بعد أن أحدثت زيارته إلى الولايات المتحدة إشكاليات كبيرة، وقررت الإدارة الأميركية مقاطعته، وطالبت غالبية القيادات في المنظمات اليهودية هناك بعدم السماح له بدخول البلاد، بدأت حملة سياسية ضد زيارة وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى فرنسا أيضاً، وطالب عدد من قادة المنظمات اليهودية هناك بمقاطعته.
وقال المؤرخ السابق للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية (CRIF)، مارك كنوبل: إن «آيديولوجية الوزير سموتريتش خطيرة، وإنه ورفيق دربه في الحكومة، وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، خطران على دولة إسرائيل وعلى يهود العالم». وخلص إلى أنه «ليس الوقت المناسب لمثل هذا الشخص المتطرف لزيارة باريس». مضيفاً في تصريحات لموقع «واي نت»: «لست متأكداً من أن جميع رؤساء الجالية اليهودية يوافقون على زيارته العاصمة وعلى ما يقوله، لكن ربما يتعين على بعضهم مقابلته لأن هذا هو البروتوكول».
واعتبر المتحدث أن بن غفير وسموتريتش «يشكّلان خطورة على الديمقراطية الإسرائيلية».
وأن تصريح سموتريتش بعد أعمال الشغب في حوارة والذي دعا فيه إلى محوها عن الخريطة، «خطير للغاية وليس من المستغرب أن نرى واشنطن ترفض مقابلته».
كنوبل قال: إن على إسرائيل أن تقرر ماذا تريد أن تكون دولة ديمقراطية أم دولة استبدادية، وإذا كانت تريد مواصلة الحلف مع يهود العالم، «عليها أن يكون دولة لكل الإسرائيليين، تضمن حقوق الإنسان ولا تميز بين اليهود والعرب». مشدداً على أنه «قد حان الوقت أيضاً لإجراء محاولة جادة لصنع السلام مع الفلسطينيين. هذا سؤال يتعلق ببقاء إسرائيل».
المعروف أن سموتريتش كان قد طالب الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية لمحو حوارة، لكن إزاء رد الفعل الدولي الواسع تراجع وقال، إنه قصد تصفية الإرهابيين فقط. لكن تصحيحه لم يُقبَل بجدية.
وعندما انتشر خبر زيارته إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر منظمة «البوندز» اليهودية المسؤولة عن جمع التبرعات من اليهود في العالم لصالح إسرائيل، طالب غالبية اليهود الأميركيين الحكومة الأميركية بمنع دخوله وعدم التعامل معه.
وألغى مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى في إدارة الرئيس جو بايدن، مشاركتهم التقليدية في ذلك المؤتمر.
وكان البيت الأبيض قد أعلن رسمياً، الخميس الماضي، أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، لن تلتقي سموتريتش، أثناء زيارته لواشنطن، في حين وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أقوال سموتريتش حول «محو قرية حوارة من الوجود» بأنها «عديمة المسؤولية ومسيئة ومثيرة للاشمئزاز».
وأشار موقع «واي نت» الإخباري في تل أبيب، إلى أن حركة احتجاجية للإسرائيليين في الولايات المتحدة، تُسمى UnXeptable، ستُنظم مظاهرة خارج مكان انعقاد المؤتمر، حيث سيلقي سموتريتش كلمته في واشنطن في 12 مارس (آذار) الحالي.
يذكر، أن سموتريتش يصل إلى العاصمة الأميركية، ليلة السبت - الأحد المقبلة، وبعد في مؤتمر «أبوندس» سينتقل إلى بنما للمشاركة في مؤتمر عالمي لوزراء المالية. ومن هناك يتوجه إلى فرنسا، ليكون «ضيف شرف» في مؤتمر ينظمه «كيرن كييمت ليسرائيل» (الصندوق الدائم لإسرائيل – «كاكال») في 19 الحالي.
وقال تقرير «واي نت»: إن إعلان وصول سموتريتش المرتقب إلى باريس، أثار ضجة في الجالية اليهودية في فرنسا. وإنه «ليس من الواضح ما إذا كان الوزير سيعقد اجتماعات مع المسؤولين (الفرنسيين) خلال الزيارة».
وكانت الحكومة الفرنسية قد استنكرت أقوال سموتريتش حول حوارة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر، للصحافيين «لقد أفزعتنا تصريحات الوزير الإسرائيلي بخصوص قرية حوارة الفلسطينية، هذه التصريحات غير مقبولة وغير مسؤولة». مشددة على أنها تؤدي إلى زيادة «الكراهية ودوامة العنف الحالي»، ودعت الحكومة الإسرائيلية بموجب التزاماتها الدولية وبصفتها قوة احتلال، إلى حماية المدنيين الفلسطينيين ومحاكمة مرتكبي أعمال العنف.
يهود فرنسا يعارضون زيارة سموتريتش إلى باريس
بعد مقاطعة غالبية القيادات في المنظمات الأميركية
يهود فرنسا يعارضون زيارة سموتريتش إلى باريس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة