وفاة بسمة قضماني بعد صراع مع المرض

كانت من أبرز وجوه المعارضة السورية

بسمة قضماني (صفحتها على فيسبوك)
بسمة قضماني (صفحتها على فيسبوك)
TT

وفاة بسمة قضماني بعد صراع مع المرض

بسمة قضماني (صفحتها على فيسبوك)
بسمة قضماني (صفحتها على فيسبوك)

توفيت المعارضة السورية البارزة بسمة قضماني عن عمر ناهز 65 عاماً في العاصمة الفرنسية، الخميس، بعد صراع مع مرض السرطان استمر سنوات، وفق ما أفادت شقيقتها لوكالة «الصحافة الفرنسية».
وقالت الصحافية في جريدة «ليبراسيون» الفرنسية هالا قضماني إن شقيقتها توفيت في مستشفى في باريس بعد صراع مع المرض.
وقضماني، الباحثة وأستاذة العلاقات الدولية في جامعة باريس، كانت من أبرز وجوه المعارضة منذ اندلاع النزاع الذي بدأ منتصف مارس (آذار) 2011 باحتجاجات سلمية ضد النظام سرعان ما تحولت إلى نزاع مدمر بعد قمعها بالقوة.
وشاركت في أغسطس (آب) من العام ذاته في تأسيس المجلس الوطني السوري المعارض، ثم انضوت في صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز تشكيلات المعارضة في الخارج. وكانت مراراً في عداد الوفد المفاوض الذي شارك في محادثات غير مباشرة مع ممثلين عن الحكومة السورية بإشراف الأمم المتحدة في جنيف. انطلقت في جنيف عام 2019 لإجراء محادثات حول الدستور السوري.
وعرفت قضماني بهدوئها ودبلوماسيتها ونضالها من أجل الحرية والديمقراطية. وخلال سنوات النزاع وانخراطها في المعارضة السياسية، حلت ضيفة دائمة في تقارير وسائل إعلام أجنبية، خصوصاً الناطقة بالفرنسية. وشاركت في ندوات ومحاضرات نظمتها مؤسسات أكاديمية ومنتديات سياسية عربية وأجنبية.
وكتب نديم حوري، المدير التنفيذي للمبادرة العربية للإصلاح، وهي مؤسسة بحثية تعمل من أجل التغيير الديمقراطي أسستها قضماني عام 2005، على صفحته على فيسبوك: «كانت بسمة مثقفة شغوفة وناشطة ملتزمة من أجل سوريا، بلدها الحبيب، والمنطقة العربية ككل والتي كانت تطمح أن تراها حرة ومزدهرة».
أضاف: «سنفتقد بسمة كثيراً وسنفكر في طرق لتكريم إرثها الغني» موضحاً أنها «تترك فراغا سيكون من المستحيل ملؤه».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نعى أصدقاؤها وعارفوها الباحثة الرصينة والشجاعة.
وكتب المعارض جورج صبرا على فيسبوك: «خسرت سوريا سيدة تليق بحمل اسمها. وفقدت دمشق شيئاً من كياستها ولباقتها وتحضرها. وخسرت الثورة السورية صوتاً صادحاً وعقلاً راجحاً». أضاف: «اتفقنا كثيراً واختلفنا كثيراً. وبقيت بسمة قضماني تنتزع احترام الجميع».
وقضماني، وهي ابنة دبلوماسي سوري محنك مولودة في دمشق في أبريل (نيسان) 1958 وأم لثلاثة أولاد، درست العلاقات الدولية والاستراتيجية في جامعة السوربون خلال أكثر من خمسة عشر عاماً.
ونشرت مقالات ومؤلفات وكتباً بينها كتاب بالفرنسية بعنوان «الشعب الفلسطيني في المنفى»، الذي خولها الحصول على جائزة جمعية فرنسا - فلسطين عام 1998.
وحصلت قضماني على وسام الشرف الفرنسي عام 2012 وعلى جائزة ريمون جوريس للإبداع في العمل المجتمعي عام 2011 لدورها في تأسيس مبادرة الإصلاح العربي والمساهمة في دعم الديمقراطية في المجتمعات العربية.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

أبو الغيط: لا أعلم إن كانت سوريا ستعود للجامعة

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنَّه «لا يعلم ما إذا كانت سوريا ستعود إلى الجامعة العربية أم لا»، وإنَّه «لم يتسلَّم بصفته أميناً عاماً للجامعة أي خطابات تفيد بعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأمر».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.