مساعدة وزير الخارجية الأميركي: حضورنا لن يتضاءل في المنطقة... ولدينا شراكة أمنية قوية

باربرا ليف كشفت لـ«الشرق الأوسط» عن إنشاء بنية أمنية متكاملة للمنطقة... والسعودية جزء مركزي فيها

باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي (الشرق الأوسط)
باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي (الشرق الأوسط)
TT

مساعدة وزير الخارجية الأميركي: حضورنا لن يتضاءل في المنطقة... ولدينا شراكة أمنية قوية

باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي (الشرق الأوسط)
باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي (الشرق الأوسط)

دافعت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، عن سياسة واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدةً أن بلادها تدرك أن شركاءها في الشرق الأوسط يواجهون تهديدات أمنية حقيقية، وأن القيادة المركزية الأميركية تعمل على إنشاء بنية أمنية متكاملة للمنطقة والسعودية جزء مركزي فيها.
وزادت ليف في حديث مع «الشرق الأوسط» أن العلاقات الأميركية – السعودية استراتيجية منذ عقود وعلى مدى أجيال، وأن البلدين يعملان على ضمان أن تظل هذه العلاقات ديناميكية وقوية وقادرة على مواجهة التحديات المشتركة في المستقبل.
وفي حين جددت المسؤولة الأميركية التأكيد على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، أشارت إلى أن استمرار إرسال إيران للطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة إلى روسيا، يؤثر على أمن الخليج، ومزعج مما قد تتلقاه طهران في المقابل، بما في ذلك الدعم المحتمل للصناعة الدفاعية الإيرانية وقدرتها على زيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة.
مساعدة وزير الخارجية الأميركي تحدثت كذلك عن الملف اليمني، ودور الميليشيات المسلحة في المنطقة مثل الحوثيين و«حزب الله»، في زعزعة الاستقرار المنطقة، وغيرها من الملفات المهمة.
- العلاقات الأميركية. السعودية
تصف باربرا ليف علاقة واشنطن والرياض بـ«شراكة استراتيجية» منذ عقود وعلى مدى أجيال، استمرت عبر الإدارات الأميركية والقادة في المملكة، وجلبت لكلا البلدين فوائد لا تُحصى. وتقول ليف، وهي تتحدث العربية والفرنسية والإيطالية والصربية الكرواتية، إن «هذه العلاقات تشمل مصالح متعددة تتراوح بين الأمن الإقليمي والمشاركة الاقتصادية، وعلى الرغم من قوة مجالات التعاون بين البلدين»، وتضيف: «إننا نعمل أيضاً على ضمان أن تظل العلاقة الثنائية ديناميكية وقوية وقادرة على مواجهة التحديات المشتركة في المستقبل».
وتستشهد باربرا بلقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في الهند، الأسبوع الماضي، وهو ما يشير إلى قوة وأهمية الشراكة بين البلدين، وأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين لطالما كانت مهمة، وقد ظلت كذلك حتى يومنا هذا. وترى أن «السعودية هي أكبر شريك تجاري لنا في منطقة الخليج، وذلك ليس في مجالَي النفط والغاز فحسب ولكن في المجالات الأحدث أيضاً، مثل الهيدروجين الأخضر، والمركبات الكهربائية، والترفيه، كما أن لدينا أيضاً شراكة أمنية قوية، وهو ما ظهر مؤخراً من خلال ردعنا الفعَّال للهجوم الإيراني على السعودية».
وعلى نطاق أوسع –حسبما ترى باربرا- فإن الولايات المتحدة تحافظ على التزامها الثابت بتعزيز الدفاعات السعودية والمساعدة في تمكين الأمن في جميع أنحاء المنطقة: «لقد حاربنا معاً تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، وما زال هذا العمل مستمراً، علاوة على ذلك فإنه يومي 13 و16 فبراير (شباط) الماضي، حضر وفد أميركي رفيع المستوى إلى الرياض للمشاركة في محادثات مجموعة عمل الولايات المتحدة ودول الخليج حول قضايا الدفاع وإيران ومكافحة الإرهاب، مما يعكس، مرة أخرى، التزام واشنطن الدائم تجاه المنطقة ومدى عُمق استشارتنا وتعاوننا».
