بعد شهر من الاضطراب الشديد والتراجعات الكبيرة في فبراير (شباط) الماضي نتيجة مخاوف رفع الفائدة الأميركية، افتتحت الأسواق العالمية شهر مارس (آذار) على تحسن للمعنويات، بعد بيانات قوية من الصين طمأنت المستثمرين الذين تنتابهم مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي. وسجل نشاط المصانع في الصين في فبراير نموا بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، وهو ما يمثل حالة استثنائية في آسيا، مع توقف نمو التصنيع في أماكن أخرى. وصعدت الأسهم الأوروبية بفضل شركات التعدين والمنتجات الفاخرة يوم الأربعاء، في حين حد تراجع سهم بنك بي. إن. بي باريبا، أكبر بنوك منطقة اليورو، من المكاسب. وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 في المائة، بحلول الساعة 0812 بتوقيت غرينتش، مستهلا الشهر بثقة بعد بداية قوية لهذا العام. وارتفعت أسهم شركات منتجات فاخرة مثل إل. في. إم. إتش وكيرينغ وبيرنو ريكار وإيرميس إنترناشيونال، التي تشهد توسعا كبيرا في الصين، ما بين 1.7 و2.1 في المائة. وقفز مؤشر الموارد الأساسية الأوروبي ثلاثة في المائة، بينما انخفض سهم بنك بي. إن. بي باريبا 2.9 في المائة بعد الإعلان عن استعداد جهة بلجيكية حكومية لبيع ثلث حصتها البالغة 7.8 في المائة في البنك.
كما عزز المؤشر نيكي الياباني مكاسبه ليغلق على ارتفاع يوم الأربعاء مع تحسن المعنويات بعد البيانات الصينية. وأغلق المؤشر مرتفعا 0.26 في المائة عند 27516.53 نقطة، بعد هبوطه بما يصل إلى 0.5 في المائة في وقت سابق من اليوم على درب المؤشرات الرئيسية في وول ستريت. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.23 في المائة إلى 1997.81 نقطة. وهبط داو جونز الصناعي الليلة السابقة 0.71 في المائة، كما انخفض المؤشر ستاندرد أند بورز 500 بواقع 0.30 في المائة، والمؤشر ناسداك المجمع 0.1 في المائة. وقفز سهم أجينو موتو اليابانية 9.31 في المائة بعد أن رفعت شركة الأغذية المصنعة توقعات أرباحها السنوية وأعلنت عن تبني سياسة توزيع الأرباح التصاعدية، مما دعم المؤشر القياسي. وصعد مؤشر قطاع منتجات الأغذية والمشروبات 0.7 في المائة. كما ارتفع مؤشر أسهم شركات استكشاف النفط 2.81 في المائة وتصدر الرابحين من بين 33 مؤشرا فرعيا في بورصة طوكيو. وتراجعت أسهم قطاع البنوك 0.294 في المائة بعد أن ارتفعت تسعة في المائة حتى الآن هذا العام.
ومن جانبها، ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى لها في أسبوع يوم الأربعاء مع تراجع الدولار، ومع ذلك تسببت المخاوف من زيادات أسعار الفائدة الأميركية على خلفية التضخم المرتفع على مستوى العالم في كبح المكاسب.
وواصل الذهب مكاسبه في المعاملات الفورية للجلسة الثالثة وارتفع 0.4 في المائة إلى 1834.75 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0701 بتوقيت غرينتش. كما زادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.3 في المائة إلى 1842.90 دولار. وقال مات سمبسون، كبير محللي السوق في سيتي إندكس: «قد تكون المحطة التالية للذهب هي منطقة 1850 - 1860 دولارا، وعند هذه النقطة سننتظر ذروة أخرى».
وسجل المعدن النفيس في فبراير الماضي أسوأ شهر له منذ يونيو (حزيران) 2021 بعد سلسلة من البيانات الأميركية التي أشارت إلى مرونة الاقتصاد وزيادة عدد الوظائف المتاحة في سوق العمل، ما أثار المخاوف من أن يواصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم. وهبط مؤشر الدولار 0.2 في المائة، ما يجعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية في متناول المشترين من حائزي العملات الأخرى. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية واحدا في المائة إلى 21.13 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 1.1 في المائة إلى 962.96 دولار، وكذلك ارتفع البلاديوم اثنين في المائة إلى 1441.77 دولار.
الأسواق تزحف للتخلص من «مخاوف فبراير»
البيانات الصينية تحسن المعنويات
الأسواق تزحف للتخلص من «مخاوف فبراير»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة