأطعمة الغنية به.
- عقار الميتفورمين Metformin (المستخدم لضبط نسبة السكر في الدم) على المدى الطويل: وثمة عدة آليات لتأثير هذا العقار على نقص امتصاص فيتامين «بي 12»، منها التسبب في قلة وبطء حركة الأمعاء، أو فرط نمو البكتيريا المعوي التي تتنافس مع فيتامين «بي 12»، ما يقلل من فرص امتصاصه.
- عقار حمض الأمينوساليسيليك Aminosalicyclic Acid: وهو أحد الأدوية التي قد تُستخدم ضمن توليفة مجموعة الأدوية لمعالجة درن السل، أو لعلاج مرض كرون في الأمعاء، أو لالتهابات المفاصل. وقد يعيق قدرة الجسم على امتصاص فيتامين «بي 12».
- عقار كولشيسين Colchicine: قد يقلل تناول هذا الدواء المضاد للالتهاب المستخدم للوقاية من نوبات النقرس ومعالجتها، أو حالات الالتهابات في المفاصل وغيرها، من قدرة الجسم على امتصاص فيتامين «بي 12».
- حبوب فيتامين سي C: تناول حبوب أو فوار فيتامين سي مع تناول حبوب فيتامين «بي 12»، قد يُقلل من امتصاص الأمعاء له. ولتجنب هذا التفاعل، يجدر تناول فيتامين سي بعد ساعتين أو أكثر من تناول مكملات فيتامين «بي 12».
- مضادات الاختلاج Anticonvulsants: وهي أدوية قد تُستخدم لعلاج حالات الصرع Epilepsy أو الاضطراب النفسي ثنائي القطب Bipolar Disorder. ويُعتقد طبياً أن المرضى الذين يستخدمون مضادات الاختلاج بشكل متكرر لديهم نقص في فيتامين «بي 12»، ما يتطلب التأكد من نسبته في الدم.

* استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

تعرّف على فوائد الكولاجين للشعر

صحتك الكولاجين يسهم في تحسين صحة شعركِ من خلال توفير الأحماض الأمينية والمساعدة في مكافحة تلف بصيلات الشعر (بيكساباي)

تعرّف على فوائد الكولاجين للشعر

قد يُسهم الكولاجين في تحسين صحة شعركِ من خلال توفير الأحماض الأمينية والمساعدة في مكافحة تلف بصيلات الشعر. كما قد يُبطئ من ترقق الشعر وظهور الشيب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة (رويترز) play-circle

دراسة: امتلاك هواتف ذكية قبل سن المراهقة يرتبط بمخاطر صحية

أظهرت دراسة أميركية واسعة أن امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة وعدم كفاية النوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا قوارير مجمدة من الحيوانات المنوية محفوظة في حاوية مبردة بمحلول نيتروجيني في مختبر (أرشيفية - رويترز)

متبرع بالحيوانات المنوية مصاب بطفرة سرطانية يُنجب 197 طفلاً في أوروبا

كشف تحقيق موسع أن متبرعاً بالحيوانات المنوية، يحمل دون علمه طفرة جينية تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، أنجب ما لا يقل عن 197 طفلاً في أنحاء أوروبا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

كشف باحثون من جامعة أوساكا في اليابان عن سبب ارتفاع معدلات تسوّس الأسنان لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مشروبات الطاقة تحت مجهر المخاطر الصحية (رابطة الأغذية المتخصّصة الأميركية)

مشروبات الطاقة تُهدد القلب والدماغ

حذَّر أطباء في بريطانيا من المخاطر الصحية الكبيرة لمشروبات الطاقة، مُسلّطين الضوء على 3 مخاطر رئيسية قد تهدّد حياة المستهلكين، خصوصاً عند الإفراط في تناولها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تعرّف على فوائد الكولاجين للشعر

الكولاجين يسهم في تحسين صحة شعركِ من خلال توفير الأحماض الأمينية والمساعدة في مكافحة تلف بصيلات الشعر (بيكساباي)
الكولاجين يسهم في تحسين صحة شعركِ من خلال توفير الأحماض الأمينية والمساعدة في مكافحة تلف بصيلات الشعر (بيكساباي)
TT

