نيجيريا ترجئ الانتخابات المحلية أسبوعاً لـ«دواع تقنية»

بعد أزمة ماكينات فرز الأصوات خلال الاستحقاق الرئاسي

رئيس نيجيريا المنتخب بولا أحمد تينوبو (رويترز-أرشيفية)
رئيس نيجيريا المنتخب بولا أحمد تينوبو (رويترز-أرشيفية)
TT

نيجيريا ترجئ الانتخابات المحلية أسبوعاً لـ«دواع تقنية»

رئيس نيجيريا المنتخب بولا أحمد تينوبو (رويترز-أرشيفية)
رئيس نيجيريا المنتخب بولا أحمد تينوبو (رويترز-أرشيفية)

بعد انتقادات وُجّهت لعملية فرز الأصوات، خلال الانتخابات الرئاسية، أعلنت السلطات الانتخابية في نيجيريا تأجيل انتخابات حكّام الولايات والمجالس النيابية المحلية أسبوعاً، إثر صدور قرار قضائي بشأن الماكينات المستخدمة في عملية الفرز، وسط توقعات بتنافسية كبيرة.
وكان مقرراً إجراء الانتخابات، السبت المقبل، لكن «المفوضية العليا المستقلّة للانتخابات» قالت إنها «اتخذت القرار الصعب ولكن الضروري لإعادة جدولة انتخابات حكّام الولايات والمجالس النيابية المحلية، والتي ستجرى يوم السبت الواقع 18 مارس (آذار) 2023».
وعَزَت المفوضية قرارها إلى حُكم أصدرته محكمة نيجيرية، الأربعاء، سمحت فيه للسلطات الانتخابية بإعادة برمجة ماكينات فرز الأصوات التي استُخدمت في الانتخابات الرئاسية التي جَرَت في 25 فبراير (شباط)، وكانت محلّ نزاع حادّ بين المعارضة والحزب الحاكم. وقالت المفوضية إنّ حكم المحكمة صدر في وقت متأخر جداً «لإنجاز إعادة البرمجة» في الوقت المناسب.
وسبق للمعارضة أن طلبت من المحكمة وقف عملية إعادة برمجة هذه الماكينات، ريثما تنتهي عملية التحقّق مما إذا كان استخدامها في الانتخابات الرئاسية قد شابته عمليات تزوير، لكنّ المحكمة رفضت طلب المعارضة وسمحت بالمضيّ قدماً بعملية إعادة برمجة الماكينات.
وكان مراقبون من الاتحاد الأوروبي و«الكومنولث» وهيئات أخرى قد انتقدوا لجنة الانتخابات؛ لسوء التخطيط وتأخير التصويت، لكنهم لم يتّهموها بالتزوير والتلاعب.
ووصف الكاتب النيجيري مكي أبو بكر قرارات المحكمة والمفوضية بـ«الرشيدة»، التي تمهد لانتخابات بـ«مقدار أقلّ من المشكلات والأخطاء».
وتوقع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تستمر المعارضة في التنازع بشأن الانتخابات الرئاسية لشهور مقبلة»، معتبراً الأمر «عادياً ومتوقعاً».
بدورها، قللت الخبيرة المصرية في الشؤون الأفريقية الدكتورة أماني الطويل من احتمالية أن «يسفر النزاع القضائي بشأن الانتخابات الرئاسية عن إعادة الانتخابات أو إلغاء نتائجها، كما قللت من انعكاس هذا النزاع على انتخابات المحافظين».
وقالت الطويل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار المحكمة النيجيرية تأجيل الانتخابات هو قرار تقني وإجرائي».
وتتحكم بعض الولايات، مثل لاغوس، في ميزانيات أكبر من ميزانيات دول صغيرة. ولدى الحزب الحاكم حكام في 21 ولاية، في حين أن حزب الشعب الديمقراطي المعارض الرئيسي لديه 14 حاكماً.
وتجري الانتخابات بعد فوز مرشح الحزب الحاكم بولا أحمد تينوبو في الانتخابات الرئاسية التي شهدت حصوله على 37 % من الأصوات، مقابل 29 % لمرشح حزب الشعب الديمقراطي المعارض الرئيسي عتيق أبو بكر، بينما حصل مرشح حزب «العمال» بيتر أوبي على 25 %، لكن عتيق وأوبي رفضا النتائج واتخذا إجراءات للطعن في نتائجها.
ويتوقع أن تشهد انتخابات المحافظين منافسة من أحزاب المعارضة، ولا سيما حزب أوبي الوافد الجديد الذي حقق الفوز في 11 ولاية؛ على رأسها لاغوس في الانتخابات الرئاسية. ونقلت تقارير صحافية نيجيرية عن مراقبين ومحللين أنه إذا تكرر الاتجاه الذي ظهر في الانتخابات الرئاسية في انتخابات حكام الولايات، فقد لا يحصل بعض حكام الولايات الحاليون على فترة ولاية ثانية، وقد يخسر مرشحو الحزب الحاكم في عدد من الولايات التي تصوِّت لهم تقليدياً.
وقالت الطويل إن انتخابات محافظي الولايات تكتسب أهميتها من طبيعة النظام الفيدرالي للبلاد، والذي يمنح حكام الولايات صلاحيات كبرى في كل الملفات السياسية والاقتصادية وغيرها. وأضافت: «التصويت على أسس الانتماءات العِرقية والإثنية يكون عادة أكثر وضوحاً في انتخابات حكام الولايات».
من جانبه، رأى أبو بكر أن انتخابات حكام الولايات، هذه المرة، «ربما تشهد مفاجآت بمكاسب لأحزاب المعارضة». وقال: «قد يحدث ذلك في ولايات لاغوس وكانو وكدونا، على سبيل المثال».


