بعد أن كانت شاهداً على عروض مسرحية وموسيقية أوروبية، وحفلات عديدة لكبار المطربين العرب، ها هي الآن متراصة في سوق «جنيهين» بمدينة بنغازي (شرقي ليبيا) تنتظر البيع، لتنتهي بذلك قرابة مائة عام على إنشاء مسرح «برنيتشي» الذي تحوّل منتصف خمسينيات القرن الماضي، دار سينما عُرفت باسم «برنيق».
وبنوع من الأسى، تداول رواد التواصل الاجتماعي في ليبيا صوراً لعدد من كراسي السينما التي يتم هدمها راهناً، معروضة للبيع في السوق الشعبية، وكتبوا ما يشبه مرثيات للدار المُشيدة قبل قرابة قرن من الزمان خلال فترة الاحتلال الإيطالي للبلاد، بتصميم من المعماريين الإيطاليين مارشيلو بياتشنتيني لويجي بيشيناتو.
ووسط مطالبات بضرورة الحفاظ على الدار لكونها «تشكل جزءاً من بنغازي، وتعد إرثاً للأجيال»، دعا كتّاب وفنانون ليبيون خبراء الآثار في المدينة والمشرفين على عملية إعادة الإعمار إلى وقف عملية هدم الدار.
وفي حين قال الإعلامي الليبي أحمد عرابي عبر حسابه على «فيسبوك»: «كراسي سينما برنيتشي تُباع في الشارع»، رأت الكاتبة والشاعرة الليبية، رحاب شنيب، أن الدار «تمثل جزءاً من تاريخ المدينة الثقافي؛ وأن تدميرها يعد طمساً لهوية بنغازي».
ودعت شنيب، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية، إلى إيجاد «خطط بديلة لإعادة الإعمار بالمدينة تتضمن الترميم وليس الهدم، الذي قالت: إنه «يتم دون دراسة»، ورأت أنه «كان يستوجب على اللجنة المكلفة الهدم التعاون مع علماء الآثار وليس بشكل عشوائي بعقلية الآلة والهدم».
وما بين العامين 1927 و1932، عملت سلطات الاحتلال الإيطالي على إزالة بقايا قلعة عثمانية كانت تطل على الحديقة العمومية في بنغازي، وشيّدت مكانها مسرحاً وُصف بأنه «تحفة معمارية».
ويروي مؤرخون ليبيون، أن خشبة مسرح «برنيتشي» شهدت عروضاً موسيقية إيطالية عديدة، قبل أن يتم تدمير جانب منه عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية، ويتم تحويله فيما بعد داراً للسينما، أقيم على مسرحها حفلات لكبار المطربين العرب، من بينهم كوكب الشرق أم كلثوم عام 1969، من منتصف الخمسينات حتى أواخر ثمانيات القرن الماضي.
كراسي أحد مسارح بنغازي تنتهي بعد قرن في سوق للمستعمل
كراسي أحد مسارح بنغازي تنتهي بعد قرن في سوق للمستعمل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة