تحقيقات مصرية موسعة بشأن أزمة «هوج بول»

توقيف عدد من القائمين على المنصة

مقر وزارة الداخلية بمصر (الداخلية المصرية)
مقر وزارة الداخلية بمصر (الداخلية المصرية)
TT

تحقيقات مصرية موسعة بشأن أزمة «هوج بول»

مقر وزارة الداخلية بمصر (الداخلية المصرية)
مقر وزارة الداخلية بمصر (الداخلية المصرية)

تتواصل أصداء أزمة منصة «هوج بول» في مصر، عقب اتهام القائمين عليها بـ«النصب على عشرات المواطنين في مصر والاستيلاء على أموالهم». وتمكنت الأجهزة الأمنية في مصر من إلقاء القبض على عدد من مشرفي مجموعات المنصة، وذلك على خلفية «الاستيلاء على مبالغ طائلة من أموالهم»، في حين يتم البحث عن باقي المتهمين من أجل عرضهم على جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذه الواقعة.
وكان العشرات قد تقدموا ببلاغات إلى وزارة الداخلية المصرية تفيد بقيام إحدى المنصات أو الشركات الرقمية بالنصب عليهم، من خلال الاستثمار في (معدات افتراضية) وهمية بمقابل يومي مغرٍ، كما تقدم مصريون ببلاغات للنائب العام المصري يتهمون فيها شركة «هوج بول» للاستثمار بالنصب والاحتيال عليهم، بحسب ادعائهم، مؤكدين أنها أوهمتهم بجني الأرباح إلكترونياً، وأنها «استولت منهم على مبالغ مالية كبيرة تقدَّر بعشرات الملايين من الجنيهات»، على حد تعبيرهم في البلاغات المقدمة.
وتقدم النائب المصري هشام سعيد الجاهل، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، بطلب إحاطة إلى البرلمان في هذا الشأن، مطالباً بسرعة الوصول للمسؤولين عن المنصة في مصر ومحاسبتهم وإعادة أموال المودعين.
وقال في طلب الإحاطة إن المنصة انتشرت خلال الأشهر الماضية، وتصنّف بأنها متخصصة في تعدين «بيتكوين» وتقديم خدمات التعدين السحابي، واستطاعت من خلال الإعلانات الوهمية جذب الكثير من المواطنين الذين وقعوا ضحية لها. وأوضح أن الشركة كانت تدعو عبر منشوراتها المستخدمين للحصول على مبلغ يتراوح من 150 إلى 2000 جنيه في اليوم الواحد، وتدّعي تأجير عدد من الماكينات والآلات الخاصة بتعدين «بيتكوين»، وتعرض على المستخدمين الاستثمار في مثل هذه الماكينات مع عدد من الخيارات للأرباح، حيث توفّر خيارات تبدأ من مبلغ 10 دولارات إلى 50 دولاراً، مع فوائد ربحية تبدأ من 250 جنيهاً في اليوم حتى 300 جنيه.
وحسب أحمد معطي، خبير سوق المال، فإن أزمة «هوج بول» هي «مثال يجسد أشهر عمليات النصب والاحتيال المالي في العالم، التي يطلق عليها نظرية (بونزي) والتي تنتشر عادة في فترات الأزمات الاقتصادية، وتستغل خوف الناس على مدخراتهم، حيث يكون الناس في حاجة إلى استثمار أموالهم أو على الأقل الحفاظ على مدخراتهم».
ويقول معطي لـ«الشرق الأوسط»: «يعتمد الاحتيال في العملات المشفرة على ارتفاع سعر (بيتكوين)، وإقناع المستثمرين بإيداع مبالغ صغيرة في البداية ومنحهم إيرادات عالية مقابلها، وعادة ما يقوم هؤلاء المواطنون مع أول مكاسب لهم بالترويج بأنفسهم لتلك المنصة (النصب)».
ويضيف خبير سوق المال أن «الاحتيال عبر المعدات الافتراضية والعملات المشفرة من كبرى عمليات النصب التي تحدث في العالم»، كما يقول، «حتى الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعاني من هذا الأمر، حيث لم تصدر قوانين لتنظيم هذه العمليات بعد، فهي من كبرى أسواق النصب التي تعتمد على الترويج لفكرة السوق غير المنظمة والحرية المالية وعدم الاعتماد على القوانين والبنوك المركزية». ويتابع: «عادة ما ينجذب الناس إلى إغراء الثراء السريع، على الرغم من علمهم بأنها سوق غير قانونية».
وقال الإعلامي المصري عمرو أديب، (مساء الجمعة) في برنامجه على قناة «إم بي سي مصر»، إن «الكثير من المواطنين توجهوا للاستثمار عبر المنصة، بسبب الأرقام الكبيرة التي تدفعها»، مضيفاً: «تقول الأخبار إن حجم ما تم ضخه من أموال في هذه المنصة يصل إلى 6 مليارات جنيه، والمنصة تقول للمستثمر إذا دفعت 100 ألف جنيه سوف تستردها مليون جنيه، وإذا دفعت 4 آلاف جنيه سوف تستردها 30 ألف جنيه، خلال 150 يوماً، يعني نحو 9 أو 10 أضعاف، مفيش حاجة كده لا بنك ولا دهب ولا أي حاجة». وظهرت منصة شركة «هوج بول» للاستثمار في أغسطس (آب) من العام الماضي، وتهدف إلى الاستثمار وتعدين العملات الرقمية، ووصل عدد المشتركين في المنصة إلى أكثر من 600 ألف مشترك.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مصر تضع اللمسات الأخيرة لاستقبال جرحى غزة

وفد حكومي مصري بين متطوعين شاركوا في تجهيز شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة (الصحة المصرية)
وفد حكومي مصري بين متطوعين شاركوا في تجهيز شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة (الصحة المصرية)
TT

مصر تضع اللمسات الأخيرة لاستقبال جرحى غزة

وفد حكومي مصري بين متطوعين شاركوا في تجهيز شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة (الصحة المصرية)
وفد حكومي مصري بين متطوعين شاركوا في تجهيز شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة (الصحة المصرية)

وضعت السلطات المصرية اللمسات الأخيرة، في إطار استعداداتها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين ودخول العالقين من وإلى غزة، وكذلك إدخال المساعدات إلى القطاع عبر معبر رفح البري، قبيل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، صباح الأحد.

وزار نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، وزير الصحة، خالد عبد الغفار، ووزيرة التضامن الاجتماعي، مايا مرسي، يرافقهما وفد حكومي، السبت، محافظة شمال سيناء للتأكد من جاهزية المستشفيات والمنشآت الطبية في مدينة العريش والمدن المجاورة لها، وكذلك استعدادات «الهلال الأحمر المصري» والمخازن اللوجيستية التابعة له لتجهيز المساعدات الإنسانية.

وقام الوفد الحكومي بتفقد الحجر الصحي بمعبر رفح البري، «تنفيذاً لتوجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتقديم جميع أشكال الدعم الصحي للأشقاء في قطاع غزة»، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، حسام عبد الغفار.

سيارات الإسعاف جاهزة لاستقبال «جرحى غزة» (الصحة المصرية)

وأوضح متحدث «الصحة»، السبت، أن وزير الصحة اطمأن على التجهيزات الطبية، وتوافر جميع الطعوم المقررة للأطفال، ومنها تطعيم شلل الأطفال «سابين»، وتطعيم شلل الأطفال «سولك»، وتطعيم الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف. وأضاف أن الوزير وجه باختبارات سريعة لبعض الأمراض ذات الأهمية الوبائية للوافدين من قطاع غزة، فضلاً عن تسجيل بياناتهم في قائمة البيانات الخاصة بالحجر الصحي.

كما تفقد وزير الصحة المصري والوفد المرافق له كذلك اصطفاف سيارات هيئة الإسعاف المصرية بمركز أبو طويلة بمدينة الشيخ زويد، واطمأن على جاهزية سيارات الإسعاف والمسعفين للتعامل مع أي حالات حرجة، حيث تم رفع درجة الاستعداد على طول الطرق السريعة، وتكثيف تمركزات سيارات الإسعاف على جميع الطرق والميادين، بحسب تأكيد متحدث وزارة الصحة.

وزيرا «الصحة» و«التضامن» المصريان أمام معبر رفح من الجانب المصري (الصحة المصرية)

كما لفت متحدث «الصحة» إلى أن الوزير المصري اطلع على خطة الإحالة المناسبة للمصابين، «بحيث يتم التنسيق مع مديرية الشؤون الصحية بشمال سيناء، وكذلك غرفة الأزمات الرئيسية بالوزارة لتحديد المستشفى المناسب للحالات سواء داخل مستشفيات محافظة شمال سيناء أو المحافظات المجاورة».

فيما قال مصدر بـ«الهلال الأحمر المصري» لـ«الشرق الأوسط» إنه «تم الانتهاء من تجهيز 1300 شاحنة مساعدات حتى الآن، وأصبحت جاهزة للدخول من معبر رفح فور إعادة فتحه وفقاً للعدد المصرح به».

ونوه المصدر، السبت، إلى أنه بالتنسيق مع «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» يتم حالياً التجهيز لقافلة مساعدات ثانية، حيث يتم جمع التبرعات لها من المحافظات المصرية، وكذلك استقبال المساعدات الدولية عبر المواني، وأيضاً من مطار العريش.

من جهة أخرى، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية مهند هادي، إن إدارته ضاعفت جهوزيتها في منظومة العمل الإنساني استعداداً لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف هادي أن الأمم المتحدة وشركاؤها على أهبة الاستعداد لاغتنام هذه الفرصة لتقديم الإغاثة على نطاق واسع، مشيرا إلى أن «كل ثانية لها أهميتها» في مجال الإغاثة.

وتابع قائلاً: «أدعوا الوسطاء والأطراف المشاركة ومسؤولي المجتمع المحلي والمجتمع الدولي، للعمل مًعا من أجل تنفيذ تلك الجهود بشكل فّعال وفي الوقت المطلوب».