«مشروع الشارقة الثقافي» كتاب جديد للشاعر محمد غبريس

«مشروع الشارقة الثقافي» كتاب جديد للشاعر محمد غبريس
TT

«مشروع الشارقة الثقافي» كتاب جديد للشاعر محمد غبريس

«مشروع الشارقة الثقافي» كتاب جديد للشاعر محمد غبريس

احتفاءً بمشروع الشارقة الثقافي العربي ورسالته العالمية، ومحاولة لرصد تجربة الشارقة بوصفها عاصمة للثقافة والفنون، صدر حديثاً عن «ميتافيرس برس» كتاب «أبجدية الإبداع.. مشروع الشارقة الثقافي» للشاعر والإعلامي محمد غبريس، يتناول فيه الإنجازات والأنشطة والمبادرات والمشروعات الثقافية المختلفة، والجهود التي تبذلها مدينة الشارقة في مجال النشر والطباعة ودعم الكتاب والمجلات الثقافية، فضلاً عن دورها في تعزيز المعرفة بمختلف مشارب الإبداع الفكري والفني، والذي يعبّر عن صورة الفعل الثقافي في الشارقة.
وأكد غبريس أنه عندما وضع الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، اللبِنة الأولى لمشروع الشارقة الثقافي، كان يتطلّع إلى الغد بعيون ثاقبة وحكيمة ورؤى نيّرة وواضحة، مستلهماً من التاريخ العبر والدروس لمواجهة مخاطر الواقع والإجابة عن أسئلة المستقبل، فالرهان على الثقافة والمعرفة هو رهان بناء الأمم وصون المجتمعات وضمان الحفاظ على الهوية والتراث واللغة.
وأشار إلى أن المتابع لمشروع الشارقة الثقافي يمكنه التعرف على مقوماته من بنى مؤسسية ومعالم علمية وثقافية وتعليمية ومعرفية متطورة أدت أدواراً مميزة، فاستطاعت ترجمة التوجيهات والرؤى ونقل الأفكار إلى إنجازات تفاعل معها كل العالم؛ لما قدَّمته وتقدِّمه في مجال التنمية الإنسانية والفكرية والتنويرية، وقد مثّلت دائرة الثقافة بحكومة الشارقة المحرِّك الأساسي لدينامية العمل الثقافي المؤسسي، من خلال وضع ومتابعة تنفيذ برامج النشاطات اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية والسنوية.
ويقدّم الكتاب إضاءة على مقوّمات مشروع الشارقة الثقافي من خلال مجموعة من المقالات والافتتاحيات التي نُشرت بمجلة الشارقة الثقافية في كل أعدادها المتواصلة، ويتضمن إطلالة على سيرة حاكم الشارقة الذي أثرى المكتبة العربية بعدد من المؤلفات المهمة التي تحمل قيماً إبداعية ومعرفية وتاريخية، ووقفة مع رسالة الشارقة إلى العالم وحضورها الباهر في المحافل الثقافية والأدبية على الصعيدين العربي والدولي، وكيف أصبحت الشارقة مركز الجذب الأول لكل الأطياف الثقافية العربية من دون تمييز، وتحولت إلى مدينة مركزية للتواصل بين المثقفين.
يحتفي الكتاب بأيام الشارقة المسرحية التي اكتسبت مكانتها العربية والعالمية، انطلاقاً مما حققته من تجربة ثرية ومسيرة عطِرة وسعيها الدائم إلى تأصيل المسرح العربي وإبراز هويته، ويرصد الخطوات التي سعت الشارقة إلى اتباعها في تأسيس مشروع ثقافي حضاري وتنويري ذي رسالة إنسانية عالمية جعلها عاصمة عالمية للكتاب، وكيف وقفت في مقدمة الغيورين والمتصدّين للدفاع عن اللغة العربية والحفاظ على صفائها وسَعتها وثرائها وتشجيع الإبداع بها.
وتوقّف غبريس عند الجهد الهائل الذي يبذله حاكم الشارقة في البحث عن المخطوطات وجمعها من مختلف أنحاء العالم، مسلّطاً الضوء على مبادرة إنشاء بيوت للشعر في الوطن العربي، ومبادرة إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية، وكذلك تأسيس رابطة للشعر الشعبي.
ويلحظ الكتاب حرص الشارقة على الاحتفاء دوماً بالأدب والأدباء في الوطن العربي، وتقديم الجوائز والتحفيزات لهم؛ إيماناً منها بأن الجوائز ركن أساسي في الحركة النهضوية الفنية والأدبية، كذلك حرصها على وحدة تكامل الفنون وتضافرها، خصوصاً في مجالات الرسم، والنحت، والخزف، والجرافيك، والتصوير الضوئي، والخطّ العربي، والزخرفة.
ويقرأ الكتاب تجربة مشاركة الشارقة في معارض الكتب محلياً وعربياً وعالمياً، فضلاً عن دور معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أعاد كتابة التاريخ العربي المجيد والمحطّات المضيئة لازدهار الثقافة والفكر والأدب والعلم، وهو يواصل تحقيق رسالته بجعل الشارقة قِبلة للكتاب ومحطة عالمية للثقافة.
وأخيراً يتساءل الكاتب مؤكداً أننا بحاجة إلى مشروع ثقافي عربي يعيد الاعتبار إلى الثقافة العربية باعتبارها أولوية مُلحّة لا غنى عنها، وقضية تستحق التضحية والعطاء.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«بونهامز» تحتفي بالإبداع الفني للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)
لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)
TT

«بونهامز» تحتفي بالإبداع الفني للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)
لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)

سوف تتصدر لوحة «فيثاغور وثوت»، وهي لوحة كبيرة ومثيرة للإعجاب من أعمال الفنان «واتارا واتس» (مواليد 1957)، مزاد دار «بونهامز كورنيت دي سانت سير» للفن الأفريقي والشرق الأوسطي الحديث والمعاصر في باريس في 26 سبتمبر (أيلول) 2024، وتُقدر قيمتها بما يتراوح بين 45 و65 ألف يورو. وسوف يعرض هذا المزاد الانتقائي للغاية من الأعمال الفنية لوحات ورسومات وأعمال نحتية لفنانين أفارقة معروفين، من بينهم الفنانة «باسكال مارتين تايو»، والفنانة أبوديا، إضافة إلى أسماء شرق أوسطية مثل «فريكريت معلا»، و«تشارلز حسين زندرودي»، و«فخر النسا زيد».

لوحة «فيثاغور وثوت» وهي لوحة كبيرة ومثيرة للإعجاب من أعمال «واتارا واتس» (بونهامز)

علقت جولي ماثون، المتخصصة في الفن الأفريقي الحديث والمعاصر في الدار قائلة: «أواتارا واتس رسام يتميز عمله بالتصوير، والإيماءات، واللمسات، مع التركيز على تقاطع الجماليات التي نتقاسمها بصفتنا بشراً. بعد تنظيم مبيعات الفن الأفريقي الحديث والمعاصر في باريس منذ عام 2022، تُكرم دار بونهامز هذا العام الفنانين من الشرق الأوسط جزءاً من شراكة مع مينارت». وأضافت نور سوسي، رئيسة قسم الفنون الحديثة والمعاصرة في الشرق الأوسط بالدار: «يسر دار بونهامز أن تُقيم شراكة مع (مينارت)، وأن تعرض على جامعي الفنون العالميين الأعمال الفنية من قِبَل فناني العصر الحديث والمواهب الشابة من القارتين. ومن بين الفنانين البارزين (تشارلز حسين زندرودي)، و(فخر النسا زيد) من الشرق الأوسط، و(وتارا واتس) و(باسكال مارتين تايو) من أفريقيا».