تعرّف على فوائد الكولاجين للشعر

الكولاجين يسهم في تحسين صحة شعركِ من خلال توفير الأحماض الأمينية والمساعدة في مكافحة تلف بصيلات الشعر (بيكساباي)
الكولاجين يسهم في تحسين صحة شعركِ من خلال توفير الأحماض الأمينية والمساعدة في مكافحة تلف بصيلات الشعر (بيكساباي)

قد يُسهم الكولاجين في دعم صحة الشعر عبر توفير الأحماض الأمينية الضرورية، والمساعدة في الحدّ من تلف البصيلات، كما قد يلعب دوراً في إبطاء ترقّق الشعر وظهور الشيب. ويُعدّ الكولاجين أكثر البروتينات وفرةً في الجسم، إذ يدخل في تكوين الأوتار والأربطة والجلد. وينتجه الجسم بصورة طبيعية، كما يمكن الحصول عليه من المكملات الغذائية وبعض الأطعمة مثل مرق العظام.

قد يُقدم الكولاجين فوائد صحية عديدة، منها تعزيز صحة الشعر وقوته. وإليكِ 5 طرق مُثبتة علمياً لتحسين الكولاجين لشعركِ، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث لاين» المعني بالرعاية الصحية.

يوفّر الأحماض الأمينية اللازمة لبناء الشعر

يتكون الشعر بشكل أساسي من بروتين الكيراتين، ويستخدم الجسم العديد من الأحماض الأمينية لبناء الكيراتين، بعضها موجود في الكولاجين. عند تناوله مع البروتينات الأخرى، يقوم الجسم بتفكيكها إلى أحماض أمينية تُستخدم بدورها لبناء بروتينات ومركبات جديدة.

ويستطيع الجسم إنتاج 11 حمضاً أمينياً غير أساسي، في حين يحتاج إلى الحصول على 9 أحماض أمينية أساسية من النظام الغذائي. يتكون الكولاجين بشكل أساسي من 3 أحماض أمينية غير أساسية: البرولين، والجليسين، والهيدروكسي برولين.

ويُعدّ البرولين أحد المكوّنات الأساسية للكيراتين؛ لذا يُفترض أن تزويد الجسم بالكولاجين الغني بالبرولين قد يمدّه بالعناصر الضرورية لنمو الشعر.ومع ذلك، لا تزال الأدلة البشرية المحدودة حول تأثير الكولاجين على الشعر تجعل من الصعب الجزم بقدرته على تعزيز نموه بشكل مباشر.

يُساعد في مكافحة تلف بصيلات الشعر

يُمكن للكولاجين أن يعمل مضاداً للأكسدة، ويُحارب الضرر الناتج عن الجذور الحرة.

الجذور الحرة هي مركبات تتكوّن في الجسم نتيجة التوتر، وملوثات الهواء، والتدخين، وسوء التغذية، والكحول، وغيرها من العوامل البيئية. ويُمكن أن تُلحق الجذور الحرة الزائدة الضرر بالخلايا والبروتينات والحمض النووي.

وتُشير الأبحاث إلى أن الجذور الحرة قد تُلحق الضرر ببصيلات الشعر أيضاً؛ ونظراً لأن دفاع الجسم ضد الجذور الحرة يضعف مع التقدم في السن، فإن كبار السن أكثر عرضةً لتلف الشعر.

ولمكافحة الجذور الحرة وتعزيز صحة الشعر، يحتاج الجسم إلى مضادات الأكسدة. وقد أظهرت العديد من الدراسات المخبرية أن الكولاجين -خصوصاً المُستخلص من قشور الأسماك- قد يتمتع بنشاط قوي بوصفه مضاداً للأكسدة.

وأظهرت إحدى الدراسات قدرة الكولاجين البحري على مكافحة 4 أنواع مختلفة من الجذور الحرة، في حين لاحظت دراسة أخرى أن هذا البروتين قد يكون مضاداً للأكسدة أكثر فاعلية من مركب معروف موجود في الشاي.

