(تحليل إخباري) ما أسباب فورة «داعش - خراسان» في أفغانستان

حركة «طالبان» وطائفة الهزارة والرعايا الأجانب الهدف الأكبر للتنظيم

أحد ضحايا الهجوم الإرهابي بولاية بلخ يتلقى العلاج (أ.ب)
أحد ضحايا الهجوم الإرهابي بولاية بلخ يتلقى العلاج (أ.ب)
TT

(تحليل إخباري) ما أسباب فورة «داعش - خراسان» في أفغانستان

أحد ضحايا الهجوم الإرهابي بولاية بلخ يتلقى العلاج (أ.ب)
أحد ضحايا الهجوم الإرهابي بولاية بلخ يتلقى العلاج (أ.ب)

يعتقد بأن تنظيم «داعش - خراسان» هو الجماعة الإرهابية المهيمنة في أفغانستان منذ سيطرة «طالبان» على البلاد في أغسطس (آب) 2021.
وقد وسّع التنظيم من هجماته الإرهابية عبر أنحاء أفغانستان، على الرغم من أنها كانت تتركز في شرق أفغانستان قبل سيطرة «طالبان» عليها.
يعد قادة «طالبان» الأفغان الأهداف الرئيسية لهجمات «داعش - خراسان» الإرهابية. ومع ذلك، فإنه يستهدف أيضاً الطائفة الشيعية، والأضرحة الصوفية، والدبلوماسيين الأجانب، والرعايا الأجانب في أفغانستان بصفة عامة.
في عام 2022، استهدف تنظيم «داعش - خراسان»، قادة «طالبان» في الغالب، خصوصاً قادة «شبكة حقاني». ووفقاً للخبراء الأفغان، فإن قيادة «داعش» تعد حركة «طالبان» منظمة «مرتدة» من الناحية الدينية.
استخدم تنظيم «داعش - خراسان» تقنيات تفجير السيارات، والتفجيرات الانتحارية، وزرع الألغام والعبوات الناسفة يدوية الصنع، في محاولتها لاستهداف زعماء «طالبان» الأفغانية.
وفي يناير (كانون الثاني) 2022، قُتل رئيس مخابرات «طالبان» في هجوم شنه تنظيم «داعش - خراسان». بعد ذلك بشهرين وفي مارس (آذار)، قطع التنظيم رأس شخص أتهم بالتجسس لصالح «شبكة حقاني».
في هجوم آخر، استهدف التنظيم زعيماً محلياً لحركة «طالبان» وحارسه الأمني في بدخشان، وزرع عبوة ناسفة تحت سيارته في 24 أبريل (نيسان) 2022.
أما المرتبة الثانية على قائمة استهداف «داعش - خراسان» فهي المجتمعات الشيعية، لا سيما طائفة الهزارة. إنهم أكبر هدف لـ«داعش - خراسان» بسبب هويتهم الدينية. وتنظيم «داعش» يعد الشيعة مرتدين مستحقين للعقاب. كما أنها أهداف سهلة للتنظيم في باكستان، حيث تمتنع «طالبان» عن حماية الهزارة.
في سبتمبر (أيلول) 2022، استهدف تنظيم «داعش - خراسان» مدرسة دينية شيعية في منطقة ندى علي. إذ فجر عنصر انتحاري من «داعش - خراسان» نفسه في مركز اختبار جامعي، أسفر عن مقتل 35 طالباً وإصابة 88 آخرين في حي شيعي بكابل في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وفي كل شهر، استهدف التنظيم مسجداً شيعياً أو أكثر في عام 2022.
كما يستهدف تنظيم «داعش - خراسان» الأضرحة الصوفية والمساجد ذات الصلة بهذه الأضرحة في أفغانستان، التي تعد جزءاً من «الطوائف المرتدة»، حسب التنظيم.
وفي أبريل 2022، استهدف «داعش» مسجد «خليفة صاحب»، وقتل أكثر من 50 مصلياً في 29 أبريل 2022، أثناء تجمع يُعرف باسم «الذِكر». وفي هجوم آخر، استهدف التنظيم مسجد أبو بكر الصديق وقتل 21 شخصاً في كابل في 17 أغسطس 2022.
رابعاً، وسع تنظيم «داعش - خراسان» من قائمة أهدافه، واشتملت على دبلوماسيين، ومشروعات البنية التحتية الحيوية، والحشود في الأماكن العامة. كما استهدف «داعش» السفارة الروسية في هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 6 أشخاص، من بينهم اثنان من موظفي السفارة الروسية، في 5 سبتمبر 2022، وفي هجوم آخر، دمر التنظيم ثلاثة أبراج للكهرباء في ولاية سامانجان في 22 مايو (أيار) 2022.
وقُتل حاكم ولاية بلخ المعين من «طالبان» في هجوم انتحاري في مكتبه الخميس، وأعلن تنظيم «داعش خراسان»، «مسؤوليته عنه». ومحمد داود مزامل الذي التقى قبل يوم مسؤولين حكوميين كباراً جاءوا من كابل، أصبح الخميس أحد كبار مسؤولي «طالبان» الذين يُقتلون في مثل هذه الظروف منذ عودة الجماعة إلى السلطة في أغسطس 2021.
وقال تنظيم «داعش خراسان»، في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة له، إن أحد مقاتليه انتظر حاكم الولاية خارج مكتبه، ثم «سارع إليه مفجراً حزامه الناسف مستهدفاً إياه بشكل مباشر». وتراجع العنف في مختلف أنحاء أفغانستان بشكل كبير منذ استيلاء «طالبان» على السلطة، لكن الوضع الأمني تدهور مرة أخرى مع تبني تنظيم «الدولة الإسلامية» عدداً من الهجمات الدامية.
وكتب الناطق باسم حكومة «طالبان» ذبيح الله مجاهد، على «تويتر»، أن مزامل «قتل في انفجار نفذه (أعداء الإسلام)».
وكان مزامل عين في البداية محافظاً لولاية ننغرهار (شرق)، حيث قاد المعارك ضد جهاديي تنظيم «داعش خراسان»، قبل أن ينتقل إلى بلخ العام الماضي.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.