«قانون الرقائق» الأميركي يضع البنتاغون ومجمع الاستخبارات في مقدمة أولوياته

يهدف إلى تعزيز الأمن القومي عبر الحد من الاعتماد على الرقائق المستوردة

بايدن لدى عقده اجتماعاً حول تصنيع الرقائق الإلكترونية في 9 مارس 2022 (رويترز)
بايدن لدى عقده اجتماعاً حول تصنيع الرقائق الإلكترونية في 9 مارس 2022 (رويترز)
TT

«قانون الرقائق» الأميركي يضع البنتاغون ومجمع الاستخبارات في مقدمة أولوياته

بايدن لدى عقده اجتماعاً حول تصنيع الرقائق الإلكترونية في 9 مارس 2022 (رويترز)
بايدن لدى عقده اجتماعاً حول تصنيع الرقائق الإلكترونية في 9 مارس 2022 (رويترز)

وفقاً لوثيقة وزعت الثلاثاء، بدأت الولايات المتحدة في تطبيق قانون «مبادرة الأمن القومي»، أو ما يعرف بقانون «الرقائق الإلكترونية»، الذي وقعه الرئيس جو بايدن في أغسطس (آب) الماضي، الهادف إلى ضمان الوصول الآمن إلى أشباه الموصلات. وقالت وزيرة التجارة جينا ريموندو، إن البنتاغون سيكون لديه وصول آمن إلى تلك الموصلات الرائدة المصنعة في المنشآت التي تتلقى تمويلاً من «قانون الرقائق» البالغ 53 مليار دولار. وأضافت أن الشركات المصنعة ستضمن تزويد الجيش الأميركي بالرقائق المتقدمة التي يحتاجها لأنظمة الأسلحة الحديثة. وتأتي المشاركة المتزايدة للجيش ومسؤولي الأمن القومي في هذا القطاع الحيوي من التكنولوجيا، الذي بات عنواناً رئيسياً للتنافس الاستراتيجي مع الصين، بعدما كشفت جائحة كورونا عن نقاط الضعف في سلاسل التوريد التي ضربت مختلف القطاعات الاقتصادية، وأثارت مخاوف صانعي السياسات من اعتماد الولايات المتحدة بشكل كبير على الرقائق المستوردة.
وقالت الوزيرة ريموندو، إن قانون الرقائق الذي يشجع التصنيع المحلي هو قضية أمن قومي، بعدما تبين أن الولايات المتحدة تشتري أكثر من 90 في المائة من رقاقاتها المتقدمة من تايوان، واصفة إياها (الرقائق) بأنها «ثغرة أمنية وطنية لا يمكن الدفاع عنها». وقالت ريموندو: «كل قطعة من المعدات العسكرية المتطورة، وكل قمر صناعي، وكل طائرة من دون طيار تعتمد على رقائق أشباه الموصلات». وتابعت أن مسؤولي التجارة سيعتمدون على توصيات وزير الدفاع لويد أوستن ومجتمع الدفاع والاستخبارات عند بدء تطبيق القانون (الثلاثاء).
ووفقاً للوثيقة، التي اطلعت عليها صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن «الجيش الأميركي غير قادر حالياً على الحصول على رقائق متطورة من منشأة في الولايات المتحدة، مما يجعل الأنظمة العسكرية الحساسة عرضة لاضطراب الإمداد». ويثير الاعتماد على تايوان قلق المسؤولين الأميركيين بشكل خاص، لأن الصراع العسكري على الجزيرة، التي تسعى الصين إلى إعادة السيطرة عليها ولو بالقوة، قد يعطل الإمدادات من أشباه الموصلات، ويشل الشركات الأميركية التي تعتمد عليها. ويتضمن برنامج «قانون الرقائق» حوافز تصنيعية بقيمة 39 مليار دولار تُمنح للشركات، للمساعدة في الاستثمار في تصنيع أشباه الموصلات المحلية. كما يخصص أكثر من 13 مليار دولار لتمويل البحث والتطوير والنهوض بالقوى العاملة. وفي إشارة إلى نية الإدارة الأميركية للمساعدة في تطوير الأجيال القادمة من أشباه الموصلات المتقدمة، قالت ريموندو، إن وزارة التجارة ستعطي الأولوية لتخصيص الأموال للشركات، سواء كانت أميركية أو أجنبية، التي تلتزم ببناء مرافق البحث والتطوير في الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع مصانع أشباه الموصلات. ومن بين الشركات الأكثر ترشيحاً للحصول على هذا الدعم، شركة «تايوان لصناعة أشبه الموصلات» والمعروفة باسم «تي إس إم سي»، التي تسيطر على 90 في المائة من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات الأكثر تقدماً، ومقرها جزيرة تايوان، مركز التوتر الجيوسياسي مع الصين.
ولمعالجة المخاوف من أن قانون الرقائق يمكن أن يقدم مزايا للمنافسين الصينيين، ستطلب الولايات المتحدة من الشركات التي تتلقى الأموال الأميركية الموافقة على عدم توسيع قدراتها التصنيعية في الصين، ودول أخرى غير محددة، لمدة 10 سنوات.
وفي وقت سابق، قالت الوزيرة ريموندو، إن الحكومة ستخصص الأموال لإنشاء مجموعتين على الأقل من مجموعات تصنيع الرقائق المتطورة بحلول عام 2030، حيث تمثل كل منهما نظاماً بيئياً كاملاً ترتكز عليه مرافق تصنيع الرقائق وتحيط به مختبرات الأبحاث وموردي المواد والمعدات ومرافق التعبئة والتغليف، بما يضمن التجميع النهائي لأشباه الموصلات على الأرض الأميركية. ووسط توقع التمويل من قانون الرقائق، فإن المواقع المرشحة لاستقبال هذه المجمعات الضخمة، هي ولايات أريزونا وتكساس وأوهايو، حيث تم الكشف عن أكثر من 40 مشروعاً من قبل الشركات المصنعة الأميركية والأجنبية باستثمارات إجمالية تقارب 200 مليار دولار. وتشمل المشاريع المقترحة تلك التي تنفذها الشركات التي تنتج الرقائق الآن، خصوصاً أن عدداً من الشركات التكنولوجية الكبرى في تايوان وكوريا الجنوبية قد أعلنت في نهاية العام الماضي عن خطط لإقامة مصانع لها في الولايات المتحدة، بينها شركات «سامسونغ» و«تي إس إم سي» وغيرها. ومن المتوقع أن تغطي المساعدات والمنح من قانون الرقائق، 5 إلى 15 في المائة من التكلفة الإجمالية لكل من مشاريع البناء الكبيرة، مدعومة بالإعانات المقدمة من حكومات الولايات والحكومات المحلية. ومع ضمانات القروض المقدمة أيضاً بموجب القانون، يمكن للشركات تغطية ما يصل إلى 35 في المائة من نفقاتها الرأسمالية، بحسب الوزيرة ريموندو. وستمتد عملية تقديم طلبات الحصول على أموال قانون الرقائق على مدى عدة أشهر. وفي المرحلة الأولى التي بدأت أول من أمس الثلاثاء، ستقبل التجارة الطلبات الخاصة بمصانع تصنيع الرقائق والتعبئة والتغليف، التي تقوم بتجميع الرقائق للشحنات للمستخدمين. وسيتبع ذلك منشآت المواد والمعدات في وقت لاحق من الربيع ومشاريع البحث والتطوير في الخريف.