- منظومة أمنية متكاملة لمواجهة تهديدات المنطقة
وكشفت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، أن القيادة المركزية الأميركية تعمل على إنشاء بنية أمنية متكاملة للمنطقة، تكون السعودية جزءاً مركزياً في هذا البرنامج، إذ تشدد باربرا، وهي خريجة كلية «ويليام وماري» وحاصلة على درجة الماجستير في الشؤون الخارجية من جامعة «فيرجينيا»، على التزام بلادها بمساعدة السعودية في الدفاع عن شعبها وأراضيها، وتضيف: «نحن ندرك أن شركاءنا الإقليميين يواجهون عدداً من التهديدات الأمنية الحقيقية، والتي ازدادت تعقيداً مع التغيرات التي شهدها مجال التكنولوجيا، ففي السنوات الأخيرة، عرّضت مئات الهجمات عبر الحدود البنيةَ التحتية المدنية والمدارس والمساجد وأماكن العمل للخطر، مما عرَّض السكان المدنيين في المملكة والإمارات العربية المتحدة للخطر، بما في ذلك عشرات الآلاف من المواطنين الأميركيين الذين تقع سلامتهم على رأس أولويات الأمن القومي للولايات المتحدة».
- جهود إنهاء الحرب في اليمن
وتشدد باربرا على التزام بلادها بدعم حل دائم للصراع في اليمن من خلال عملية سياسية يمنية - يمنية شاملة، تحت رعاية الأمم المتحدة، تعزز العدالة والمساءلة، مرحِّبةً بالجهود السعودية المكثفة للمساعدة في إنهاء الصراع، بما في ذلك دعم السعودية للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وفترة الهدوء اللاحقة، التي تعد الأطول منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثماني سنوات، والتي وفّرت فوائد ملموسة لملايين اليمنيين، كونها «تتطلع إلى العمل عن كثب مع السعودية، وكذلك مع الشركاء الإقليميين الآخرين والأمم المتحدة، لتوسيع نطاق هذا الزخم لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار والتوصل لعملية سياسية يمنية - يمنية لإنهاء الحرب، فالاتفاق السياسي بين الأطراف اليمنية هو وحده الذي يمكنه أن يُنهي أزمة البلاد الإنسانية والاقتصادية الرهيبة».
على المدى القريب، تؤكد باربرا أن الولايات المتحدة ملتزمة بالمساعدة في تخفيف معاناة ملايين اليمنيين ودعم الاستجابة الإنسانية في البلاد، من خلال تقديم ما يقرب من 1.1 مليار دولار في عام 2022 وحده، مشيرةً إلى أن ذلك أسهم في منع عشرات الآلاف من اليمنيين من الانزلاق نحو المجاعة، وكذلك ملايين آخرين من المعاناة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وفي ردها على سؤال عمّا إذا كان الموقف الأميركي من وحدة اليمن قد تغير في ظل التطورات على الأرض، ومطالبة الجنوبيين بعودة دولتهم السابقة، أجابت بقولها: «لا، يقع مستقبل اليمن في أيدي اليمنيين، ونحن ندعم عملية سياسية يمنية - يمنية سلمية وشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي سيكون بإمكانها الرد على هذه التساؤلات».
- تدفق الأسلحة الإيرانية على اليمن
تدفق الأسلحة الإيرانية على اليمن تراه ليف إحدى المشكلات. وتشدد باربرا على أن بلادها ساعدت من خلال المشاركة المستمرة والمكثفة، في حشد إجماع دولي قوي حول جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن، كما تنسق الولايات المتحدة عن كثب بشأن اليمن مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك عمان والسعودية والإمارات، وأنه «على الرغم من ترحيبنا بتصريحات إيران الداعمة لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، فإننا لم نشهد تغييراً في سلوكهم على الأرض، مثل استمرار تدفق المساعدات الفتاكة الإيرانية إلى اليمن، ونحن ملتزمون بالعمل مع حلفائنا وشركائنا لمواجهة تدفق المساعدات الإيرانية الفتاكة إلى اليمن، وفي حال أرادت طهران أن تُظهر أنها يمكن أن تكون جهة فاعلة مسؤولة، فإنه يجب على القيادة الإيرانية تغيير هذا السلوك وإظهار دعمهم لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن».
- الجماعات المسلحة في المنطقة
وشددت باربرا على أن بلادها ملتزمة بالحفاظ على الأمن الإقليمي والعالمي، وهو الالتزام الذي يشمل جهودها لمواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار من الفاعلين الإقليميين.
ووصفت محاولات الحوثيين في اليمن للاستيلاء على السلطة بالقوة بـ«تحدي الإجماع الدولي»، وهو ما يظهر في الكثير من القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي.
وفي حديثها عن «حزب الله» اللبناني، أشارت باربرا إلى أن الولايات المتحدة صنفت الحزب منظمة أجنبية إرهابية، مبينةً أن هذه المنظمة «لعبت دوراً مزعزعاً للاستقرار منذ فترة طويلة، وأكدت بوضوح أنها تهتم بمصالحها الخاصة ومصالح إيران، التي ترعاها، أكثر من مصالح الشعب اللبناني، ولذا فإن استمرارها في الاحتفاظ بالسلاح، في تحدٍّ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 يهدد أمن لبنان وإسرائيل والمنطقة بشكل أوسع».
- البرنامج النووي الإيراني
وجددت المسؤولة الأميركية التزام الرئيس بايدن بعدم السماح لإيران أبداً بامتلاك سلاح نووي، وقالت: «نحن، مثل شركائنا في الخليج، نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف، ولكن الرئيس بايدن كان واضحاً أيضاً عندما قال إننا لم نستبعد أي خيار من الطاولة».
وتابعت: «لقد أعادت جهودنا الدبلوماسية، في عهد إدارة بايدن، الوحدة عبر الأطلسي من خلال مقاربتنا لبرنامج إيران النووي، كما أنها أفسحت المجال للتعاون في إدانة ومواجهة السلوك السيئ لإيران، واليوم، نحن نتفق مع مجموعة E3 (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) وشركاء آخرين في مواجهة النطاق الكامل للسلوك الإيراني المزعزع للاستقرار».
وأضافت: «نلاحظ أيضاً أن استمرار إرسال إيران الطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة إلى روسيا، والتي تستخدمها في عدوانها وهجماتها الوحشية على الأهداف المدنية في أوكرانيا، يؤثر على أمن الخليج، كما أننا منزعجون مما قد تتلقاه طهران في المقابل، بما في ذلك الدعم المحتمل للصناعة الدفاعية الإيرانية وقدرتها على زيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة».
- الوجود الأميركي في المنطقة
أبدت المسؤولة الأميركية عدم موافقتها على الأنباء التي تتحدث عن تقليص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، مشيرةً إلى أن لدى بلادها شراكة أمنية قوية. وقالت في ردها على سؤال: «أولاً، أنا لا أتفق مع هذا التأكيد أن الوجود العسكري الأميركي الإقليمي قد تضاءل، فلدينا شراكة أمنية قوية، وهو ما شهدناه قبل بضعة أشهر عندما عملنا معاً لردع التهديد الإيراني للسعودية، وتحافظ الولايات المتحدة على التزامها الثابت بتعزيز الدفاعات السعودية والمساعدة في تمكين الأمن والازدهار والسلام في كل من المملكة والمنطقة الأوسع».
وأضافت: «في عام 2023 أجرينا واحداً من أكبر التدريبات المشتركة في المنطقة منذ سنوات، وفي الأسبوع الماضي فقط نظّمنا تدريبات بحرية دولية مع أكثر من 50 شريكاً، بما في ذلك السعودية كمشارك رئيسي، ولذا فإن الفكرة القائلة إن وجودنا والتزامنا يتضاءل هي فكرة خاطئة بشكل واضح».
وتابعت: «دعمنا للشركاء الإقليميين، بما في ذلك السعودية، يمتد إلى ما هو أبعد من التصريحات الأميركية الرسمية، حيث تواصل الولايات المتحدة عملها في حشد إجماع دولي وإقليمي قوي حول جهود السلام في المنطقة، وتُظهر المشاركة الأميركية الأخيرة في اجتماعات مجموعة عمل الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليج بشأن تعزيز الدفاع الإقليمي، ومواجهة التهديد الإيراني، والتعاون في مكافحة الإرهاب، هذا الالتزام».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أميركا تتعهد بتقديم مليارَي دولار لدعم الجهود الإنسانية للأمم المتحدة

سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

أميركا تتعهد بتقديم مليارَي دولار لدعم الجهود الإنسانية للأمم المتحدة

سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأميركية 23 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الاثنين)، إن الولايات المتحدة تعهدت بتقديم مليارَي دولار لدعم ​الجهود الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في خطوة تأتي بعد التخفيضات الكبيرة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترمب على المساعدات الخارجية خلال عام 2025، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وخفّضت الولايات المتحدة إنفاقها على المساعدات هذا العام، وقلّصت جهاتٌ مانحة غربية رائدة مثل ألمانيا مساعداتها هي الأخرى عقب تحويل أولوياتها ‌المالية إلى ‌المجال الدفاعي، مما تسبّب ‌في ⁠أزمة تمويل ​حادة ‌للأمم المتحدة.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تتعهد بتخصيص مليارَي دولار لتمويل برامج المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، دون كشف تفاصيل توزيع هذه الأموال أو ما إذا كانت هناك تعهدات إضافية مرتقبة.

الشعار الرسمي للأمم المتحدة في مقر المنظمة بمدينة نيويورك الولايات المتحدة 23 أغسطس 2022 (رويترز)

وتُظهر بيانات الأمم ⁠المتحدة أن مجموع الإسهامات الإنسانية الأميركية للأمم المتحدة انخفض ‌إلى نحو 3.38 مليار ‍دولار في عام 2025، ‍أي ما يعادل نحو 14.8 ‍في المائة من الإجمالي العالمي. ويمثّل هذا انخفاضاً حاداً عن 14.1 مليار دولار في العام السابق، وعن الذروة التي بلغت 17.2 مليار دولار في ​عام 2022. وأطلقت الأمم المتحدة في وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول) نداءً ⁠لجمع 23 مليار دولار خلال عام 2026، للوصول إلى 87 مليون شخص معرّضين للخطر، وهو نصف المبلغ الذي طلبته لعام 2025 وبلغ 47 مليار دولار، مما يعكس تراجع دعم المانحين رغم الاحتياجات العالمية.

وقال منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إن الاستجابة الإنسانية التي تقدّمها المنظمة تعاني من ضغط شديد ونقص حاد في التمويل، مما يعني أنه يجب اتخاذ «خيارات ‌قاسية» لإعطاء الأولوية لمن هم في حاجة أكبر مقارنة بغيرهم.


اتهامات جمهورية لترمب بالتخلي عن «أميركا أولاً»

ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)
ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

اتهامات جمهورية لترمب بالتخلي عن «أميركا أولاً»

ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)
ترمب خلال لقائه بزيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (رويترز)

​قبل أيام معدودة من نهاية العام، ينصب تركيز الرئيس الأميركي دونالد ترمب على السياسة الخارجية، فبعد لقاء الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي في مقر إقامته في مارالاغو، يوم الأحد، يلتقي يوم الاثنين برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا؛ حيث يقضي فترة الأعياد.

