تركيا تبدأ اليوم مرحلة إعمار المناطق المنكوبة بالزلزال

إزالة 212 ألف مبنى... وأكثر من 11 ألف هزة أرضية بعد كارثة 6 فبراير

إزالة أنقاض منازل دمرها الزلزال في أحد أحياء أديامان قبل أيام (إ.ب.أ)
إزالة أنقاض منازل دمرها الزلزال في أحد أحياء أديامان قبل أيام (إ.ب.أ)
TT

تركيا تبدأ اليوم مرحلة إعمار المناطق المنكوبة بالزلزال

إزالة أنقاض منازل دمرها الزلزال في أحد أحياء أديامان قبل أيام (إ.ب.أ)
إزالة أنقاض منازل دمرها الزلزال في أحد أحياء أديامان قبل أيام (إ.ب.أ)

شمرت تركيا عن سواعدها لتبدأ «مرحلة البناء وإعادة الإعمار» في المناطق المنكوبة بكارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) التي ضربت 11 ولاية في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد. وبعد انقضاء 25 يوما، عملت فيها مختلف مؤسسات الدولة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، على مد يد العون ومداواة الجراح وتوفير الاحتياجات الأساسية، تنطلق اليوم (الجمعة) مرحلة جديدة هي مرحلة إعادة إعمار ما دمره الزلزال.
وقال وزير البيئة والتحضر والتغير المناخي التركي، مراد كوروم، إن بناء أول دفعة من الوحدات السكنية سيبدأ اليوم الجمعة في المناطق المتضررة. وذكر في تصريحات أدلى بها الخميس في مركز تنسيق الكوارث بولاية أديامان جنوب البلاد، رفقة وزير النقل والبنية التحتية والاتصالات عادل إسماعيل كارا أوغلو، إنه سيتم الجمعة (اليوم) وضع حجر أساس الدفعة الأولى من الوحدات السكنية، البالغ عددها 21 ألفا و244 وحدة سكنية، موزعة على 11 ولاية منكوبة، وسيتم وضع أساسات لـ 244 ألف وحدة سكنية في هذه الولايات في غضون شهرين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعهد بتسليم الوحدات السكنية للمتضررين خلال عام واحد.
وأكد كوروم أنه سيتم البناء على الأرض المناسبة، قائلا: «مر 25 يوما على زلزالي 6 فبراير. عملنا على تخفيف الألم الذي عانيناه منذ اليوم الأول، ونحاول القيام بكل العمل من خلال التنسيق مع جميع الجهات المعنية والولاة ورؤساء البلديات والمنظمات الحكومية وممثلي القطاع الخاص، وبعد انتهاء أعمال البحث والإنقاذ تتواصل أعمال إزالة الأنقاض جنبا إلى جنب مع عملية إنشاء ملاجئ مؤقتة في جميع الولايات الـ11».
وأضاف: «لقد قررنا أن 212 ألف مبنى مؤلفة من 604 آلاف و856 وحدة سكنية في جميع الولايات سيتم هدمها على الفور بسبب الأضرار الجسيمة بها. الدولة تقف إلى جانب شعبها بكل إمكاناتها، بدأنا العمل مع الأكاديميين والخبراء والمهندسين، وسنقوم على الفور بتنفيذ عملية تجديد جميع المساجد والمعالم التاريخية التي دمرها الزلزال».
وأشار كوروم إلى أن «عملية البناء بدأت فعليا بتوقيع عقود 12 ألفا و781 مسكنا منذ 21 فبراير، وفي الشهرين المقبلين سنضع حجر الأساس بـ 244 ألف مسكن في جميع الولايات الـ 11، وسنقوم ببناء 13 ألفا و987 منزلا قرويا على الأراضي الصالحة للبناء».
وأضاف: «نواصل إقامة مناطق استيطان مؤقتة بتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ، ونعمل على تركيب 3000 حاوية في أديامان، وسيبدأ التسليم في غضون 10 إلى 15 يوما، مناطق المعيشة واحتياجات المأوى المؤقتة جميعها سيتم تلبيتها، وتستمر دراسات تقييم الأضرار في المباني في جميع الولايات المنكوبة. وصلنا إلى مستوى 95% في أديامان، وتم فحص مليون و622 مبنى مكونة من 4 ملايين و953 وحدة».
من جانبه، قال وزير النقل والاتصالات والبنية التحتية، عادل إسماعيل كارا أوغلو، «إننا نعيش في سياق مع الزمن منذ 25 يوما (...) نكثف عملنا الآن في رفع مستوى أماكن المعيشة المؤقتة في كل من الحاويات والوحدات سابقة التجهيز، إلى مستوى كبير، والتخفيف من معاناة مواطنينا قدر المستطاع، إلى جانب تنشيط الحياة وإعادة النشاط التجاري والاقتصادي في الولايات المنكوبة… نتخذ إجراءات بسرعة كبيرة ونحصل على نتائج سريعة للغاية».
في الوقت ذاته، أحصت إدارة الكوارث والطوارئ التركية وقوع 11 ألفا و20 هزة ارتدادية عقب الزلزالين المدمرين في 6 فبراير (شباط) الماضي. وذكرت الإدارة، في بيان ليل الأربعاء- الخميس، أن 6368 من أفراد البحث والإنقاذ ما زالوا يعملون في المنطقة المنكوبة إلى جانب 234 ألفا و636 من عناصر إدارة الكوارث والطوارئ والشرطة وقوات الجيش والدرك والإسعاف والأمن المحلي وفرق الدعم المحلية والمتطوعين والموظفين الميدانيين في مناطق الزلزال.
وبلغ إجمالي عدد المتضررين من زلزالي تركيا، اللذين وصفتهما الأمم المتحدة بأنهما «الأسوأ في تاريخ تركيا من حيث عدد القتلى» نحو 20 مليون شخص.
وأكد عضو مفوضية الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، يانيز لينارجيتش، استمرار تفعيل جميع الوسائل لدعم تركيا بعد كارثة الزلزال. وقال، في كلمة خلال جلسة بالبرلمان الأوروبي: «أعتقد أن مأساة الزلزال تشكل فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع تركيا». وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سخر جميع إمكاناته لمساعدة المتضررين من الزلزال، وأنه سيواصل تفعيل جميع الوسائل لمتابعة المساعدات.
وتابع: «حتى الآن، خصصنا أكثر من 8 ملايين يورو مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الضرورية في الولايات التركية المتضررة من الزلزال. ونسعى للحصول على تمويل إضافي».
وقال إن 18 دولة، من أصل 28 في الاتحاد الأوروبي، أرسلت إلى تركيا مساعدات مثل المأوى والمعدات الطبية والأغذية والملابس.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
TT

إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

إلى جانب الأهداف المتعددة، بما في ذلك الإقليمية والداخلية، التي حققتها الهجمات الإسرائيلية ضد القدرات العسكرية للجيش السوري، حقق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوة كبيرة نحو التحضير لهجوم واسع على إيران. فالحلم الذي راوده منذ 13 عاماً بتوجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني أصبح، من وجهة نظره، أمراً واقعاً. ولديه شريك مهم يشجعه على ذلك، وهو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

كان نتنياهو، ومن خلفه الجيش والمخابرات، مقتنعين بأن توجيه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني هو مشروع ضخم يفوق بكثير قدرات إسرائيل.

لذلك، حاول نتنياهو خلال الحرب جرّ أقدام الولايات المتحدة للقيام بالمهمة، لكنه فشل. فالرئيس جو بايدن ظل متمسكاً بموقفه مؤيداً للحوار الدبلوماسي مع طهران. غير أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) غيّر القناعات. فقد كانت نتائج الهجوم قاسية على القدرات الدفاعية الإيرانية، وإيران أول من يعلم بذلك لكنها تفضل الصمت. وإذا أضفنا إلى ذلك أن خطة طهران لتطويق إسرائيل بأذرع عسكرية فتاكة تلقت ضربة قوية، حيث تم تدمير 60 إلى 70 في المائة من قدرات «حماس» العسكرية في غزة والضفة الغربية، وتدمير نصف قوة «حزب الله» على الأقل، فإنها قلّمت أظافر «الحرس الثوري» الإيراني.

طائرة مقاتلة إسرائيلية في مكان غير محدد في صورة نشرها الجيش في 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ومع سقوط نظام بشار الأسد، أتيحت لإسرائيل فرصة مفاجئة ونادرة لضرب الجيش السوري، فاستغلتها دون تردد. وفي غضون أيام قليلة، دمرت سلاح الجو السوري وقواعده، وكذلك سلاح البحرية وموانئه، إلى جانب معظم الدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ. وكل ذلك دون أن تتعرض لإطلاق رصاصة واحدة، ليخرج الجيش الإسرائيلي من الهجوم بلا أي إصابة.

كما هو معروف، نفذ الجيش الإسرائيلي هذه العملية ليؤكد مكانته كأقوى جيش في المنطقة، ولإظهار أنه يرد على المساس به بمقاييس ضخمة غير مسبوقة في الحروب. كما كانت رداً على الانتقادات الداخلية في إسرائيل، خصوصاً بعد نقاط ضعفه التي ظهرت في 7 أكتوبر 2023 وخلال الحرب.

بالنسبة لنتنياهو، كانت العملية وسيلة لإثبات قوته السياسية لخصومه الذين يرونه «قائداً فاسداً ومحتالاً»، ولإظهار أنه يدير حرباً تحقق مكاسب هائلة. ومع سهولة انهيار نظام الأسد وتحطيم الجيش السوري، أصبحت هذه العملية تحقق مكسباً استراتيجياً لم تتوقعه أي مخابرات في العالم، ولم تتخيله أعتى الساحرات، حيث مهدت الطريق أمام نتنياهو للضربة التالية: إيران.

القبة الحديدية في إسرائيل تعترض الصواريخ الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اليوم، تناقلت جميع وسائل الإعلام العبرية تصريحات صريحة لمسؤولين كبار في الحكومة والجيش الإسرائيليَّيْن، يؤكدون فيها أن «الهدف المقبل للجيش الإسرائيلي هو توجيه ضربة لإيران». وذكر هؤلاء المسؤولون أن العمليات العسكرية الجارية في سوريا تهدف إلى «تنظيف الطريق، جواً وبراً»؛ لتمهيد الطريق لضربة مباشرة ضد إيران. كما أشار البعض إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يدرس توجيه ضربة قاصمة للحوثيين في اليمن كجزء من هذه الاستعدادات.

بالطبع، يعتقد الخبراء أن ضرب إيران «ليس بالمهمة السهلة. فهي لا تزال دولة قوية، تخصص موارد هائلة لتعزيز قدراتها العسكرية، وتتبع عقيدة لا تعترف بالهزيمة أو الخسارة».

بالنسبة لإيران، حسابات الربح والخسارة ليست محورية؛ إذ تحتفل بالنصر دون هوادة مهما كان الثمن الذي تدفعه باهظاً، خصوصاً عندما يكون الآخرون هم من يتحملون التكلفة.

وفي إسرائيل، كما في دوائر سياسية عديدة في الولايات المتحدة والغرب، يزداد الاقتناع بأن القيادة الإيرانية تدرك التحديات والأخطار المتراكمة ضدها. ويُعتقد على نطاق واسع أنها قد ترى الحل الوحيد أمامها يكمن في تسريع تطوير قدراتها النووية العسكرية، وصولاً إلى إنتاج قنبلتها الذرية الأولى.

صورة جوية تظهر سفناً للبحرية السورية استهدفتها غارة إسرائيلية في ميناء اللاذقية الثلاثاء (أ.ف.ب)

هذا الواقع يشجع إسرائيل على المضي قدماً في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ليس فقط دفاعاً عن نفسها، بل أيضاً نيابة عن دول الغرب وحماية لمصالحها المشتركة. تدعم دول الغرب هذا التوجه. وقد بدأت إسرائيل بطرح هذا الملف منذ عدة أشهر أمام حلفائها، لكنها تطرحه الآن بقوة أكبر بعد انهيار نظام الأسد وتدمير قدرات الجيش السوري.

رغم إعجاب الغرب بالقدرات الإسرائيلية وإشادته بجيشها، الذي استطاع قلب الموازين وتحقيق مكاسب عسكرية بعد إخفاقه المهين أمام هجوم «حماس» في 7 أكتوبر، حيث يُتوقع أن تصبح هذه المكاسب مادة دراسية في الكليات الحربية، فإن هناك تساؤلات ملؤها الشكوك: هل هذه الحسابات الإسرائيلية واقعية ودقيقة؟ أم أنها تعتمد بشكل كبير على الغرور والغطرسة أكثر من التحليل المهني والتخطيط الاستراتيجي؟

إعلان مناهض لإسرائيل في طهران يظهر صواريخ إيرانية أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وماذا سيكون موقف إسرائيل إذا تبين أن القيادة الإيرانية بدأت بالفعل الاستعداد للتحول إلى دولة نووية منذ التهديدات الأولى لها، وقد تُفاجئ العالم اليوم بإعلان تجربة نووية ناجحة، على غرار ما فعلته كوريا الشمالية عام 2007؟

وفي الداخل الإسرائيلي، تُطرح تساؤلات صعبة؛ أبرزها: «هل نخوض مغامرة كهذه، نخدم فيها الغرب وكل خصوم إيران في المنطقة، بينما ندفع نحن الثمن كاملاً؟».