قلق الفائدة ينتاب تعاملات أسواق المعادن والطاقة

أسعار النفط تتماسك... والذهب والفضة يتراجعان

صورة لأحد مخازن النفط الاستراتيجية بولاية تكساس الأميركية وسط نمو المخزون البترولي في البلاد (رويترز)
صورة لأحد مخازن النفط الاستراتيجية بولاية تكساس الأميركية وسط نمو المخزون البترولي في البلاد (رويترز)
TT

قلق الفائدة ينتاب تعاملات أسواق المعادن والطاقة

صورة لأحد مخازن النفط الاستراتيجية بولاية تكساس الأميركية وسط نمو المخزون البترولي في البلاد (رويترز)
صورة لأحد مخازن النفط الاستراتيجية بولاية تكساس الأميركية وسط نمو المخزون البترولي في البلاد (رويترز)

وسط ترقب لقرارات بنكي أوروبا وأميركا المركزيين حول سعر الفائدة، فإن تداعيات الترقب لما سيؤول إليه معدل الزيادة المحتملة بدأت تلقي بظلالها على قراءة المتعاملين والمستثمرين في أسواق المعادن والنفط.
وقلّصت أسعار النفط المكاسب التي سجلتها في تعاملات الخميس، إذ قللت المخاوف من تأثير زيادات محتملة لأسعار الفائدة في أوروبا من التأثير الإيجابي لمؤشرات انتعاش اقتصادي قوي في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وبحلول الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 29 سنتاً، بما يعادل 0.34 في المائة، إلى 84.60 دولار للبرميل، بينما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 38 سنتاً، بما يعادل 0.49 في المائة، إلى 78.07 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات الأربعاء نمو نشاط التصنيع في الصين في فبراير (شباط) بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، وهو ما عزز المؤشرات على انتعاش ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد إلغاء قيود مكافحة «كوفيد 19» الصارمة، حيث من المتوقع أن تسجل واردات الصين المنقولة بحراً من النفط الروسي مستوى قياسياً مرتفعاً هذا الشهر مع استفادة المصافي من الأسعار المنخفضة.
وتعرضت السوق لضغوط بسبب توقعات متزايدة برفع البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة بعد تسارع أكبر من المتوقع في أسعار المستهلكين في فرنسا وإسبانيا وألمانيا.
وقال تاماس فارغا، المحلل لدى «بي في إم أويل»: «تجدد المخاوف من التضخم ساهم في تدهور المعنويات».
وأشار محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي، أمس (الخميس)، إلى أنه من المحتمل أن يستمر في رفع أسعار الفائدة إلى ما بعد اجتماع مارس (آذار) في غضون أسبوعين، حسبما قالت «آي إن جي إيكونوميكس».
وأدت زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة للأسبوع العاشر على التوالي أيضاً إلى الحد من مكاسب السوق.
ومع ذلك، أبقت صادرات قياسية من النفط الخام الأميركي الزيادة أقل مما كانت عليه في الأسابيع الماضية، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة.
من جانبها، استقرت أسعار النفط الخام الأميركي، بعد تحقيق مكاسب على مدار الجلستين السابقتين، حيث تلقي المخاوف بشأن تشديد السياسة النقدية الأميركية بظلالها على التفاؤل بانتعاش الطلب في الصين.
وأشار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، الأمر الذي يلقي بظلاله على الدلائل على انتعاش الطلب الصيني، بعد أن تخلى أكبر مستورد للنفط عن سياسة «صفر كوفيد». وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون الأميركية، مايك ويرث، إن ارتفاع الطلب الصيني قد يساعد الأسعار.
وارتفعت المخزونات في جميع أنحاء الولايات المتحدة بمقدار 1.2 مليون برميل أقل من المتوقع الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت شحنات النفط الخام إلى مستوى قياسي، وفقاً للأرقام الرسمية الصادرة الأربعاء الماضي.
من جانب آخر، اتجهت أسعار الذهب أمس (الخميس) لإنهاء سلسلة من المكاسب حققتها على مدى 3 جلسات بضغط من ارتفاع الدولار، واحتمالات إجراء مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) مزيداً من عمليات رفع سعر الفائدة، ما خيّم على توقعات أسعار المعدن الأصفر. وبحلول الساعة 03:15 بتوقيت غرينتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1833.57 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما وصل لأعلى مستوى في أسبوع، في مقابل انخفاض العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المائة إلى 1840.50 دولار.
ورغم اعتبار الذهب تحوطاً ضد التضخم، فإن رفع الفائدة بهدف كبح الأسعار يؤدي إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً.
وانقسم مسؤولو المركزي الأميركي مؤخراً بشأن ما إذا كانت بيانات تشير إلى تضخم مرتفع، وسوق عمل تعج بالفرص، تعني التروي في رفع أسعار الفائدة، أم تتطلب فحسب الإبقاء على التشديد النقدي القائم لفترة أطول.
ومما ضغط أيضاً على الذهب، وصول عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات لأعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، كما زاد أيضاً مؤشر الدولار 0.3 في المائة.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.1 في المائة إلى 20.76 دولار للأوقية، لكن البلاتين ارتفع 0.2 في المائة إلى 957.07 دولار، فيما نزل البلاديوم 0.5 في المائة مسجلاً 1432.48 دولار.
وقال براين لان، العضو المنتدب في «غولد سيلفر سنترال»، ومقرها سنغافورة، إن أسعار الذهب «تتماسك فقط... لقد تعزز الدولار، ولهذا نرى أسعار الذهب تنخفض قليلاً».
وقال لان: «قد يظل الذهب محصوراً في نطاق حتى نحصل على مزيد من البيانات... يتطلع كثيرون إلى ما سيفعله مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي) هذا الشهر عندما يجتمع، وما إذا كان سيواصل رفع أسعار الفائدة، ومقدار الرفع، وهو السؤال الرئيسي».
وسيقدم صانعو السياسة في مجلس «الاحتياطي» توقعات محدثة لمسار سعر الفائدة والاقتصاد في نهاية اجتماعهم الذي يعقد في 21 و22 مارس.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 20.90 دولار للأوقية، وخسر البلاديوم 0.8 في المائة، مسجلاً 1428.85 دولار. ونزل البلاتين 0.5 في المائة إلى 950.64 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى في 3 أسابيع في الجلسة السابقة.


مقالات ذات صلة

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

الاقتصاد نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

نشاطات محدودة بالأسواق وترقب لـ«الفيدرالي»

وسط تعاملات محدودة نتيجة إجازات عيد العمال في كثير من الدول حول العالم، انخفضت أسعار الذهب يوم الاثنين متأثرة بارتفاع الدولار؛ إذ ينتظر المستثمرون بحذر قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) بشأن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وبحلول الساعة 0531 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 1980.42 دولار للأوقية (الأونصة)، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المائة إلى 1989.10 دولار. وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة؛ مما جعل المعدن الأصفر المقوم بالدولار باهظ التكلفة للمشترين في الخارج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

نتائج الأعمال تدعم الأسواق في ختام أبريل

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة لتسير على درب المكاسب التي حققتها وول ستريت الليلة السابقة، مدعومة بنتائج قوية للشركات. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.3 في المائة، لكنه في طريقه لأول انخفاض أسبوعي له في ستة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

أصداء الأزمة المصرفية تزيد قلق أسواق العالم

استقر الدولار والين، وكلاهما من أصول الملاذ الآمن، دون تغير يذكر يوم الأربعاء بعد ارتفاعهما الليلة السابقة مع تراجع الإقبال على المخاطرة، نتيجة لتجدد المخاوف حيال القطاع المصرفي والاقتصاد الأميركيين. وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسية منافسة بنسبة 0.01 في المائة إلى 101.80 نقطة، بعدما زاد 0.5 في المائة الليلة السابقة. والمؤشر منخفض 0.76 في المائة هذا الشهر. وتراجعت أسهم بنك «فيرست ريبابليك» نحو 50 في المائة الثلاثاء بعدما أعلن البنك انخفاض ودائعه أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأول؛ متأثرا بتراجع الثقة في القطاع المصرفي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

قلق الأسواق المالية يزداد مع اقتراب تخلف أميركا عن سداد ديونها

يزداد شعور الأسواق المالية بالقلق كلما تأخر حسم الخلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والجمهوريين في الكونغرس، حول رفع سقف الدين الأميركي، مع اقتراب موعد استحقاقات سندات الخزانة الأميركية يوليو (تموز) المقبل، وهو التوقيت الذي قد تتخلف فيه الولايات المتحدة عن سداد ديونها في ظل غياب توافق على إجراء تشريعي واتفاق بين الطرفين. يمارس الجانبان لعبة عض الأصابع انتظاراً لمن يصرخ أولاً ويتنازل، لكن تداعيات هذه اللعبة السياسية تقع على حاملي السندات الذين سيعجزون عن الحصول على أموالهم المستحقة في الوقت المحدد. وقد حذر بنك جيه بي مورغان من مخاطر حقيقية من التخلف عن سداد سندات الخزانة الأميركية.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

الأسواق العالمية تترقب «مستقبل الفائدة»

تراجعت الأسهم الأوروبية الخميس بعد تباين نتائج عدد من الشركات المدرجة في بورصة وول ستريت، بينما كان المستثمرون يترقبون مزيدًا من البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو ونتائج الشركات لتقييم قوة المنطقة. وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، وقادت أسهم المرافق وأسهم شركات السيارات المؤشر الرئيسي نحو التراجع بعد انخفاضهما 1.2 و2.1 في المائة على التوالي، لكن أسهم البنوك ارتفعت 1.0 في المائة مما حد من الخسائر. وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس معوضاً خسائره في اليوم السابق، إذ قفزت أسهم شركات التجزئة مدعومة بزيادة الزوار الأجانب، وتعافت أسهم شركات تصنيع أشباه الموصلات بعد انخفاض

«الشرق الأوسط» (لندن)

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
TT

طلبات إعانات البطالة تتراجع في الولايات المتحدة

آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)
آلاف الأشخاص خارج مكتب بطالة مؤقت في مبنى الكابيتول بولاية كنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، لكن العديد من العمال المسرحين ما زالوا يعانون من فترات طويلة من البطالة، ما يبقي الباب مفتوحاً أمام إمكانية خفض أسعار الفائدة مرة أخرى من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول).

وأفادت وزارة العمل، يوم الأربعاء، بأن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار ألفي طلب، ليصل العدد إلى 213 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر (تشرين الثاني). وتم نشر التقرير في وقت مبكر هذا الأسبوع بسبب عطلة عيد الشكر يوم الخميس.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 216 ألف طلب للأسبوع الأخير. وقد انخفضت الطلبات عن أعلى مستوى لها في عام ونصف العام، سُجل في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، وكان نتيجة للأعاصير والإضرابات في شركة «بوينغ» وشركات الطيران الأخرى. وهي الآن عند مستويات تشير إلى انخفاض معدلات التسريح من العمل وانتعاش التوظيف في نوفمبر. ففي أكتوبر، أدت العواصف والإضراب الذي استمر 7 أسابيع في شركة «بوينغ» إلى تقليص الزيادة في الوظائف غير الزراعية إلى 12 ألف وظيفة فقط.

وعلى الرغم من التوقعات بانتعاش في الوظائف، من المرجح أن يبقى معدل البطالة ثابتاً أو حتى يرتفع هذا الشهر. فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مقياس غير مباشر للتوظيف، بمقدار 9 آلاف ليصل إلى 1.907 مليون شخص وفق بيانات معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في 16 نوفمبر، وفقاً لتقرير طلبات البطالة.

وتشير بيانات الطلبات المستمرة المرتفعة إلى أن العديد من العمال المسرحين يجدون صعوبة في العثور على وظائف جديدة. وتغطي هذه البيانات الفترة التي يتم خلالها مسح الأسر لمعدل البطالة لشهر نوفمبر. وقد ظل معدل البطالة ثابتاً عند 4.1 في المائة لمدة شهرين متتاليين. وسيكون تقرير التوظيف لشهر نوفمبر أمراً حاسماً في تحديد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في منتصف ديسمبر.

ويرى معظم الاقتصاديين أن خفض أسعار الفائدة في الشهر المقبل أمر غير مؤكد في ظل إشارات تباطؤ انخفاض التضخم.

وأظهرت محاضر اجتماع السياسة الفيدرالية في 6 - 7 نوفمبر، التي نُشرت يوم الثلاثاء، أن المسؤولين بدا أنهم منقسمون بشأن مدى الحاجة إلى مواصلة خفض الأسعار. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض تكاليف الاقتراض بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى إلى خفض سعر الفائدة القياسي إلى نطاق 4.50 - 4.75 في المائة.

وبدأ البنك المركزي الأميركي في تخفيف السياسة النقدية منذ سبتمبر (أيلول) بعد أن رفع أسعار الفائدة في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم.