أنقرة تلمح إلى التخلي عن «إس 400» الروسية

تركيا تتجه للموافقة على طلب انضمام فنلندا لـ«الناتو»

مسيرة من صناعة تركية في معرض دفاعي بأبوظبي في 20 فبراير 2023 (أ.ب)
مسيرة من صناعة تركية في معرض دفاعي بأبوظبي في 20 فبراير 2023 (أ.ب)
TT

أنقرة تلمح إلى التخلي عن «إس 400» الروسية

مسيرة من صناعة تركية في معرض دفاعي بأبوظبي في 20 فبراير 2023 (أ.ب)
مسيرة من صناعة تركية في معرض دفاعي بأبوظبي في 20 فبراير 2023 (أ.ب)

صدرت تلميحات عن تركيا بشأن التخلي عن منظومة الدفاع الجوي «إس - 400»، التي حصلت عليها من روسيا، في صيف عام 2019، والتي أثارت أزمة مع الولايات المتحدة، وقلقاً من جانب «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). في الوقت ذاته، أعطى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤشراً على احتمال أن توافق تركيا على طلب فنلندا الانضمام إلى «الناتو»، بشكل منفصل عن طلب السويد الانضمام إلى الحلف.
وفي تصريح مفاجئ، قال رئيس مجلس الإدارة المدير العام لشركة صناعة الإلكترونيات العسكرية التركية، «أسيلسان»، خلوق غورجون: «إن تركيا ربما لا تحتاج إلى صواريخ (إس - 300) أو (إس - 400) الروسية لتدافع عن نفسها، لأن صناعتها المحلية تنمو بشكل متزايد لأداء هذا الدور». وأضاف أن من واجبنا العمل على إلغاء احتياج تركيا إلى هذه الأنظمة الدفاعية. وقال غورجون، في مقابلة مع صحيفة «ميلليت» القريبة من الحكومة التركية، نُشِرت أمس (الأربعاء)، إن تركيا تعمل على تطوير مشاريعها الخاصة بنظام الدفاع الصاروخي (سايبر)، الذي أصاب أهدافاً على مدى 100 كيلومتر في الاختبارات. وتابع: «نقوم بتصنيع أنظمة دفاع جوي، ولسنا في حاجة إلى صواريخ (إس - 300) أو (إس - 400)، سنلغي الاحتياج إليها... وهذا واجبنا».
وتتولى شركة «أسلسان» المشاريع الخاصة بتطوير أنظمة الدفاع التركية الطموح؛ من الطائرات من دون طيار إلى المقاتلات والسفن الحربية.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع التركي حول تصريحات غورجون بشأن الصفقة التي أثارت أزمة في العلاقات التركية - الأميركية، بعد حصول أنقرة على بطاريتي «إس - 400» من روسيا في يوليو (تموز) 2019، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى وقف مساهمة تركيا في مشروع متعدد الأطراف تحت إشراف «الناتو» لإنتاج وتطوير مقاتلات «إف - 35»، ومنعها من الحصول على 100 طائرة من هذا النوع كانت قد دفعت مبلغ 1.4 مليار دولار مقدماً للحصول عليها، وفرضت عليها عقوبات، بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات (كاتسا).
وترى الولايات المتحدة، وكذلك «الناتو»، أن نصب المنظومة الروسية على أراضي دولة عضو في الحلف (تركيا) سيؤدي إلى انكشاف روسيا على الأنظمة الدفاعية لـ«الناتو»، وأن حصول تركيا على المنظومة الروسية يتنافى مع تزويدها بمقاتلات «إف 35».
في المقابل، أصرت تركيا على أن من حقها اقتناء المنظومة الروسية بعد أن تعذر حصولها على منظومة «باتريوت» الأميركية أو أي منظومة دفاعية أخرى من دول «الناتو»، وطلبت من الولايات المتحدة مقاتلات «إف - 16» ومعدات لتطوير ما لديها من هذا الطراز.
وأيد الرئيس جو بايدن حقها في الحصول على تلك المقاتلات، لكن «الكونغرس» لايزال يعارض ذلك.
وجاءت تصريحات رئيس شركة «أسيلسان» غداة تصريحات لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار أكد فيها أن المباحثات مع الجانب الأميركي بشأن مقاتلات «إف - 16» وصلت إلى نقطة إيجابية، كما تزامنت مع انعقاد «منتدى الأعمال الأميركي - التركي» في نيويورك، حيث التقى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أول من أمس (الثلاثاء)، وبحثا العديد من القضايا الخاصة بالعلاقات بين البلدين، إلى جانب مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى عضوية «الناتو».
في سياق متصل، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن تركيا ستفي بالوعد الذي قطعته على نفسها بالنسبة لانضمام فنلندا إلى عضوية الحلف. وأضاف إردوغان، في تصريحات عقب اجتماع المجموعة البرلمانية لـ«حزب العدالة والتنمية» الحاكم بالبرلمان التركي، أمس (الأربعاء): «سنلتقي مع رئيس فنلندا، وسنفي بالوعد الذي قطعناه». ومن المقرر أن يصل الرئيس الفنلندي سولي نينيستو في زيارة إلى تركيا، اليوم (الخميس)، بدعوة من إردوغان، الذي يلتقيه، غداً (الجمعة)، في إسطنبول، بحسب ما أعلنت الرئاسة التركية. وأشارت في بيان إلى أن الرئيسين سيناقشان طلب انضمام فنلندا إلى «الناتو»، إلى جانب العلاقات الثنائية، والعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي والقضايا الإقليمية والعالمية الحالية.
وسبق أن أعلن إردوغان أن بلاده يمكن أن تنظر في طلب انضمام فنلندا إلى الحلف بمعزل عن طلب السويد التي لا تزال تركيا تتشدد في موقفها تجاهها، بسبب السماح باحتجاجات نظمها عناصر من «حزب العمال» الكردستاني ضد الرئيس التركي، وواقعة إحراق أحد السياسيين اليمينيين المتطرفين نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في استوكهولم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
TT

عراقجي: هزيمة الجيش السوري جرس إنذار لنا

عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)
عراقجي يلقي خطاباً في مؤتمر لـ«الحرس الثوري» حول قاسم سليماني في طهران اليوم (تسنيم)

عدّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «هزيمة» الجيش السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد «جرس إنذار» لبلاده وقواتها المسلحة، مشدداً على ضرورة التركيز على العمل الإعلامي بموازاة العمل الدبلوماسي والميداني.

ودعا عراقجي في مؤتمر لقوات «الحرس الثوري» إلى التنسيق بين الأنشطة الميدانية لـ«الحرس» والمهام الدبلوماسية لوزارة الخارجية، وهي المرة الثانية التي يتحدث فيها عن ذلك في غضون أسبوع.

وقال إن جزءاً من نهج المقاومة هو «دبلوماسية المقاومة»، وأضاف في السياق نفسه: «الميدان والمقاومة يكملان بعضهما، ولا يمكن فصلهما عن بعض».

وأعرب عراقجي عن دعمه لأنشطة «الحرس الثوري» الإقليمية، قائلاً إن «الميدان بقوته يفتح الطريق للدبلوماسية»، وأضاف: «لقد شاهدنا تجسيداً عملياً للتعاون بين الميدان والدبلوماسية في الساحة السياسية للبلاد في الأشهر الأخيرة»، حسبما أوردت وسائل إعلام «الحرس الثوري».

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وكان قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي قد قال، الاثنين، إن «حزب الله» تمكّن من «فرض إرادته» على إسرائيل. وأضاف أن «جبهة المقاومة» اليوم في ذروة «قوتها»، وأردف في خطابه: «العدو منهك، ولا يعرف ماذا يفعل؛ لم يعد لديه مكان للهروب».

وتطرق عراقجي إلى دور الجنرال قاسم سليماني، مسؤول العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، في توسيع أنشطة «الميدان»، خصوصاً دعم «جبهة المقاومة»، قبل مقتله في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال عراقجي إنه «قام بتحويل مدرسة المقاومة إلى حركة وجبهة مقاومة، وهذه الحركة لا تزال قوية ومشرّفة في المنطقة وتواصل نضالها ضد الكيان الصهيوني والاستكبار».

وقال عراقجي: «لقد شهدت جبهة المقاومة خلال حياتها تطوراً مستمراً، ولا ينبغي لأعدائنا أن يعتقدوا أنه مع الضربات الأخيرة التي تلقوها، ستظهر ضعفاً في هذه الجبهة، بل على العكس، سيصبح هذا النهج أقوى وأكبر».

وأشار بذلك إلى مقتل قيادات جماعات «محور المقاومة»، على رأسهم حسن نصر الله، قائلاً إن مقتله سيجعل من حركة «حزب الله» في لبنان «أقوى وأكثر ثمراً».

وقال عراقجي إن «الضربة التي وُجهت للجيش السوري كانت إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية، وفي الواقع، الجيش السوري هُزم قبل أن يخوض المعركة ولم يتمكن من الصمود».

صورة نشرها عراقجي من تناوله العشاء في مطعم بدمشق على منصة «إكس» مطلع الشهر الحالي

وأضاف: «يجب أن تكون هذه الحادثة جرس إنذار لنا، وأن نكون حذرين من البيئة التي يسعى أعداؤنا لخلقها، وألا نسمح لهم بنشر الإحباط واليأس في البلاد».

ولفت إلى أهمية وسائل الإعلام في الحفاظ على السردية الإيرانية، وقال: «إلى جانب الميدان والدبلوماسية، يوجد محور ثالث يسمى الإعلام».

ودفع مسؤولون إيرانيون وقادة «الحرس الثوري» بروايات متباينة، حول دوافع حضورهم العسكري في سوريا، بعد سقوط بشار الأسد.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

كان عراقجي آخر مسؤول إيراني كبير التقى الأسد علناً، قبل أيام من سقوطه، بينما كانت فصائل المعارضة السورية تتقدم من حلب باتجاه حمص ومدن سورية أخرى.

وبعد اللقاء، توجه عراقجي إلى مطعم قريب من السفارة الإيرانية في منطقة المزة، لتوجيه رسالة «أمان» من العاصمة السورية، في مسعى للتقليل من أهمية التقارير بشأن احتمال سقوط الأسد.

في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دعا قائد «الحرس الثوري» إلى استخلاص العبر مما حدث في سوريا، وقال إن سوريا تمثل «درساً مريراً لإيران»، وذلك بعدما تعرضت منشآت عسكرية في سوريا لضربات إسرائيلية متتالية.

وفي نهاية ديسمبر، توقع المرشد الإيراني علي خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».