مقالات ذات صلة

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

الكونغرس الأميركي يُحقّق في «أخلاقيات» المحكمة العليا

تواجه المحكمة العليا للولايات المتحدة، التي كانت تعدّ واحدة من أكثر المؤسّسات احتراماً في البلاد، جدلاً كبيراً يرتبط بشكل خاص بأخلاقيات قضاتها التي سينظر فيها مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء. وتدور جلسة الاستماع، في الوقت الذي وصلت فيه شعبية المحكمة العليا، ذات الغالبية المحافظة، إلى أدنى مستوياتها، إذ يرى 58 في المائة من الأميركيين أنّها تؤدي وظيفتها بشكل سيئ. ونظّمت اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، التي يسيطر عليها الديمقراطيون، جلسة الاستماع هذه، بعد جدل طال قاضيين محافظَين، قبِل أحدهما وهو كلارنس توماس هبة من رجل أعمال. ورفض رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، المحافظ أيضاً، الإدلاء بشهادته أمام الك

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

الجمود السياسي بين البيت الأبيض والكونغرس يثير ذعر الأسواق المالية

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي قبول دعوة الرئيس جو بايدن للاجتماع (الثلاثاء) المقبل، لمناقشة سقف الدين الأميركي قبل وقوع كارثة اقتصادية وعجز الحكومة الأميركية عن سداد ديونها بحلول بداية يونيو (حزيران) المقبل. وسيكون اللقاء بين بايدن ومكارثي في التاسع من مايو (أيار) الجاري هو الأول منذ اجتماع فبراير (شباط) الماضي الذي بحث فيه الرجلان سقف الدين دون التوصل إلى توافق. ودعا بايدن إلى لقاء الأسبوع المقبل مع كل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز (ديمقراطي م

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

شاهد.... مراهق أميركي ينقذ حافلة مدرسية بعد فقدان سائقها الوعي

تمكّن تلميذ أميركي يبلغ 13 سنة من إيقاف حافلة مدرسية تقل عشرات التلاميذ بعدما فقد سائقها وعيه. وحصلت الواقعة الأربعاء في ولاية ميشيغان الشمالية، عندما نهض مراهق يدعى ديلون ريفز من مقعده وسيطر على مقود الحافلة بعدما لاحظ أنّ السائق قد أغمي عليه. وتمكّن التلميذ من إيقاف السيارة في منتصف الطريق باستخدامه فرامل اليد، على ما أفاد المسؤول عن المدارس الرسمية في المنطقة روبرت ليفرنوا. وكانت الحافلة تقل نحو 70 تلميذاً من مدرسة «لويس أي كارتر ميدل سكول» في بلدة وارين عندما فقد السائق وعيه، على ما ظهر في مقطع فيديو نشرته السلطات.

يوميات الشرق أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

أول علاج بنبضات الكهرباء لمرضى السكري

كشفت دراسة أجريت على البشر، ستعرض خلال أسبوع أمراض الجهاز الهضمي بأميركا، خلال الفترة من 6 إلى 9 مايو (أيار) المقبل، عن إمكانية السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، من خلال علاج يعتمد على النبضات الكهربائية سيعلن عنه للمرة الأولى. وتستخدم هذه الطريقة العلاجية، التي نفذها المركز الطبي بجامعة أمستردام بهولندا، المنظار لإرسال نبضات كهربائية مضبوطة، بهدف إحداث تغييرات في بطانة الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة لمرضى السكري من النوع الثاني، وهو ما يساعد على التوقف عن تناول الإنسولين، والاستمرار في التحكم بنسبة السكر في الدم. وتقول سيلين بوش، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الجمعة الموقع ال

حازم بدر (القاهرة)
آسيا شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

شويغو: روسيا تعزز قواعدها في آسيا الوسطى لمواجهة أميركا

نقلت وكالة الإعلام الروسية الحكومية عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله، اليوم (الجمعة)، إن موسكو تعزز الجاهزية القتالية في قواعدها العسكرية بآسيا الوسطى لمواجهة ما قال إنها جهود أميركية لتعزيز حضورها في المنطقة. وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، تملك موسكو قواعد عسكرية في قرغيزستان وطاجيكستان، لكن الوكالة نقلت عن شويغو قوله إن الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون إرساء بنية تحتية عسكرية في أنحاء المنطقة، وذلك خلال حديثه في اجتماع لوزراء دفاع «منظمة شنغهاي للتعاون» المقام في الهند. وقال شويغو: «تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها، بذريعة المساعدة في مكافحة الإرهاب، استعادة حضورها العسكري في آسيا الوسطى

