استمرت أمس سلسلة الهجمات المتعمدة بالغازات السامة التي ضربت عشرات المدارس في إيران. واستهدف هجوم جديد مدرسة ثانوية بمدينة أردبيل شمال غربي إيران، في وقت أعربت فيه «اليونيسيف» عن قلقها، بموازاة مطالبة أميركية لطهران بالتحقيق في الأحداث.
وأفادت قناة «اللجنة التنسيقية لنقابات المعلمين» على «تلغرام» بأن هجوماً جديداً بمواد سامة أصاب أكثر من 40 طالبة بمدرسة ثانوية في مدينة أردبيل، ذات الأغلبية الأذرية التركية.
وقالت القناة: «عانت تلميذات من غثيان وضعف في العضلات والتهاب الحلق، بعد تنشق رائحة كريهة»، مشيرة إلى نقلهن للمستشفى لتلقي العلاج. وأضافت في تقرير: «لحسن الحظ؛ فإن الحالة الصحية لجميع الطالبات اللائي نُقلن إلى المستشفى جيدة».
وأفادت قناة «بي بي سي - فارسي»، الخميس، بأن أكثر من 1000 طالبة في 60 مدرسة، تعرضن للتسمم بالغاز، في سلسلة من الحالات المسجلة منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الرئيس إبراهيم رئيسي وجه تعليمات «طارئة» إلى وزير الداخلية أحمد وحيدي بـ«متابعة القضية في أسرع وقت ممكن... وإطلاع» الناس على سير التحقيق من أجل «تبديد مخاوف الأهالي».
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن حالات التسمم رصدت في نحو 10 مدارس على الأقل. ونقلت «رويترز» عن وسائل إعلام رسمية أن الهجمات وقعت في أكثر من 30 مدرسة في 4 مدن على الأقل.
وقدرت المتحدثة باسم لجنة الصحة البرلمانية، زهراء شيخي، الأربعاء، إصابة نحو 800 طالبة في مدينة قم منذ تسجيل أولى حالات التسمم عبر الجهاز التنفسي في أواخر نوفمبر الماضي، و400 في بروجرد (غرب).
وجرى إدخال بعض التلميذات إلى المستشفى لفترة وجيزة. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى إصابة الفتيات بشلل مؤقت. وقال وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، إن مئات الفتيات الإيرانيات في مدارس مختلفة تعرضن لهجمات «تسميم خفيفة» خلال الأشهر القليلة الماضية، وإن الإصابة ليست لها أعراض جانبية.
وقالت وزارة الصحة الأحد إن «بعض الأفراد» يسعون عبر ذلك إلى «إغلاق كل المدارس؛ خصوصاً مدارس الفتيات».
وأثارت القضية غضباً في البلاد، وندد البعض بصمت السلطات عن العدد المتزايد من المدارس التي شهدت هذه الظاهرة. وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تجمعات لأسر الطالبات، وتُسمع فيها هتافات منددة بالنظام، كما ردد بعض الأهالي شعار: «المرأة... الحياة... الحرية» الذي تحول إلى شعار أساسي في الاحتجاجات التي هزت البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» بدعوى «سوء الحجاب» في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وزاد غضب الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو على نطاق واسع يظهر رجلاً يرتدي ملابس مدنية يشد والدة من شعرها بعنف أمام مدرسة للبنات في طهران.
حضرت الأم أمام مدرسة ابنتها في طهران، بعدما أُبلغت بأن طالبات أصبن بتسمم جراء تنشق نوع من الغاز.
وأعلن وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، والقضاء والشرطة العمل على معاقبة الفاعل في أسرع وقت. وقالت السلطات إنها أوقفت 4 أشخاص.
وقالت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «4 أشخاص أوقفوا على خلفية قضية المرأة التي تعرضت للضرب أمام مدرسة (أبان 13)».
وكانت شرطة طهران قد أصدرت بياناً أعلنت فيه «عدم تورط» أي شرطي «بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الواقعة».
والمعروف أن عناصر وزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات «الحرس الثوري» ينتشرون بملابس مدنية في مواقع تشهد احتجاجات.
ولم يجر توقيف أي شخص على خلفية القضية حتى الآن. وكانت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» قد أعلنت اعتقال 3 أشخاص، لكن وزير الداخلية أحمد وحيدي؛ وهو من جنرالات «الحرس»، قد نفى الخبر.
يأتي تفاقم ظاهرة تسمم الفتيات بعد مرور 6 أشهر على وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 عاماً، في 16 سبتمبر الماضي بعد اعتقالها لدى «شرطة الأخلاق» في طهران بدعوى «سوء الحجاب».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، مساء الأربعاء، إن الولايات المتحدة حثت إيران الأربعاء على التحقيق في التقارير التي أفادت بتعرض فتيات في مدارس مختلفة لهجمات بسم خلال الأشهر الماضية.
وقالت منظمة «اليونيسيف» في حسابها الخاص بإيران على «تويتر» إنها «تتابع الأخبار المتعلقة بحالات تسمم التلاميذ في المدارس». وقالت في تغريدة باللغة الفارسية: «المدرسة ملاذ آمن للأطفال والمراهقين للتعلم في بيئة آمنة وداعمة».
وحذرت المنظمة من «التأثير السلبي» لمثل هذه الأحداث على المعدل المرتفع لتعليم الأطفال؛ خصوصاً الفتيات، الذي تحقق خلال العقود الأخيرة في إيران. وقالت المنظمة إنها «مستعدة لتقديم أي دعم».
وكتب السفير البريطاني في طهران، سايمون شيركليف: «بصفتي أباً؛ أتعاطف مع كل الآباء والأمهات الإيرانيين (والإيرانيات) القلقين على أطفالهم في المدارس بسبب سلسلة حالات التسمم التي لا تتوقف».
أكثر من 40 إصابة في أحدث «هجمات السمّ» على مدارس البنات الإيرانية
السلطات أوقفت 4 أشخاص بتهمة تعنيف والدة طالبة
أكثر من 40 إصابة في أحدث «هجمات السمّ» على مدارس البنات الإيرانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة