يُتيح قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية لزواره هذه الأيام زخماً غنياً من الفنون النحتية التي تجمع بين الكلاسيكية والمعاصرة والتجريب، يقدمها أجيال مختلفة من النحاتين في مصر في الدورة الثالثة من «صالون النحت»، الذي يواصل أعماله حتى 16 مارس (آذار) الجاري.
ويشارك أكثر من سبعين فناناً في «صالون النحت»، يطرحون موضوعات فنية باختلاف التقنيات والخامات المتنوعة ما بين جرانيت وأخشاب وخردة... وغيرها من الخامات بأحجام وكُتل مختلفة، وترى الدكتورة صفية القباني، نقيبة الفنانين التشكيليين المصريين، أن إحدى أكبر رسائل هذا الصالون هي «تصحيح الصورة الذهنية عن فن النحت المعاصر التي تعكسها مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على بعض الأعمال النحتية المشوهة التي تسيء لمصر، وللذوق العام، والنحاتين والفنانين التشكيليين»، على حد تعبيرها.
وتضيف القباني في حديثها مع «الشرق الأوسط»: «يجتمع في هذا الصالون عدد كبير من أهل النحت بأعمال لافتة واحترافية، في وقت بات فيه النحت مادة للتندر والسخرية من بعض الأعمال السيئة التي تؤثر في الذوق العام في مصر».
وترى النقيبة المصرية أن «الصالون ليس فقط فرصة لزيارة محبي الفنون، وإنما فرصة للقائمين على لجان التجميل في المحافظات، واستشاريّي المشاريع الكبيرة، للاطلاع على أعمال الفنانين المميزين في هذا الفن، خصوصاً مع التنوع اللافت في الأساليب والخامات، والحس الفني للنحاتين المشاركين في المعرض على اختلاف توجهاتهم الإبداعية، ومدارسهم الفنية»، على حد تعبيرها.
وتتنوع موضوعات الأعمال الفنية المشاركة في الصالون، كما تراعي التناغم بينها لإضفاء حالة من المتعة البصرية لزوار قصر الفنون، حيث تبرز المنحوتات التي تتكئ على قصص تاريخية، ومُحاكاة للإنسان الأول وعلاقته الأزلية بالصخور، في تماهٍ فني مع أسطورة «سيزيف»، وهناك حضور بارز كذلك لمفردات الطبيعة من عالم الطير والحيوان، وصولاً إلى تشكيلات فانتازية للجسد البشري، واتصال بالفلكلور الشعبي كالرقص بالعصي، ودُمى الطفولة، وهناك أيضاً استلهام لوجوه من الثقافة المعاصرة، كما يجسد تمثال لوجه عميد الأدب العربي الراحل طه حسين.
وإلى جانب الخامات التقليدية للمنحوتات، لا سيما الجرانيت والخشب، يستعين بعض الفنانين في «صالون النحت» بخامات معدنية كالحديد والإستانلس، كما تقدم الفنانة سيدة خليل في مشروعها «نفسي أركب بسكلتة»، الذي تطرح من خلاله نموذجين لدراجتين تحمل كل منهما انعكاساً لحالة شعورية مُختلفة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «العمل الأول يحمل اسم (العجلة المرحة) وبه حاولت رسم حالة شعورية للسلاسة التي يمنح بها المرح قدرة أكبر على تجاوز الصعاب، أما العمل الثاني فهو (العجلة التائهة)، ويحمل بشكل تعبيري مشاعر عدم الاستقرار، التي أضفت لها اللون الأحمر الذي وجدته أكثر تماهياً مع مشاعر التيه».
معرض يسعى لتحسين صورة النحت المصري بعد أزمات «التماثيل المشوهة»
يضم أعمالاً لأكثر من 70 فناناً بدار الأوبرا
معرض يسعى لتحسين صورة النحت المصري بعد أزمات «التماثيل المشوهة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة