غاري لينكر «غير نادم» على وصفه تعامل الحكومة مع اللاجئين بـ«النازية»

الإعلامي البريطاني الشهير قال إنه لا يأبه لإمكانية خسارة وظيفته في «بي بي سي»

غاري لينكر (شاترستوك)
غاري لينكر (شاترستوك)
TT

غاري لينكر «غير نادم» على وصفه تعامل الحكومة مع اللاجئين بـ«النازية»

غاري لينكر (شاترستوك)
غاري لينكر (شاترستوك)

لا يزال غاري لينكر، اللاعب الإنجليزي السابق لكرة القدم والمعلق الرياضي ومقدم برنامج «ماتش أوف ذا داي» منذ عام 1990، مصرّاً على موقفه تجاه الحكومة البريطانية من خلال تغريدته على حسابه الخاص على «تويتر» التي شبّه فيها تعامل حكومة بلاده مع اللاجئين القادمين على متن قوارب صغيرة إلى بريطانيا بالنازية الألمانية إبان حكم هتلر فترة الثلاثينات.
وانقسمت الآراء حول تغريدة لينكر، فيرى البعض أنه يحق له التعبير عن رأيه مستخدمين عبارة «Freedom of Speech» أو حرية التعبير، واصفين المطالبات من بعض الأطراف بتوقيف لينكر عن عمله بأنها نوع من أنواع قمع حرية التعبير، خاصة أن لينكر ليس شخصية تتعاطى السياسة، وإنما هو شخصية رياضية ولديه الحق في التعبير عن رأيه على حساب خاص له على شبكة التواصل الاجتماعي.
في حين يرى البعض الآخر، أن لينكر تطاول على الحكومة البريطانية ولا بد أن يدفع الثمن إزاء تغريدته «المشينة»، كما رأوا أنه يتوجب على قناة «بي بي سي» أن تستبعده وتتخلى عن مهامه؛ لأن تعبيره عن رأيه بهذه الطريقة العلنية يتعارض مع شعار الحيادية الذي تلتزم به القناة وتلزم جميع موظفيها على تطبيقه.
وفي تصريح أخير له خارج منزله، أصرّ لينكر على موقفه حيال الحكومة البريطانية، وأضاف بأنه لا يخاف من فقدانه عمله في قناة «بي بي سي»؛ لأنه سيحاول الاستمرار في الدفاع عن الذين «لا صوت لهم». ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالندم على كتابة تغريدته أجاب «لا».
جاءت تصريحات لينكر، الذي يعدّ أكثر لاعبي إنجلترا تسجيلاً للأهداف في كأس العالم، رداً على إعلان الحكومة البريطانية، يوم الثلاثاء الماضي، عن خططها لمنع الأشخاص الذين يصلون إلى بريطانيا بشكل غير قانوني من طلب اللجوء، في محاولة لمعالجة ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعبرون القنال الإنجليزي من أوروبا في قوارب صغيرة.
وعلقت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، على تلك التصريحات بأنها جعلتها تشعر «بخيبة أمل».
من جانبها، تدخلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعد هذه التصريحات، وقالت إنها أجرت «محادثة صريحة» مع لينكر، الذي يعمل لديها، وأكدت له حاجة القناة إلى أن تبقى محايدة.
وتعليقاً على الموضوع؛ قال سير جون ويتينغدايل، وزير الثقافة السابق: إنه يتعين على قناة «بي بي سي» أن تلزم موظفيها بالحيادية، ودعا النواب والوزراء إلى مراجعة سياسة القناة وتطبيق مبدأ الحياد على الموظفين الثابتين والمتعاونين.
يشار إلى أن لينكر الذي يحظى بشهرة واسعة في بريطانيا ويعدّ من أهم مذيعي الـ«بي بي سي» لديه 8.7 مليون متابع على «تويتر»، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بالتعبير عن رأيه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد قام العام الماضي بنشر تغريدة لا تتوافق مع حيادية القناة وصف فيها أهم مذيعي الـ«بي بي سي» ففي أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وجدت القناة أن لينكر انتهك قواعد الحياد عندما علق بالقول: إن حزب المحافظين لديه «متبرعون روس». كما حث لينكر الدوري الإنجليزي مقاطعة نهائي دوري أبطال أوروبا في روسيا.
موضوع تعبير الشخصيات المؤثرة في بريطانيا عن آرائهم الشخصية لطالما أثار الجدل؛ مما أدى إلى خسارة العديد منهم وظائفهم بسبب آرائهم والتكلم باسم الحرية الشخصية.
المقدم البريطاني المثير للجدل بيرس مورغان كان من بين الذين تعرضوا لضغوط لترك عمله في برنامج «صباح الخير بريطانيا» على القناة الثالثة بسبب تعبيره عن رأيه الشخصي حول ميغان ماركل دوقة ساسيكس. رأيه الشخصي سجل رقماً قياسياً في عدد الاحتجاجات على موقع «أوفكوم» في بريطانيا، حيث وصل عدد الممتعضين من رأي المذيع إلى 57 ألف، بمن فيهم الدوقة ذاتها التي قدمت فيه شكوى رسمية.
فبمجرد أن قال مورغن إنه لا يصدق كلمة واحدة من كلام ميغان ماركل خلال المقابلة التي أجرتها معها الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري، حتى انهالت الشكاوى عليه وعلى القناة؛ مما جعله يترك وظيفته تلقائياً خلال تقديمه البرنامج مباشرة على الهواء.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
TT

عودة ترمب تضع قادة العالم في مأزق: تهانٍ دبلوماسية بعد انتقادات لاذعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس دونالد ترمب (د.ب.أ)

عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إلى البيت الأبيض بعد فوزه في انتخابات 2024، مما وضع عدداً من قادة العالم في موقف دبلوماسي حرج، حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على مواجهة تعليقاتهم السابقة، التي شنَّت هجمات قاسية عليه. وبينما كانوا ينتقدون سياساته خلال ولايته الأولى، فإنهم اليوم يصوغون رسائل تهنئة ويدخلون في محادثات دافئة معه، استعداداً لمرحلة جديدة من العلاقات بين بلدانهم والولايات المتحدة. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

في أوروبا، تزداد المخاوف بشأن تداعيات عودة ترمب على الأمن القاري، خصوصاً في ظل تصريحاته السابقة التي أشار فيها إلى أن حلف «الناتو» لا يفي بالتزاماته المالية.

في المملكة المتحدة، اضطر ديفيد لامي، وزير الخارجية الحالي في حكومة حزب «العمال»، إلى تقديم تهنئة رسمية لترمب، رغم سجله السابق في انتقاده، حيث كان قد وصفه بأنه «عنصري، ومعتل نفسي، وتهديد للنظام الدولي». ويأتي ذلك في سياق تعليقات ساخرة من المعارضة السياسية ووسائل الإعلام، حيث عنونت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية على صفحتها الأولى بـ«هذا محرج».

حتى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي بارك فوز ترمب، واجه تلميحات ساخرة من الزعيمة الجديدة لحزب المحافظين، كيمي بادنوش، التي تساءلت عمّا إذا كان ستارمر قد اعتذر لترمب عن تصريحات لامي السابقة. وفي حين لم يرد ستارمر مباشرة، فإنه أشار إلى أن لقاءه الأخير ترمب كان بنّاءً للغاية.

وفي فرنسا، هنَّأ الرئيس إيمانويل ماكرون الرئيس الأميركي المنتخب ترمب، عبر محادثة وصفها مكتبه بـ«الدافئة»، رغم علاقة شابها كثير من التوتر خلال ولاية ترمب السابقة. فبعد فترة من المصافحات الحماسية والخلافات السياسية، يستعد ماكرون الآن للتعامل مع ترمب في قضايا دولية ملحة، مثل الحرب في أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط.

وعلى غرار الساسة الأوروبيين، قام سفير أستراليا في واشنطن، كيفن رود، بحذف منشورات سابقة وصف فيها ترمب بأنه «مدمر، وخائن للغرب». وأعرب رود عن استعداده للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ لتعزيز العلاقات الثنائية.

يشير المشهد الحالي إلى أن العودة السياسية لترمب قد تضع علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها على محك جديد، خصوصاً في ظل تحديات دولية تتطلب تنسيقاً مشتركاً، في حين يبرز المأزق الذي يواجهه قادة العالم بين تصريحاتهم السابقة والواقع السياسي الجديد.