سعر صرف الدولار يستمر بالصعود في لبنان من دون رادع

تجاوز مائة ألف ليرة

الدولار بمائة ألف ليرة في لبنان (د.ب.أ)
الدولار بمائة ألف ليرة في لبنان (د.ب.أ)
TT

سعر صرف الدولار يستمر بالصعود في لبنان من دون رادع

الدولار بمائة ألف ليرة في لبنان (د.ب.أ)
الدولار بمائة ألف ليرة في لبنان (د.ب.أ)

يسير سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية صعوداً من دون رادع مع تخطيه أمس، خلال ساعات معدودة، المائة ألف ليرة، بحيث باتت ورقة المائة ألف ليرة اللبنانية تساوي دولاراً، بعدما بقي سعره مثبتاً على الـ1500 ليرة لبنانية قبل أن تبدأ رحلة انهيار الليرة في صيف العام 2019.
وأمس استفاق اللبنانيون على خبر تجاوز الدولار المائة ألف ليرة في السوق السوداء بعدما كان مساءً في حدود الـ97 ألفاً، وبالتالي ارتفع خلال ساعات أكثر من ثلاثة آلاف ليرة، في وقت يسود الصمت المطبق من المسؤولين الذين لم يصدر من أي منهم أي تعليق على الموضوع، بينما تعلو صرخات النقابات والمواطنين رفضاً للواقع الذي وصلوا إليه، إلى حدّ أن رواتب معظم الموظفين لم تعد تكفي للوصول إلى أشغالهم مع الارتفاع غير المسبوق لسعر المحروقات التي تسابق بدورها سعر الصرف والتي سجّلت أمس، ارتفاعاً إضافياً، بتحديد سعر صفيحة البنزين بأكثر من مليون و800 ألف ليرة لبنانية.
ويرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان أن هذا الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار متوقَّع في ظل كل المعطيات والأوضاع المالية في لبنان، ويجدد التأكيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أنه لا سقف لهذا الارتفاع في ظل انعدام الثقة وعدم قيام المعنيين بإجراءات جذرية للأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار.
وفي حين يستمر الإضراب في القطاع العام الذي تآكلت رواتب موظفيه ويهدد الأساتذة بدورهم بالإضراب، يُسجَّل بين حين وآخر بعض التحركات الشعبية على الأرض استنكاراً لما آلت إليه الأمور.
وأمس، نفّذ سائقو شاحنات وحافلات اعتصاماً عند الواجهة البحرية لمدينة صيدا حيث قطعوا الطريق بحافلاتهم لبعض الوقت، احتجاجاً على أسعار المحروقات التي تشهد ارتفاعاً غير مسبوق. وطالبوا خلال وقفتهم «جميع المواطنين بالنزول إلى الشارع رفضاً لتفلت الدولار واستحكامه بكل مفاصل حياتهم المعيشية والاقتصادية والصحية دون تحريك ساكن من الممسكين بزمام مؤسسات الدولة»، محذرين من «استمرار هذا الواقع دون وضع حلول إنقاذية سريعة تفرمل مكابح انفجار الأزمات أكثر فأكثر».
وإضافةً إلى ارتفاع الأسعار التي تسابق الدولار والتي تبدأ برغيف الخبز وتشمل كل متطلبات الحياة اليومية للمواطن في لبنان، فإن هذا الأمر ينسحب على قدرة اللبنانيين على الحصول على الاستشفاء، بحيث باتت معظم العائلات غير قادرة على تأمين المعالجة لمرضاها في ظل غياب التغطية التامة من الجهات الضامنة. وهو ما توقف عنده، أمس، «الاتحاد العمالي العام»، متحدثاً عن انعكاسات ارتفاع سعر الصرف على اللبنانيين. وذكر أنه إضافةً إلى تعريفة الطبيب التي حُددت بالدولار ولم يعد المريض قادراً على دفعها، فإن نقابة أصحاب المستشفيات اتخذت قراراً بتطبيق الفاتورة بالدولار أو سعر صرف الدولار في السوق الموازية. وكذلك بالنسبة إلى الأدوية، حيث أصبح تسعيرها يخضع للموازاة مع سعر صرف الدولار.
كذلك أشار إلى «تدني نسبة الدخول إلى المستشفى إلى ما دون النصف ليس بسبب قلة عدد المرضى، حيث إنهم ازدادوا بسبب الأزمات المعيشية والنفسية والغذائية، بل خشية فاتورة الاستشفاء التي لا قدرة لهم على تسديدها».
وتطرق إلى موضوع التسعير بالدولار الأميركي في المحلات التجارية، قائلاً: «ما كان ينقص اللبنانيون سوى تسعير المواد الغذائية بالدولار على رفوف (السوبر ماركت) التي أشعلت الأسعار بالليرة وبالدولار معاً». من هنا، جدد الاتحاد التأكيد «أن الحلول الترقيعية لا يمكن لها فك هذا الحصار الاقتصادي والاجتماعي المريع على العمال وذوي الدخل المحدود وأن هذه الأزمة البنيوية يقتضي حلها بتدابير وقرارات سياسية جذرية وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل حكومة نزيهة وفاعلة وقادرة على وضع خطة تعافٍ مالي واقتصادي».
ومع تزايد نسبة الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، تسجل أسعار السلع الغذائية ارتفاعاً جنونياً. ويفيد البنك الدولي بأن نسبة التضخم بلغت 332 في المائة من يناير (كانون الثاني) 2021 إلى يوليو (تموز) 2022، وهي الأعلى في العالم.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«المرصد»: ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا

غارات إسرائيلية سابقة على سوريا (أرشيفية - رويترز)
غارات إسرائيلية سابقة على سوريا (أرشيفية - رويترز)
TT

«المرصد»: ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا

غارات إسرائيلية سابقة على سوريا (أرشيفية - رويترز)
غارات إسرائيلية سابقة على سوريا (أرشيفية - رويترز)

استهدفت ضربات إسرائيلية موقعا للجيش السوري في جنوب سوريا، فجر الجمعة، على ما قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بينما شنّت إسرائيل هجوماً على إيران، وفق وسائل إعلام أميركية.

وأفاد المرصد بأن «الضربات وقعت في المنطقة الواقعة ما بين السويداء ودرعا بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي دون أي صواريخ للدفاع الجوي»، مضيفاً أن «المنطقة واقعة بين زرع وقرفا التي توجد فيها كتيبة رادار».

وأكد المرصد أن «غارات من الطيران الحربي الإسرائيلي استهدفت كتيبة الرادار بدرعا لمنعها إعطاء تعليمات للدفاع الجوي أو رصدها».

وكان ناشطون سوريون ذكروا في وقت سابق أن ضربات استهدفت مواقع للجيش السوري في السويداء جنوب البلاد الجمعة.

وأكد ريان معروف مسؤول تحرير موقع «السويداء 24» الذي يغطي أنباء من محافظة السويداء وقوع «قصف على كتيبة رادار تابعة للجيش السوري».

وكانت وسائل الإعلام الرسميّة الإيرانيّة أفادت بسماع فجر الجمعة بسماع انفجارات في وسط أصفهان، فيما نقلت وسائل إعلام أميركيّة عن مسؤولين قولهم إنّ إسرائيل نفّذت ضربات انتقاميّة ضدّ خصمها اللدود.


رفح ولبنان على وقع انتظار الرد الإسرائيلي


امرأتان تجلسان وسط الركام بعد عودتهما إلى «مخيم النصيرات» بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
امرأتان تجلسان وسط الركام بعد عودتهما إلى «مخيم النصيرات» بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

رفح ولبنان على وقع انتظار الرد الإسرائيلي


امرأتان تجلسان وسط الركام بعد عودتهما إلى «مخيم النصيرات» بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
امرأتان تجلسان وسط الركام بعد عودتهما إلى «مخيم النصيرات» بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)

دخلت كل من مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة ولبنان، على وقع انتظار الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني الأخير، إذ يناقش مسؤولون أميركيون وإسرائيليون خطط تل أبيب حول عمليتها البرية في رفح على الحدود المصرية.

وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأجيل الرد على إيران، إثر معارضة من حلفائه، كبار الحاخامات اليهود مع اقتراب عيد الفصح. وذكرت قناة «كان» الإسرائيلية أن نتنياهو قرر عدم تنفيذ الخطط بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

وكشفت تسريبات إسرائيلية عن «ضوء أخضر» أميركي لعملية اجتياح رفح مقابل اكتفاء إسرائيل برد عسكري محدود على إيران، لكن مصدرين أميركيين نفيا لموقع «أكسيوس» وجود هذه الأنباء.

وتزامن ذلك، مع عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي مساء أمس جلسة للتصويت على العضوية الكاملة لدولة فلسطين، وسط توقعات باستخدام واشنطن حق النقض.

وفي الأثناء، تزايد ضغط «حزب الله» العسكري، رافعاً وتيرة استهدافه للتجمعات العسكريّة الإسرائيلية، فيما يترقّب اللبنانيون بقلق توقيت الضربة الإسرائيلية لإيران، وانعكاساتها عليهم.

وفي طهران، لوّح قائد وحدة «الحرس الثوري» المكلَّفة حماية المنشآت النووية، العميد أحمد حق طلب، بمراجعة بلاده عقيدتها النووية، إذا تعرضت منشآتها لهجمات إسرائيلية. وقال: «المراكز النووية للعدو الصهيوني تحت إشرافنا الاستخباراتي، ولدينا المعلومات اللازمة لكل الأهداف، أيدينا على زناد الصواريخ القوية».

وفي سياق «معادلة جديدة» لردع تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات جديدة على طهران، استهدفت 16 فرداً وكياناً على صلة بصناعة المسيّرات الإيرانية.


«حزب الله» يستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين بقذائف المدفعية‏

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يستهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين بقذائف المدفعية‏

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)

أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم الخميس، أنه استهدف بقذائف مدفعية تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب.

ولم يذكر بيان الحزب موقع القصف بالتحديد ولا نتائجه، ولم يصدر على الفور إعلان إسرائيلي عن القصف.


فيتو أميركي يحبط طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار
المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار
TT

فيتو أميركي يحبط طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار
المندوب الأميركي لحظة إعلانه الفيتو ضد القرار

استخدمت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وبلغ عدد الأعضاء الذين صوتوا لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة في جلسة عقدها مجلس الأمن اليوم، 12 دولة، في حين امتنعت دولتان عن التصويت هما بريطانيا وسويسرا، واعترضت الولايات المتحدة على المشروع.

وقالت فانيسا فريزيير، مندوبة مالطا ورئيسة الجلسة، إن مشروع قرار منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة «لم يُعتمد نظراً للصوت السلبي لعضو دائم في المجلس».

وأدانت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عبّاس استخدام الولايات المتحدة حق النقض، وقالت في بيان إن الفيتو الأميركي «غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر»، ورأت فيه «عدواناً صارخاً» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».

وقال مكتب عبّاس في بيان إنّ «هذه السياسة الأميركية العدوانيّة تجاه فلسطين وشعبها وحقوقها المشروعة تمثّل عدواناً صارخا على القانون الدولي، وتشجّع استمرار حرب الإبادة الإسرائيليّة ضدّ شعبنا (...) وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية».

وأضاف أن هذا الفيتو «يكشف تناقضات السياسة الأميركيّة التي تدّعي من جانب أنها تدعم حلّ الدولتين، فيما هي تمنع المؤسّسة الدوليّة من تنفيذ هذا الحلّ»، شاكراً في المقابل الدول الأعضاء التي صوّتت لمصلحة حصول دولة فلسطين على العضويّة الكاملة في الأمم المتحدة.

وتابعت السلطة الفلسطينيّة أنّ «العالم موحّد خلف قيَم الحق والعدل والحرّية والسلام التي تمثّلها القضية الفلسطينيّة».

من جانبها، أدانت حركة «حماس» الفيتو الأميركي وقالت إن الولايات المتحدة باستخدامها الفيتو «تقف ضد شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة».

وأضافت أن الإدارة الأميركية بموقفها هذا تضع نفسها في عزلة عن الإرادة الدولية التي تقف مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لجوء الولايات المتحدة لاستخدام الفيتو لإجهاض مشروع قرار منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وقال أبو الغيط عبر منصة «إكس»: «من المؤسف أن يستخدم الفيتو لإعاقة (إرادة دولية واضحة) بالموافقة على انضمام فلسطين للأمم المتحدة».

وأضاف أن سعي فلسطين لنيل عضوية الأمم المتحدة «خطوة في طريق كفاح سياسي طويل سينتهي حتماً بانتصار الإرادة الفلسطينية المدعومة عربياً ودولياً».

بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه يشيد بالولايات المتحدة لاستخدامها حق النقض لحرمان السلطة الفلسطينية من العضوية الكاملة في المنظمة الدولية. وأضاف «تم رفض الاقتراح المخزي. ولن تتم مكافأة الإرهاب».


مقتل 20 عنصراً من قوات موالية للنظام السوري في هجومين لـ«داعش»

جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)
TT

مقتل 20 عنصراً من قوات موالية للنظام السوري في هجومين لـ«داعش»

جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)
جنود موالون للنظام السوري في دمشق (أرشيفية - رويترز)

قَتل تنظيم «داعش» 20 جندياً ومقاتلاً في قوّات موالية للنظام السوري خلال هجومين في مناطق خاضعة لسيطرة دمشق، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.

وأفاد المرصد بـ«مقتل 16 عنصراً من قوّات النظام وفصائل موالية لها جرّاء هجوم نفّذته خلايا تابعة لتنظيم داعش، استهدف حافلة نقل عسكريّة في ريف حمص الشرقي»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وبين القتلى تسعة مقاتلين من «لواء القدس»، وهو فصيل يضمّ مقاتلين فلسطينيّين موالين لدمشق، ويتلقّى خلال السنوات الأخيرة دعماً روسيّاً، حسب المرصد.

كذلك، قُتل «أربعة عناصر من قوّات النظام في هجوم آخَر للتنظيم على مقرّ عسكري في ريف البوكمال» في شرق سوريا، وفق المرصد.

وفي أواخر مارس (آذار)، قتل تنظيم «داعش» ثمانية جنود سوريّين بعد وقوعهم في مكمن في الصحراء، استناداً إلى المرصد.

ومنذ بداية العام، أحصى المرصد مقتل أكثر من 200 جندي من قوّات النظام، ومقاتلين موالين لها أو لإيران، في كمائن وهجمات متفرّقة شنّها التنظيم المتطرّف في الصحراء السوريّة الممتدّة ضمن محافظات دير الزور وحمص والرقة وحماة وحلب.

وأسفرت الهجمات أيضاً عن مقتل 37 مدنياً على الأقلّ خلال الفترة نفسها، في حين قتلت قوّات النظام والمجموعات الموالية لها 24 إرهابياً، حسب المرصد.

وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مُني تنظيم «داعش» بهزائم متتالية. وأعلنت قوّات سوريا الديمقراطيّة في مارس (آذار) 2019 هزيمته إثر معارك استمرّت بضعة أشهر.


الصفدي: لن نسمح لإيران أو إسرائيل تحويل الأردن إلى ساحة حرب

من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني
من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني
TT

الصفدي: لن نسمح لإيران أو إسرائيل تحويل الأردن إلى ساحة حرب

من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني
من لقاء الصفدي مع نظيره الإيراني

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده لن تسمح لإيران او لإسرائيل أن تحيل الأردن ساحة حرب، وسيتصدى لأي خرق لأجوائه وتهديد لأمن وسلامة مواطنيه.

وخلال لقاء الصفدي، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش أعمال الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، الخميس، شدد الصفدي على ضرورة وقف الإساءات لمواقف الأردن ورموزه في الإعلام الرسمي الإيراني، وأن لا أحد يستطيع أن يزاود على الأردن ومواقفه التاريخية الثابتة في دعم الحق الفلسطيني.

وأكد الصفدي ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، بدءاً بوقف العدوان على غزة. وبين الصفدي لنظيره الإيراني أن "الأردن يريد علاقات طبية مع إيران، لكن الوصل لهذا العلاقات الطيبة يتطلب إزالة أسباب التوتر ووقف التدخل في شؤون الأردن".

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني احترام إيران للأردن ودوره ومواقفه، وشدد أن الإساءات في بعض وسائل الإعلام الإيرانية لا تمثل الموقف الرسمي الذي يثمن علاقاته مع الأردن وقال إن بلاده "ردت على استهداف قنصليتها في دمشق، وأنها لن تصعد أكثر". وأكد وزير الخارجية الإيراني حرصه على "إدامة التواصل من أجل بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية".


شكوى ضد جندي فرنسي-إسرائيلي بتهمة التعذيب والتواطؤ في حرب غزة

دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)
دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)
TT

شكوى ضد جندي فرنسي-إسرائيلي بتهمة التعذيب والتواطؤ في حرب غزة

دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)
دورية راجلة للقوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة (أ.ب)

قدّمت 3 جمعيات شكوى في فرنسا، الخميس، ضدّ مجهول بتهمة التعذيب والتواطؤ استناداً إلى مقطع فيديو يظهر فيه جندي فرنسي - إسرائيلي، وهو يهين رجالاً قُدّموا على أنهم معتقلون فلسطينيون، بحسب وثائق اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية».

ورُفعت هذه الشكوى في باريس أمام النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب، المختصة بالنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بحسب الشكوى.

والجهات التي قدّمت الشكوى هي جمعية «حركة 30 مارس» البلجيكية، و«عدالة وحقوق بلا حدود» الفرنسية، و«جمعية فلسطينيي فرنسا، اتحاد الجمعيات الفلسطينية في فرنسا».

وأوردت الشكوى تهمة «التعذيب» و«التواطؤ في التعذيب باعتباره جريمة حرب» في «سياق نزاع مسلح دولي».

وقدّمت الشكوى بناء على مقطع فيديو تمّ بثّه على شبكات التواصل الاجتماعي «التقطه جندي فرنسي - إسرائيلي مفترض، وهو يصوّر معتقلين فلسطينيين في وضع مهين، ويتحدث عن أعمال تعذيب».

والتقط مقطع الفيديو في يناير (كانون الثاني) في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً بين إسرائيل و«حماس»، وفقاً لعناصر الشكوى.

ونشر المقطع الناشط الفلسطيني يونس تيواري، في 19 مارس (آذار)، على موقع «إكس»، ويسمع فيه شخص يتكلم الفرنسية، ويقول: «هل رأيت هؤلاء اللعينين يا صديقي؟ (...) لقد تبوّل على نفسه. سأريك ظهره، وستضحك، لقد عذّبوه ليتكلّم».

ويضيف الشخص نفسه: «كنتم مسرورين في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أيها الحقراء»، في إشارة إلى هجوم «حماس» غير المسبوق على جنوب إسرائيل، الذي أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة لـ«فرانس برس» استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وردّاً على الهجوم، شنّت إسرائيل عملية عسكرية لا تزال مستمرة في غزة، ما أسفر عن مقتل 33970 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة نشرتها الخميس وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وأعلن جيل دوفير، أحد محامي الجمعيات، لـ«فرانس برس»، أنّ «هذه الحادثة المعزولة تندرج في إطار أوسع من ممارسة التعذيب على يد الجنود الإسرائيليين».

ولدى تسلّمها الشكوى، ستدرس النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب ما إذا كانت يمكن قبولها ومدى اختصاص المحاكم الفرنسية للنظر فيها، قبل أن تقرر فتح تحقيق فيها من عدمه.


كيف هندست إدارة بايدن ضغوطها لحجب العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة» عن فلسطين؟

شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)
شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)
TT

كيف هندست إدارة بايدن ضغوطها لحجب العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة» عن فلسطين؟

شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)
شاشة تظهر الممثل الخاص الفلسطيني زياد أبو عمرو يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن الخميس (أ.ب)

سعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل محموم، الخميس، إلى عرقلة مشروع قرار قدّمته الجزائر بدعم عربي في مجلس الأمن للاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في «الأمم المتحدة»، من خلال الضغط حيث يمكنها، على بقية الدول الـ15، إما للتصويت ضده أو الامتناع عن التصويت، لئلا تجهضه باستخدام حق النقض «الفيتو». بينما حذّر الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش من ارتكاب «أي غلطة» يمكن أن تعود بعواقب مدمرة على الشرق الأوسط والعالم.

وفي ضوء التعطيل المحتمل للجهد العربي الذي اكتسب كثيراً من الزخم خلال الآونة الأخيرة، خصوصاً في ظل استمرار حرب غزة، التي بدأت قبل 6 أشهر ونصف الشهر بعد هجمات «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتسات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عملت الدبلوماسية الفلسطينية والعربية على خط موازٍ من أجل انتزاع مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين، التي بلغت حتى الآن 138 من الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للمنظمة الدولية. ويحتمل أن تتوجه المجموعة العربية إلى الجمعية العامة تأكيداً لهذا التوجه.

وتكثفت الاعتراضات الأميركية والإسرائيلية على إصدار توصية من مجلس الأمن بخصوص الطلب الفلسطيني المتجدد، الذي ورد في رسالة بعثها الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمين العام للمنظمة الدولية، أنطونيو غوتيريش، في 2 أبريل (نيسان) الماضي، لتجديد النظر في الطلب المقدم في 23 سبتمبر (أيلول) 2011 إلى الأمين العام السابق بان كي - مون للحصول على العضوية الكاملة في «الأمم المتحدة».

وأحيل الطلب إلى رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي، المندوبة المالطية الدائمة، فانيسا فرازير، التي أحالته بدورها إلى لجنة قبول الأعضاء الجدد في المجلس. ولم تتمكن هذه اللجنة من الوصول إلى الإجماع الضروري من أجل دفع هذه العملية إلى الأمام.

سفير إسرائيل لدى «الأمم المتحدة» جلعاد إردان يصافح الممثل المناوب للولايات المتحدة روبرت وود في جلسة مجلس الأمن الخميس (رويترز)

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الولايات المتحدة ضغطت منذ الأربعاء، لإرجاء موعد التصويت على مشروع القرار الجزائري الذي وضع بالحبر الأزرق، ما يعني أنه صار جاهزاً للتصويت عليه. وشارك في هذه الجهود الأميركية وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال محادثات أجراها مطلع الأسبوع مع نظيره المالطي إيان بورغ، الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، وكذلك في اتصالات أخرى أجراها نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر، بما في ذلك مع رئيس غويانا، عرفان علي، الذي تحتل بلاده مقعداً في مجلس الأمن.

