قتل شاب مصري والده يعيد «الجرائم الأسرية» للواجهة

الابن انهال عليه ضرباً حتى الموت

مقر وزارة العدل المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)
مقر وزارة العدل المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)
TT

قتل شاب مصري والده يعيد «الجرائم الأسرية» للواجهة

مقر وزارة العدل المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)
مقر وزارة العدل المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة)

أعادت واقعة قيام شاب مصري بقتل والده «الجرائم الأسرية» إلى الواجهة مجدداً، خصوصاً أن الابن انهال على والده ضرباً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. ووفقاً لتقارير صحافية، شهدت ضاحية العجوزة بالجيزة تفاصيل الواقعة، حيث قام طالب جامعي بضرب والده على رأسه باستخدام «ماسورة حديدية» حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وقال شقيق الأب «الضحية»، إن «ابن الضحية يعاني من مرض (الذهان) مما يجعله خائفاً من الجميع ويفقده الاتصال بالواقع، مما دفع والده إلى الحضور من أسوان (جنوب مصر) إلى القاهرة للعيش معه والعناية به»، موضحاً في تصريحات صحافية (الثلاثاء)، أنه «يوم الواقعة كان شقيقي ينهي بعض الأوراق الخاصة به، وعندما عاد إلى المنزل وجد ابنه في حالة (غير طبيعية)، حاول الاتصال بالطبيب ليعرف كيفية التعامل معه في هذه الأوقات»، لكنه «عندما حاول تهدئته وجده غاضباً ويصرخ»، ثم تركه ودخل الحمام، وبعد خروجه فوجئ بابنه يتعدى عليه بـ«ماسورة حديد» ليسقط على الأرض غارقاً في دمائه، وبعد أن عاد ابنه إلى وعيه اتصل على الفور بالإسعاف في محاولة لإنقاذ والده، مؤكداً أن «الابن دخل إحدى المصحات منذ نحو 3 سنوات للعلاج من إدمان المخدرات، وبعده أصيب بمرض (الذهان)».
وفسر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب في مصر، الواقعة، بأنها «سلوك مرضي سببه الإصابة بـ(الذهان)». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «(الذهان) مرض عقلي وليس نفسياً، يتسبب في اضطرابات عديدة تأتي على شكل نوبات، منها فقدان الاتصال بالواقع، وعدم الاعتراف بوجود مرض»، موضحاً أن «مرض (الذهان) ينقسم إلى أشكال متنوعة، منها الفصام البسيط، ومن أعراضه عدم النوم، وكثرة الحركة، ووجود هلاوس، وأيضاً الفصام التشككي، حيث تكون لدى المريض أفكار تشككية تجاه شخص بعينه أو أكثر، مع وجود هلاوس قد تدفع المريض إلى إيذاء الآخرين».
وحسب فرويز، «أي مريض (ذهان) تحدث له نوبات أو يتوقف عن أخذ أدويته، يجب أن يحتجز في منشأة طبية حتى تستقر حالته، لأنه قد يشكل خطراً على نفسه وحياة الآخرين».
وأعادت الواقعة الحديث مجدداً عن «الجرائم الأسرية» وأسبابها، خصوصاً مع تكرار وقائع مماثلة، كان أبرزها قيام فتاة بقتل والدتها في مدينة بورفؤاد، حيث قضت محكمة جنايات بورسعيد في فبراير (شباط) الماضي بالإعدام للفتاة، عقب إدانتها بقتل والدتها في مدينة بورفؤاد بمساعدة جارها المراهق، وذلك بعد أخذ رأي مفتي الديار المصرية في إعدامها.
وأرجعت الدكتورة سامية خضر، أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، أسباب بروز «الجرائم الأسرية» إلى ما وصفته بـ«فقدان الترابط العائلي في بعض الأسر». وقالت لـ«الشرق الأوسط»، «تغيرت الكثير من مفردات المنظومة السلوكية الاجتماعية، مما جعل السلوكيات (العنيفة) تطفو على السطح».


مقالات ذات صلة

فرنسا تبدأ محاكمة 8 أشخاص في قضية مقتل مدرس بهجوم إرهابي

أوروبا صورة عامة لمحكمة إيل دو لا سيتي في اليوم الأول من محاكمة 8 أشخاص متهمين بالتورط في قطع رأس مدرس التاريخ الفرنسي صامويل باتي بباريس في 4 نوفمبر 2024 (رويترز)

فرنسا تبدأ محاكمة 8 أشخاص في قضية مقتل مدرس بهجوم إرهابي

مثُل والد تلميذة فرنسية أمام القضاء، الاثنين، بتهمة الارتباط بشبكة إرهابية مسؤولة عن قطع رأس مدرِّس بعد اتهامات له بعرض رسوم كاريكاتورية مسيئة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ مغني الراب ليل دورك خلال حصوله على جائزة «غرامي» (أ.ب)

القبض على مغني الراب ليل دورك واتهامه بالتورط في جريمة قتل

اعتقلت السلطات الأميركية مغني الراب ليل دورك في جنوب فلوريدا، ووجهت له تهمة القتل مقابل أجر، وفقاً لما نشرته سلطات إنفاذ القانون.

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق مسلسل «Monsters» يعيد إلى الضوء جريمة قتل جوزيه وكيتي مينينديز على يد ابنَيهما لايل وإريك (نتفليكس)

قتلا والدَيهما... هل يُطلق مسلسل «نتفليكس» سراح الأخوين مينينديز؟

أطلق الشقيقان مينينديز النار على والدَيهما حتى الموت عام 1989 في جريمة هزت الرأي العام الأميركي، وها هي القصة تعود إلى الضوء مع مسلسل «وحوش» على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس في إسطنبول (رويترز)

شولتس يدعو لتمرير «حزمة أمنية» بعد إحباط هجوم على سفارة إسرائيل

بعد إحباط هجوم محتمل على السفارة الإسرائيلية في برلين، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس مجلس الولايات إلى تمرير الجزء المتوقف من «الحزمة الأمنية».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق توريلينا ماي فيلدز أُلقي القبض عليها بعد مواجهة استمرت 11 ساعة مع الشرطة في منزل والدتها (مركز احتجاز مقاطعة بوربون)

«ممثلة ناشئة»... أميركية قطعت وطهت جثة والدتها بعد قتلها

ذكرت تقارير حديثة أن امرأة من كنتاكي بالولايات المتحدة أقدمت على قتل والدتها وقطعت أوصالها ثم طهت رأسها وأطرافها في وعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
TT

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)
المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)

انطلقت في الرياض جلسات مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه هيئة الأفلام في نسخته الثانية، لينقل حضوره إلى الجانب الآخر من الشاشة الكبيرة، ومستكشفاً المسار الفكري والمهني الثري الذي تمر به الأفكار قبل تشكّلها أفلاماً.

وشهد افتتاح المؤتمر، الأربعاء، الاحتفاء بالرائد والمخرج السعودي عبد الله المحيسن، المولود عام 1947، أحد رواد صناعة السينما السعودية، وأول متخصص سعودي في السينما وضع اللبنات الأولى لمفهوم صناعة السينما في المملكة.

ورحب رئيس هيئة الأفلام عبد الله آل عياف، بضيوف المؤتمر، وقال: «مرحباً بكم في مدينة الرياض، المدينة الممزوجة بعبق الماضي وألق المستقبل، مدينة تستمد عظمتها من إرثها الخالد، وتبني مجدها بيدين إحداهما تنغرس عميقاً في جذور التراث والتاريخ، وأخرى تمتد عالياً لتعانق المستقبل».

وأكد آل عياف خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن مدينة الرياض تعد المكان المثالي لملتقى فريد من نوعه مثل هذا، فهي من جهة قلب مستقبل صناعة السينما في المنطقة بسوقها الأكبر الذي يبشر باقتصاد قوي، ومن جهة أخرى حضن الثقافة ومستقبل الفكر، مشيراً إلى أن قطاع الأفلام في السعودية أضحى واعداً ومؤثراً على الصعيد الإقليمي والدولي.

عبد الله آل عياف رئيس هيئة الأفلام في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط)

وأضاف: «انطلاقاً من (رؤية السعودية 2030) تولي هيئة الأفلام اهتماماً كبيراً بتأسيس وتطوير واستدامة قطاع أفلام قوي وحيوي، وانطلاقاً من أهمية تمكين النقد كأداة فكرية وفنية تنير الطريق للسينما وتفتح نوافذ جديدة لها، يأتي هذا المؤتمر بوصفه منصة تجمع بين النقاد والمبدعين، تتيح لهم فرصة لتبادل الأفكار والخبرات، وصولاً إلى تشكيل وعي سينمائي عربي أعمق ينقلها نحو آفاق عالمية دون التخلي عن الأصالة والهوية».

وأشار آل عياف إلى أن موضوع المؤتمر لهذا العام، «الصوت في السينما»، اختير لأن «الصوت هو نصف التجربة السينمائية الذي يحكي ما لا تستطيع أن تحكيه الصورة، سواء كان الصوت موسيقى تصل مباشرة إلى الروح، أو حواراً يظهر الحقيقة، أو صمتاً هو أقوى من كل صوت، فإن الصوت هو صنو الصورة في حمل الفيلم والسينما إلى تحقيق التأثير المطلوب».

من جهته، رحب مشاري الخياط، المشرف العام على مؤتمر النقد السينمائي الدولي، بضيوف المؤتمر الذي يجمع نخبة من صناع الأفلام والمثقفين والإعلاميين للاحتفاء بمسيرة النقد السينمائي، الذي بدأ بوصفه أداة للتعبير عن الذات واستكشاف التحديات المجتمعية، وقد تطور مع مرور الزمن ليصبح منارة تضيء دروب الفنانين وتلهم الأجيال الجديدة من المبدعين.

وقال الخياط: «اليوم ونحن نواصل رحلة السينما السعودية، نعتزّ بما تحقق من إنجازات، حيث نجحت السينما السعودية في الوصول إلى أفق العالمية، وأصبح النقد جزءاً لا يتجزأ من هذا التطور، يسهم في تعزيز جودة الأعمال السينمائية وإبراز روحها».

ندوة افتتاحية عن تجربة ومسيرة المخرج السعودي عبد الله المحيسن (الشرق الأوسط)

وأبدى الخياط سعادته وسروره باستضافة مؤتمر هذا العام، للرائد والمخرج السعودي عبد الله المحسين، أحد أهم رموز السينما السعودية والعربية، الذي أثرت أعماله الرائدة في مسيرة السينما، ولدى كثير من صناع الفيلم ومبدعيه.

وأضاف: «كان ولا يزال المحيسن أحد أبرز رواد السينما السعودية، وأحد أعمدتها في توثيق تاريخنا وعكس قصصنا، وجاءت أفلامه مثقلة بتطلعاته وأفكاره بصفته مثقفاً سعودياً وعربياً، تطرح قضايا عميقة تعكس تحولات المجتمع السعودي والعربي، واستحق نظيرها نيل جوائز محلية وإقليمية، بوصفه من أوائل السعوديين الذي شقوا طريق السينما السعودية نحو الساحة العربية والدولية، وأصبح مثالاً في الإبداع والإصرار لدى عدد من الأجيال».

وتستمر أعمال مؤتمر النقد السينمائي⁩ الدولي في نسخته الثانية بمدينة الرياض لأربعة أيام، حيث يلتقي الخبراء وصناع الأفلام والمبدعون في رحلة استكشافية لفن «الصوت في السينما» الذي اختير موضوعاً لمؤتمر هذا العام، ‏ويمثل حدثاً شاملاً لكل محبي السينما لاستكشاف خفاياها ولقاء صنّاعها وروّادها ونقادها في حدث متكامل يضم عشاق الشاشة الكبيرة بكل مجالاتها.