تونس تطلق حملة دبلوماسية مكثفة لاحتواء تداعيات خطاب الرئيس بشأن المهاجرين

مهاجرون أفارقة وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
مهاجرون أفارقة وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
TT

تونس تطلق حملة دبلوماسية مكثفة لاحتواء تداعيات خطاب الرئيس بشأن المهاجرين

مهاجرون أفارقة وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)
مهاجرون أفارقة وسط العاصمة التونسية (أ.ف.ب)

بدأت تونس حملة دبلوماسية نشطة، في مسعى لاحتواء تداعيات خطاب الرئيس قيس سعيد، بشأن تشديد القيود على مهاجري أفريقيا جنوب الصحراء، ممن لا يملكون إقامات قانونية في البلاد.
وبعد تلميحه إلى «مؤامرة» تحاك ضد تونس من وراء التدفق الكبير للمهاجرين على البلاد لتغيير تركيبتها السكانية، نفى سعيد في تصريحاته مزاعم بالتحريض على «الكراهية والعنصرية».
وأبدت دوائر دبلوماسية في دول أفريقية والاتحاد الأفريقي امتعاضها من خطاب سعيد، وقالت إنه يتنافى مع معايير الاتحاد، ويشكل خطراً على أمن المهاجرين. كما اتهمت العشرات من المنظمات الحقوقية في تونس والخارج الرئيس التونسي بالتمييز العنصري، حيث وصفت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، إيفا يوهانسون، تصريحاته بـ«المقلقة جداً».
وروى مهاجرون بالفعل أعمال عنف طالتهم، وعمليات طرد من أعمالهم ومقرات سكنهم. وعلى إثر ذلك، بدأت سفارات عدد من الدول، من بينها غينيا وكوت ديفوار والسنغال، بترحيل المئات من رعاياها الذين خيروا بالمغادرة طوعياً.
وأمام الغضب المتزايد من تصريحات الرئيس، تحاول تونس الرد على ما سمته حملة منظمة ضدها، ونفت انتهاج سياسة تمييز رسمية ضد المهاجرين المتحدرين من أفريقيا جنوب الصحراء في البلاد.
وأجرى سعيد اتصالاً اليوم السبت مع الرئيس السنغالي ماكي سال، كما استقبل وفداً من الاتحاد الأفريقي. وقبلها تحادث مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسيكو إمبالو في القصر الرئاسي بقرطاج.
وقال سعيد: «إن من يتحدث عن التمييز العنصري في تونس لا يعرف، أو يتناسى مواقف شعبها من كل القضايا التي عانت منها الشعوب الأفريقية»، مضيفاً أن «الاتهامات والحملات المسعورة تهدف إلى تحريض الرأي العام، وتأليبه ضد تونس»، ومؤكداً أن لتونس قوانينها التي تنطبق على الجميع، ولها تقاليدها وثوابتها في التعاون والتآزر مع الشعوب الأفريقية.
وفي مؤتمر صحافي وجهت فيه الدعوة لوسائل إعلام دولية، قال وزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، إن تونس «آخر بلد يوجه له اتهامات بالعنصرية»، واتهم جهات لم يسمها بممارسة التضليل، وقيادة حملة ضد تونس.
وفي خطوة لاستعادة الثقة، أعلنت السلطات التونسية عن إجراءات لفائدة المهاجرين، من بينها تسليم بطاقات إقامة لمدة سنة لفائدة الطلبة، وإلغاء غرامات التأخير عن تسوية الوضعيات، وتسهيل عمليات المغادرة الطوعية. كما وضعت خطاً ساخناً للتبليغ عن الانتهاكات ضد المهاجرين والمتاجرين بالبشر.
وقالت سعدية مصباح، رئيس جمعية «منامتي» الناشطة ضد التمييز العنصري الممارس على السود لوكالة الأنباء الألمانية اليوم إن «الآثار كارثية، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد. يتعين على الرئيس أن يصدر اعتذاراً صريحاً. والإجراءات وحدها لن تكون كافية».
وليس واضحاً بعد مدى تأثير تلك الإجراءات على تهدئة الأوضاع، في وقت كشف فيه رئيس المجلس التونسي الأفريقي للأعمال، أنيس الجزيري، عن تصاعد حملة المقاطعة للمنتجات التونسية في السنغال وكوت دي فوار وغينيا كوناكري.
وقال المجلس في بيان له إن الإجراءات الحكومية مهمة لكنها تحتاج إلى خطوات أخرى.
وبموازاة الجهود الدبلوماسية، تعلن الأجهزة الأمنية في تونس عن إيقاف المئات من المهاجرين يومياً على سواحلها، في محاولات للهجرة السرية نحو السواحل الأوروبية. وقد ضبط الحرس البحري التونسي، وفقاً لبيانات رسمية على امتداد الأيام الثلاثة الماضية، أكثر من 2800 مهاجر أغلبهم ينحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

رئيس هيئة قناة السويس يؤكد عدم تأثر حركة الملاحة بسوء الأحوال الجوية

سفينة تحمل حاويات تبحر في ممر قناة السويس المائي (د.ب.أ)
سفينة تحمل حاويات تبحر في ممر قناة السويس المائي (د.ب.أ)
TT

رئيس هيئة قناة السويس يؤكد عدم تأثر حركة الملاحة بسوء الأحوال الجوية

سفينة تحمل حاويات تبحر في ممر قناة السويس المائي (د.ب.أ)
سفينة تحمل حاويات تبحر في ممر قناة السويس المائي (د.ب.أ)

أكد رئيس هيئة قناة السويس المصرية أسامة ربيع، اليوم (الجمعة)، انتظام حركة الملاحة في القناة وعدم تأثرها بالأحوال الجوية السيئة التي تشهدها البلاد.

وقال ربيع في بيان للهيئة إن 63 سفينة عبرت القناة من الاتجاهين، أمس (الخميس)، بإجمالي حمولات صافية قدرها 3.8 مليون طن، مشيراً إلى أن القناة تشهد اليوم عبور 67 سفينة بحمولات قدرها 4.2 مليون طن، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأكد ربيع على «جاهزية الهيئة للتعامل مع موجة الطقس السيئ واتخاذ التدابير والإجراءات الاستباقية كافة التي تكفل عبور السفن المارة بالقناة بأمان».

وتعرضت مصر، أمس، لعاصفة ترابية شديدة ونشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة في مناطق واسعة من البلاد، مع انخفاض الرؤية وانعدامها تقريباً في بعض المناطق، خاصة على الطرق والمناطق الصحراوية.

وقال محمود شاهين، مدير إدارة التنبؤات بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، إن العاصفة الترابية الشديدة سببها منخفض حراري خماسيني في الصحراء الغربية وشرق ليبيا، والذي أدى إلى هبوب رياح محملة بالأتربة على المحافظات المصرية.

وأبلغ شاهين «وكالة أنباء العالم العربي» بأن المنخفض تسبب في ارتفاع درجات الحرارة بأنحاء البلاد لتتجاوز 40 درجة مئوية في معظم أنحاء البلاد.


محمد السادس يدعو الحجاج المغاربة لأن يكونوا «سفراء للوطن وهويته المتسامحة»

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
TT

محمد السادس يدعو الحجاج المغاربة لأن يكونوا «سفراء للوطن وهويته المتسامحة»

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، الحجاج المغاربة إلى أن يكونوا سفراء للوطن، وحضارته العريقة وهويته القائمة على الانفتاح والتسامح، وتجنّب الجدال واللجاج وأسباب الخلاف.

وقال الملك في رسالة وجّهها إلى الحجاج المغاربة بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة لموسم 1444ه، اليوم (الجمعة): «اعلموا أنكم في هذا المقام العظيم بمثابة سفراء لدينكم في موسم عظيم، يجسّد الأخوّة الإسلامية والوسطية في الاعتقاد والسلوك، ونبذ كل مظاهر التطرف والغلو، وكل ما يبعث على الشقاق والعدوان».

وذكّر في هذه الرسالة، التي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق في مطار الرباط - سلا، بضرورة التزود بالتقوى التي «هي خير زاد في هذه الرحلة الميمونة، والتحلي بحسن الخلق في موسم عظيم»، مضيفاً أنه ينبغي على المسلمين الحرص على أمرين عظيمين متكاملين، أولهما توحيدهم لله الواحد الأحد، والثاني تجسيد وحدتهم واعتصامهم بحبله المتين. وأوضح الملك محمد السادس أن الله تعالى أقام ركن «الحج» على أساس تجسيد المساواة بين المؤمنين، وهم على صعيد واحد بالبيت الحرام ومِنى وعرفات؛ وذلك بإحرامهم حيث لا تمييز بينهم بأي اعتبار، ولا تفاوت بينهم في هذا المقام من حيث المراتب والأقدار.

كما ذكّر محمد السادس الحجاج المغاربة بما يقتضيه هذا المقام من أداء المناسك بكل انضباط والتزام، وتجاوب صادق مع فقه الحج بأركانه وواجباته، وسننه ومندوباته. في سياق ذلك، قال: «لا شك في أنكم تزودتم في هذا الشأن بخير الزاد؛ استيعاباً لما قام به فقهاؤنا الأماثل من عالمات وعلماء في هذا المجال، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وحرص وزيرنا في الأوقاف على القيام بالمُـتعيّن في هذا الشأن»، داعياً الحجاج المغاربة إلى إعمار أوقاتهم حيثما حلّوا بالأذكار والأدعية والاستغفار، وأعمال الطاعات والقربات، متسامين عن سفاسف الأمور والخلاف المُوقِع في المحظور.

كما ذكّر بالحرص على القيام بهذه المناسك في امتثال لتعاليم الدين الإسلامي، وإخلاص الدعاء إليه - سبحانه - لبلوغ المقصد الأسمى، الذي شرع له الحج، وهو استحقاق الغفران ونيل الجزاء الأوفى، بما وعد الله به عباده في هذا المقام.

من جهة أخرى، دعا الملك الحجاج المغاربة إلى التقيد والالتزام بالتدابير التنظيمية التي اتخذتها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية «موفّرة لضيوف الرحمن كل أسباب الاطمئنان؛ لجعل موسم الحج يتم على ما يتعين أن يكون عليه به من تجاوب وانضباط وأمن وأمان، بتوجيهات سامية من أخينا الأعز الأكرم، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، متّعه الله بالصحة وطول العمر، وشد أزره بولي عهده أخينا الأعز الأبر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله وأطال عمره وسدد خطاه».

وبهذه المناسبة، أعرب الملك محمد السادس عن عميق اعتزازه، وبالغ إشادته بالعلاقات الأخوية التي تجمع بين المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية وشعبيهما الشقيقين. وبعدما هنأ الحجاج المغاربة بما يسّر الله لهم من أداء هذه الفريضة العظمى، دعاهم إلى «الدعاء لملككم المؤتمن على وطنكم وأمنكم؛ رجاء أن يمدنا الله بعونه وتوفيقه في كل مبادراتنا التنموية، ومساعينا الحثيثة لصيانة سيادة المغرب ووحدته، وأن يظل مغربنا الحبيب رائداً في تحقيق الكرامة لمواطنينا، وسنداً داعماً لقيم أشقائنا من الدول الإسلامية والإفريقية على درب التقدم والوحدة والنماء».


حزب يطالب الرئيس التونسي بإطلاق المعتقلين لإنجاز «حوار وطني»

وسم يطالب بإطلاق سراح عصام الشابي (الشرق الأوسط)
وسم يطالب بإطلاق سراح عصام الشابي (الشرق الأوسط)
TT

حزب يطالب الرئيس التونسي بإطلاق المعتقلين لإنجاز «حوار وطني»

وسم يطالب بإطلاق سراح عصام الشابي (الشرق الأوسط)
وسم يطالب بإطلاق سراح عصام الشابي (الشرق الأوسط)

طالب وسام الصغير، المتحدث باسم «الحزب الجمهوري» المعارض، الرئيس التونسي قيس سعيد، بوقف «كل أنواع المتابعات والملاحقات السياسية، وإطلاق سراح المساجين، وذلك خطوة أولى لإنجاز حوار وطني تشاركي بين القوى السياسية والاجتماعية والمنظمات المدنية» في تونس.

ودعا الصغير خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (الخميس)، تزامناً مع مرور مائة يوم على اعتقال عصام الشابي، رئيس الحزب، بتهمة التآمر على أمن الدولة، إلى ضرورة تنظيم حوار وطني تشاركي يهدف إلى «رسم خريطة إنقاذ لإخراج تونس من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعيداً عن التفرد بالقرار».

الحزب الجمهوري المعارض ناشد الرئيس سعيد وقف «كل أنواع الملاحقات السياسية» (رويترز)

وقال الصغير، إن الرئيس سعيد «أراد إيهام التونسيين بأن السياسيين هم سبب الأزمة، والصحيح هو أن منظومته تفتقد برنامجاً، ولا تمتلك إلا شعار الشعبوية»، مضيفاً أن هناك سياسيين مودعون في السجن منذ أكثر من ثلاثة أشهر، «ومع ذلك فالأزمة السياسية لم تحل، والأزمة الاقتصادية متواصلة، وغلاء الأسعار لم يتراجع، والمواد الاستهلاكية لم تعد إلى الأسواق».