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
TT

مدان بغوانتانامو يرفع دعوى قضائية لوقف خطة أميركية لإرساله إلى السجن في العراق

عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)
عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا في صورة قدمها محاموه (نيويورك تايمز)

يُحتجز عبد الهادي العراقي في السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو - كوبا منذ أكثر من 20 عاماً. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً والأضعف جسدياً في السجن العسكري.

جندي أميركي خارج أسوار معسكر غوانتانامو (متداولة)

العراقي، أقر بذنبه في تهمة قيادة متمردين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان، وهناك دعوى أمام محكمة فيدرالية، يوم الجمعة، في محاولة لوقف نقله من السجن العسكري الأميركي في خليج غوانتانامو بكوبا إلى سجن في العراق. كشفت العريضة التي قدَّمها محاموه عن مفاوضات علنية كانت جارية منذ بعض الوقت لنقل عبد الهادي العراقي (63 عاماً) إلى عهدة الحكومة العراقية رغم وجود احتجاجات من طرفه ومن قِبل محاميه بأنه قد يتعرض لسوء المعاملة والرعاية الطبية غير الكافية. وعبد الهادي، الذي يقول إن اسمه الحقيقي هو نشوان التمير، هو أكبر السجناء سناً وأكثرهم إعاقة في موقع الاحتجاز البحري نتيجة مرض أصاب العمود الفقري بالشلل، فضلاً عن إجراء 6 عمليات جراحية في القاعدة. وكان قد أقر بذنبه، عام 2022، في اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وقبول المسؤولية عن تصرفات بعض القوات الخاضعة لقيادته، في اتفاق لإنهاء عقوبته عام 2032. تَضَمَّنَ الاتفاق إمكانية أن يقضي عقوبة السجن في عهدة دولة أخرى أكثر ملاءمة لتوفير الرعاية الطبية له. وقال محاموه إن الخطة الأميركية تتمثل في أن تقوم الحكومة العراقية بإيوائه في سجن الكرخ خارج بغداد، وهو الموقع السابق لعملية اعتقال أميركية تسمى «كامب كروبر»، كان فيها مئات السجناء في السنوات السابقة.

معسكر «العدالة» في خليج غوانتانامو بكوبا العام الماضي (نيويورك تايمز)

وقال المحامون في ملفهم المكوَّن من 27 صفحة: «بسبب إدانته هنا والمشكلات التي لا تُعد ولا تحصى التي يعاني منها نظام السجون في العراق، لا يمكن إيواء السيد التمير بأمان في سجن عراقي». وأضافوا: «إضافة إلى ذلك، فإنه لا يعتقد أن الحكومة العراقية يمكن أن توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها لحالته التي تفاقمت بسبب الرعاية الطبية غير الكافية أثناء وجوده في غوانتانامو». وتسعى الدعوى إلى إحباط صفقة هي جزء من محاولة إدارة بايدن لتقليل عدد المحتجزين في السجن قبل أن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه. وقد أُعيد 4 سجناء إلى الوطن خلال أقل من شهر، من بينهم رجلان ماليزيان أقرا، مثل عبد الهادي، بذنبهما في ارتكاب جرائم حرب. وخلافاً لعبد الهادي، لم يعترض أي من هؤلاء الرجال الأربعة، بمن فيهم مواطن تونسي ومواطن كيني، على تسليمهم إلى أوطانهم. من غير المعروف متى تعتزم وزارة الدفاع الأميركية تسليم عبد الهادي إلى العراق. بيد أن وزارة الدفاع أبلغت الكونغرس بالخطة في 13 ديسمبر (كانون الأول). وإذا التزمت الإدارة الأميركية بالاشتراط القانوني المتمثل في إخطار الكونغرس قبل 30 يوماً، فيمكن نقله من غوانتانامو في الأسبوع الذي يصادف 12 يناير (كانون الثاني) 2025.