قد يمنع ترقق الشعر المرتبط بالتقدم في السن

يشكل الكولاجين 70 في المائة من الأدمة، وهي الطبقة الوسطى من الجلد التي تحتوي على جذر كل شعرة.

يسهم الكولاجين بشكل خاص في مرونة الأدمة وقوتها. مع التقدم في السن، يصبح الجسم أقل كفاءة في إنتاج الكولاجين، وتجديد خلايا الأدمة. قد يكون هذا أحد أسباب ترقق الشعر مع مرور الوقت؛ لذا، قد يُساعد تزويد الجسم بالكولاجين في الحفاظ على صحة البشرة ومنع ترقق الشعر.

وأظهرت دراسة استمرت 8 أسابيع، وشملت 69 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و55 عاماً، أن تناول مكملات الكولاجين يومياً حسّن بشكل ملحوظ مرونة الجلد مقارنةً بالدواء الوهمي.

كما أظهرت دراسة أخرى استمرت 12 أسبوعاً، وشملت أكثر من 1000 بالغ، أن تناول مكملات الكولاجين يومياً حسّن كمية هذا البروتين في الجلد، وقلل من علامات شيخوخة الجلد.

وبما أن الشعر ينمو من الجلد، فإن قدرة الكولاجين على مقاومة آثار شيخوخة الجلد قد تُسهم في تحسين نمو الشعر وتقليل ترققه. مع ذلك، لا تتوفر أبحاث كافية حول تأثير الكولاجين على ترقق الشعر.

قد يساعد في إبطاء الشيب

بفضل خصائصه المضادة للأكسدة، قد يتمكن الكولاجين من مكافحة تلف الخلايا وإبطاء الشيب.

يتأثر شيب الشعر المرتبط بالتقدم في السن بشكل كبير بالعوامل الوراثية، ولكن قد يلعب تلف الخلايا المنتجة للون الشعر بفعل الجذور الحرة دوراً أيضاً.

مع التقدم في السن، تبدأ الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين، التي تمنح الشعر لونه الطبيعي، بالموت. ومع ذلك، يمكن للجذور الحرة الناتجة عن سوء التغذية والتوتر والملوثات البيئية أن تُلحق الضرر بالخلايا المنتجة للميلانين أيضاً.

من دون كمية كافية من مضادات الأكسدة لمكافحة تلف الجذور الحرة، قد يبدأ الشعر الشيب. في الواقع، وجدت إحدى الدراسات المخبرية أن نشاط مضادات الأكسدة في بصيلات الشعر الرمادي أقل بكثير من نشاطها في بصيلات الشعر التي لا تزال تحتوي على الصبغة.

وبما أن الكولاجين أثبت فاعليته في مكافحة الجذور الحرة في المختبر، فإنه قد يُساعد، نظرياً، في منع تلف الخلايا المسؤولة عن لون الشعر. ونتيجة ذلك، قد يمنع الشيب المبكر أو يبطئ الشيب المرتبط بالتقدم في السن. مع ذلك، لا تزال الأبحاث حول تأثيرات الكولاجين المضادة للأكسدة على البشر قليلة.

سهولة إضافته إلى روتينك اليومي

يمكنك إضافة الكولاجين إلى نظامك الغذائي من خلال الأطعمة أو المكملات الغذائية. بما أنه يُشكل النسيج الضام للثدييات، فإنه يوجد في جلود وعظام وعضلات الدجاج ولحم البقر والأسماك. ويحتوي مرق العظام على الكولاجين والجيلاتين، وهو شكل مطبوخ من الكولاجين. يمكن تناول هذا المرق بوصفه مشروباً أو استخدامه أساساً للشوربات.

بالإضافة إلى ذلك، قد يُعزز تناول الأطعمة الغنية بفيتامين «سي» إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجسم. ويُعد البرتقال والفلفل الحلو والكرنب والفراولة مصادر ممتازة لهذا الفيتامين.

أخيراً، يمكن تناول الكولاجين على شكل أقراص أو مسحوق بوصفه مكملاً غذائياً. معظم مكملات الكولاجين مُحللة، أي أنها مُفككة مسبقاً، ويسهل امتصاصها.


