«غارة التحالف» شمال إدلب استهدفت «قيادياً داعشياً»

مقتل مزيد من المواطنين خلال جمعهم فطر الكمأة في البادية

فطر الكمأة يُباع في دمشق يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
فطر الكمأة يُباع في دمشق يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

«غارة التحالف» شمال إدلب استهدفت «قيادياً داعشياً»

فطر الكمأة يُباع في دمشق يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
فطر الكمأة يُباع في دمشق يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

بعد أيام من اللغط وتضارب المعلومات، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الشخص الذي قُتل بقصف شنته طائرة مسيّرة شمال إدلب يوم 24 فبراير (شباط) الماضي، هو قيادي عراقي في تنظيم «داعش»، بعد أن كانت معلومات أولية أفادت بأنه قيادي في تنظيم «حراس الدين» المرتبط بـ«القاعدة».
وأوضح «المرصد» أن المدعو «عبد الرؤوف المهاجر» المعروف بـ«أبي سارة العراقي» هو «أمير» بتنظيم «داعش» من جنسية عراقية، وقد قُتل مع مرافقه في هجوم شنته طائرة مسيّرة تابعة للتحالف الدولي قرب بلدة مشهد روحين على طريق دير حسان - قاح شمال إدلب. وتابع أن العراقي القتيل كان يشغل منصب «أمير الإدارة العامة للولايات في التنظيم» (داعش)، كما كان أحد القياديين في تنظيم «حراس الدين»، ما يعني كما يبدو، أنه كان يتخفى تحت عباءة «حراس الدين»، لكنه ينتمي إلى «داعش». وأشار «المرصد» إلى أن هوية القتيل الثاني لا تزال مجهولة، لكنه عراقي الجنسية.
ولفت «المرصد» إلى أن الضربة الجوية يوم 24 فبراير جاءت بعد ساعات من اعتقال «هيئة تحرير الشام» 7 من «الجهاديين الأجانب» في المنطقة ذاتها بريف إدلب، «بطلب من المخابرات التركية».
واستهدف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في السنوات الماضية كثيراً من قادة «داعش» ممن فروا إلى محافظة إدلب بعد انهيار التنظيم عسكرياً عام 2019. وبين هؤلاء زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي (قتل في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019)، وخليفته أبو إبراهيم القرشي (قُتل في فبراير 2021)، وكل منهما قضى في هجوم شنته وحدات خاصة أميركية على الحدود السورية مع تركيا. كما قُتل الزعيم الجديد للتنظيم أبو الحسن في اشتباك مع فصائل سورية معارضة بمحافظة درعا الجنوبية عام 2022. ولا يُعرف الكثير عن الزعيم الأخير لـ«داعش»، أبو الحسين الحسيني القرشي.
في غضون ذلك، استمر تسجيل مقتل مدنيين وعسكريين على أيدي تنظيم «داعش» في البادية السورية. فقد أفاد «المرصد السوري» بأن مواطنين عثروا على جثث 3 شبان من قبيلة الجملان وعنصر من «الدفاع الوطني» بمنطقتي وادي العزيب ودويزين بريف حماة الشرقي، وذلك بعد أسبوع من اختطافهم على أيدي عناصر «داعش»، أثناء بحثهم عن فطر الكمأة. وأضاف أن عناصر التنظيم أطلقوا أيضاً النار على أحد المواطنين أثناء بحثه عن الكمأة في منطقة حويسيس بريف السلمية الشرقي، شرق حماة، مما أدى لإصابته في الكتف، حيث جرى نقله إلى المشفى لتلقي العلاج.
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى مقتل شاب وشقيقته بانفجار لغم من مخلفات تنظيم «داعش»، خلال ذهابهما لجمع الكمأة في منطقة دويزين بريف سلمية الشرقي. ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة حماة، أن لغماً أرضياً انفجر بالشاب وشقيقته خلال ذهابهما لجمع الكمأة، ما أدى إلى مقتلهما.
وقبل يومين قُتل 3 مواطنين كانوا يجمعون الكمأة في اعتداء نفذه عناصر «داعش» بمنطقة دويزين أيضاً، كما قُتل 5 مواطنين وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح جراء انفجار لغم من مخلفات «داعش»، خلال بحثهم عن فطر الكمأة في منطقة كباجب بريف دير الزور الجنوبي الغربي، بحسب ما أورد تقرير لـ«سانا».
وبحسب إحصاءات «المرصد السوري»، بلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية أكثر من 50 قتيلاً منذ مطلع عام 2023، بين هؤلاء القتلى 4 من عناصر «داعش» قضوا باشتباكات مع قوات النظام واستهدافات جوية روسية طالت مناطق يتوارون فيها بمناطق متفرقة من بادية حمص والسويداء وحماة والرقة ودير الزور وحلب، و50 من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، من ضمنهم 14 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية، قتلوا في 34 عملية لعناصر «داعش» في البادية.
ويُضاف إلى هؤلاء 84 مواطناً، بينهم امرأة، قُتلوا بهجمات التنظيم في البادية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.