مدخل معسكر «دلتا» في غوانتانامو حيث يُحتجز سجناء «القاعدة» و«طالبان» (نيويورك تايمز)

ووافق المحامون الحكوميون على سرعة معالجة هذا التحدي، وأخطروا القاضي إيميت جي. سوليفان من المحكمة الجزئية الأميركية في مقاطعة كولومبيا بأنهم يودون الرد على مسألة الأمر القضائي الأولي بحلول يوم الأربعاء. رفض المتحدثان باسم وزارتي الخارجية والعدل مناقشة القضية. مثّل عبد الهادي في الالتماس كل من بنجامين سي. ماكموراي وسكوت كيه. ويلسون، المحاميان العامان الفيدراليان في ولاية يوتاه. كما وقَّعت عليها السيدة سوزان هنسلر، وهي محامية تعمل في وزارة الدفاع، وتمثله منذ عام 2017. واستشهد المحامون بتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 حول المخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق والذي ذكر على وجه التحديد «ظروف السجن القاسية والمهددة للحياة». وطلبوا من المحكمة أن تمنع مؤقتاً نقله إلى حين النظر في القضية. «إن الضرر الدائم يبرر إصدار أمر أوَّلي بمنع النقل الفوري للسيد التمير إلى سجن عراقي لقضاء عقوبته». وُلد عبد الهادي في الموصل، بالعراق، عام 1961.

فرَّ من العراق عام 1990

وفرَّ من العراق عام 1990 لتجنُّب التجنيد في جيش صدام حسين لما كان أول غزو أميركي للعراق، ثم استقر في أفغانستان. في عامي 2003 و2004، في وقت مبكر من الغزو الأميركي، استخدمت قوات «طالبان» و«القاعدة» تحت قيادته بشكل غير قانوني غطاء المدنيين في الهجمات التي قتلت 17 من القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان.

على سبيل المثال، طلبت قواته من مقاتل أن يتنكر في هيئة سائق سيارة أجرة في سيارة محملة بالمتفجرات. في غوانتانامو، اعتمد على كرسي متحرك ومشاية ذات 4 عجلات، وهو محتجَز منذ سنوات في زنزانة مجهَّزة بمرافق لإيواء المعاقين.

وقال محاموه في ملفهم إن المسؤولين الأميركيين أبلغوهم بخطة إعادة عبد الهادي «قبل أسبوع من رأس السنة»، مضيفاً أن «المسؤولين الحكوميين أبلغوا محامي الدفاع بأنهم خلصوا إلى أن العراق هو الخيار (الوحيد)». اعترض كل من السجين والمحامين على النقل، وفقاً لما جاء في الملف، مشيراً إلى التزامات الولايات المتحدة بموجب القانون الدولي والدستوري بعدم إرسال شخص إلى بلد قد يتعرض فيه لسوء المعاملة. قال سكوت روهم من مركز ضحايا التعذيب، وهو منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه يدرك أن «كبار المسؤولين في وزارة الخارجية قد قرروا سابقاً أنه لا يمكن إرسال السيد التمير إلى سجن عراقي من دون انتهاك الحظر المفروض على التعذيب».

حواجز معسكر «دلتا» في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

وأضاف أن «تقارير حقوق الإنسان الخاصة بوزارة الخارجية، التي تتفق مع هذا القرار، ترى أن السجون العراقية مليئة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب. إذا كانت الحكومة الآن لديها وجهة نظر مختلفة، فيتعين عليها أن تفسر السبب، من خلال نشر تحليلها علناً».

* «نيويورك تايمز»