في السياق ذاته، أوضح الصغير أن الزج بعصام الشابي وبعض الناشطين السياسيين في السجن فيما يعرف بقضية «التآمر على أمن الدولة» يعدّ «عنواناً للفشل في إيجاد الحلول الكفيلة بمجابهة الأزمة، التي تمر بها تونس»، مشيراً إلى أن «الاعتقالات التي طالت عدة شخصيات سياسية زادت من عزلة تونس، وعمقت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية»، على حد قوله.

وفي تفسيره لأسباب سجن الشابي وبعض الشخصيات السياسية التونسية المرموقة، قال الصغير إن السبب الرئيسي هو «رفضهم توجهات رئيس الجمهورية، وكشفهم عدم التزامه بالعديد من الوعود التي قدمت سابقاً، في مقدمتها تحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة الاحتكار، والقضاء على مسالك التجويع، واسترجاع الأموال المنهوبة»، مؤكداً أن تهمة التآمر «المزعومة» على أمن الدولة «تجاوزت شخصيات سياسية لتطال أحزاباً وجبهات سياسية ومدنية، وأعقبتها انتهاكات ضد القضاة والصحافيين الذين عرفوا بدفاعهم عن مكاسب الحريات والحقوق الوطنية، وهذا ما زاد عزلة تونس، وعمق الأزمة بمختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

يذكر أن عصام الشابي، رئيس «الحزب الجمهوري»، أودع السجن إلى جانب كبير من النشطاء السياسيين، إثر اتهامهم بالتآمر على أمن الدولة، وشملت الاتهامات أيضاً عدداً من السياسيين، من بينهم خيام التركي، وعبد الحميد الجلاصي، وغازي الشواشي، وراشد الغنوشي، ونور الدين البحيري، ورجل الأعمال كمال لطيف، علاوة على ناشطين في «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة، من بينهم جوهر بن مبارك وشيماء عيسى.


الأمن المغربي يوقف متطرفاً موالياً لـ«داعش» في طنجة

عنصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي
عنصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي
TT

الأمن المغربي يوقف متطرفاً موالياً لـ«داعش» في طنجة

عنصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي
عنصر من المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي

تمكنت الشرطة القضائية في مدينة طنجة (شمال المغرب)، على ضوء معلومات استخباراتية وفّرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية)، مساء الخميس، من توقيف عنصر متطرف موالٍ لتنظيم «داعش» الإرهابي، ينحدر من مدينة المحمدية ويبلغ من العمر 28 سنة، وذلك في سياق الجهود التي تبذلها المصالح الأمنية لتحييد مخاطر التهديدات الإرهابية.

وذكر بيان للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن التحقيقات أظهرت أن الشخص الموقوف كان قد أعلن «البيعة» للأمير المزعوم لتنظيم «داعش»، وانخرط بشكل فعلي في التحضير لتنفيذ مخطط إرهابي ضد إحدى المؤسسات الحساسة بمدينة طنجة في عملية تخريبية تحاكي الأسلوب الإرهابي الذي يستخدمه مقاتلو تنظيم «داعش».

وتابع المصدر ذاته أنه تم إيداع الشخص الموقوف في إطار هذه القضية تحت تدبير الحراسة النظرية (الاعتقال الاحتياطي) من أجل تعميق البحث الذي يجري معه في المكتب المركزي للأبحاث القضائية (إف بي آي المغرب) تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، وذلك لكشف كل الأهداف الإرهابية التي خطط لها المعني بالأمر، وكذلك التحقق من مدى ارتباطه بشركاء ومساهمين محتملين آخرين.

وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية قد فكك، بداية الأسبوع الجاري، بناء على معلومات وفّرتها مصالح «المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني» خلية إرهابية موالية لتنظيم «داعش» تنشط في طنجة، وتتكون من 3 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 31 و40 سنة. وكان أفراد الخلية في صدد التحضير لتنفيذ مشاريع إرهابية خطيرة تستهدف زعزعة أمن الأمن والاستقرار.


قصف مدفعي في الخرطوم والجيش السوداني يستقدم تعزيزات إلى العاصمة

ثقوب الرصاص تحل محل جدار مبنى في سوق ستة (السوق السادسة) في جنوب الخرطوم في 1 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
ثقوب الرصاص تحل محل جدار مبنى في سوق ستة (السوق السادسة) في جنوب الخرطوم في 1 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
TT

قصف مدفعي في الخرطوم والجيش السوداني يستقدم تعزيزات إلى العاصمة

ثقوب الرصاص تحل محل جدار مبنى في سوق ستة (السوق السادسة) في جنوب الخرطوم في 1 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
ثقوب الرصاص تحل محل جدار مبنى في سوق ستة (السوق السادسة) في جنوب الخرطوم في 1 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

ترددت أصداء القصف المدفعي في الخرطوم، صباح اليوم (الجمعة)، مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات إلى العاصمة.

وأفاد شهود «وكالة الصحافة الفرنسية» بسماع «أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون» في ضاحية أم درمان.

وتشهد الخرطوم ومناطق أخرى في السودان معارك عنيفة منذ 15 أبريل (نيسان) بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي».

وأودت المعارك بأكثر من 1800 شخص، بحسب موقع مشروع النزاع المسلح وبيانات الأحداث، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون شخص نزحوا داخلياً، ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج.

وتوصل الجانبان إلى أكثر من اتفاق تهدئة، كان آخرها خلال مباحثات في مدينة جدة بوساطة سعودية - أميركية.

لكن الهدنة سرعان ما كانت تنهار في كل مرة، وتتجدد الاشتباكات، خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد.

فتاة سودانية تلوح وداعاً من حافلة قبل أن يتم إجلاؤها بعد الأزمة في العاصمة السودانية الخرطوم في بورتسودان - السودان - 2 مايو 2023 (رويترز)

وفيما يبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش، الجمعة، استقدام تعزيزات للمشاركة «في عمليات منطقة الخرطوم المركزية».

وأشارت المحللة السودانية خلود خير من مركز «كونفلوانس أدفايزوري»، ومقره في الخرطوم، إلى أن الجيش يعتزم شن هجوم واسع قريباً (ضد «قوات الدعم»)، ولهذا انسحب من المفاوضات في جدة.

وأعلن الجيش الأربعاء، تعليق مشاركته في المباحثات المستمرة منذ أسابيع، متهماً «قوات الدعم» بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات ومنازل السكان.

وبعدما حمّلت طرفي النزاع مسؤولية انهيار الهدنة والمباحثات في جدّة، أعلنت واشنطن الخميس، فرض عقوبات على شركات وقيود على تأشيرات الدخول لمسؤولين على ارتباط بطرفي النزاع.

وتستهدف العقوبات الاقتصادية العديد من الشركات في قطاعات الصناعة والدفاع والتسلح، بينها شركة «سودان ماستر تكنولوجي» التي تدعم الجيش.

وبالنسبة إلى قوات الدعم، فرضت واشنطن عقوبات على شركة «الجنيد للمناجم»، التي تدير مناجم ذهب عدة في إقليم دارفور، وتوفّر تمويلاً للقوات.

ويشكك محللون في جدوى العقوبات الأميركية على الطرفين اللذين يمسكان بمفاصل التحايل عليها، كما جرى في ظل العقوبات الدولية خلال حقبة الرئيس السابق عمر البشير الذي حكم البلاد لثلاثة عقود.

مكاسب قبل التفاوض

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جايك ساليفان، الخميس، إن «حمام الدم» في الخرطوم ودارفور «مروّع».

وأشار ساليفان إلى أن خرق الهدنة الأخيرة «زاد من مخاوفنا من نزاع طويل الأمد ومعاناة كبيرة للشعب السوداني».

مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (رويترز)

ومنذ بدء أعمال العنف، لم يحقق أي من الجانبين تقدماً ميدانياً ملموساً على حساب الآخر، أو خرقاً في موازين القوى.

ورأت المحللة خلود خير أن الجيش يرغب في تحقيق «بعض المكاسب العسكرية قبل الالتزام بأي محادثات مستقبلية بهدف تحسين موقعه» على طاولة المفاوضات.

وبعيد إعلانه تعليق مشاركته في مباحثات جدة، قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة، الأربعاء، مواقع لقوات «الدعم السريع» في جنوب الخرطوم.

وطال القصف سوقاً شعبية، ما أودى بحياة 18 شخصاً من المدنيين، وفق ما أفاد به «محامو الطوارئ» الأربعاء.

وهدفت مباحثات جدة إلى توفير ممرات آمنة تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال، وإيصال مساعدات إنسانية.

إلا أن أعمال الإغاثة تواجه مصاعب جمّة، منها غياب الممرات الآمنة، وعرقلة الجمارك للمساعدات التي تصل جوّاً، وعدم منح العاملين الأجانب تأشيرات دخول لتعويض نقص المحليين الذين اضطروا للنزوح أو الاحتماء في منازلهم.

كما تستمر أعمال النهب والسرقة، خصوصاً لمقار ومخازن المنظمات الأممية.

ودانت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي الخميس «أعمال نهب أصول وأغذية برنامج الأغذية العالمي التي تجري الآن في الأبيض (شمال كردفان)»، مضيفة عبر «تويتر»: «تعرضت مستودعاتنا للهجوم، والغذاء الذي يكفي 4.4 مليون شخص معرض للخطر».

وبحسب الأمم المتحدة، بات السودان الذي كان من أكثر دول العالم معاناة حتى قبل النزاع، أمام وضع «كارثي»، في ظل خروج ثلاثة أرباع المستشفيات عن الخدمة، فيما يحتاج 25 مليون نسمة (أكثر من نصف السكان) إلى مساعدات إنسانية.

وأكدت المنظمة الدولية أنها لم تحصل إلا على 13 في المائة من مبلغ 2.6 مليار دولار تحتاج إليه.

ومن المقرر أن تبحث الأمم المتحدة الجمعة، في مصير بعثتها إلى السودان التي تنتهي مهمتها رسمياً، السبت.

وكان البرهان طلب من الأمين العام للأمم المتحدة استبدال فولكر بيرتس، رئيس البعثة التي غادر غالبية أفرادها البلاد بعيد اندلاع النزاع.


عقوبات أميركية جديدة على متحاربي السودان

سودانيون هربوا من العنف في دارفور إلى تشاد يوم 14 مايو الماضي (رويترز)
سودانيون هربوا من العنف في دارفور إلى تشاد يوم 14 مايو الماضي (رويترز)
TT

عقوبات أميركية جديدة على متحاربي السودان

سودانيون هربوا من العنف في دارفور إلى تشاد يوم 14 مايو الماضي (رويترز)
سودانيون هربوا من العنف في دارفور إلى تشاد يوم 14 مايو الماضي (رويترز)

فرضت الولايات المتحدة، أمس الخميس، عقوبات جديدة ضد 4 شركات ذات صلة مباشرة بالقوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي»، بعدما اتهمت الطرفين المتحاربين بأنهما «يرسخان العنف» في السودان، ويفشلان في التزام تعهداتهما في اتفاقات وقف النار التي توسطت فيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وتشمل العقوبات التي أعلنتها إدارة الرئيس جو بايدن قيوداً على منح تأشيرات الدخول لأشخاص محددين، بينهم مسؤولون من القوات المسلحة و«قوات الدعم السريع» وقادة من نظام الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير، كما تشمل «شركة الجنيد للنشاطات المتعددة المحدودة» التي يسيطر عليها «حميدتي» وشقيقه نائب قائد «قوات الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو، وشركة «تراديف جنرال ترايدينغ» التجارية التي تعدّ واجهة يسيطر عليها شقيقه الآخر المسؤول في «قوات الدعم السريع» الرائد ألجوني حمدان دقلو، وشركة «نظام الصناعات الدفاعية» السودانية الكبرى وشركة «السودان ماستر تكنولوجي» للأسلحة، علماً بأن الشركتين مرتبطتان بالقوات المسلحة السودانية.

وأفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، في موقفين منفصلين بأن الإجراءات هدفها «محاسبة المسؤولين عن تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان». وأوضحت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، أن الولايات المتحدة «تقف إلى جانب المدنيين ضد أولئك الذين يؤبدون العنف ضد الشعب السوداني».

في غضون ذلك، تكثفت الجهود الدبلوماسية في نيويورك وعبر العواصم لتحديد مصير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العملية الانتقالية في السودان «يونيتامس»، التي ينتهي تفويضها في 3 يونيو (حزيران) الحالي، أي السبت، وسط انقسامات بين أعضاء مجلس الأمن.

وعلى أثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن بطلب شخصي منه؛ قال الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الأمر متروك لمجلس الأمن ليقرّر.

وتدعو الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء؛ الغابون وغانا وموزمبيق، بدعم من الصين وروسيا، إلى «تمديد تقني» فقط لولاية «يونيتامس» من دون إدخال أي تعديلات على النص.


تحديات أمام بقاء حكومة الدبيبة على رأس السلطة في ليبيا

الدبيبة خلال أحد لقاءاته مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال أحد لقاءاته مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حكومة الوحدة)
TT

تحديات أمام بقاء حكومة الدبيبة على رأس السلطة في ليبيا

الدبيبة خلال أحد لقاءاته مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال أحد لقاءاته مع المبعوث الأممي إلى ليبيا (حكومة الوحدة)

ضاعفت تحولات أمنية وسياسية، أخذت مجراها خلال الأسبوع الماضي، من حجم التحديات التي تواجه رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، على رأس السلطة.

ووفقاً لتقديرات سياسيين، فإن ما يتم تداوله عن توصّل لجنة «6 + 6» المكلفة إعداد قوانين الانتخابات المقبلة، إلى توافق على تشكيل حكومة مصغرة لمدة 6 أشهر لتنظيم الاستحقاق المنتظر، يتصدر تلك التحديات، بالإضافة إلى تجدد الصراع بين بعض التشكيلات المسلحة بالعاصمة.

ورأى عضو المجلس الأعلى للدولة، أبو القاسم قزيط، أن الحديث عن اتفاق أعضاء اللجنة، على تشكيل حكومة مصغرة للإشراف على تنظيم الانتخابات المقبلة، هو «التحدي الأخطر» أمام الدبيبة.

الدبيبة مجتمعاً مع عدد من عمداء بلديات العزيزية الكبرى (حكومة الوحدة)

واستبعد قزيط، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هناك «معارضة قوية من قبل البعثة الأممية والمجتمع الدولي، وحتى من قبل حلفاء الدبيبة بالمنطقة، خصوصاً الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، على مخرجات لجنة (6 + 6) الداعية، وفق ما تم تناقله، إلى استبدال حكومة الدبيبة».

وتابع: «أعتقد بأنهم لا يملكون أي خيار إلا الموافقة على مخرجات اللجنة، أما تركيا فهي دولة إقليمية كبرى تستطيع رعاية وضمان مصالحها سواء عبر الدبيبة أو غيره». ولفت إلى أن تجدد الصراع بين تشكيلات مسلحة بالعاصمة، مجرد «تحديات صغيرة، لا تشكل تأثيراً» في وضعية الدبيبة ومستقبله السياسي، مقارنة بتشكيل حكومة بديلة لحكومته.

وتحدث قزيط عن أن «صراع التشكيلات على مناطق النفوذ معضلة مستمرة منذ سنوات»، وقال إنها «ستبقى مع الأسف مرشحة للاستمرار مستقبلاً ما دامت المعالجات الخاطئة لها متواصلة، التي تكاد تنحصر بشرعنة بعض تلك التشكيلات وضمها لأجهزة ومؤسسات الدولة، مع الإبقاء على قياداتها الميليشياوية التي تسيء توظيفها».

بالمقابل، وعلى الرغم من إقراره بأن إعلان تشكيل حكومة جديدة يمثل «تحدياً» للدبيبة، فإن رئيس حزب «تكنوقراط ليبيا» أشرف بلها، شدد على أن «عملية استبدال الحكومة في ليبيا لا تتطلب فقط توافق الأطراف المحلية، وإنما تتطلب أيضاً توافق الدول الإقليمية، ومباركة بعض الدول الغربية».

لقاء سابق للمنفي والدبيبة لمتابعة الأوضاع في مناطق الساحل الغربي (حكومة الوحدة)

وذهب بلها في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استبدال الحكومة كما يرغب رئيسا مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» لن يتحقق إلا إذا توافق الطرفان الإقليميان الأكثر تدخلاً بالساحة الليبية، وهما مصر وتركيا، أولاً على خريطة تحالفات سياسية جديدة، وبالتبعية حكومة جديدة منفذة لها.

واستدرك: «أعتقد بأن أنقرة لن تتخلى عن الدبيبة بسهولة، وربما يكون هذا هو موقف روما أيضاً، فهي تعد بالمثل شريكاً قوياً لحكومته، بل إن البعض اعتبر أن الضربات الجوية ضد مهربي البشر في الزاوية محاولة جديدة من قبل الدبيبة لإثبات اضطلاعه بمراعاة مصالحها في مكافحة الهجرة غير المشروعة، في إطار التمهيد لزيارة مرتقبة له إلى إيطاليا».

وقلل بلها من تأثير الصراع الأخير الذي دارت رحاه وسط طرابلس بين «جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب»، الذي يرأسه عبد الرؤوف كاره، و«اللواء 444 قتال» الذي يرأسه محمود حمزة، وهما من القيادات المقربة للدبيبة.

وعلى الرغم من إقراره بأن ما يتمتع به الدبيبة من «مرونة ومناورة أهلتاه لتجاوز كثير من الأزمات خلال فترة الماضية»، فإن عضو «ملتقى الحوار الليبي» أحمد الشركسي، استبعد أن يتمكن من تخطي «التحديات الراهنة».

وأشار الشركسي لـ«الشرق الأوسط» إلى بيانات بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، المتعلقة بإبداء القلق حول التصعيد العسكري على الزاوية، معتبراً أنها «بمثابة رسائل تهديد واضحة له لإثنائه عن المضي قدماً بمخططه الهادف لإشعال صراع موسع هناك ليكون ذريعته لعدم إمكانية إجراء الانتخابات، أو تسليم السلطة في ظل ما أُعلن من توافقات على الانتخابات».

وأوضح: «بعض الدول الغربية كانت تتخوف بالفعل من وصول سيف الإسلام القذافي للسلطة، وربما فضّلت تأجيل الانتخابات عن تحقق هذا الأمر».

وتابع الشركسي: «ولكن مع ما تناقل من قرارات لجنة (6 + 6) المشكلة بعدم السماح لمَن عليه حكم قضائي أو مطلوب للعدالة بالترشح، وهو ما يستهدف نجل القذافي، ربما تتبدد مخاوف هؤلاء، ويتوافقون على تسهيل إجراء الاستحقاق الانتخابي والتضحية بالدبيبة، بما في ذلك الدول التي وقّعت اتفاقيات مع حكومته».

وتوسط عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، الآراء السابقة، داعياً للتمهل في إصدار الأحكام النهائية على المتغيرات التي شهدتها الساحة، خصوصاً مع صدور بيان رسمي من لجنة «6 + 6» بشأن التوافق حول شروط الترشح للرئاسة، فضلاً عن إمكان صمود هذا التوافق، ولو لأشهر عدة.

وشدد التكبالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن الدبيبة «لا يزال يملك بعض الأوراق الجيدة، على الرغم من فقده إمكانية عقد صفقات موازية لتقاسم السلطة مع أي طرف بالبلاد إذا ثبت توافق المجلسين على الانتخابات».

وقال التكبالي: «لديه الأموال، وهذا يضمن ولاء عدد من التشكيلات المسلحة، وبالتالي سوف يتعذر على الحكومة الجديدة ممارسة مهامها من العاصمة، والتجارب أثبتت أن أي حكومة خارج طرابلس لا تستطيع تنفيذ شيء».


أميركا تنفذ وعيدها بعقوبات على الجيش و«قوات الدعم» في السودان

سودانيون هربوا من العنف بدارفور إلى تشاد في 14 مايو الماضي (رويترز)
سودانيون هربوا من العنف بدارفور إلى تشاد في 14 مايو الماضي (رويترز)
TT

أميركا تنفذ وعيدها بعقوبات على الجيش و«قوات الدعم» في السودان

سودانيون هربوا من العنف بدارفور إلى تشاد في 14 مايو الماضي (رويترز)
سودانيون هربوا من العنف بدارفور إلى تشاد في 14 مايو الماضي (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات اقتصادية ووضع قيود على التأشيرات ضد الذين «يؤيدون العنف» في السودان، مستهدفة بصورة خاصة 4 شركات ذات صلة مباشرة بكل من القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب «حميدتي»، بينما تواصل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة حض الطرفين على العودة إلى محادثات وقف النار في جدة.وتشمل العقوبات التي أعلنتها إدارة الرئيس جو بايدن قيوداً على منح تأشيرات الدخول لأشخاص محددين، بينهم مسؤولون من القوات المسلحة وقوات «الدعم السريع»، وقادة من نظام الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير؛ لأنهم «مسؤولون أو متواطئون في تقويض الديمقراطية في السودان»، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان يوضح الأساس الذي وضعه الرئيس بايدن في 4 مايو (أيار) الماضي للعقوبات من خلال قرار تنفيذي.

أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي في أوسلو الخميس (أ.ب)

وفي تصريح منفصل من أوسلو، حيث يشارك في اجتماعات مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أبلغ الوزير بلينكن الصحافيين بأن طرفي النزاع في السودان «يواصلان انتهاك اتفاق وقف النار» الذي جرى تجديده الاثنين الماضي، مضيفاً أن بلاده ستواصل الانخراط مع الطرفين. وزاد: «نحن نبحث أيضاً في الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتوضيح وجهات نظرنا في شأن أي قادة يحركون السودان في الاتجاه الخاطئ». وكان بلينكن هدد في أواخر مايو (أيار) الماضي، كلاً من البرهان ودقلو بعقوبات محتملة في حال انتهاك وقف النار. وقال مستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض، جايك سوليفان، إن «هذه الإجراءات تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان». وأضاف أن «نطاق إراقة الدماء، في الخرطوم ودارفور على وجه الخصوص، مروع». ونبه إلى أن «فشل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في التزام وقف النار يزيد من قلقنا من أن الشعب السوداني سيواجه مرة أخرى نزاعاً طويل الأمد، ومعاناة واسعة النطاق على أيدي القوى الأمنية».

استهداف للطرفين

وأوضحت وزارة الخزانة، في بيان، أن الجهات المستهدفة هي أربع: شركة الجنيد للنشاطات المتعددة المحدودة التي يسيطر عليها «حميدتي» وشقيقه نائب قائد قوات «الدعم السريع» عبد الرحيم دقلو، وهي تعمل بشكل أساس في التعدين، وأنشأت أسماء أعمال في كافة مجالات بما في ذلك التكنولوجيا، وشركة «تراديف جنرال ترايدينغ» التجارية التي تعد واجهة يسيطر عليها شقيقه الآخر المسؤول في قوات «الدعم السريع» الرائد ألجوني حمدان دقلو، وشركة «نظام الصناعات الدفاعية» السودانية الكبرى، وشركة «السودان ماستر تكنولوجي» للأسلحة. وكلتا الشركتين مرتبطة بالقوات المسلحة السودانية.

وقالت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، إنه «من خلال العقوبات، نقطع التدفقات المالية الرئيسية إلى كل من قوات (الدعم السريع) والقوات المسلحة السودانية، ونحرمهما من الموارد اللازمة لدفع رواتب الجنود، وإعادة التسلح، وإعادة الإمداد، وشن الحرب في السودان». وأضافت أن الولايات المتحدة «تقف إلى جانب المدنيين ضد أولئك الذين يؤيدون العنف ضد الشعب السوداني». وطوال الأسابيع الماضية، حضت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الطرفين على العودة إلى محادثات وقف النار على رغم الانتكاسة الإضافية التي أعاقت جهود السلام. وأطلقت الولايات المتحدة، الخميس، مناشدة جديدة بعدما علقت القوات المسلحة السودانية، الأربعاء، مشاركتها في محادثات جدة مع قوات «الدعم السريع». وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأنه «بمجرد أن توضح القوتان من خلال أفعالهما أنهما جادتان في شأن الامتثال لوقف النار، فإن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على استعداد لاستئناف تيسير المناقشات المعلقة للتوصل إلى حل لهذا النزاع» بين المتحاربين. وكانت الوساطة السعودية - الأميركية نجحت في التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف النار في 21 مايو (أيار) الماضي، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الحيوية في العاصمة الخرطوم والعديد من المناطق الأخرى، بما فيها دارفور. وأخفقت 7 إعلانات لوقف النار حتى الآن منذ بدء النزاع في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، بسبب استمرار الانتهاكات. وفي بيان مشترك صدر الأحد الماضي، اتهمت الرياض وواشنطن الجانبين بخرق الهدنة وارتكاب انتهاكات جسيمة. وأوضحتا أن الجيش السوداني واصل تنفيذ الغارات الجوية، بينما كانت قوات «الدعم السريع» تحتل منازل المواطنين وتستولي على ممتلكاتهم. وأضافتا أن السرقة تحدث في مناطق الطرفين.

«انتهاكات خطيرة»

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الطرفين ارتكبا «انتهاكات خطيرة لوقف النار»، مضيفاً أن «هذه الانتهاكات دفعتنا بصفتنا مسهّلاً لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني». وجاءت هذه التطورات بعد يومين من إعلان الوسطاء السعوديين والأميركيين أن طرفي النزاع وافقا على تمديد الهدنة 5 أيام «لمنح ممثلي العمل الإنساني مزيداً من الوقت للقيام بعملهم الحيوي (...) على الرغم من عدم الالتزام بشكل تام». ومع أن إعلان وقف النار خفف من حدة القتال وأتاح وصول مساعدات إنسانية محدودة، لكن تتخلله اشتباكات وضربات جوية. وأفادت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين بأن أغذية وأصولاً تتعرض للنهب في منطقة الأبيض بجنوب غربي الخرطوم. وقالت إن «غذاء يكفي 4.4 مليون شخص في خطر». وأفادت المسؤولة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، طوبي هارورد، بأن مئات الأشخاص قتلوا في دارفور، حيث يتواصل القتال «متجاهلاً بشكل صارخ التزامات وقف النار».

دخان متصاعد فوق جنوب الخرطوم جراء الاشتباكات الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وأعلنت الأمم المتحدة أن القتال تسبب في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص بينما لجأ 425 ألف شخص إلى دول مجاورة، بينهم 170 ألفاً توجهوا إلى مصر. ووفقاً لبيانات رسمية، قتل ما لا يقل عن 730 شخصاً، بيد أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير على الأرجح. وأصبحت مدينة بورتسودان الهادئة على ساحل البحر الأحمر مقراً لموظفي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة ودبلوماسيين، وكذلك بعض المسؤولين الحكوميين. وعلى رغم ذلك، أعلنت السلطات حظراً للتجول في المدينة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وحذر الجيش من تسلل «خلايا نائمة» إليها.


غاضبون يطردون المشري من الزاوية... وصالح يتمسك بحكومة «موحدة»

صالح ملتقياً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (المكتب الإعلامي لصالح)
صالح ملتقياً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (المكتب الإعلامي لصالح)
TT

غاضبون يطردون المشري من الزاوية... وصالح يتمسك بحكومة «موحدة»

صالح ملتقياً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (المكتب الإعلامي لصالح)
صالح ملتقياً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (المكتب الإعلامي لصالح)

وسط تخوف غربي من تزايد الانقسام في ليبيا، إثر الضربات الجوية التي تسددها حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لمواقع لـ«المهربين» بمدينة الزاوية، بدا أن التوتر آخذ في التصاعد والاستقطاب بغرب ليبيا، لا سيما بعد طرد خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، من اجتماع بالزاوية.

وتعقد السلطة التنفيذية في العاصمة طرابلس منذ بداية الأسبوع الماضي، اجتماعات مع القادة الأمنيين لمتابعة الأوضاع المتوترة هناك، آخرها لقاء الدبيبة، مساء الأربعاء، مع رئيس الأركان العامة لقواته الفريق أول ركن محمد الحداد، وآمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، ورئيس هيئة العمليات، ورئيس أركان القوات البحرية.

الدبيبة مجتمعاً مع قيادات قواته الأمنية بطرابلس (منصة حكومتنا)

وقال المكتب الإعلامي للدبيبة، إن الاجتماع استهدف متابعة «مجريات العملية الأمنية التي يجريها الجيش الليبي في مناطق بغرب البلاد لمكافحة العصابات الإجرامية وتجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر، وتهريب الوقود للخارج».

وأشاد الدبيبة، الذي يتولى أيضاً حقيبة وزير الدفاع، بما أسماه «التزام الضربات الجوية بالقواعد المهنية الدقيقة التي اضطلعت بها القوات الجوية التي نفذت المهام المكلفة بها، وتنسيقها مع باقي العناصر العسكرية والأجهزة الاستخباراتية في تحديد الأهداف».

وأكد الحداد أن «قوات الجيش جاهزة دائماً لتنفيذ المهام من أجل الحفاظ على أمن المواطنين، وتطهير البلاد من العصابات المسلحة، والجريمة المنظمة».

وتضمن الاجتماع، الذي حضره أيضاً، مأمورو جهاز الطيران الإلكتروني، واستخبارات المنطقة الغربية، واللجنة الأمنية المكلفة من رئاسة الأركان لوضع الخطة الأمنية بالمنطقة الغربية بغرفة العمليات المشتركة، عرضاً للضربات الجوية المنفذة، والاطلاع على تفاصيلها والأهداف المحققة.

كما تطرق الاجتماع، بحسب مكتب الدبيبة، إلى متابعة استمرار العمليات الأمنية في المراحل المقبلة وفقاً للخطة الموضوعة، مشددين على «مواصلتها حتى تحقيق أهدافها المرجوة».

منفعلاً قبل أن يطرده غاضبون في مدينة الزاوية (الصورة من مقطع فيديو متداول)

وعلى خلفية اعتراضهم على الضربات الجوية التي يسددها طيران تابع لوزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، طرد مشاركون في اجتماع عقد بمدينة الزاوية، مساء الأربعاء، رئيس المجلس الأعلى للدولة، المشري.

وأظهر مقطع فيديو متداول اعتراض مجموعة من الليبيين الغاضبين على موقف المشري من العميلة العسكرية التي تشنها حكومة الدبيبة، على ما تقول بأنها «أوكار للمهربين».

وسعى المشري جاهداً لتبرير موقفه من العملية التي تجريها الحكومة على مدن بالساحل الغربي، لكن صيحات الرافضين له تعالت وطالبته بمغادرة القاعة، هاتفين: «روّح... روّح».

وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فها المشري للطرد من مدينته الزاوية، إذ سبق وطرده محتفلون بالذكرى الحادية عشرة لـ«ثورة 17 فبراير»، العام الماضي، على خلفية موقفه من التعديل الدستوري الذي أقره مجلس النواب.

وعقب الضربات الجوية، التي وصفتها صحيفة «لوموند» الفرنسية بـ«التطور الخطير»، الذي يعيد الانقسامات داخل العاصمة، اتهم المشري رئيسَ الحكومة الدبيبة «باستغلال سلاح الطيران المسير لتصفية حسابات سياسية ضد أطراف مختلفة معه سياسياً بحجة مكافحة الجريمة»، ثم شكر المجلس الرئاسي على استجابته بتوليه قيادة ملف مكافحة الجريمة والتهريب بالتنسيق مع رئاسة الأركان والنائب العام وإدارته هذا الملف، و«إيقاف محاولة توظيفه سياسياً من قبل رئيس الحكومة».

واصطفت مجموعة من طالبات كليتي التربية واللغات بجامعة الزاوية في وقفة احتجاجية قبالة كلّيتيْهنّ، رافعات شعارات ضد «الجريمة والتهريب والمهربين»، ومؤيدين للعمليات التي يجريها سلاح الجو الليبي بالمنطقة الغربية.

المنفي يستقبل باتيلي بمقر المجلس الرئاسي بطرابلس (المجلس الرئاسي)

وفي أحدث اجتماع بين الجانبين، قدم عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، إحاطة الخميس لمحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، عن لقاءاته مع الأطراف الليبية الفاعلة حول أولويات المرحلة. وقال المكتب الإعلامي للمنفي إن اللقاء تضمن مناقشة تطورات عمل اللجنة المشتركة (6+6) لإعداد واستكمال القوانين الانتخابية المفضية إلى إنجاز استحقاق انتخابي «حر وشفاف وشامل» للجميع، خلال العام الحالي.

وكان عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بحث مع باتيلي تطورات الأوضاع بالبلاد «على كافة الأصعدة»، في مقدمتها المستجدات السياسية، ودعم عمل اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية (6+6) في إنجاز مهمتها.

صالح ملتقياً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (المكتب الإعلامي لصالح)

وأكد اللقاء، الذي عقد في مدنية القبة بشرق ليبيا، مساء الأربعاء، أن «الحل في ليبيا يتمثل في إجراء الانتخابات لإنهاء هذه المرحلة». وفيما شدد صالح على ضرورة وجود حكومة «موحدة» تُنجز الاستحقاق الانتخابي لتحقيق إرادة الشعب الليبي»، قال باتيلي: «شجعتُ رئيس مجلس النواب على حث أعضاء اللجنة على إبقاء نقاشاتهم مقصورة على الليبيين، وأن يتم الإعلان عما يتوصلون إليه على الأراضي الليبية كدليل على الشفافية والاحترام».

العثور على صاروخ من مخلفات الحرب شمال غربي ليبيا (هيئة السلامة ببني وليد)

في شأن مختلف، قالت هيئة السلامة الوطنية في مدينة بني وليد (شمال غربي ليبيا)، إنها وجهت إحدى الفرق العاملة لديها للتعامل مع بلاغ من أحد المواطنين عثر على مخلفات حرب بمبنى القلعة القديمة. وأوضحت الهيئة أن الفرقة تمكنت من رفع صاروخ طيران لم ينفجر زنة 500 كيلوغرام، كان بداخل القلعة.


مصر: تحقيقات موسعة في أحداث انتخابات نقابة المهندسين

نقيب المهندسين طارق النبراوي وسط أنصاره قبل أحداث النقابة (صفحة نقيب المهندسين على «فيسبوك»)
نقيب المهندسين طارق النبراوي وسط أنصاره قبل أحداث النقابة (صفحة نقيب المهندسين على «فيسبوك»)
TT

مصر: تحقيقات موسعة في أحداث انتخابات نقابة المهندسين

نقيب المهندسين طارق النبراوي وسط أنصاره قبل أحداث النقابة (صفحة نقيب المهندسين على «فيسبوك»)
نقيب المهندسين طارق النبراوي وسط أنصاره قبل أحداث النقابة (صفحة نقيب المهندسين على «فيسبوك»)

تحقيقات موسعة تجريها سلطات التحقيق المصرية في أحداث انتخابات نقابة المهندسين، التي وقعت خلال انعقاد الجمعية العمومية للنقابة، للتصويت على سحب الثقة من النقيب الحالي أو استمراره. ووفق إفادة للنيابة المصرية (مساء الأربعاء) فإن «النائب العام المصري أمر بالتحقيق في البلاغات المقدمة من الأطراف المتنافسة بنقابة المهندسين حول الأحداث التي شهدتها الجمعية العمومية (مساء الثلاثاء) الماضي، للوقوف على حقيقة ما حدث».

وكان «مجهولون» قد اقتحموا الجمعية العمومية «غير العادية» لنقابة المهندسين التي عقدت بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر «شرق القاهرة» للتصويت على سحب الثقة من النقيب الحالي طارق النبراوي، وقاموا بـ«إتلاف صناديق الاقتراع، والاعتداء على الناخبين»، وهي الأحداث التي حالت دون تمكن القضاة من إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، بحسب مراقبين.

وعقدت الجمعية العمومية لنقابة المهندسين بناء على دعوة المجلس الأعلى للنقابة، وطلبات وقعها 1960 عضواً للتصويت على سحب الثقة من نقيب المهندسين الحالي النبراوي. و«شهدت الانتخابات إقبالاً واسعاً وصل إلى نحو 24 ألف مهندس»، وفق نقيب المهندسين. فيما أظهرت نتائج أولية غير رسمية «تصويت 92 في المائة على رفض سحب الثقة من النقيب الحالي».

وتبادل الطرفان (أنصار النقيب الحالي، والمجلس الأعلى للمهندسين) الاتهامات حول أحداث الجمعية العمومية عبر بيانات صحافية وبلاغات للنائب العام، فيما تواصلت ردود الفعل بشأن الأحداث في الأوساط السياسية والنقابية.

وطالبت أربعة أحزاب سياسية مصرية في بيان مشترك السلطات المصرية باتخاذ «إجراءات لمحاسبة المسؤولين عن أحداث نقابة المهندسين»، و«اتخاذ جميع الإجراءات التي ينص عليها الدستور المصري لحماية العمل النقابي». كما طالبت بـ«إعلان اللجنة القضائية المشرفة على عملية التصويت نتائج الجمعية العمومية من دون تأخير».

نقيب المهندسين طارق النبراوي وسط أنصاره قبل أحداث النقابة (صفحة نقيب المهندسين على «فيسبوك»)

عضو مجلس نقابة المهندسين في مصر، ميرفت شرف الدين، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «مجلس النقابة يشهد تبايناً في الآراء حول كثير من القضايا؛ لكن واقعة (اقتحام) الجمعية العمومية، زادت من شعبية النقيب الحالي بين المهندسين»، على حد قولها.

ووصلت تداعيات أحداث نقابة المهندسين إلى البرلمان المصري، وأعلنت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) عبر صفحتها الشخصية على «فيسبوك» (الخميس)، أنها «بصدد التقدم بطلب رسمي إلى رئيس مجلس النواب بشأن مساءلة أربعة نواب ظهروا في مقاطع (فيديو) وسط أحداث النقابة». كما قالت عبد الناصر في مقطع «فيديو» عقب الأحداث، إنها تعتزم «التقدم ببلاغ للنائب العام المصري حول واقعة اقتحام النقابة»، وإنها «شاهدة على ما حدث».

من جهته، علق الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، على أحداث نقابة المهندسين بقوله: «دعوة الجمعية العمومية والتصويت مشهدان ديمقراطيان، توجا بفوز كبير للنقيب الحالي (النتائج لم تعلن بشكل رسمي)». وتابع عبر برنامجه التلفزيوني (مساء الأربعاء): «لكن انتهى التصويت بمشهد (مروع)».