وشملت الضغوط أيضاً كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية وسويسرا، التي لم تفصح ما إذا كانت ستؤيد مشروع القرار الذي ينص على الآتي: «إن مجلس الأمن، بعد درس طلب دولة فلسطين للقبول في (الأمم المتحدة)، يوصي الجمعية العامة بقبول عضوية دولة فلسطين في (الأمم المتحدة)».

جلسة الصباح

وكان غوتيريش يتحدث في مستهل جلسة على مستوى وزاري عقدها مجلس الأمن، الخميس، في شأن «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، فركّز على «الأخطار التي تشتد»، قائلاً إنه «يتعين ممارسة أقصى درجات ضبط النفس». وإذ كرر التنديد بـ«التصعيد الخطير» المتمثل في الهجوم الواسع من إيران ضد إسرائيل، وقبله الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق. ورأى أن «إنهاء الأعمال العدائية في غزة سيقلص بشكل كبير التوترات بأنحاء المنطقة»، جدّد مطالبته بالوقف الإنساني الفوري لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة. وأكد أن «تجنب تفشي المجاعة في غزة، ومنع حدوث وفيات يمكن تجنبها بسبب الأمراض، يتطلبان قفزة نوعية في المساعدات الإنسانية».

فلسطينيون يتجمهرون لتلقي مساعدات من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة مارس الماضي (رويترز)

وإذ وصف الوضع بأنه «جحيم» في غزة، كرر أن عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى (الأونروا) هو «العمود الفقري للعمليات الإنسانية» في القطاع. وشدّد أيضاً على أن المستوطنات في الضفة الغربية «غير قانونية»، مندداً بأعمال العنف ضد المدنيين هناك، داعياً إسرائيل إلى «القيام بخطوات فورية لإنهاء المستويات غير المسبوقة لعنف المستوطنين ومحاسبة الجناة».

وضع «الأونروا»

ووسط ترقب كبير لتقرير اللجنة المستقلة حول «الأونروا»، خلال الساعات القليلة المقبلة، عقد مجلس الأمن جلسة أخرى، مساء الأربعاء، للتركيز على عمل الوكالة، تحدث خلالها مفوضها العام فيليب لازاريني، الذي أشار إلى «مجاعة وشيكة من صنع البشر»، موضحاً أنه في شمال غزة «بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف».

وتطرق إلى ما تواجهه الوكالة من حملة لإبعادها عن الأرض الفلسطينية المحتلة، موضحاً أنه «في غزة، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إنهاء نشاطات الوكالة». وأكد أن «موظفينا ممنوعون من المشاركة في اجتماعات التنسيق بين إسرائيل والجهات الإنسانية. والأسوأ من ذلك، استهدفت منشآت الأونروا وموظفيها منذ بدء الحرب»، ما أدى إلى مقتل 178 موظفاً لدى «الأونروا» في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وذكر أن الموظفين الأمميين الذي احتجزتهم اسرائيل «تحدثوا عن شهادات مروعة لسوء المعاملة والتعذيب في الاحتجاز».

مساعدات غذائية إلى غزة من «الأونروا» (رويترز)

ووجّه لازاريني نداء لأعضاء مجلس الأمن بأن «يعملوا أولاً بما يتوافق مع قرار الجمعية العامة رقم 302، الذي يُنشئ الأونروا»، وحضّ ثانياً على «التزام عملية سياسية حقيقية تكتمل بالتوصل إلى حل يحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين»، وأكد ثالثاً «الإقرار بأن العملية السياسية وحدها لن تضمن السلام المستدام» لأن «الجروح العميقة في المنطقة لا يمكن أن تُداوى إلا بغرس التعاطف ورفض نزع الإنسانية».

تشييع جثمان شاب فلسطيني قُتل في هجوم المستوطنين على قرية المغير بالضفة الغربية 13 أبريل الحالي (رويترز)

وقال وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إن «الأونروا» تتعرض «لهجوم سافر واستهداف مشين من الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني»، عادّاً أن هذا الاستهداف «جزء لا يتجزأ من المخطط الإسرائيلي الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وإفراغ المشروع الوطني الفلسطيني من محتواه، وهدم أركان ومقومات الدولة الفلسطينية».

وقال المندوب البديل للبعثة الأميركية الدائمة لدى «الأمم المتحدة»، روبرت وود، إن الكونغرس الأميركي أوقف تقديم مساهمات إضافية للوكالة في أعقاب «الادعاءات الخطيرة» بشأن المشاركة المزعومة لعدد من موظفيها في هجمات «حماس» ضد إسرائيل، وحضّ «الأونروا ومنظومة (الأمم المتحدة) الأوسع على اتخاذ الخطوات اللازمة كافة لتعزيز حياد المنظمة وتحسين استدامة الأونروا». إلا أنه أكد أن الولايات المتحدة تعترف بـ«الدور الذي لا غنى عنه» للوكالة في غزة.

وأشار إلى أن واشنطن تتطلع إلى التوصيات النهائية لمجموعة المراجعة المستقلة بشأن «الأونروا»، وستواصل العمل مع الوكالة وغيرها «لتنفيذ إصلاحات لـ(الأونروا) لتبقى عاملة طالما كانت هناك حاجة إليها».

الموقف الفلسطيني

وقال الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني، زياد أبو عمر، إن الأونروا «ليست مجرد مشروع إنساني، إنما هي شاهد تاريخي على التزام المجتمع الدولي، بل واجبه تجاه اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم بسبب نكبة عام 1948».

طفلة فلسطينية نازحة تتناول الطعام من علبة في مخيم للنازحين برفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

وذكر بأن الحملات الإسرائيلية على «الأونروا ليست جديدة»، داعياً إلى الضغط على إسرائيل لكي «تتوقف فوراً عن عرقلة عمليات (الأونروا) وانتهاك ولايتها».

أما المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان فعدّ أن «الأمم المتحدة» «مسؤولة بشكل مباشر عن إدامة» الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عادّاً أن «أحد الأسلحة التي صنعتها لإطالة أمد هذا الصراع هي (الأونروا)».

وخاطب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أعضاء المجلس بأن «(الأونروا) تستحق دعمكم، لأنها الوحيدة القادرة على تقديم المساعدة الحقيقية للفلسطينيين الجائعين في غزة، وتوفير الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس» في غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والأردن، ولبنان، وسوريا.

وأكد دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» أن الطلب الفلسطيني سيحصل للمرة الأولى على الأصوات التسعة المطلوبة لإحالة الطلب على الجمعية العامة. غير أن الفيتو الأميركي سيعطل هذه المحاولة على الأرجح.


أطفال غزة يتوقون إلى أيام الدراسة التي حرمهم منها الصراع

طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
TT

أطفال غزة يتوقون إلى أيام الدراسة التي حرمهم منها الصراع

طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)
طفلان فلسطينيان يتفقدان الأضرار التي لحقت مدرسة تابعة للأونروا في أعقاب غارة جوية إسرائيلية (د.ب.أ)

ينظر تلاميذ في العاشرة من العمر إلى مدارسهم المدمَّرة في غزة ويتألمون بينما يتذكرون ما فقدوه من التعليم والوقت الذي قضوه مع الأصدقاء في أفنيتها بعد اندلاع الحرب قبل أكثر من ستة أشهر، والتي أصابتهم بصدمة.

يشعر طلاب في العاشرة من العمر بصدمة وهم يحدقون إلى مدارسهم التي لحقها الدمار في قطاع غزة، وسط ذكريات مؤلمة عن الدراسة والوقت الذي كانوا يمضونه مع أصدقائهم في الملعب قبل اندلاع الحرب الدائرة منذ أكثر من ستة أشهر.

وقال عابد القرا، التلميذ بالصف الخامس، بينما كان يتفقد الأضرار مع صديقه محمد الفجم في بني سهيلا بشرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة: «كنا ندرس في هادول المدارس، كنا نلعب في الساحة وينزلولنا اللعب والكور، وكنا نطلع على الصفوف نلفلف ويجي علينا المدير يلفلف على الصفوف ويوزع علينا الكتب. كنا ننزل هناك ونشوف البني آدمين اللي رايحين ونقف على بوابة المدرسة. كنا عايشين يعني».

أحدثَ الرصاص ثقوباً في المباني، وتناثرت الأوراق في الفصول الدراسية المدمَّرة، وتمزقت الملصقات على الجدران، وتلفت الكتب.

وكل هذا تذكير قاسٍ بما فقده أولئك الذين يمثلون مستقبل غزة من تعليم وأحلام، منذ اندلاع الصراع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في القطاع المكتظ بالسكان الذي يعاني نقصاً حاداً في المياه والغذاء والدواء والرعاية الصحية.

مئات الفلسطينيين يحتمون في مدرسة جنوب قطاع غزة (رويترز)

وشنّ مسلّحون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» هجوماً على إسرائيل، تشير الإحصائيات الإسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز 253 رهينة، في عملية مباغتة أشارت إلى إخفاقات كبيرة في الاستخبارات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بهجوم جوي وبري تقول السلطات الصحية في غزة إنه أسفر عن مقتل ما يربو على 33 ألف فلسطيني، وسوَّى جزءاً كبيراً من مباني غزة بالأرض، بما في ذلك المدارس التي لها مكانة كبيرة في مجتمع يشكل فيه الأطفال نحو نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون في غزة.

وصار تلاميذ صغار متعطشون للتعلم يتساءلون عما إذا كانوا سيستطيعون حَزْم كتبهم والعودة إلى المدرسة مجدداً. وسكان غزة، كباراً وصغاراً، بحاجة ماسّة لرؤية أي مؤشر على أن القتال سينتهي، لكن لا يوجد شيء.

لم يفلح وسطاء في تضييق فجوة الخلافات بين الطرفين بما يكفي للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وسط تمرير للمقترحات ذهاباً وإياباً.

وجلس المدرس محمد الخضري على الأنقاض، وكتب على قطعة من الورق ما عبّر فيه عن الخراب الهائل الذي أصاب منظومة التعليم بجميع مراحلها؛ من رياض الأطفال إلى الجامعات.

وقال: «نحن نهيب بالجميع الاهتمام بالعملية التعليمية (في غزة)، وإعادة التعليم إلى ما قبل الحرب».

ومع ذلك فإن البعض لم يفقد الأمل، مثل محمد الفجم، التلميذ بالصف الخامس.

وقال: «أنا من الأوائل... أجيب 98 أجيب 100... كنت من الأوائل».

وأضاف: «بدنا نعمل خيام وندرس فيها، وبدنا ندرس فيها الخيام إيش ما كان التمن هندرس فيها. شوف صفنا يا الله كيف انحرق، شوف غرفة المدير اللي كان يجي منها الكتب وهالحلويات كان يوزع علينا كل حاجة وكان يوزع علينا ألعاب».


واشنطن: أي عمليات عسكرية كبرى في رفح ستكون خطأ فادحاً وخطيراً

فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)
TT

واشنطن: أي عمليات عسكرية كبرى في رفح ستكون خطأ فادحاً وخطيراً

فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون ينصبون خياماً بالقرب من الحدود المصرية بعد فرارهم من المعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي و«حماس» (د.ب.أ)

أكدت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني اليوم الخميس أن شن عمليات عسكرية «كبرى» في رفح بجنوب قطاع غزة سيشكل «خطأ فادحاً وخطيراً للغاية»، وذلك رداً على تقارير تحدثت عن سماح أميركا لإسرائيل باجتياح رفح مقابل تقليص الرد الإسرائيلي على هجوم إيران.

ورداً على سؤال بشأن الموقف الأميركي، قالت ستكني: «لا نزال على اقتناعنا بأن عمليات عسكرية كبرى في رفح ستشكل خطأ فادحاً وخطيراً للغاية على حياة المدنيين الذين قد يتعرضون للأذى... كانت الولايات المتحدة واضحة في أننا لا ندعم أي عملية برية في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين».

كانت «هيئة البث الإسرائيلية» قد نقلت اليوم عن مصادر أمنية قولها إن الجيش ينتظر الضوء الأخضر لبدء عملياته في رفح بجنوب قطاع غزة، مشيرة إلى أن خطة اجتياح رفح تحظى بموافقة أميركية.

لكن المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية قالت إن هناك طرقاً أخرى للتعامل مع الوضع الراهن في قطاع غزة، وأضافت: «بينما نشاطر إسرائيل الالتزام بالتعامل مع المشكلة التي تفرضها (حماس)، نعتقد أن هناك طرقاً أكثر فعالية للقيام بذلك».

وشددت ستكني على أن بلادها ستستمر بمناقشة هذا الموضوع مع الجانب الإسرائيلي، وقالت: «سنواصل متابعة النقاشات مع إسرائيل على مختلف المستويات حول هذه المسألة».

وفي وقت سابق من اليوم، طالب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة واشنطن، في حديثه مع «وكالة أنباء العالم العربي»، بإيضاح موقفها من التقارير التي أفادت بسماحها لإسرائيل باجتياح رفح مقابل عدم دخولها في حرب مع إيران، واصفاً هذا الأمر بأنه «كلام خطير».

ونزح غالبية أهالي قطاع غزة فراراً من القصف الإسرائيلي، ويتكدس ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني حالياً في رفح الواقعة على الحدود مع مصر.

وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) في مقتل ما يقرب من 34 ألف فلسطيني وإصابة نحو 80 ألفاً، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، ويُعتقد أن آلاف الجثث ما زالت تحت أنقاض المنازل المدمرة والركام في قطاع غزة الذي سوَّت إسرائيل غالبية مناطقه بالأرض.