خطوات أثارت حفيظة بعض الجمهوريين الذين استغربوا من تجيير الانتباه في الأيام الأخيرة من العام عن السياسة الأميركية الداخلية، فقالت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في منشور على منصة «إكس»: «زيلينسكي اليوم. نتنياهو غداً. هل يمكن أن نركز على أميركا فقط؟».

تصريح يحمل معاني مبطنة، فغرين التي كانت من أشد حلفاء ترمب شراسة، وأبرز وجوه قاعدة «ماغا» الشعبية، انشقت عن الرئيس الأميركي، بعد أن سحب دعمه لها إثر ازدياد انتقاداتها له؛ خصوصاً حيال تعاطي إدارته مع ملف إبستين. ولطالما دعت إلى التركيز على الولايات المتحدة وسياسة «أميركا أولاً»، رافضة استمرار المساعدات الأميركية لكييف من جهة، ومنتقدة نهج أميركا تجاه إسرائيل من جهة أخرى. وبينما لا يمثل موقف غرين مواقف الجمهوريين التقليديين في الكونغرس الذين يعتبرون أن السياسة الخارجية أساسية للحفاظ على النفوذ الأميركي في العالم، فإنها تمثل شريحة بارزة من القاعدة الشعبية التي سئمت من الحروب الأبدية، وهي الشريحة التي يتحدث معها ترمب، عندما يعد بإنهاء هذه الحروب والتركيز على «أميركا أولاً».

النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين في جلسة استماع بالكونغرس يوم 11 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

ولكن هذه الوعود تصطدم أيضاً بواقع المبادئ الجمهورية التقليدية؛ خصوصاً فيما يتعلق بتعاطي ترمب مع الحرب الروسية الأوكرانية. فقد اعتبر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الجمهوري مايك ترنر، أنه «من غير الممكن أن نكون مع (أميركا أولاً) وموالين لروسيا في الوقت نفسه». وأضاف في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي»: «روسيا هي خصم معلن للولايات المتحدة. وهي ماضية في قتل الأوكرانيين بلا رحمة، وتحاول الاستيلاء على الأراضي الأوكرانية». ورغم أن ترنر لم يذكر الرئيس الأميركي بالاسم، فإنه من الواضح أن تصريحاته هذه تلمح إلى مواقف ترمب المثيرة للجدل حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

شعبية منخفضة

ترمب خلال مؤتمر صحافي مع زيلينسكي في فلوريدا يوم 28 ديسمبر 2025 (أ.ب)

يأتي هذا في وقت يواجه فيه ترمب أرقاماً منخفضة في شعبيته، إذ وصلت إلى 39 في المائة حسب استطلاع نهاية العام لمؤسسة «غالوب». ويقول كارل روف مستشار الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، إن على ترمب أن يقوم بعمل أفضل في عرض إنجازاته في السياسات الداخلية، محذراً: «سوف ينهي الرئيس هذا العام بأدنى نسبة تأييد في التاريخ الحديث لأي رئيس خلال السنة الأولى بعد تنصيبه. وعليه أن يعمل على رفع هذه الأرقام». ودعا روف ترمب إلى زيارة الحدود الجنوبية للبلاد لعرض إنجازاته في التصدي للهجرة غير الشرعية، كما حثه على التطرق إلى التحديات الداخلية، كموضوع الرعاية الصحية، والاقتصاد، وشرح استراتيجيته حيالها للأميركيين بأسلوب واضح.

وأضاف روف في مقابلة مع «فوكس نيوز»: «عليه أن يُخفف من سقف التوقُّعات، وأن يقدِّم إنجازات تفوق الوعود. يجب أن يكون هدفه في العام المقبل هو التقليل من الوعود مقابل الإفراط في الإنجاز».


ترمب يعلن تدمير «منشأة كبيرة» ضمن حملته ضد فنزويلا

صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

ترمب يعلن تدمير «منشأة كبيرة» ضمن حملته ضد فنزويلا

صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مقابلة إذاعية، إن الولايات المتحدة دمَّرت «منشأة كبيرة» الأسبوع الماضي في إطار حملة إدارته ضد فنزويلا.

وأدلى ترمب بتصريحه يوم الجمعة، خلال مقابلة مع جون كاتسيماتيديس، الملياردير الجمهوري ومؤيد الرئيس، ومالك محطة إذاعة «WABC» في نيويورك.

وكان الرجلان يناقشان الحملة العسكرية الأميركية لعرقلة تهريب المخدرات من أميركا اللاتينية، عبر استهداف قوارب يُشتبه في نقلها للمخدرات.

وقال ترمب: «لديهم مصنع ضخم أو منشأة كبيرة تنطلق منها السفن»، دون أن يحدد موقعها، أو يُشير صراحة إلى فنزويلا كهدف. وأضاف: «قبل ليلتين، دمرنا ذلك الموقع».

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن ترمب كان يشير إلى منشأة لتهريب المخدرات في فنزويلا، وأنه تم تدميرها، ولكنهم لم يقدموا أي تفاصيل.

وإذا ثبتت صحة تصريح ترمب بأن الولايات المتحدة قصفت موقعاً في المنطقة، فسيكون ذلك أول هجوم بري معروف منذ بدء حملته العسكرية ضد فنزويلا.

وامتنع المسؤولون الأميركيون عن تحديد أي تفاصيل بشأن الموقع الذي أعلن الرئيس عن استهدافه، أو موقعه، أو كيفية تنفيذ الهجوم، أو الدور الذي لعبه في تهريب المخدرات. ولم يصدر أي تقرير علني عن هجوم من الحكومة الفنزويلية أو أي سلطات أخرى في المنطقة.

وامتنع كل من البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية عن التعليق.

وتشتهر فنزويلا بدورها في تهريب المخدرات، وخصوصاً الكوكايين المنتج في كولومبيا، ولكنها لم تكن منتجاً رئيسياً للمخدرات.

ووعد ترمب بشنِّ ضربات برية في فنزويلا، في إطار حملة ضغط متصاعدة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تتهمه الولايات المتحدة بالمشاركة في تجارة المخدرات.

وقد سمح الرئيس الأميركي لوكالة الاستخبارات المركزية بالبدء في التخطيط لعمليات سرية داخل فنزويلا، قبل أشهر.

وتشنُّ الولايات المتحدة غارات عسكرية على سفن في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، منذ سبتمبر (أيلول). وتؤكد الإدارة الأميركية أن هذه السفن تنقل الكوكايين. وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل 105 أشخاص على الأقل حتى الآن، ووصفها منتقدون بأنها عمليات قتل خارج نطاق القانون، قائلين إن الجيش الأميركي لا يملك أي أساس قانوني لشنِّ ضربات مميتة ضد المدنيين.

ودافعت الإدارة الأميركية عن الهجمات بالقول إن الولايات المتحدة في صراع مع ما تسميه «إرهابيي المخدرات» الذين لا يمكن إيقافهم إلا بالقوة العسكرية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أشخاص مطلعين على الأمر، قولهم إن تلك الضربات البحرية هي في الأصل جزء من عملية من مرحلتين، مشيرين إلى أن «المرحلة الثانية التي لم يُعلن عنها رسمياً بعد، ستشمل ضربات على منشآت المخدرات في فنزويلا».

ومنذ بدء الضربات، أعلن ترمب ما سمَّاه حصاراً على فنزويلا، في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة محاولات اعتراض ناقلات النفط، قاطعة بذلك مصدر دخل حيوياً لحكومة مادورو.