لوحة لباسكال مارتين تايو (بونهامز)

وعلى مدى أربع سنوات، منذ إنشائه في عام 2021، سلط معرض مينارت الدولي للفنون في باريس الضوء على الفنانين المعاصرين والحديثين من بلاد الشام والخليج العربي والشمال الأفريقي، وستركز دورة هذا العام، (من 20 إلى 22 سبتمبر)، حصرياً على المشهد الفني للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يدرس إرث الفنانات الرائدات ويسلط الضوء على المبدعات المعاصرات والناشئات.

ومن جانبها قررت دار بونهامز تكريم الفنانات الرائدات، مسلطة الضوء على المبدعات المعاصرات، مثل الرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (1919-2002) حيث تعرض لها لوحة تحمل اسم «منظر المدينة» تعود لعام 1998 (السعر التقديري: من 7 آلاف إلى 10 آلاف يورو). وتبرز اللوحة استخدام زينب عبد الحميد للألوان الزاهية وضربات الفرشاة الديناميكية المفعمة بالحيوية، وهو ما يخلق شعوراً بالحركة والإيقاع في جميع أجزاء لوحتها، لتجذب عين المُشاهد من خلال المَشاهد المزدحمة. وتضيف التفاصيل المعقدة للهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية الحضرية إحساساً بالعمق والملمس إلى التكوين، في حين أن غياب الأشكال الصلبة أو الظلال يمنح اللوحة جودة أثيرية أشبه بالفنون التصويرية.

لوحة «شروق الشمس» للفنانة فخر النسا زيد (بونهامز)

كما تعرض الدار عملاً للفنانة فخر النسا زيد (1900-1991) وكانت واحدة من أوائل النساء اللواتي التحقن بأكاديمية الفنون الجميلة في إسطنبول. ثم جاءت إلى باريس في أكاديمية رانسون تحت إشراف روجيه بيسييه. ثم شاركت في سلسلة من المعارض الدولية المنفردة في لندن، وباريس، ونيويورك، والشرق الأوسط قبل أن تستقر في عَمان بدءاً من عام 1976، بعد وفاة زوجها الأمير زيد. من عمل الفنانة تعرض الدار لوحة «شروق الشمس» عام 1961، وهي عبارة عن تكوين تجريدي ضخم يقف شاهداً على قدرة فخر النسا زيد على مزج اللون مع العاطفة والشكل (السعر التقديري: من 50 إلى 80 ألف يورو). أما «رضا ديراكشاني» فهو رسام وشاعر وموسيقي وفنان أداء، ولد في سانغسار، بإيران عام 1952. بعد تجربة التجريد الخالص في بداية مسيرته الفنية في الثمانينات من القرن الماضي، عندما كان مرتبطاً بالتعبيريين الجدد، ابتكر الفنان أسلوبه الفني الشخصي الذي يمزج العناصر التجريدية والتصويرية من كل من الثقافات الغربية والشرقية. إنه يستكشف الطبيعة، وكذلك الحالات العاطفية وموضوعات المنفى والغربة.

لوحة «سلسلة الرمان» غير المعنونة من أعمال الفنان رضا ديراكشاني (بونهامز)

أما لوحة (سلسلة الرمان) غير المعنونة من أعمال الفنان رضا ديراكشاني فهي عبارة عن لوحة زيتية مضيئة على قماش تم تنفيذه على لوحتين في عام 2008. (السعر التقديري: من 45 إلى 55 ألف يورو). كما يشتمل المزاد، الذي يتألف من 74 قطعة، عملاً لـ«تشارلز حسين زندرودي»، المولود عام 1937، وهو أحد أبرز الفنانين المعاصرين في إيران، ويعد الأب المؤسس للتقاليد الإيرانية الجديدة. يمزج زندرودي بين الزخارف الفارسية التقليدية مع الجماليات الطليعية المتميزة في لوحته «نيولاكيتا» من عام 1981 على القماش من مجموعة خاصة (السعر التقديري: من 50 إلى 70 ألف يورو).