علاج واعد لمرض الكلى في مرحلته النهائية

فريق من الجراحين خلال جراحة القلب والأوعية الدموية (الشرق الأوسط)
فريق من الجراحين خلال جراحة القلب والأوعية الدموية (الشرق الأوسط)
TT

علاج واعد لمرض الكلى في مرحلته النهائية

فريق من الجراحين خلال جراحة القلب والأوعية الدموية (الشرق الأوسط)
فريق من الجراحين خلال جراحة القلب والأوعية الدموية (الشرق الأوسط)

يشكل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم السببين الرئيسين للفشل الكلوي المزمن في المنطقة العربية. ومع التزايد الملحوظ في أعداد مرضى الفشل الكلوي، تبرز تحديات علاجه، خاصة مرض الكلى في مرحلته النهائية، الذي يعرف أيضاً بالمرحلة الخامسة من مرض الكلى المزمن، وهي حالة فشل كلوي حادة لا عودة منها، حيث تفقد الكلى قدرتها على العمل، مما قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة.

ويصاحب انخفاض وظائف الكلى أعراضٌ تشمل التعب، والتورم، وتغيرات في التبول، والغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، وتشنجات العضلات، والحكة، والارتباك الذهني، والنعاس. وللحفاظ على حياتهم، يحتاج مرضى الفشل الكلوي في مراحله النهائية إما إلى عملية مستدامة للغسيل الكلوي، أو زراعة كلية. ويعد الحل الأخير العلاج الأمثل.

ولكن من التحديات التي تحد نجاح عملية زراعة الكلى، يعد تصلب الشرايين في الشريانين المشترك والحرقفي من أبرزها، إذ قد يؤدي إلى مضاعفات عدة، مثل الخَرَف الوعائي، أو تلف الأوعية، أو الأنسجة بسبب جهاز التثبيت، أو تمزق الأوعية الدموية، أو انسدادها. وتقع الشرايين الحرقفية في منطقة الحوض، وتُزوّد ​​الساقين، والحوض والأعضاء التناسلية، وأعضاء أخرى بالدم. وتُعدّ الشرايين الحرقفية أساسيةً لتدفق الدم إلى الكلية المزروعة.

ولمواجهة هذا التحدي، قدّم الدكتور ماهام رحيمي، أستاذ مشارك في جراحة القلب والأوعية الدموية في مركز ديباكي للقلب والأوعية الدموية في مستشفى هيوستن ميثوديست، مقاربة جديدة لإغلاق الأوعية الدموية تتألف من مرحلة واحدة، في عملية أجريت على مريض خمسيني، مصاب بمرض الكلى المزمن في المرحلة النهائية، ويعاني من تكلس غزير، ومدرج اسمه على قائمة زراعة مزدوجة للقلب، والكلى.

وبحسب تقارير الحالة التي نشرت تفاصيلها في جاي في إس – سي أي تي (JVS - CIT)، توفر هذه المقاربة تعقيدات جراحية أقل، مقارنة بتقنيات إعادة بناء الأوعية الدموية المتاحة حالياً.

وفي الحالة المذكورة أعلاه، كان المريض الخمسيني مُصاباً بمرض الكلى في مراحله النهائية، ويعاني أيضاً من داء السكري من النوع الثاني، واعتلال عضلي إقفاري، وارتفاع ضغط الدم الرئوي.

جميع هذه العوامل تعد خطراً تقليدياً على الأوعية القلبية، والمُسببة لتصلب الشرايين، حيث يؤدي تراكم اللويحات والآفات في الشرايين إلى ضيق الأوعية الدموية، وتصلبها. الأمر الذي شكّل تحدياً لعملية زراعة الكلى، وإضعاف نسب نجاحها، رغم حاجة المريض لها.

لذا، اضطر الأطباء إلى إجراء عملية زراعة قلب ناجحة للمريض، قبل يوم واحد من زراعة الكلى.

ويقول الدكتور رحيمي: «في عمليات زراعة الكلى عادة ما يتم وصل الشريان الكلوي للمتبرع، بالشريان الحرقفي الخارجي، أو الداخلي للمتلقي، ويُوصل الوريد الكلوي للمتبرع، بالوريد الحرقفي الخارجي للمتلقي. ويتم استخدام مشابك وعائية مؤقتة على الطرفين، القريب والبعيد، لموقع التفاغر، للتحكّم بتدفق الدم في هذه الأوعية. إلا أنه في هذه الحالة لم يكن استخدام المشابك الوعائية خياراً متاحاً نظراً لكثرة التكلس. لذلك، استخدمنا البالونات للتحكم في الأنظمة الوعائية المعقدة لدى هذا المريض».

وبعد إتمام العملية بنجاح، تم تسريح المريض من المستشفى بتوصية لمتابعة العلاج من خلال غسيل الكلى. وعند نشر تفاصيل هذه الحالة، كان المريض قد أتم علاجه، وتوقف عن غسيل الكلى. وتعد هذه المقاربة مبتكرة من الدكتور رحيمي بتوسيع نطاق عملية زراعة الكلى الناجحة في الغالبية العظمى من حالات الفشل الكلوي في مراحله النهائية.


دراسة: امتلاك هواتف ذكية قبل سن المراهقة يرتبط بمخاطر صحية

امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة (رويترز)
امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة (رويترز)
TT

دراسة: امتلاك هواتف ذكية قبل سن المراهقة يرتبط بمخاطر صحية

امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة (رويترز)
امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة (رويترز)

أظهرت دراسة أميركية واسعة أن امتلاك هواتف ذكية في مرحلة المراهقة المبكرة يرتبط باحتمالات أعلى للإصابة بالاكتئاب والسمنة وعدم كفاية النوم، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وجرى استطلاع آراء أكثر من 10 آلاف و500 فتى وفتاة من 21 ولاية بين عامي 2018 و2021، وتم فحصهم أيضاً للكشف عن الاكتئاب والسمنة، وما إذا كانوا يحصلون على 9 ساعات كاملة من النوم كل ليلة أم لا.

وأفاد الباحثون في مجلة «طب الأطفال» (بيدياتريكس) بأن ما يقرب من ثلثي الأطفال يمتلكون هاتفاً ذكياً قبل سن 12 عاماً.

ووجد الباحثون أن هؤلاء الصغار الذين يمتلكون هواتف ذكية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 31 في المائة، وأكثر عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 40 في المائة، وأكثر عرضة للإصابة بنقص النوم بنسبة 62 في المائة، مقارنة بأقرانهم الذين لا يمتلكون هواتف ذكية.

وبحلول سن 13 عاماً، كان أولئك الذين لم يملكوا هاتفاً ذكياً في سن 12 عاماً ولكنهم حصلوا على هاتف ذكي في العام الماضي أكثر عرضة بنسبة 57 في المائة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب السريري و50 في المائة أكثر عرضة لعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم مقارنة بالأطفال الذين لم يمتلكوا هواتف ذكية بعد.

ووجد الباحثون أيضاً أنه كلما كان الأطفال أصغر سنّاً عند حصولهم على هاتف ذكي، زادت احتمالات إصابتهم بالسمنة وعدم كفاية النوم في سن 13 عاماً.

وقال الطبيب ران بارزيلاي من مستشفى جامعة بنسلفانيا، الذي قاد الدراسة، في بيان: «تُشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه يجب أن ننظر إلى الهواتف الذكية بوصفها عاملاً مؤثراً مهماً في صحة المراهقين، وأن نتعامل مع قرار إعطاء الطفل هاتفاً بحذر ونأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المحتملة على حياته وصحته».

ولا يمكن للدراسة أن تثبت أن الهواتف الذكية هي التي تسببت في هذه المشكلات.

وذكر بارزيلاي: «بدلاً من ذلك، ندعو إلى التفكير بعناية في الآثار الصحية المترتبة، والموازنة بين العواقب الإيجابية والسلبية على حد سواء».

وأضاف: «بالنسبة للعديد من المراهقين، يمكن للهواتف الذكية أن تلعب دوراً بنّاءً من خلال تعزيز الروابط الاجتماعية، ودعم التعلم، وتوفير إمكانية الوصول إلى المعلومات والموارد التي تُعزز النمو الشخصي».