مقالات ذات صلة

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

العالم المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

كشفت موجة المعلومات المضللة التي تستهدف حاليا لجنة الانتخابات وقضاة المحكمة العليا في نيجيريا، وهما الجهتان المسؤولتان عن الفصل في الانتخابات الرئاسية، عن تشويه سمعة المؤسسات في أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، وفقا لخبراء. في حين أن الانتخابات في نيجيريا غالبا ما تتميز بشراء الأصوات والعنف، فإن الإخفاقات التقنية والتأخير في إعلان النتائج اللذين تخللا انتخابات 25 فبراير (شباط)، أديا هذه المرة إلى انتشار المعلومات المضللة. وقال كيمي بوساري مدير النشر في منظمة «دوبابا» لتقصّي الحقائق إن تلك «مشكلة كبيرة في نيجيريا... الناس يسخرون من تقصّي الحقائق.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
العالم 8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

تمكنت 8 تلميذات خطفن على طريق مدرستهنّ الثانوية في شمال غربي نيجيريا من الإفلات من خاطفيهن بعد أسبوعين، على ما أعلنت السلطات المحلية الأربعاء. وأفاد صامويل أروان مفوض الأمن الداخلي بولاية كادونا، حيث تكثر عمليات الخطف لقاء فدية، بأن التلميذات خطفن في 3 أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (كانو)
الاقتصاد هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

بينما يعاني الاقتصاد النيجيري على كل المستويات، يستمر كذلك في تكبد خسائر تقدر بمليارات الدولارات نتيجة سرقة النفط الخام.

العالم مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

يبدو مخيم الحج للوهلة الأولى شبيهاً بسائر مخيمات النازحين في شمال نيجيريا؛ ففيه تنهمك نساء محجبات في الأعمال اليومية في حين يجلس رجال متعطّلون أمام صفوف لا تنتهي من الخيم، لكن الفرق أن سكان المخيم جهاديون سابقون أو أشخاص كانوا تحت سيطرتهم. أقنعت الحكومة العناصر السابقين في تنظيم «بوكو حرام» أو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا بتسليم أنفسهم لقاء بقائهم أحراراً، على أمل وضع حد لحركة تمرد أوقعت عشرات آلاف القتلى وتسببت بنزوح أكثر من مليوني شخص منذ 2009. غير أن تحقيقاً أجرته وكالة الصحافة الفرنسية كشف عن ثغرات كبرى في آلية فرز المقاتلين واستئصال التطرف التي باشرتها السلطات بعد مقتل الزعيم التاريخي لحرك

«الشرق الأوسط» (مايدوغوري)
العالم «قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

«قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

أثارت تغريدات لمنصة إعلامية على موقع «تويتر» جدلاً في نيجيريا بعد أن نشرت أوراق قضية تتعلق باتهامات وُجهت من محكمة أميركية إلى الرئيس المنتخب حديثاً بولا أحمد تينوبو، بـ«الاتجار في المخدرات»، وهو ما اعتبره خبراء «ضمن حملة إعلامية تديرها المعارضة النيجيرية لجذب الانتباه الدولي لادعاءاتها ببطلان الانتخابات»، التي أُجريت في فبراير (شباط) الماضي. والاثنين، نشرت منصة «أوبر فاكتس (UBerFacts»)، التي تعرّف نفسها على أنها «منصة لنشر الحقائق الموثقة»، وتُعرَف بجمهورها الكبير على موقع «تويتر»، الذي يقارب 13.5 مليون متابع، وثائق ذكرت أنها صادرة عن محكمة أميركية (متاحة للجمهور العام) في ولاية شيكاغو، تقول


الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.