بعد إطلاق سراحها الأسبوع الماضي وعودتها إلى وطنها عقب قضائها أربعة أشهر في السجن بإيران بتهم تتعلق بالتجسس، قالت السائحة الإسبانية آنا بانيرا (25 عاماً) إنها ظلت تجبر نفسها طوال فترة محنتها على الاعتقاد بأنها ستنال حريتها لأنها لم تفعل شيئاً خاطئاً.
وذكرت بانيرا، التي ظهرت بشعر قصير بعد السجن، لوكالة أنباء «أوروبا برس»، الخميس، إن أصعب شيء مرت به ربما كان عدم معرفتها بالتهم الموجهة إليها لعدة أيام بينما كانت غير قادرة على التواصل مع سجينات أخريات لا يتحدثن الإنجليزية.
وقالت في مقابلة مع العديد من وسائل الإعلام: «في البداية، جعلت الضبابية الأمر صعباً للغاية. تخشى أن تُتهم بالتجسس وهو ما حدث في نهاية الأمر».
وأضافت: «تظل تأمل في أن يتم إطلاق سراحك لأنك لم تفعل شيئاً خاطئاً. المشكلة هي أن الأيام تمر ولا يطلقون سراحك، لذلك تجبر نفسك على التفكير في أنك ستخرج» حسبما أوردت «رويترز».
وتعمل بانيرا في منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان لكنها تقول إنها ليست ناشطة. وقد نفت مشاركتها في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت بعد وصولها إلى إيران في السادس من سبتمبر (أيلول) بعد رحلة في جورجيا وأرمينيا.
وتجتاح إيران مظاهرات مناهضة لحكم رجال الدين منذ منتصف سبتمبر إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) بعد احتجاز شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب».
وقالت بانيرا إنها اعتُقلت في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) بعد يوم من زيارة مكتب للهجرة لطلب تمديد التأشيرة بما يسمح لها بالبقاء لفترة أطول في البلاد.
وكانت تجلس لحظة القبض عليها مع صديق إيراني داخل سيارة في محطة بنزين وكانا في طريقهما إلى برسيبوليس عاصمة الإمبراطورية الأخمينية القديمة قرب مدينة شيراز في جنوب إيران.
واتهمت السلطات الإيرانية أيضاً مواطناً إسبانياً آخر يدعى سانتياجو سانتشيث (41 عاماً) بالتجسس وهو لا يزال رهن الاحتجاز منذ أكتوبر. وكان يقطع رحلة لمسافة 6800 كيلومتر سيراً على الأقدام من مدريد إلى قطر لحضور بطولة كأس العالم.
وقال مصدر دبلوماسي لـ«رويترز» إن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اتصل بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخميس للضغط من أجل الإفراج عن سانتشيث.
وأضافت بانيرا أنها «سعيدة للغاية» بالعودة إلى بلدتها قرجيطة في شمال غربي إسبانيا، وعبرت عن امتنانها لمدريد التي بذلت جهوداً لضمان الإفراج عنها.
وقالت إيران في سبتمبر إنها اعتقلت تسعة أوروبيين لمشاركتهم في الاحتجاجات. وما لا يقل عن 17 من حاملي جوازات السفر الأجنبية هم: 5 فرنسيين، وبلجيكي، وألمانيان، وبريطاني، و4 أميركيين، ونمساويان، وسويديان، محتجزون لدى «الحرس الثوري» الإيراني، ومعظمهم مزدوجو الجنسية. وأوقف فرنسي سادس، لكن لم يُكشف عن هويته وظروف اعتقاله.
ويتهم نشطاء حقوقيون السلطات الإيرانية بخوض «دبلوماسية رهائن» عبر اعتقال الرعايا الأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات.
إسبانية احتجزتها إيران: التهم بالتجسس أصعب شيء مررت به
قالت إن الأفكار الإيجابية ساعدتها على التحمل
إسبانية احتجزتها إيران: التهم بالتجسس أصعب شيء مررت به
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة